تفسير رؤية الكعبة في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

اكتشف تأويل رؤية الكعبة في المنام كما ورد عند ابن سيرين والنابلسي: معاني الدخول والطواف والصلاة، ودلالات البشرى والتحذير، ونصائح لفهم حال الرائي.

فريق مفاتيح المنام
14 دقيقة
تفسير الأحلامالكعبةرؤية الكعبة في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير رؤية الكعبة في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، تتضمن رؤية الكعبة عدة تأويلات ودلالات حسب سياق الحلم وحال الرائي.

تفيد هذه الرؤى أن الكعبة تدل على الصلاة بوصفها قبلة المصليين . ويوضح المؤلف أنها تمثل المساجد والمساجد الجامعة، لكونها بيت الله . كما يشير ابن سيرين إلى أنها قد ترمز لمن يُقتدى به ويهتدى بهديه، مثل الإسلام والقرآن والسنة والمصحف، وكذلك الحاكم والقاضي والعالم والأب والسيد والزوج، والأم والزوجة . وقد تدل على الجنة، باعتبارها بيت الله وسبيلًا إليه . ويرى المؤلف أنها قد تشير إلى مواسم ومجامع وأسواق وأرحاب، على غرار ما تدل عليه المساجد الجامعة . ويذهب إلى أن الكعبة قد تعني مكانًا محرمًا ومصونًا، كدار السلطان، أو دار العالم، أو سوقًا عظيمًا وشريفًا . وأفاد بأن الكعبة في المنام قد تؤول إلى خليفة أو أمير أو وزير . وذهب إلى أنها قد تمثل سلطانًا عادلًا أو رجلًا عالمًا إمامًا مشهورًا، خاصة إذا شوهدت في سياق تجمع عام حولها .

وفيما يتعلق بتأويلات محددة، بيّن المؤلف أنه إذا أصبحت الكعبة دار الرائي، فإن ذلك يعني ازدحام الناس عليه لطلب سلطان أو علم، أو لخطبة امرأة شريفة . وأضاف أن هذا الحلم يدل على تمتع الرائي بخدم وسلطان ورفعة وصيت، ما لم تكن الكعبة في هيئة رديئة . وفي حالة رؤية الشخص نفسه يدخل الكعبة، فإنها قد تعني الزواج للعازب . كما تدل على إسلام الكافر ، وتشير إلى عودة الغافل إلى الصلاة والمصالحة ، وإلى طاعة العاق لوالديه ، وتضمن الأمن للخائف . وإذا كان الرائي مريضًا ورأى نفسه يدخل الكعبة، خاصة بطريقة معينة، فإن ذلك يشير إلى موته ونيله الجنة . وتدل الرؤيا أيضًا على السعي للجماعات، وطلب العلم، وحلق الذكر، والجهاد، والرباط . وقد تعني الدخول على الخليفة أو نيل تكريم من الإمام .

وإذا قام الشخص بأداء مناسك حول الكعبة، فإن ابن سيرين يوضح أنه يخدم بذلك سلطانًا أو عالمًا أو عابدًا أو والدًا أو زوجة أو سيدًا بنصح وبر . أما الصلاة في الكعبة، فقد نص على أنها تدل على نيل شرف ورئاسة وأمن وخير . إلا أن المؤلف يحذر بشدة من رؤية الصلاة فوق الكعبة، إذ يراها مؤشرًا على اختلال الدين . وفي حادثة رويت، نبّه ابن سيرين رجلًا رأى نفسه يصلي فوق الكعبة بأنه قد خرج عن الإسلام . وذهبت تأويلات أخرى في هذا السياق إلى أنها تدل على نيل الأمان والسلطة، ولكن مع فساد في المذهب ومخالفة للسنة . وعند رؤية التوجه نحو الكعبة، دل ذلك على صلاح الدين .

وإذا شوهدت الكعبة في مكان معين بشكل خاص بالرائي، فقد تنبئ بقرب الزواج لمن ينتظر ذلك . وعن السرقة من الكعبة، مثل الرمان، فقد فسرها المؤلف بأنها إتيان للمحرم . ويشير ابن سيرين إلى أن تخطي الكعبة يدل على مخالفة السنة واتباع الهوى . كما أن لمس الحجر الأسود يؤول إلى الاقتداء بإمام من أهل الحجاز ، أما اقتلاعه واتخاذه خاصة، فهو بدعة في الدين . وإيجاد الحجر الأسود بعد فقدانه ووضعه مكانه، يشير إلى رجل يظن نفسه على الهدى وسائر الناس على ضلالة . والكعبة قد تكون إنذارًا وتحذيرًا لمن يغفل عن دينه أو يترك الصلاة ، وكذلك لمن يلزمه الحج ويغفل عنه، فهي تذكير له .

وفي سياقات أخرى، سقوط حائط من الكعبة يدل على موت الخليفة . ومجاورة مكة قد تعني الرد إلى أرذل العمر . أما التواجد في مكة مع موتى يسألون، فيشير إلى الموت شهيدًا . ويذكر المؤلف أن دخول الكعبة يؤدي إلى بيت الله الذي يوصل إلى الجنة .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الكعبة في المنام تحمل دلالات متعددة.

يوضح النابلسي أن الكعبة تدل على الصلاة لأنها قبلة المصلين ، كما أنها تدل على المسجد والجامع كونها بيت الله . ويشير إلى أنها ترمز إلى الاقتداء بهدي الإسلام والقرآن والسنة والمصحف والعالم . وقد تدل الكعبة على الجنة لأنها بيت الله، والجنة داره التي يُوصل إليها . وربما دلت على الموسم والجماعات والأسواق والرحاب . كما يمكن أن تمثل الوالد والسيد والزوج والوالدة .

من وجهة نظر المؤلف، فإن الكعبة في المنام قد تعني خليفة أو وزيراً أو رئيساً أو تزويجاً . كما يبشّر النابلسي من رأى الكعبة بخير يأتيه أو شر ينصرف عنه .

ويرى النابلسي أنه إذا رأى الشخص الكعبة في داره، فإن الناس يسعون إليه ويزدحمون على بابه لنيل سلطان أو علم أو اقتداء بعمله، وإن كان عبداً أُعتق . ويضيف أنه إن كانت الكعبة في دار الرائي ولم يكن من خدمة السلطان، فهو ينكح امرأة شريفة ذات صلاح . وإن رأى أن الكعبة في داره، فإنه لا يزال ذا سلطان وخدم ووصية بين الناس، إلا أن يراها في سوء حال، فلا خير في ذلك . وإذا رأى أن داره هي الكعبة، فإن النابلسي يرى أنه سيظل مع إمام المسلمين .

وبخصوص الطواف بالكعبة أو القيام بالمناسك، يفيد النابلسي أنه يدل على صلاح في الدين بقدر ما قام به من مناسك . كما يذكر أن من يطوف حولها أو يقوم بمناسكها، فإنه يخدم سلطاناً أو عالماً أو عابداً أو والداً أو والدة أو زوجة أو سيداً بالنصح والبر .

ويوضح أن من يتوجه نحو الكعبة، فإنه يُقبل على ما يصلح دينه ودنياه . كما يشير إلى أن هذا التوجه نحوها يصلح دينه . وقد يعني أيضاً التوجه نحو السلطان لمخالطته في بعض شؤونه .

ومن رأى أنه يصلي في الكعبة، فإن ذلك يدل على تمكنه من رئيس أو إمام شريف، وأمنه من الأعداء ونيله خيراً . لكن، يحذر النابلسي من رؤية الصلاة فوق الكعبة، فإنها تدل على الارتداد عن دين الإسلام . ويضيف أنه من رأى أنه دخل الحرم وصلى على سطح الكعبة، فإنه ينال أمناً وولايـة ويجبي مالاً من سلطان، لكن مع سوء في المذهب ومخالفة للسنة .

أما من رأى أنه يخطئ الكعبة (أي يدور حولها بطريقة خاطئة أو ينحرف عنها)، فإن النابلسي يبيّن أنه يخالف سنة رسول الله ويدخل في مذهب أهل الأهواء .

وإذا رأى الشخص الكعبة قد خربت، فإن النابلسي يفسر ذلك بأنه تارك للصلاة . ويذهب إلى أن أي نقص أو زيادة أو تحريف أو تغيير في الكعبة أو موضعها، فتأويل ذلك يتعلق بالإمام . ويبيّن النابلسي كذلك أن سقوط حائط من حوائطها يدل على موت الخليفة .

وفي تفسير لحالة خاصة، يذكر النابلسي أن من رأى أنه سرق منها (الكعبة) رماناً، فإنه يأتي ذات محرم . ويوضح النابلسي أنه إذا أتى الكعبة ولم يعمل فيها شيئاً من المناسك، فإنه يأتي الله تعالى بالقيام بما أمره به من الفرائض أو كفارة يمين .

النظر إلى الكعبة، بحسب النابلسي، يمنح الأمان مما يخافه الرائي . ويفصل النابلسي أن من دخل البيت العتيق، فهو يدخل على الخليفة . ويختتم النابلسي بالإشارة إلى أنه إن أخذ منه شيئاً، نال شيئاً .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: إن كانت رؤياك مجرّد رؤية الكعبة على هيئتها الحسنة ومن غير تفاصيل، فهي في الغالب بشارة بصلاحٍ وأمنٍ وطمأنينةٍ وقربِ خير، وتذكيرٌ بالتوجّه إلى الطاعة والثبات على الصلاة، لأن الكعبة قبلة المصلّين وتدلّ على الدين والصلاح والمسجد والإمام والسلطان والعالِم ونحوهم من المرجعيات التي يُقتدى بها . وإن تضمّنت الرؤيا فعلًا محدّدًا فمعناه يختلف: فالدخول إلى الكعبة نيلُ منزلةٍ وأمنٍ أو دخولٌ على ذي سلطان، وقد يدلّ للأعزب على الزواج، والطوافُ صلاحٌ في الدين وقضاءُ حوائج وأمان، والصلاةُ داخلها أمنٌ وخيرٌ وتمكّن، والتوجّهُ نحوها صلاح الدين. أمّا الصلاة فوقها فتحذيرٌ شديد من اختلالٍ في الدين، ورؤية خرابها نذيرٌ بترك الصلاة والعياذ بالله، ورؤيتها في دار الرائي رفعةٌ واقتداءُ الناس به أو زواجٌ بامرأةٍ شريفة، ولمسُ الحجر الأسود اتباعٌ لإمامٍ من أهل الحجاز، وشُرب زمزم نيلُ خيرٍ ومطلوب. ويتفاوت معنى كل ذلك بحسب حال الرائي وقرائن رؤياه. تحليل الرموز والعناصر والمعاني المحتملة:

  • الكعبة: في لسان التعبير تدلّ على الصلاة والدّين والمسجد الجامع، وعلى من يُقتدى به كالإسلام والقرآن والسنة والإمام والسلطان والعالِم والوالد ونحوهم، ولذلك كانت رؤيتها أصلًا من أمارات الصلاح والبِشارة ما لم تقترن بهيئة منكرة.
  • أفعال حول الكعبة:
    • الدخول إلى الكعبة: أمن ومنزلة، وقد يعبَّر بالزواج للأعزب، أو بالدخول على الخليفة/السلطان.
    • الطواف ومناسك الحج: صلاح في الدين وقضاء دينٍ وأمانات، ووفاء نذر وكفّارة؛ وقد نصّ المعبرون على الاستدلال بقوله تعالى: وليطوفوا بالبيت العتيق ووليوفوا نذورهم في باب الطواف والنذور.
    • الصلاة داخل الكعبة: أمنٌ وخيرٌ وتمكُّنٌ من رئيس أو إمام شريف.
    • الصلاة فوق الكعبة: اختلالٌ خطيرٌ في الدين، بل عُدّت عند بعضهم علامةَ رِدّةٍ والعياذ بالله، وهو تحذير لا تأويلَ خير فيه إلا أن تُحمل على ولايةٍ مع فساد في المذهب كما نُقل في بعض الوقائع التي ذكرها أهل التعبير.
    • التوجّه نحوها: استقامةُ الدِّين وصلاحُ الدنيا.
    • خراب الكعبة: نذير بترك الصلاة، وهي من أشدّ الرؤى تحذيرًا.
    • الكعبة في دار الرائي: رفعةٌ وسلطانٌ وصيت، وقد يُعبَّر بزواجٍ من شريفةٍ صالحة لمن لم يكن من أهل السلطان، ما لم تُر في هيئة رديئة.
    • لمس الحجر الأسود: اقتداءٌ بإمامٍ من أهل الحجاز، واقتلاعه بدعة، والعثور عليه بعد فقده يُعبّر بظنّ المرء أنه وحده على الهدى.
    • شرب زمزم: نيلُ خيرٍ وبلوغُ مرغوبٍ من وجهٍ طيّب.
    • سقوط جدارٍ من الكعبة: موتُ الخليفة أو رأسٍ عظيم.
    • السَّرقة من الكعبة (كرُمّانٍ منها): إتيانُ مُحرَّمٍ والعياذ بالله.
    • مقام إبراهيم: من صلّى عنده مُحافظٌ للشرائع، مرزوقٌ حجًّا، وآمنٌ إن كان خائفًا. الربط بالمصادر الثقافية والشرعية:
  • أصل الدلالة: كون الكعبة قبلة المصلين وبيت الله، فناسب أن تدلّ على الصلاة والدّين والجماعة والأمن، وهي معانٍ قرآنية وسنّية تسرّبت إلى لسان المعبرين، وقد صرّح النابلسي وابن سيرين بجملة هذه المعاني في أبواب الحج والكعبة والطواف.
  • الاستئناس بالآي: ورد الاستدلال في باب الطواف والنذور بآيات: وليطوفوا بالبيت العتيق ووليوفوا نذورهم كما نقله النابلسي في موضع الطواف. التأويل النفسي والحياتي الممكن:
  • رؤية الكعبة كثيرًا ما تعكس توقَ النفس إلى الثبات والقبلة والمرجعية، وطلبَ الأمان وتزكية الروح. إن كان الرائي مهمومًا فهي بشارةُ سكينة، وإن كان مقصّرًا فهي تذكيرٌ لطيف بالصلوات وإقامة الشعائر. وإن ظهرت صورٌ مقلقة (كالصلاة فوقها أو خرابها) فالغالب أنها رسائل إنذار من تجاوزٍ لحدودٍ أو فتورٍ في الفرائض، تستدعي تدارك الحال بالتوبة والمسارعة إلى الطاعة.

تنبيه وطلب تفاصيل: أعتذر عن عدم الجزم بتعبيرٍ خاصٍّ لك، فلفظةٌ واحدة لا تكفي لتحديد المعنى. إن رغبتَ بتعبيرٍ أدقّ، فاذكر: ماذا فعلتَ في الرؤيا؟ كيف كانت هيئة الكعبة؟ أين كنتَ (داخل/خارج/على السطح)؟ ما شعورك؟ وما حالك الديني والعملي؟ فالتأويل يتغيّر بتغيّر هذه القرائن.

نصيحة:

  • إن كانت رؤياك حسنة، فاحمد الله، واستبشر بالخير، واكتمها إلا عن ناصحٍ حبيب. وإن كان فيها ما يُخشى، فاجعلها دافعًا لتجديد التوبة والمحافظة على الصلاة وسائر الفرائض، فـالرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، وإنما هي بشارات وتحذيرات تُلهمنا طريق الصلاح.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 193. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 193. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 48. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 194. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 301-302. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 301-302. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 48. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1059-1060.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1060-1061.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1057-1058.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1058-1059.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.