تفسير شفر العين في المنام: دلالات الوقاية والدين ومعناه
ما معنى شفر العين في المنام؟ يوضح المقال دلالته عند النابلسي كوقاية للدين، ومعاني جماله وابيضاضه، مع تنبيهات صحية ونصائح لفهم الرؤيا بدقة.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، لم نجد في النصوص المقدمة أي تفسير مباشر أو إشارة إلى مصطلح "شفر العين". لقد تم استعراض المصادر المتاحة، ولم يرد فيها تأويل خاص لهذه الكلمة.
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن "شفر العين" في المنام يدل على وقاية الدين. فمن رأى فيه جمالاً وحسناً، دل ذلك على حاله الحسن في دينه .
ويوضح النابلسي أيضاً أنه إذا رأى الشخص أن أشفار عينيه قد ابيضت، فهذا ينذر بمرض يصيبه في الرأس والعينين، أو قد يؤثر على الأذنين أو يسبب الطرش (الصمم) .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: شَفْر العين (الأهداب) في الرؤيا يُؤوَّل على أنه وقايةٌ وسترٌ للدين؛ فحُسنه وزيادته وجماله علامة على صلاحٍ وثباتٍ في الدِّين والسمت، وأما ابيضاض الأشفار أو فسادها فمحذِّر من عِلّةٍ تمسّ الرأس أو العينين أو الأذنين وقد تُفضي إلى ضعف سمع أو بصر، والله أعلم. هذا لأن العين في أصلها تُعبِّر عن دين المرء وبصيرته، وشَفْرُها حارسُها وستْرُها، فيغلب أن يدلّ على حفظ الدِّين أو انكشافِه بحسب حال الرؤيا. التحليل:
- الرموز والعناصر:
- شفر العين/الأهداب: نصّ النابلسي على أن الشَّفْر في المنام وقايةُ الدين، فحُسنه وحُسنه دليل حسن الحال في الدِّين، وابيضاض أشفار العين إنذارٌ بمرضٍ يصيب الرأس أو العينين أو الأذنين وربما الصمم . وتقوّي هذا المعنى دلالة النابلسي في باب الضرب: أن قلع أشفار الجفن يراد به هتكُ الدين وإدخالُ البدعة، ما يبرز صلة الأهداب بحماية الجفن والدِّين معًا.
- العين: قرّر ابن سيرين أن العين دينُ الرجل وبصيرته، فصلاحها وفسادها يقاسان على صلاح الدِّين وفساده، وهذا يجعل ما يحيط بها وما يحميها (الأهداب) أماراتٍ على حفظ ذلك الدين أو تعرضه لآفة . وقد جرى استحضار المعبرين لقول الله تعالى: ألم نجعل له عينين ولسانًا وشفتين للدلالة على أن العين من أعظم النِّعم، وزوالها أو نقصها علامة على ذهاب نعمةٍ أو ضعفٍ في جهة الدين والبصيرة.
- الربط بالموروث العربي والإسلامي:
- المعنى الغالب في لسان المعبّرين أن العين دينٌ وبصيرة، وأن ما يحوطها ويحرسها علامةُ سترٍ ووقاية، وهو الموافق لمعنى الشَّفْر في كلام النابلسي، ويُقدَّم المشهور الغالب من الدلالات على الغريب منها كما هو من أصول الترجيح عند أهل التعبير.
- الأبعاد النفسية والحياتية:
- على المستوى النفسي، الأهداب رمزٌ للحماية والحدود الشخصية؛ فجمالُها يوحي بشعورٍ بالأمان الداخلي وثباتٍ على القيم، بينما سقوطُها أو ابيضاضُها قد يعكس قلقًا على السمعة أو الدين أو الصحة البصرية/السمعية. وإن كان بالرائي همٌّ صحي في العين أو الأذن فالرؤيا قد تُعبِّر عن هذا الانشغال النفسي بما يشبه حديث النفس.
- إن تكرر الرمز بحُسن الشَّفْر قد يكون تبشيرًا بتيسيرٍ في الالتزام والطاعة، وإن تكرر بفسادٍ أو ابيضاضٍ فهو دعوةٌ للاعتناء بالصحة والأوراد وأسباب الثبات.
تنبيهات ونصيحة:
- لعدم ذكر تفاصيل المشهد (من رأى؟ متى؟ ماذا جرى للأهداب؟) فالتعبير هنا عام للرمز، والدقة تزيد ببيان حال الرائي وقرائن رؤياه. إن كان في الواقع شكوى في العين أو الأذن فليُراجع الطبيب، ومعها يحافظ على الأذكار والصلوات لما فيه حفظ الدين الذي تدل عليه العين وشَفْرُها عند المعبّرين.
- التعبير ظنٌّ واجتهاد، والبِشرى أو التحذير لا يُبنى عليه حكمٌ شرعي.
المراجع
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 701.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
