تفسير رؤية شهوة في المنام: دلالاتها عند ابن سيرين والنابلسي

ما معنى رؤية شهوة في المنام؟ جمعنا أبرز دلالاتها عند النابلسي وإشاراتها التحذيرية، مع ربط بالسياق والقرائن ونصائح عملية لفهم الحلم وتجنب اتباع الهوى.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
تفسير الأحلامشهوة في المنامابن سيرينالنابلسيدلالات الرؤى
تفسير رؤية شهوة في المنام: دلالاتها عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

تم إجراء البحث في السياقات المقدمة من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين، ولم يتم العثور على تفسير مباشر أو ذكر لمصطلح "شهوة".

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الشهوة في المنام لها دلالتان. يوضح النابلسي أنها تكون دالة لمن ظفر بها على أفعال أهل النار. كما يشير إلى أن الشهوة التي تظهر في الوجه والبدن تدل على أن الرائي يؤخذ بجناية غيره، أو قد تدل على سيمة حسنة.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية “الشهوة” في المنام قد تكون تحذيراً من مجاراة الهوى واتباع اللذات المحرمة، لاسيما إن ظفر الرائي بها في المنام؛ إذ نصّ بعض المعبرين أنها تدل لمن نالها على أفعالٍ من شأن أهل النار. أما ظهور الشهوة مقرونةً بفعلٍ كالتقبيل أو المباشرة مع رغبة، فالغالب أن تجري في التأويل مجرى النكاح، فتدل على قصدٍ ومعاملةٍ ومطالبة حاجةٍ ونيلها أو عدمه بحسب السياق والقرائن حول الرائي والفعل ذاته. وهذا الباب يُقدَّم فيه وجه الخير ما أمكن، ويُحمل على التحذير إن ظهرت قرائن تعدٍّ أو فتنة.

تحليل الرموز والعناصر:

  • رمز الشهوة مجردة: عند النابلسي “الشهوة” تدل في المنام لمن ظفر بها على أفعال أهل النار، وهو تعبير تحذيري إذا اقترن الظفر بها بلا ضابط ولا ورع، فيومئ إلى مجانبة التقوى والانقياد للهوى.
  • الشهوة المقرونة بفعل: يقرر ابن سيرين أن “القبلة للشهوة تجري مجرى النكاح”، أي أن ما يقع مع رغبةٍ وطلبٍ يُعبّر على معنى القصد والمعاملة والمطالبة بالحاجة ونيلها إن تيسرت أمارتها، وبالعكس إن وُجد صدّ أو إنكار. هذا يوسّع الحكم من مجرد الميل القلبي إلى دلالة المعاملة والنتائج المرتبطة بها.
  • الإسناد الثقافي الشرعي: في القرآن ذمٌّ لاتباع الهوى: “ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله”، وفيه بيان الابتلاء بحب الشهوات: “زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ…”. وهذه المعاني تجعل ظهور الشهوة في المنام قرينةً على مجاهدة النفس أو التنبيه إلى موطن ضعف ينبغي ستره وتقويمه.

الربط بالمصادر:

  • من كتب التعبير: تقرير النابلسي لمعنى الشهوة، وتحويل ابن سيرين أفعال الرغبة إلى حكم النكاح في التأويل.
  • إرشاد التعامل مع المنامات المكروهة: إن كان في المنام ما يكره، فليتعوّذ بالله عند اليقظة ويقرأ آية الكرسي ويتفل عن اليسار، كما نُقل في آداب دفع أثر الرؤيا المكروهة.

التفسير النفسي والحياتي:

  • الشهوة في منامٍ عامّ قد تعكس “حديث نفس” بمقتضى الانشغال الدائم بالمثيرات أو ضغط الغريزة أو قلة التصريف المشروع لها؛ فيُفهَم الحلم حينئذٍ على أنه مرآةٌ لحال اليقظة لا رسالةٌ غيبية.
  • إن تخلل المنام ضبطٌ وتقوى (كالصبر أو الإعراض عن الفعل)، فهذه أمارة قوة الإرادة وبشارة بإمكان ضبط الدوافع والنجاح في اختبارٍ أخلاقي أو عملي قريب.
  • إن اقترنت الشهوة بفعلٍ محرّم في المنام مع شعورٍ بالغلبة والعجز عن الكف، فقد يكون تنبيهاً إلى ثغرات سلوكية أو بيئية تحتاج سدّها: صحبةٌ غير صالحة، فراغ، محتوى مثير، توتر وقلق يُصرّف على شكل اندفاعات.

نصائح عملية:

  • إن كان المنام مكروهاً فادفع أثره بالأذكار كما تقدّم، ولا تُحدّث به من لا حكمة عنده.
  • اعمل بقاعدة تقديم الخير في التأويل، ومجاهدة النفس عن موارد الفتنة، واستعن بالصوم لمن عجز عن الزواج فهو وجاء، واضبط أسباب اليقظة: غض البصر، اختيار الصحبة، تنظيم الوقت، وتخفيف المثيرات.

تنبيه:

  • دون تفاصيل: إن كانت رؤياك مجرد كلمة “شهوة” بلا سياق، فالغالب أنها حديث نفس. وإن أردت تأويلاً أدقّ فاذكر: حالك الاجتماعي والديني، سياق الحلم، ماذا حدث مع الشهوة: مقاومة/استرسال، ومشاعرك بعد الاستيقاظ. ومع ذلك فالأصل أن الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، والتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.