تفسير رؤية الموت في المنام لابن سيرين والنابلسي: دليل مبسط

اكتشف معاني رؤية الموت في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: دلالات البكاء والدفن والجنازة، وعودة الميت، وكيف تؤثر حالتك وظروفك على التفسير الأدق.

فريق مفاتيح المنام
24 دقيقة
تفسير الأحلامالموت في المنامتفسير رؤية الموتابن سيرينالنابلسي
تفسير رؤية الموت في المنام لابن سيرين والنابلسي: دليل مبسط

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يوضح أن رؤيا الموت في المنام قد تعني الندامة من أمر عظيم . ويشير ابن سيرين إلى أن من مات في المنام من غير مرض ول هيئة من يموت، فإن ذلك يدل على طول عمره . وإذا رأى الشخص أنه لا يموت، فقد دنى أجله . أما إذا ظن صاحب الرؤيا في منامه أنه لن يموت أبداً، فمعنى ذلك أنه سيُقتل في سبيل الله عز وجل .

ويبيّن ابن سيرين أن من رأى أنه مات ثم عاش، فإنه يذنب ذنباً ثم يتوب، مستشهداً بقوله تعالى: رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا .

كما يذكر النابلسي أن رؤية الموت في الحلم قد تشير إلى موت ذُكْره أو انقطاع اسمه وذكره من مكان ما، ما لم يصاحبها ما يدل على الشر . وإذا مات الشخص في رؤياه مع وجود مأتم ومجتمع وغُسل وكُفّن، فهذا يعني أن دنياه تسلم ويفسد دينه . ويرى ابن سيرين أن من مات ولم ير هيئة الموتى ول جهازهم، فإن بيته أو جداراً منه سينهار . وإذا دفن على هذه الحالة من غير جهاز ول بكاء ول تشييع، فإن ما انهدَم منه لن يعاد بناؤه إل إذا صار في يد غيره .

وعن أسباب وقوع الموت، يذكر ابن سيرين أن رؤية الموت الذريع في موضع تدل على وقوع حريق هناك . فمن رأى كأنه مات وهو عريان على الأرض، فذلك يؤول إلى افتقاره . وإن رأى كأنه مات على بساط، فقد بسطت له الدنيا؛ أو على سرير فنال رفعة؛ أو على فراش فنال خيراً من أهله .

ويفيد محمد بن سيرين أن من رأى ميتاً معروفاً يموت مرة أخرى، وكان الناس يبكون عليه من غير صياح ول نوح، فإن ذلك يدل على أن إنساناً من عقبه سيتزوج، ويكون البكاء دليلاً على الفرج فيما بينهم . وقيل إن رؤية الميت يموت موتاً جديداً تعني موت إنسان من عقب ذلك الميت وأهل بيته .

وذهب النابلسي إلى أن من رأى كأن ابنه مات، فإنه يتخلص من عدوه . أما إذا رأى كأن ابنته ماتت، فيئس من الفرج . وإذا رأى الرجل المتزوج أن زوجته ماتت، فقد تدل على الطلاق، كما أن رؤيا موت أحد الشريكين دليل على فرقة شريكه . أما بالنسبة للمرأة الحامل التي ترى أنها ماتت والناس يبكون عليها من غير رنة ول نوح، فإنها تلد ابناً وتسر به .

ويضيف ابن سيرين أن من رأى ميتاً ناداه من حيث ل يراه فأجابه وخرج معه ولم يقدر على الامتناع، فإنه يموت بمرض أو سبب يشبه سبب موت ذلك الميت . وكذلك لو رأى أنه تبع ميتاً فدخل معه داراً مجهولة ثم لم يخرج منها، فإنه يموت . وإذا قال له الميت إنه سيموت وقت كذا، فقول الميت حق . أما إذا تبع ميتاً ولم يدخل معه داراً أو دخل ثم انصرف، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو . وإن رأى كأنه يسافر مع ميت، فإن أمره يلتبس عليه .

وفيما يتعلق بالهدايا من الميت، فإن رؤية الميت يعطي شيئاً محبوباً من الدنيا تدل على خير يناله من حيث ل يرجو . فإذا أعطاه قميصاً جديداً أو نظيفاً، نال معيشة مثل معيشة الميت أيام حياته . وإن أعطاه طيلساناً، أصاب جاهاً مثل جاهه . أما إذا أعطاه ثوباً خلقاً، افتقر . وإن كان الثوب وسخاً، ارتكب الفواحش . وإذا أعطاه طعاماً، أصاب رزقاً شريفاً من حيث ل يحتسب . وإذا أعطاه عسلاً، نال غنيمة من حيث ل يحتسب .

وأورد محمد بن سيرين تفسيرات تتعلق بملك الموت، فمن رآه مسروراً مات شهيداً . وإن رآه غاضباً ساخطاً، مات على غير توبة . ومن رأى أنه يصارعه فصرعه ملك الموت، مات . وإن لم يصرعه، أشرف على الموت ثم نجاه الله . وقيل إن رؤية ملك الموت تدل على طول العمر .

ويذكر ابن سيرين أن من رأى الإمام (القائد) يموت، خربت البلدة، كما أن خراب البلدة دليل على موت الإمام .

كما يوضح محمد بن سيرين أن رؤية الميت عارياً تدل على خروجه من الدنيا خاليًا من الخيرات . وقيل إن عري الميت راحته . ومن رأى ميتاً غنياً فوق غناه في حياته، فهو صلح حاله في الآخرة؛ وإن رآه فقيراً، فهو فقره إلى الحسنات . وإذا رأى ميتاً في مسجد، دل ذلك على أمنه من العذاب .

ويذهب إلى أن رؤية ميتاً يشتكي رأسه تعني أنه مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه . وإن كان يشتكي عنقه، فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منع صداق زوجته . وإن كان يشتكي يده، فهو مسؤول عن أخيه أو أخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذباً . وإن كان يشتكي جنبه، فهو مسؤول عن حق المرأة . وإن كان يشتكي بطنه، فهو مسؤول عن الوالد والقرباء وماله . وإن رأى أنه يشتكي رجله، فهو مسؤول عن إنفاق ماله في غير رضا الله . وإن كان يشتكي فخذه، فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه . وإن رأى أنه يشتكي ساقيه، فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل .

ويشير ابن سيرين إلى أن من رأى كأن جديه قد حيا، فإن ذلك لحياة الجد والبخت . وإن رأى كأن أمه قد حييت، أتاه الفرج من هم هو فيه؛ وكذلك إن رأى أباه قد حيي، إل أن رؤية الأب أقوى . وإن رأى أن ابناً له قد حيي، ظهر له عدو من حيث ل يحتسب . وإن رأى أن ابنته الميتة قد عاشت، أتاه الفرح . ومن رأى أخاً له ميتاً قد عاش، فإنه يقوى من بعد ضعف . وإن رأى أختًا له ميتة قد عاشت، فإنه قدوم غائب له من سفر وسرور يأتيه . وإن رأى خاله أو خالته قد عاشا، عاد إليه شيء قد خرج من يده .

ويذكر أنه إذا رأى الميت مستبشراً، دل على حسن حاله عند الله تعالى . ومن رآهم غير مستبشرين أو معرضين عنه، دل ذلك على سوء حاله عند الله . وإن رأى ميتاً عرفه فأخبره أنه لم يمت، دل ذلك على صلح حال الميت في الآخرة . وكذلك لو رأى الميت لابساً تاجاً أو خواتيم، أو قاعداً على سريره . وإن رأى على الميت ثياباً خضراً، دل ذلك على أن موته كان على نوع من أنواع الشهادة . وهذه الرؤى تدل على حسن حال الميت في الآخرة، وحسن حال عقبه في الدنيا .

ويرى محمد بن سيرين أن من رأى ميتاً ضاحكاً، فهو مغفور له . وإن رأى ميتاً طلق الوجه لم يكلمه ولم يمسه، فهو راضٍ عنه بوصول بره إليه بعد موته . وإن رآه معرضاً عنه أو منازعاً له كأنه يضربه، دل ذلك على أنه ارتكب معصية . وقيل إن من رأى ميتاً ضربه، فإن الميت يقتضي منه ديناً .

ويفيد ابن سيرين بأن رؤية الميت عرياناً قد تعني راحته . وإن رأى كأن أقواماً معروفين قاموا من موضع لابسين ثياباً جدداً مسرورين، فإن أموراً تتجدد لهم ولعقبهم وإقبالاً ودولة؛ وإن كانوا محزونين أو ثيابهم دنسة، فإنهم يفتقرون ويرتكبون الفواحش . وإذا رأى في مقبرة معروفة قيام الموات عنها، فإن أهل ذلك الموضع تنالهم شدة ويظهر فيهم منافقون . أما الكافر الميت إذا رؤي في أحسن حال وهيئة، دل ذلك على ارتفاع أمر عقبه ولم يدل على حسن حاله عند الله . وإن رأى كأن الميت ضحك ثم بكى، دل ذلك على أنه لم يمت مسلماً، وكذلك لو رأى أن وجه الميت مسود . وإن رأى كأن على الميت ثياباً وسخة أو كأنه مريض، فإنه مسؤول عن دينه فيما بينه وبين الله .

وذكر بعضهم أن رؤيا موت العزب دليل على التزويج، وموت المتزوج دليل على الطلاق، لأن بالموت تقع الفرقة . وقيل إن تأويل النوح هو الزمر، وتأويل الزمر هو النوح . أما البكاء، فقد حكي عن ابن سيرين أنه قال: البكاء في المنام قوة عين، وإذا اقترن بالبكاء والنوح الرقص لم يحمد .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، تتعدد تأويلات رؤية الموت في المنام، وغالباً ما تحمل دلالات تتعلق بحال الرائي الديني والدنيوي.

ويُبيّن النابلسي أن الموت في المنام قد يعني نقصاً في الدين وفساداً فيه، ولكن إن اقترن ببكاء وصراخ وحمل على أعناق الرجال على سرير أو نعش، ولم يُدفن، دل ذلك على علو وشرف في الدنيا . أما إذا دُفن، فقد يدل على أن دنياه ستستحوذ عليه، وأن أتباعه في سلطانه سيكونون بقدر عددهم في جنازته، وأن الرجل سيقهر الرجال ويركب أعناقهم .

ويفصّل المؤلف أنه إذا رأى الشخص أنه مات ولم يكن هناك من هيئات الأموات المعتادة كالدفن أو الغسل أو الكفن أو الحمل، دل ذلك على هدم جزء من بيته أو حائطه، أو كسر خشبة فيه . وقد ذهب إلى أن ذلك قد يعني أيضاً رقة في الدين وعمى في البصيرة، لكنه قد يصاحبه طول في العمر . ويوضح ابن النابلسي أن رؤية شيء من هيئة الأموات كالغسل والكفن تشير إلى زيادة في نقص الدين . ويرى أن البكاء أو النوح في المنام يدل على رفعة في شأن الرائي في الدنيا .

ويشير النابلسي إلى أن الموت في المنام قد يُفسر بالسفر والانتقال، أو بالفقر . وذكر أن من رأى نفسه مات ودفن، دل ذلك على موته بلا توبة، أما من خرج من قبره، فقد يتوب . ويورد المؤلف أن الموت على الإطلاق قد يدل على الزواج، تشبيهاً بالميت الذي يحتاج إلى الطيب والغسل كالمتزوج . كما قد يدل الموت على فساد الدين، أو سجن، أو ذنب عظيم .

وفي سياق متصل، يفيد عبد الغني النابلسي أن رؤية الموت قد تدل على الكرامة للمؤمن، أو الانقطاع عن الخلق بالرأي أو الزهد . ويرى أن الموت المفاجئ قد يشير إلى سرعة الغنى للفقير، أو الفقر للغني . وقد يفسر موت الأنبياء عليهم السلام بالمنام على أنه ضعف في الدين، وحياتهم على العكس . كما أن موت الملك يدل على ضعف جنده .

وينتقل المؤلف لتفسير موت فئات أخرى؛ فموت العالم قد يعني إبطال حجة الرائي، أو ظهور بدعة في الدين . وموت العابد يشير إلى موت قلب الرائي عن العبادة . أما موت الصانع فيدل على كساد صنعته . ويرى أن موت الوالدين يدل على ضيق المعيشة . وموت الزوجة يعني دنيا ذاهبة للرائي ، وموت الولد يعني انقطاع ذكره . ويشير النابلسي إلى أن موت ما يستعين به المرء في مصالحه، مثل مملوكه أو دابته، دليل على إبطال سفره أو مغرم عليه بقدر قيمة ذلك الميت .

ويوضح ابن النابلسي أن موت المرأة المجهولة يدل على إمساك القطر (الجفاف)، فإن عاشت بعد موتها دل على أن الله تعالى سيحيي الأرض بالغيث . ويرى أن وقوع الموت في النساء أو الصبيان يدل على نقص في الدين وقلة العقل لديهم .

ويشير المؤلف إلى أن رؤية أموات المشركين في المنام تدل على أعداء، أما أموات أهل الكتاب فتدل على غلو في الدين وتجديد للهموم والأنكاد . ويرى أن رؤية ميت كافر في ثياب خلقة تشير إلى سوء حاله في الآخرة . وأما رؤية ميت من أهل الكتاب في ثياب خضر وعلى رأسه تاج، فتدل على ارتفاع وعز لذريته في دنياهم .

وفي سياقات أخرى، ذكر النابلسي أن من رأى ميتاً أعطاه قميصه الخلق أو الوسخ، فالخلق يدل على فقر الرائي، والوسخ يدل على ذنوبه . ومن رأى ميتاً يضربه أو يعرض عنه غاضباً، دل ذلك على أن الحي قد أحدث فساداً في دينه، لأن الميت في دار الحق . وإن رأى حياً يضرب ميتاً والميت خاضع له راضٍ، فذلك يدل على قوة الحي في دينه وإيصاله ما خلفه الميت من صدقة أو دعاء . أما إذا ضرب ميتٌ حياً، فقد ينال خيراً من سفر ويعود إليه شيء قد خرج منه، كاستيفاء دين .

ويفيد النابلسي أن رؤية المصلي على ميت تعني أنه يشفع لرجل فاسد الدين . كما قد تعني الأعمال الباطلة، أو أن على الرائي ديناً، أو يستشفع بمن لا يشفع . ويرى أن من رأى ميتاً ناداه من حيث لا يراه فأجابه، فإنه يموت ويلحق بالميت . وإن رأى ميتاً يغرق في بحر، دل على غرق الرائي في الخطايا .

ويذكر المؤلف أن خروج الموتى من قبورهم ورجوعهم إلى دورهم قد يدل على إطلاق المسجونين، أو إحياء الله النبات بعد موته . ويعتبر النابلسي أن رؤية الميت قد تكون دليلاً على الخير لمن كان خائفاً أو حزيناً . ويرى أن موت الأخوة يدل على موت الأعداء أو الخلاص من خسران متوقع .

ويشرح عبد الغني النابلسي أن من رأى ميتاً في حال مرض، فهو مسؤول عن أمر دينه فيما بينه وبين الله . وإذا خرج أهل القبور من قبورهم وأكلوا طعام الناس، فقد يغلو سعر الطعام . وإذا شربوا المياه العذبة من الآبار، فقد يحدث بعد ذلك وباء عظيم .

ويشير المؤلف إلى أن من رأى أنه مات وحمل على أعناق الرجال ولم يدفن، فإنه يقهر أعداءه، وإن كان أهلاً للولاية نالها . وقد تفسر حمل الميت هيئة الجنائز بأنه يتبع سلطاناً أو ذا سلطان . أما حمله على غير صفة الموتى، فيشير إلى نيل مال حرام . وحمل الميت بشكل عام قد يعني حمل مؤونة رجل لا دين له .

ويوضح النابلسي أن من رأى أنه مات ودُفن، فإن كان عبداً دل ذلك على عتقه، وإن كان مؤتمناً على شيء دل على انتزاع ما ائتمن عليه . وإن لم يكن متزوجاً دل على زواجه . وإذا رأى المريض أنه مات، دل ذلك على مرضه . ومن رأى أنه مات ودُفن وكان متزوجاً، فإنه يفارق امرأته أو شريكه أو أخاه أو صديقه، وربما دل ذلك على سفره وغربته، وإن كان مسافراً رجع إلى أهله .

ويضيف ابن النابلسي أن من رأى نفسه على المغتسل (مكان تجهيز الموتى) دل ذلك على ارتفاع أمره ونجاته من ذنوب وهموم وديون . ومن رأى ميتاً يطالب إنساناً بغسل ثيابه، دل ذلك على فقر الميت إلى دعاء أو صديق أو قضاء دين أو رضا أو نفاذ وصية، وإن غسله إنسان، فإن افتكاكه يجري على يديه .

ويرى النابلسي أن من رأى أنه يعاشر ميتاً، فإنه يسافر سفراً بعيداً ويصيب خيراً وبراً، ومن أكل مع الميت طال عمره . ورؤية النفس ميتاً تجلب السرور والابتهاج . وإن أكل الميت شيئاً، دل ذلك على غلاء ذلك الشيء .

ويفسر المؤلف أن من رأى ميتاً أخبره بأنه لا يموت أبداً، فهو في مقام الشهداء منعماً في الآخرة . وإن أخبر ميتٌ حياً أنه لاحق به لوقت معلوم، فقد يكون ذلك الوقت رمزياً، كأن يكون اليوم شهراً، والشهر عاماً .

ويلفت النظر إلى أن من رأى أنه يقبل ميتاً، فإن كان مريضاً دل على موته، وإن كان صحيح البدن، فكلامه باطل . ومن رأى أنه ينكح ميتاً في قبره، فهو يزني، وإن أمنى، خالط رجلاً شريراً منافقاً وخسر مالاً . وإن نكح ميتاً معروفاً، سواء كان رجلاً أو امرأة، فإنه يظفر بحاجة كانت له ميتة . ومن نكح ذا رحم محرم من الموتى، فإن الناكح يصل المنكوحة بخير من صدقة أو دعاء، أو يصل خير لعقبها، أو يقدم على حرام .

ويشير النابلسي إلى أن من رأى ميتاً كان والياً على بلد، وأنه حي أو تولى المكان كما كان، فذلك يعني أن سيرة ذلك الميت تحيا فيهم، أو يتولى عقبه أو عشيرته أو مثله . وإن رأى عالماً من الأموات صار في موضع، دل ذلك على أن أهله إن كانوا في حرب أو قحط أو خوف، فرج عنهم، وأصلح حال رئيسهم . وإن رأى بعض الفراعنة صار في بلدة أو هو واليها، ظهر الجور وسوء العشرة في تلك البلدة .

كما يوضح النابلسي أن من رأى أنه عاش بعد موته، فإنه يستغني بعد فقر، أو يتوب من ذنب . وإن كان مسافراً رجع سالماً إلى وطنه .

أما في سياق موت الأقارب؛ فموت الأم يعني ذهاب الدنيا وفساد الحال، أو تعطل العمل للذي يطلب الآخرة . وموت الأخ؛ إن كان مريضاً فهو موته، وإلا فموت من يؤاخيه أو يستعين به. وإن لم يكن له أخ ورأى موت أخ شقيق، فقد يموت هو أو يذهب ماله، وإن كان فقيراً أصيب بإحدى عينيه أو يديه . وموت الزوجة يعني كساد صنعته التي فيها معيشته .

ويذكر المؤلف أن من رأى حياً يتبع ميتاً ويقفو أثره، فإن الحي يقتدي بالميت في دينه ودنياه . وإن رأى ميتاً مات مشركاً، فقد يضرب أمثال الحكمة ويتكلم بصدق، وقد يكون شيطاناً تمثل به .

ويشير النابلسي إلى أن من رأى أنه مات وحمل على الأعناق ولم يدفن، فإنه يقهر أعداءه، وإن كان أهلاً للولاية نالها . ويعتبر أن حمل الميت على غير صفة الحمل للأموات، دليل على نيل مال حرام، أما حمله على صفة الأموات، فيعني خدمة السلطان . ومن حمل ميتاً، فإنه يحمل مؤنة رجل لا دين له .

ويذكر المؤلف أن رؤية ميتاً مع يهودي أو نصراني قد تدل على عمل ينجي صاحبه من النار . أما زواج الميت في المنام، فللعزباء زوج، وللمزوجة طلاق، وقد يدل على حسن حال الميت عند الله .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل المختصر: أعتذر عن عدم إمكان تأويل رؤياك بدقة لأنك لم تذكر تفاصيل الحلم. لكن بصورة عامة، رمز “الموت” في المنام عند أهل التعبير يدور بين: ندامة من ذنب، أو تغيّرٍ كبير في الحال (كسفرٍ أو زواج أو فراق)، وقد يدل مع مظاهر الجنازة على صلاح الدنيا ونقصٍ في الدين، بينما يدل الموت بلا هيئة أموات على طول عمرٍ أو هدمٍ في البيت. ويبقى الحكم الدقيق موقوفًا على تفاصيل المشهد: من الذي مات؟ هل وُجد غسل وكفن وبكاء؟ هل كان هناك دفن؟ ما حال الرائي؟ هذه القرائن تغيّر المعنى جذريًا كما قرره ابن سيرين والنابلسي وغيرهما. تحليل الرموز والعناصر المحتملة:

  • الموت نفسه: عند ابن سيرين هو في الأصل “ندامة من أمر عظيم”، ومن مات ثم عاش تاب بعد ذنب، واستشهد بقول الله: ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا. ومن مات بلا مرض ولا هيئة موت طال عمره. ومن ظن أنه لا يموت قُتل شهيدًا. وإذا شوهد لموته مأتمٌ وغسلٌ وكفنٌ: صلحت دنياه وفسد دينه.
  • عدم وجود هيئة أموات: عند النابلسي قد يدل على هدم جزء من الدار، وقد يلحَق به طول العمر أو عمى البصيرة، وإن حُمل ولم يُدفن قهر أعداءه، والموت قد يعبَّر بسفر أو فقر أو زواج على خلاف القرائن.
  • الدفن: يُفهم به على الغالب انغلاق أو تعذر توبة، فإن خرج من القبر تُرجى التوبة، وقد يدل القبر والسجن أحدهما على الآخر، وفي الدفن بلا موت حبس أو نهرٌ من الدافن للرائي بحسب السياق.
  • البكاء والنوح: البكاء المجرد قوة للعين ويُرجى معه الفرج، أما النياحة والصراخ فمكروهة وتؤول بالهموم، وعلى الوالي قد تدل على الجور، وإن بكوا خلف جنازته بلا صراخ رُجي لهم سرور من جهته.
  • موت شخص بعينه: موت الإمام خراب البلدة وبالعكس، وموت الابن خلاص من عدو، وموت البنت يأس من الفرج، والحامل إذا ماتت وحُمِلت وبكى الناس بغير نياحة: تُبشر بولدٍ تسرّ به. وموت العازب زواج، وموت المتزوج فرقة أو طلاق من جهة شبه الموت بالفراق.
  • رؤية الأموات أحياء/مستبشرين: صلاح حال الميت في الآخرة، وقد استدل أهل التعبير بقول الله: بل أحياء عند ربهم يرزقون. ومخالطة الأموات أو المقام بينهم تدل على أقوام منافقين لقوله تعالى: فإنك لا تسمع الموتى، والبقاء معهم على تلك الحال بدعة أو سفر لا يُرجع منه على ما ذكره أهل التأويل. المرجع الثقافي والديني:
  • القرآن استُحضر في أبواب عدة ضمن كلام أهل التعبير: ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين، ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فإنك لا تسمع الموتى، وهي نصوص يوظفها المعبّرون في تقوية دلالات الرمز واتجاهه إلى إنذارٍ أو تبشير بحسب القرائن.
  • عند المعبّرين: ابن سيرين قرر أصول المعاني المذكورة للموت وتفريعاتها، والنابلسي جمع أوجهًا واسعة: كدلالته على فقر أو سفر أو زواج، وأن حمل الميت بلا دفن قهر للأعداء، ومع هيئة الجنازة علوّ دنيوي ونقصٌ ديني ما لم يُدفن، وكلها مقيدة بالقرائن. التأويل النفسي والحياتي:
  • غالبًا ما يظهر رمز الموت في الأحلام حين يعيش الإنسان تحوّلًا كبيرًا أو نهاية مرحلة: انفصال، ترك عمل، بداية زواج، أو تبدّل نمط حياة. في الدلالة النفسية يكون “الموت” صورةً لإنهاء عادة قديمة وبدء أخرى، أو الخوف من فقدان السيطرة، وقد يتضخّم إن كان في اليقظة قلقٌ على الصحة أو مروره بتجربة فراق. وعند أهل التعبير يُستحب ترجيح وجه الخير متى أمكن، واعتبار حال الرائي وبيئته قبل الجزم بمعنىٍ واحد.

نصيحة وخلاصة عملية:

  • إن تكرر عليك هذا الرمز أو أقلقك، فاذكر تفاصيل رؤياك: من المتوفى؟ أين وقع الموت؟ هل كان غسل/كفن/دفن/بكاء؟ وما حالك الديني والنفسي؟ بهذه القرائن يتحدد المعنى بدقة. وإلى أن تذكر التفاصيل، فالوصية العامة: لزوم الذكر والاستغفار، وصلة الرحم، وفعل الخير للميت إن كان الحلم متعلّقًا به، فهذه معانٍ أوصى بها أهل التعبير، وقد نص ابن سيرين على أن رؤية الميت يعمل خيرًا حثٌّ على فعله، وإن عمل سوءًا نهيٌ عنه. إذا رغبت بتعبير أدق، أعد كتابة حلمك بذكر: حالك الاجتماعي والصحي، زمن الرؤيا، تفاصيل المشهد وما فيه من صفة الموت أو الجنازة، لأضع لك التأويل الأقرب إن شاء الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 51. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 51. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 54-55. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 28. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 53. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 53-54. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1273-1274.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 306-307.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1286-1287.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1287.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1274.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1284-1285.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1282-1283.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1286-1287.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1277-1279.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1281-1282.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.