منازل الكواكب في المنام: معاني ابن سيرين والنابلسي

اكتشف تفسير منازل الكواكب في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: رموز المنازل بالاشتقاق، ودلالات الكواكب والنجوم والشمس والقمر، ومتى تدل على خير أو نذارة.

فريق مفاتيح المنام
14 دقيقة
منازل الكواكبتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيرؤية الكواكب في المنام
منازل الكواكب في المنام: معاني ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، لم يرد تفسير مباشر لمصطلح "منازل الكواكب" بالمعنى المحدد للأبراج الفلكية، إلا أن المؤلف قدّم تفسيرات شاملة لرؤية الكواكب والنجوم والشمس والقمر في المنام، تحمل دلالات متعددة.

ويرى ابن سيرين أن رؤية الكوكب بحد ذاته تدل على الشرف والرفعة. ومن رأى أنه أمسك بكوكب، رزق ولدًا شريفًا وكبيرًا. وإذا امتدت يده إلى السماء وأخذ النجوم، نال سلطانًا وشرفًا. كما أن طلوع سهيل مبشر بالدبار إلى آخر العمر، وطلوع الزهرة والمشتري يدل على نيل القبول. أما من ركب كوكبًا، فيشير ذلك إلى حصوله على سلطان، وولية، وخير، ومنفعة، ورياسة.

ويشير محمد بن سيرين إلى أن ذهاب الكواكب من السماء قد يعني ذهاب المال للغني، والموت للفقير. ومن رأى كواكب صغيرة بيده، نال ذكرًا وسلطانًا بين الناس. والكوكب الذي يظهر على فراشه يدل على أن صاحبه سيصبح مذكورًا ويفوق أقرانه، أو أنه سيخدم رجلًا شريفًا.

وإذا اجتمعت الكواكب وأضاءت، دل ذلك على نيل خير من جهة السفر، أو رجوع المسافر إلى أهله مسرورًا. وفي المقابل، فإن رؤية الكواكب تحت سقف البيت تعد دلالة سيئة، وتنذر بخراب البيت وموت رب البيت.

ويفيد ابن سيرين أن أكل النجوم في المنام يعني أن الرائي يستأكل الناس ويأخذ أموالهم. ومن أتلف النجوم دون أكلها، فقد تتدخل أشراف الناس في أمره، وقد يسب الصحابة رضي الله عنهم. أما من امتص النجوم، فيتعلم علمًا من العلماء.

ويوضح محمد بن سيرين أن الثريا ترمز لرجل حازم الرأي يرى الأمور المستقبلية، ويرتبط وقت طلوعها بفصول السنة. وقد تدل على رجل كاهن إن أشارت إلى فساد الدين، أو تدل على التجارة الرابحة. وسقوط الثريا قد يدل على موت النعام وفقدان الثمار، وقيل إنها تدل على الموت لسمها.

ويضيف ابن سيرين أن الكواكب السيارة يمكن أن تمثل شخصيات ذات سلطة، فزحل صاحب عذاب الملك، والمشتري صاحب الملك، والمريخ صاحب حرب الملك، والزهرة امرأة الملك، وعطارد كاتب الملك، وسهيل رجل عشار، والشعرى تدل على عبادة غير الله.

ثم يستدرك ابن سيرين، فيذكر أن تحول الرائي إلى نجم يدل على نيله شرفًا ورفعة. ورؤية النجوم على الرأس، إن كان الرائي مريضًا، فهي موت، وإن كان عليه ديون، طُلب بأدائه. وإن عاد جسده أو رأسه نجومًا، ولمن له على الناس نجوم منجمة، استلمها واجتمعت له. وجمع النجوم من الأرض أو السماء يدل على استلام ما هو مستحق.

ويشير محمد بن سيرين إلى أن سقوط نجم على من له غائب يدل على قدوم غائبه. وإن سقط على حامل، ولدت غلامًا شريفًا مذكورًا، إلا إذا كان النجم مؤنثًا (مثل بنات نعش، الشعرين، الزهرة)، فحينها يكون المولود جارية بقدر جمال النجم، وقد يدل ذلك على موت الحامل إذا شوهدت دلائل أخرى.

ويرى ابن سيرين أن رؤية الكواكب بالنهار دليل على الفضائح، والاشتهار، والحوادث الكبيرة، والمصائب، والبوار، وذلك حسب عموم الرؤيا وقلتها. وإن اجتمعت النجوم في دار ولها نور وشعاع، نال أهل الدار فرحًا وسرورًا واجتمع عندهم أشراف الناس. وإن لم يكن لها نور، فهي مصيبة تجمع أشراف الناس. ومن اقتدى بالنجوم، فهو على ملة الحق. ومن سرق نجمًا من السماء، سرق من ملك شيئًا له خطر، وفقد رجلًا شريفًا.

كما أوضح محمد بن سيرين أن اقتتال كوكبين قد يدل على خلاف أو حرب بين ملكين أو وزيرين أو رجلين عظيمين. وإذا لم يكن معهما نجوم ورأى ذلك في خاصته أو بيته، فإن الخلاف يكون بين امرأتين شريكتين أو زوجتين. وإذا رأت المرأة ذلك أو العبد، فقد يدل على تقاتل الزوج أو السيد مع أخيه أو رجل شريف. وبالنسبة للعبد، قد يدل على خصام بين بائعه ومشتريه، وبالنسبة للمرأة، قد يدل على شر بين ولديها أو بين والدها وزوجها أو زوجها وابنها، خاصة إذا كان أحد النجمين أكبر من الآخر.

وينبه ابن سيرين إلى أن سقوط النجوم في الأرض أو البحر، أو احتراقها، أو التقاط الطير لها، يدل على موت أو قتل بين الناس. ومن ملك النجوم في حجره أو رعاها أو حركها في الهواء، فنال سلطانًا أو تولى ولاية أو قضاء أو إفتاء، وإن كان أقل أهلية، فقد ينظر في علم النجوم.

وذكر محمد بن سيرين أن كون السماء خضراء يدل على كثرة الزرع، وصفراء تدل على الأمراض، وحديد تدل على قلة المطر. ومن خر من السماء، فقد يكفر. وإن انشقت السماء وخرج منها شيخ، دل على جدب ثم خصوبة. وإن خرج شاب، دل على عدو وظهور عداوة. وإن خرجت غنم، فهي غنيمة. وإن خرجت إبل، فسوف يمطرون. وإن خرج سبع، فسيبتلون بجور سلطان.

ويذهب ابن سيرين إلى أن رؤية السماء عمومًا قد تعني السفر نحو المشرق ونيل سلطان عظيم. وسرقة السماء وتخبئتها قد تعني سرقة مصحف ودفعه للزوجة. والصعود إلى السماء من غير مشقة يدل على نيل سلطان ونعمة.

ويشير محمد بن سيرين إلى أن السحب التي تغطي الشمس تدل على مرض الملك، وإن بقيت الشمس محبوسة في السحاب، فهو موت للملك. وقد تدل الشمس على عالم، فإن انجلت السحب انجلى الغم عنه.

ويوضح أن القمر في الأصل هو وزير الملك أو سلطانه، والنجوم حوله جنوده أو زوجاته. وقد يدل على العالم أو الفقيه أو ما يهتدى به. ويدل على الولد، الزوج، السيد، أو الزوجة. ويزيد وينقص كالمال والبدان. رؤيته في أول الشهر تدل على الشفاء من المرض، وفي آخره تدل على قرب الأجل. ورؤيته للمسافر في أول الشهر تدل على قدومه، وفي آخره تدل على غربته.

وأن رؤية النجوم مجتمعة في داره ولها نور وشعاع، فإن أهل الدار ينالون عزة وكرامة ورزقًا. وأن ابتلاع الشمس يدل على عيش مهموم، وأن الملك إن رأى ذلك مات. ومن أصاب من ضوء الشمس شيئًا، آتاه كنز أو مال عظيم.

وإن نزلت الشمس على فراشه، دل على مرض وجسم ملتهب. وإن كان الفعل خيرًا، دل على خصب ويسار. وأخذ شيء من الشمس أو إعطائه ليس محمودًا. ورؤية الشمس على هيئتها وعادتها دليل خير. والزيادة والنقص فيها مضر. ومن وجد حر الشمس وآوى إلى الظل، نجا من حزن. ومن وجد بردًا في الظل وقعد في الشمس، ذهب فقره. ومن استمكن من الشمس وهي سوداء، اضطر الملك إليه في أمر.

ويختتم محمد بن سيرين بالقول إن اجتماع الشمس والقمر وملكهم ومعهم نور وشعاع، يدل على قبول القول عند أهل السلطة. وإن لم يكن نور، فلا خير. ورؤية الشمس والقمر طالعين عليه تدل على رضا الوالدين، وعدم شعاعهما يدل على سخطهما. ورؤيتهما أمامه أو خلفه أو عن يمينه وشماله، تدل على هم وخوف أو بلية وهزيمة. وسواد الشمس والقمر والنجوم يدل على تغير النعم. وكسوف الشمس يدل على حدث للملك.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "منازل الكواكب" لها دلالات مختلفة حسب كل منزلة.

فمنها:

  • رؤية الشرطين تدل على شرطة الحاكم أو اشتراط.
  • البطين يدل على البطنة.
  • الثريا تدل على الثراء.
  • الدبارن يدل على الإدبار أو الدبر.
  • الهقعة تدل على العقوق.
  • الهنعة تدل على الهناء والعنة.
  • الذراع اليماني يدل على اليمن.
  • الذراع الشامي يدل على الشؤم.
  • النثرة تدل على الانتثار والتفرق.
  • الطرفاء تدل على الطرف.
  • الجبهة تدل على المجابهة.
  • الزبرة تدل على الزجر والغيظ.
  • الصرفة تدل على الانصراف.
  • العواء يدل على الصراخ.
  • السماك الرامح يدل على الحرام.
  • الأعزل يدل على العزل.
  • الغفر يدل على المغفرة والأمان.
  • الزباني يدل على الزنا.
  • الإكليل يدل على التكليل للأعزب.
  • القلب يدل على الانقلاب.
  • الشولة تدل على الشولان والتشوف.
  • النعائم تدل على الإنعام والنعمة.
  • البلدة تدل على البلد أو ما بين الحاجبين.
  • سعد الذابح يدل على العدو.
  • سعد بلع يدل على اللعب.
  • سعد السعود يدل على السعادة.
  • سعد الأخبية يدل على الافتضاح أو السرقة.
  • المقدم يدل على التقدم.
  • المؤخر يدل على التأخير.
  • الرشاء يدل على الرشا أو الرشأ المليح.

ويشير النابلسي إلى أن الكوكب في المنام قد يؤول بأنه من أشراف الناس.

وفي سياق تفسير رؤية الكواكب، يبيّن النابلسي أن ذهاب الكواكب من السماء يعني ذهاب المال للغني، وموت الفقير. ويرى المؤلف أن رؤية كواكب عظيمة تضيء تدل على نيل خير وبر وسلطان ومعرفة. وإن رأى كوكباً عظيماً سقط من مكان، دل ذلك على موت رئيس في تلك البلدة. كما أن رؤية الكواكب مجتمعة ومضيئة تدل على نيل خير من جهة سفر، أو رجوع المسافر إلى وطنه مسروراً. وإذا رأى المرء أنه يأخذ كواكب صغاراً بيده، فإنه ينال ذكراً وسلطاناً بين الناس. وإن رأى كواكب على رأسه، فإنه يصير مذكوراً ويفوق أقرانه بخدمة رجل شريف.

ويضيف النابلسي أن من رأى أنه راكب كوكباً، فنال سلطاناً وولاية وقوة وخيراً ومنفعة ورياسة. ويرى أن رؤية الكواكب تحت السقف تدل على خراب البيت، أو موت صاحبه. وإن رأى في منزله كواكب كثيرة، كثر نسله. كما أن من رأى كواكب منيرة اجتمعت عنده في داره، اجتمع عنده قوم من الرؤساء. وإن رآها في منزله بلا نور، اجتمع عنده قوم من الأشراف في مصيبة.

ومن رأى كوكباً بيده، رزق ولداً شريفاً. وإن رأى أنه يسرق كوكباً، فإنه يسرق شيئاً له قيمة، وربما سرق مجوناً. ويرى أن كوكباً سقط من السماء إلى مكان تحدث فيه مصيبة في رجل من أشراف الناس.

وذكر النابلسي أن الكواكب عامة تدل على السلاطين وأشرافهم، والعلماء، وأغنياء الناس، ولكل أحد نصيبه بقدره. ويرى أن الكواكب السبعة السيارة تدل على الصناعات والتجارات والعلم والسلطنة. وإن رأى كوكباً ثاقباً مضيئاً، نال سروراً وفرحاً وانقياد الناس له.

أما تفسير أكل الكواكب، فيفيده النابلسي بأنه يعني أكل أموال الناس وإهلاكهم. وإن ابتَلع الكواكب من غير أكل، فإنه تخالطه أشراف الناس في أمره وسره، وربما شتم الصحابة. وإن امتص الكواكب، تعلم من العلماء علماً. ويرى أنه إن كان الرائي عرافاً وينظر في الأمور الفلكية ورأى أنه يأكل الكواكب، دل ذلك على عمل كبير وحسن حال، أما في سائر الناس، فتدل على الموت.

ويشير المؤلف إلى أن رؤية الكواكب تتناثر تعني موت الملوك الكبار، وتدل أيضاً على حرب يهلك فيها جماعة من الجنود. وأن الكواكب تتساقط على الأرض وتتلاشى تدل على هلاك قوم كثيرين. ويفرق بين أنواع الكواكب المتساقطة، فالعظام منها تدل على موت الرئيس والنبيل، والصغار منها تدل على موت المجهولين والمستضعفين. وإن رأى كواكب السماء تتساقط على رأسه، فذلك دليل على أنه سيصير أصلع ويتساقط شعر رأسه.

ويرى النابلسي أن رؤية الكواكب بالنهار تدل على الفضائح والشهرة، وعلى الحوادث الكبار والمصائب والبوار. أما كوكب الصبح، فيدل على زفاف العروس، فمن رآه في قصره ليلاً في ظلمة، فالعروس تزف إليه. والكواكب الصغار التي نورها قليل هي العبيد والإماء وعامة الناس. ومن صار كوكباً نال غنى. ويرى أن الكواكب التي تدل على الشتاء تدل على الهم والحزن، والتي تدل على الصيف تدل على المعيشة والخير.

ويشير المؤلف إلى أن العيوقان تدل على اتباع وأدلة على تسيير المنازل. كما أن رؤية بنات نعش، والدب الأصغر والأكبر، والنسر الطائر، والجوزاء، والسنبلة، والحمل، والدالي، وغيرها، تدل على ملك أو مداعبة أو معرفة اسمه، أو مصاحبة إنسان صادق، أو رزق ولد، أو زواج امرأة على خلق ذلك المسمى. والقط يعبر عن ولي الأمر أو الرجل العابد، والفرقدان هما خَدَمُهُ.

وفيما يتعلق بالسماء والفلك، يذهب النابلسي إلى أن رؤية السماء تدل على ما يعلو الرأس من قلنسوة وسقف، وعلى ما يتقى به من الأعداء كالسلطان، وعلى الولد لمن يحصنه كالزوجة والمال والدين. وربما دلت على الموت لمن لم ينزل منها إذا طلع إليها. وإن رأى السماء انقشعت، دل على البدعة والضلالة. والنزول من السماء إلى الأرض يدل على الصلح من الأعداء. ويرى أن ما ينزل من السماء من أقسام الخير يدل على نيل رزق حلال وعلم نافع، وما ينزل من أقسام الشر يدل على الهموم والأنكاد والآفات.

وإن رأى السماء اخضرت، دل على كثرة الزرع. وإن اصفرت، دل على الأمراض. وإن كانت من حديد، قل المطر. وإن رأى أنه سقط منها، كفر أو أصابته آفة من قبل رجل ظلوم. وإن انشقت وخرج منها شيخ، دل على جد لأهل تلك الأرض ونيلهم خيراً وخصباً وألفة وسروراً. وإن خرج شاب، دل على عدو يظهر وتحدث عداوة وتفريق. وإن خرج منها غنم، دل على غنيمة. وإن خرج إبل، يمطرون ويسيل فيهم سيل. وإن خرج سبع، يبتلون بجور سلطان ظلوم. وإن رأى أن السماء صارت رتقاً، حبس المطر. وإن انفتقت، كثر المطر والنبات. وإن رأى أبواب السماء مفتحة، كثرت الأمطار واستجيبت الدعوة. وإن رأى أبوابها مغلقة، حبست الأمطار. وإن رأى أنه نزل من السماء إلى الأرض، أصابه مرض شديد وخطر عظيم.

والسماء السابعة، التي هي لزحل، فإن من رآها نال عقاراً أو أرضين ووكلاء وفلاحين في عيش طويل، فإن لم يكن صاحب الرؤيا أهلاً لذلك، فتأويلها لرئيسه أو لعقبه أو لنظيره أو لسميه. وإن رأى أنه فوق السماء السابعة، نال رفعة عظيمة ولكنه يهلك. وإن رأى أنه فوق السماء، فإنه يموت ويرجع إلى الآخرة.

وفيما يخص الفلك، فيرى النابلسي أن من رأى أنه في الفلك الأول، فإنه يصاحب أميراً جائراً أو وزيراً كذاباً أو صاحب بريد. والفلك الثاني للكاتب الملك. ومن رأى أنه في الفلك الثالث، تزوج بامرأة أو بنسوة ينال بهن مراده. ومن رأى الفلك الرابع، فإنه يصاحب الخليفة أو ملكاً عظيماً، وإن لم يكن أهلاً، تزوج امرأة جميلة، وإن جرى معه، سافر إلى ملك. ومن رأى الفلك الخامس، رأى صاحب حرب الملك أو رجلاً ورعاً أو صاحب رجلاً كاملاً. ومن رأى الفلك السادس، نال علماً وفضلاً وكان حازماً في الأمور. ومن رأى الفلك السابع، لقي صاحب الملك. ومن رأى الفلك الثامن، نظر إلى ملك عظيم وصاحبه. ومن رأى الفلك التاسع، صاحب رجلاً جليلاً. ومن رأى الفلك العاشر (الفلك المحيط)، رأى الخليفة الأعظم إن كان في دار الإسلام، أو الملك الأعظم إن كان في إقليم آخر، أو قرب منه. وإن رأى أنه يدور في الفلك أو رأى فلكاً يرتفع شأنه ويبلغ أمنيته.

وفي تفسير الشمس والقمر والنجوم، يذكر النابلسي أن اجتماعهما مع نور وشعاع يعني قبول القول عند الملك والوزير والرؤساء، وإن لم يكن لها نور، فلا خير فيه. وإن رأى الشمس والقمر طالعين عليه، فإن والديه راضيان عنه، وإن لم يكن لهما شعاع، فإنهما ساخطان عليه. فإن رأى شمساً وقمراً حوله، يصيبه هم وخوف أو بلية أو هزيمة. وسواد الشمس والقمر والنجوم وتكديرها يدل على تغير الدنيا. ومن رأى شمسين اصطكتا، فهما ملكان يقتتلان. وكثرة الشموس أو الأقمار تدل على البدع والخوف وكساد المعاش. ومن رأى أنه سجد لشمس أو قمر، يرتكب إثماً عظيماً. ومن رأى شعاع الشمس يخرج منه، نال سلطاناً ودولة. ومن رأى الشمس مع الكواكب قاهرة لها، يقهر أعداءه ويزداد يساره. وتدل رؤية الشمس على الأرزاق والمعاش والهدى والشفاء في الشتاء، وعلى الهموم والفقر في الصيف. ورؤيتها في محل شرفها علو قدر، وفي محل هبوطها فقر وخسارة. وإن أكل الشمس، استفاد منها مالاً طائلاً. وإن أحرقته الشمس، هلك في محبة وجه جميل أو أصابته جائحة. وحمل المرأة للشمس زوج أو ولد جميل.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التعبير: لا أستطيع الجزم بتعبير رؤيا مخصوصة من عبارة “منازل الكواكب” وحدها؛ فهي غير كافية لتعيين مشهد أو حال الرائي. إن كانت رؤياك تدور حول رؤية “منازل الكواكب/النجوم” فأغلب دلالاتها عند أهل التعبير تُؤخذ من معاني أسمائها، ويُقدَّم وجه الخير ويُراعى حال الرائي. فضلاً زوّدني بوصف الرؤيا: متى كانت؟ ماذا رأيت تحديداً؟ وكيف كان شعورك؟

التحليل والبيان:

  • الرموز والعناصر:
    • “منازل الكواكب/النجوم”: نقل النابلسي معاني هذه المنازل بالاشتقاق واللفظ، فجعل لكل منزلة دلالة من اسمها. من أمثلتها: الشرطين (شرطة/اشتراط)، البطين (بطنة)، الثريا (ثراء)، الدبران (إدبار)، الهقعة (عقوق)، الهنعة (هناء/عُنّة)، الذراع اليماني (يُمن) والشامي (شؤم)، النثرة (انتثار)، الطرف (طرف)، الجبهة (مجابهة)، الصرفة (انصراف)، العواء (صراخ)، السماك الرامح (حرام)، الأعزل (عزل)، الغفر (مغفرة وأمان)، القلب (انقلاب)، الشولة (تشوّف)، النعائم (إنعام/نعمة)، البلدة (بلد/ما بين الحاجبين)، سعد الذابح (عدو)، سعد بُلَع (لعب)، سعد السعود (سعادة)، سعد الأخبية/الخبايا (افتضاح/سرقة)، المقدَّم (تقدُّم)، المؤخَّر (تأخير)، الرِّشاء (الرشا/الرشأ الحَسَن).
    • “الكواكب” عامةً: تُعبَّر بالأشراف والسلطان والعلم والرفعة، فمن ركب كوكباً نال سلطاناً ومنفعة، ومن أخذ كوكباً رزق ولداً شريفاً، واجتماع الكواكب على خير ونور يدل على سرور وسفرٍ ميمون، ورؤيتها تحت سقف البيت نذارة بخراب أو موت رب البيت، ورؤيتها نهاراً دالة على فضائح وحوادث كبيرة، وهذه أصول عند ابن سيرين والنابلسي.
  • الإسناد الثقافي عند أهل التعبير:
    • النابلسي صرّح بأن دلالات “منازل الكواكب” تُبنى على اشتقاق الأسماء ومعهود لسان العرب، وهو من طرائق أهل التعبير في ردّ اللفظ إلى معناه الشائع في العربية والعرف.
    • كما تقرّر عند المعبّرين أن الكواكب والنجوم أمارات رفعة أو رياسة أو ذكر بين الناس بحسب حال الرائي وما يقترن بالمشهد من نورٍ أو سقوطٍ أو اجتماعٍ أو تفريق.
  • تفسيرٌ نفسي/حياتي محتمل:
    • إن وردت الرؤيا على هيئة “منزلة بعينها” فالغالب أن نفس الرائي تعلّقت بلفظ المنزل ومعناه الرمزي؛ فمثلاً رؤية “الثريا” قد تعكس توقاً للغنى أو الكثرة، و“الصرفة” ميلاً للانصراف عن أمر، و“سعد السعود” تفاؤلاً بفرج. هذا النمط يشي بأن العقل الباطن يستخدم لافتات لغوية مألوفة لتصوير احتياجات أو تخوّفات الرائي.
    • أما إن كان الرائي مشغولاً بالفلك أو يتابع الأبراج والمنازل، فقد يكون بعضُه حديثَ نفس، ويُميَّز صدقُ الرؤيا بوضوحها وثباتها في القلب كما قرّر أهل التعبير.

نصيحتي:

  • اذكر تفاصيل الرؤيا إن أردتَ تعبيراً أدق: المشهد، التوقيت، شعورك، وهل كان للنور/الظلام حضور؟ وهل كان هناك سقوطٌ أو اجتماعٌ للنجوم؟ فهذه القرائن تُغيّر المعنى وترجّح أحد الوجوه.
  • إن تكرر عليك رمز منزلةٍ بعينها كـ“سعد السعود” أو “الصرفة”، فهي قرينة تقوّي الدلالة باتجاه السعادة أو الانصراف على حسب اللفظ والحال، مع تذكير أن التعبير ظنّ واجتهاد.

مقتطفات مرجعية موجزة:

  • معاني منازل الكواكب مفصّلة كما تقدّم عند النابلسي في “منازل الكواكب”.
  • أصول دلالات رؤية الكواكب واجتماعها/سقوطها وركوبها وأخذها عند ابن سيرين والنابلسي.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.