وضوء في المنام: المعاني والدلالات عند ابن سيرين والنابلسي

اكتشف تفسير رؤية وضوء في المنام ومعانيه عند ابن سيرين والنابلسي: بشارات الفرج وقضاء الدين عند إتمام الوضوء، وتحذيرات الماء الحار والصلاة بلا وضوء.

فريق مفاتيح المنام
9 دقيقة
وضوءالوضوء في المنامتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسي
وضوء في المنام: المعاني والدلالات عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يحمل الوضوء في المنام دلالات متعددة.

ويذكر ابن سيرين أن من رأى كأنه يتوضأ أو يغتسل في سرب، فإنه يظفر بشيء كان قد سُرق منه . ويوضح أن من رأى أنه يتوضأ ثم دخل في الصلاة، فإن ذلك يدل على خروجه من الهموم وشكره لله تعالى على الفرج .

ويضيف محمد بن سيرين أن من رأى كأنه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به، فهو في هم ينتظر الفرج ول يناله .

وإذا رأى شخص أنه يصلي بغير وضوء، فإن ذلك يؤول بحسب حاله؛ فإذا كان تاجرًا، فإنه يتجر من غير رأس مال. وإذا كان أميرًا، فلن تجتمع له الجنود. وإن كان محترفًا، فلن يستقر له قرار . ويشير ابن سيرين إلى أن من رأى أنه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز فيه الصلاة، فإنه يكون متحيرًا في أمره ولا يجد منه خلاصًا .

ويفند ابن سيرين أن الوضوء في المنام قد يدل على أمانة يؤديها الرائي، أو دين يقضيه، أو شهادة يقيمها .

وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلاً من أمته قد بسط عليه عذاب القبر، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك .

وفي موضع آخر، يذكر ابن سيرين أن من رأى حوضًا وتوضأ منه، فإنه ينجو من هم .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن للوضوء في المنام دلالات متعددة.

يذكر النابلسي أن الوضوء على الوضوء بالماء الذي يجوز به الوضوء يدل على أنه "نور على نور"، وقد يشير إلى قضاء الحوائج عند أهل البصائر؛ فإذا اكتمل الوضوء دل على بلوغ القصد، وإلا فلا . أما إذا كان الوضوء بما لا يجوز به كاللبن أو العسل، فيدل على الدين، ويُعد الوضوء صالحاً في جميع الأديان وأماناً من الله تعالى .

ويوضح عبد الغني النابلسي أن الوضوء للصلاة يدل على الأمان من الله تعالى مما يخافه الرائي من عدوه . ويشير إلى أن من توضأ في سرب أو اغتسل، فإنه يظفر بشيء سُرق منه .

ومن قوله، فإن من توضأ وأتم وضوءه، فإن كان مهموماً فرّج الله همه، أو كان خائفاً أمّنه الله مما يخاف، أو كان مريضاً شفاه الله، أو كان مديوناً قضى الله دينه، أو كان مذنبًا كفر الله ذنوبه . ويرى النابلسي أن الوضوء قد يعني أداء أمانة، أو قضاء دين، أو إقامة شهادة .

ويذهب إلى أن من رأى أنه لم يتم وضوءه وتُعذر ذلك عليه، فإن أمره الذي يطلبه لن يتم، ولكن يُرجى له النجاح من قبل الوضوء . وينبه النابلسي إلى أن الوضوء بماء سخن، أو الاغتسال به، أو شربه، يصيب صاحبه هم أو مرض .

ويفيد أن من كان يطلب وضوءًا ولا يجده، فإن الأمر يتعسر عليه حتى يتوضأ ويتم وضوءه، ثم يسهل عليه .

ويبين عبد الغني النابلسي أن الوضوء في فراشه وهو في مرض شديد ولا يقدر على القيام، يدل على مفارقة زوجه أو صديقه . ويضيف أن الوضوء في البيت الذي يسكنه، فإنه لا يسكن فيه .

ويذكر النابلسي أن أما الوضوء في الأسواق العامرة أو الحمامات، فيدل على غضب الله وملائكته، وفضيحة كبيرة، وخسارة عظيمة، وظهور ما يخفيه وفضيحة به . ويستثني النابلسي أن الوضوء في مزبلة أو شط البحر في موضع يتوضأ فيه الناس، يدل على خفة وذهاب الهم والوجع .

ويفرق النابلسي أن من رأى أن صاحبه توضأ على رأسه، أصابه منه مضار كثيرة ووقع في فضيحة شديدة وغم .

ويذهب عبد الغني النابلسي إلى تفسير من صلى بغير وضوء؛ فيذكر أنه إن كان تاجراً، فتلك تجارة ليس لها رأس مال . وإن كان صانعاً، فليس له مأوى . وإن كان صاحب ولاية، فليس له جند . أما إن صلى بغير وضوء في موضع لا تجوز فيه الصلاة كالمزبلة، فإنه متحير في أمر لا يزول عنه ويطلبه ولا يقدر عليه .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الوضوء في المنام غالبًا بشارة بالأمن والفرج وقضاء الحوائج إذا تمّ الوضوء وأُحسن، وهو علامة على أداء الأمانات أو قضاء دين، ويقوى المعنى إن اقترن بالدخول في الصلاة. أما تعذّر إتمام الوضوء فيدل على تعذّر أمر يطلبه الرائي، والوضوء بما لا يجوز به أو الصلاة بلا وضوء يشير إلى عملٍ بلا أساس أو تحيّر في أمر لا يتم على وجهه. ويُكره الوضوء بالماء الحار لما فيه من دلالة همّ أو مرض. هذا كله على وجه الرجاء، ويختلف بقرائن حال الرائي وتفاصيل رؤياه. التحليل:

  • الرموز والعناصر:
    • الوضوء نفسه: دالٌّ على الأمان من الله، وقضاء الحوائج، وبلوغ المقاصد إن كمل الوضوء، ووُصف بأنه “نور على نور” في الخبر، لما فيه من طهارةٍ تُوصل إلى الصلاة والطاعة.
    • إتمام الوضوء أو تعذّره: إتمامه أمارة فرج للهم، وأمنٍ للخائف، وشفاءٍ للمريض، وقضاءٍ للدين، وتكفيرٍ للذنوب؛ وعدم إتمامه علامة على أن الأمر المطلوب لا يتمّ للرائي.
    • نوع الماء: الوضوء بما يجوز به محمود، وبما لا يجوز به يدل على جهدٍ منتظرٍ لا يُدرك فرجه؛ والماء الحار يؤوَّل بهمٍّ ومرض.
    • المكان والهيئة: الوضوء في سِرْبٍ أو اغتسال فيه نيلُ شيءٍ مسروقٍ سابقًا، أمّا الصلاة بلا وضوء فهي كتجارة بلا رأس مال للتاجر، ولصاحب الولاية بلا جند، وللمحترف بلا استقرار، وإن كانت في موضع لا تجوز فيه الصلاة فهي تحيّرٌ في أمرٍ لا يُقدر عليه.
    • اقترانه بالصلاة: من توضأ ثم دخل الصلاة خرج من الهمّ وشكر الله على الفرج، وهو أبلغ في البشارة عند اجتماع الطهارة والعبادة.
  • الربط بالمصادر العربية والإسلامية:
    • الوضوء شرطٌ للصلاة وطهارةٌ ظاهرة، ولذلك جرى عند المعبرين على أنه أمانٌ، وتهيؤٌ لخيرٍ قادم، وقضاءُ حوائج إذا تمّ، حتى عبّر عنه النابلسي بأنه “نور على نور” ودلالته على قضاء الحاجات وبلوغ القصد إن كمل الوضوء.
    • وفي روايات التعبير عند ابن سيرين: الوضوء أو الغسل في سِرْبٍ ظفرٌ بما سُرق، والدخول في الصلاة بعد الوضوء خروجٌ من همٍّ، والوضوء بما لا يجوز همٌّ منتظر لا يُنال فرجه، والصلاة بلا وضوء صورةُ عملٍ بلا أساسٍ صحيح؛ كما نقل أيضًا أثرًا أن وضوء المرء ينقذه من عذاب القبر، وهو على معنى أن الطهارة عملٌ صالحٌ دافعٌ للعقوبة بإذن الله.
  • التفسير النفسي والحياتي:
    • الوضوء رمز “تهيئة” نفسية وسلوكية: استعدادٌ لبداية صحيحة، وترتيبٌ للأولويات، وتخفيفٌ من الضغوط عبر إصلاح الأسباب. اكتمال الوضوء يعكس اكتمال أدواتك لتحقيق هدفك؛ وتعذّره قد يشير لعوائق موضوعية أو نقصٍ في الوسائل أو المعرفة. تحذير “الصلاة بلا وضوء” يشبه الدخول في مشروعٍ دون مقوّمات أو في بيئة غير مناسبة، ومن ثمّ يأتي العسر والتحيّر حتى تُصحَّح القاعدة.
    • إذا كان الرائي مهمومًا أو مديونًا فصورة الوضوء التام تبشر بالفرج وقضاء الدين، أما إن رأى ماءً حارًّا أو تعذّر الإتمام فالمعنى ميّالٌ إلى تنبيهٍ بوجود سببٍ للهمّ أو الحاجة إلى مراجعة الأسباب ومعالجة الجذور قبل الإقدام. نصيحة عملية:
  • إن كانت رؤياك مطلقة بلا تفاصيل، فالأصل حملها على عموم بشارة الطهارة والاستعداد لخيرٍ مع لزوم إصلاح السبب في اليقظة: راجع نيتك، رتّب شؤونك، واقضِ ما عليك من حقوق، وأكثر من الاستغفار والعمل الصالح، فهذه معانٍ أكدها المعبرون عند اكتمال الوضوء واقترانه بالصلاة.
  • وإن كان في رؤياك إحدى الصور المكروهة كالماء الحار أو الصلاة بلا وضوء، فاجعلها تنبيهًا رفيقًا لمراجعة خطواتك، وتثبيت الأساس قبل الشروع، ودفع أسباب الهمّ بالاستعانة بالله وأخذ الأسباب الدنيوية الكافية. إن رغبتَ بتعبيرٍ أدقّ، فاذكر: حالك (ديْن/همّ/مرض)، صفة الماء (بارد/حار/نظيف)، هل تمّ الوضوء أم لا، المكان، وهل تبع الوضوء صلاة؛ فبهذه القرائن يترجّح المعنى وفق الأصول المعتبرة.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 38-39. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 209. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1357-1358.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1358-1359.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1359-1360.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.