تفسير رؤية السترة في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

معنى رؤية السترة في المنام بدقة: خلاصة ابن سيرين والنابلسي حول دلالات الموضع واللون والحالة؛ متى ترمز إلى همّ وعسر، ومتى تدل على الستر والفرج والبشارة.

فريق مفاتيح المنام
10 دقيقة
تفسير الأحلامتفسير رؤية السترةالستر في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير رؤية السترة في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الستور في المنام تحمل عدة تأويلات تتعلق بالهم والخوف، وتختلف حسب حال الستارة ومكانها ولونها .

يشير محمد بن سيرين إلى أن معظم المفسرين يرون أن السترة في المنام تدل على الهم . ويوضح أن رؤيتها على باب البيت تعني همًا من قبل النساء، وعلى باب الحانوت همٌّ من قبل المعاش، وعلى باب المسجد همٌّ من قبل الدين، وعلى باب الدار همٌّ من قبل الدنيا .

ويفيد ابن سيرين أن الستور السوداء تدل على أنها من جهة ملك، بينما الستور البيضاء والخضراء تحمل عاقبة محمودة . ويشترط أن هذه التأويلات تتعلق إذا كان الستر مجهولًا أو في موضع مجهول؛ فإذا كان معروفًا في موضعه المعروف، فإنه لا يضر ولا ينفع إلا إذا صار مجهولًا .

كما يذكر محمد بن سيرين أن السترة الكبيرة تدل على أن الهم والغم يكون أعظم وأشنع، أما ما كان منها رقيقًا وضعيفًا وصغيرًا، فيفسر بأنه يدل على ضعف الهم وقلته . ويضيف أن الستر الخلق، أي البالية، هي هم سريع الزوال، والجديد منه هم طويل . أما السترة الممزقة، فإنها تدل على فرج عاجل، وإذا مُزقت عرضًا، فقد يدل ذلك على تمزق عرض صاحب الرؤيا .

ووفقًا لقول الكرماني، فإن قلة الستور أو كثرتها، سواء كانت رقيقة أو سميكة، إذا رؤيت على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج، فإنها همٌّ شديد قوي لصاحبها .

ويبين محمد بن سيرين أن الستور التي لا تُعلّق على مخارج أو مداخل تكون أهون وأبعد لوقوع التأويل . وذكر أن ما رؤي منها ممزقًا أو مقلوعًا أو ذاهبًا، فإنه يفرج عن صاحبه همه وخوفه .

ويُذكر أن المجهول من الستور يكون أقوى وأشد في التأويل . وقد ذكر بعضهم أن الستور كلها تدل على البواب، حاملةً همًا وخوفًا مع حصول سلمة . وإذا رأى الشخص المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي أن عليه سترًا، فيفسر ذلك بأنه ستر عليه من اسمه وأمن له .

وأخيرًا، يشير محمد بن سيرين إلى أن ظهور العورة وهتكها يعدّ تفويتًا للستر وشماتة للأعداء .»

تفسير عبد الغني النابلسي

تعقيبًا على كلمة "ستررة" التي وردت في استفساركم، وبالرجوع إلى كتاب "تعطير الأنام في تفسير الأحلام" لعبد الغني النابلسي، لم ترد كلمة "ستررة" بشكل مباشر. إلا أن الكتاب يورد تفاسير لمصطلحات قريبة مثل "الستر" و"الستارة" و"الستائر"، وهي على النحو التالي:

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الستر في المنام تحمل دلالات متعددة. بشكل عام، يدل الستر على حفظ الأمور ، وقد يشير إلى الرفيق كاتم الأسرار، أو الزوجة التي تستر على أحوال صاحب الرؤيا وتصونه . كما أن الستائر قد تدل على الستر في الأمور، بينما كشفها دليل على الافتضاح .

ويفصّل النابلسي التأويلات حسب حالة الستر ولونه وموضعه. فالستر الممزق يدل على الفرح ونيل السرور . وتشير رؤية الستر الأسود إلى الهم من قبل ملك ، أما الستر على باب المسجد فيدل على الهم من قبل الدين . الستر المعروف، الذي يُرى كما هو، لا يضر ولا ينفع . أما الستور في غير مواضعها فتدل على الهم والحزن، بينما في مواضعها لا تأويل لها . في المقابل، فإن الستر الموضوع في موضع غير معتاد كغير باب أو مدخل، يدل على هم شديد وخوف قوي، لكن عاقبته تكون إلى خير وعافية . ويضيف النابلسي أن عظم الستر وضعفه في الرؤيا يعكس قوة أو ضعف الهم؛ فما عظم منها وضعف كان أقوى وأشد، وما رق كان أهون وأضعف . وإذا رأى الشخص أن الستر قُطع أو ذهب به، فإن الهم والحزن يزولان عن ذهنه .

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن الستر القديم أو الخلق يدل على هم سريع الزوال أو هم لا يدوم . في المقابل، فإن الستر الجديد يدل على هم طويل . والستر الممزق طولاً يبشر بفرح عاجل ، أما الممزق عرضاً، فيدل على تمزق صاحبه أو تعرضه لمشقة . ويبين المؤلف أن الستائر البيضاء والخضراء محمودة العاقبة .

ويورد النابلسي أن الستر المجهول يدل على هم لمن رآه ، فإن كان بباب حانوت، فهو هم في المعيشة ، وإن كان بباب دار، فهو هم من قبل الدنيا . وينبّه إلى أن الستائر، بعظمتها وكثرة آلاتها، قد تدل على تعذر الأحوال بسبب الوسائط الرديئة كالوساطة والحجاب .

ويوضح عبد الغني النابلسي أنه إذا رأى الشخص المطلوب أو الخائف أو المختفي ستراً على سرير، فهو ستر عليه من اسمه وأمن له . وينبه إلى أن كلما كان الستر أكبر، كان همه وغمه أكبر وأعظم وأشنع .

كما يشير عبد الغني النابلسي إلى دلالات خاصة: إذا رأى رجل أعزب ستارة، فإنه يتزوج امرأة تستره عن المعاصي والفقر والحاجة ، وكذلك المرأة التي لا زوج لها إذا رأت ستارة، فإنها تتزوج . ويفيد النابلسي أن الستر على باب البيت يدل على هم من قبل النساء . ويرى عبد الغني النابلسي أن الستر المعلّم دل على قدر ما يشير إليه من زوجة أو ولد أو دار .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: بشكل عام، رمز “السترة/الستر/الستارة” في المنام يُغَلِّب معنى الستر والحفظ وكتمان الأمور، وقد يتحوّل إلى دلالة على همٍّ بحسب موضعه ولونه وحاله؛ فالستر المجهول أو الموضوع على الأبواب كثيرًا ما يُعبِّر عن همٍّ عارض، بينما تمزّق الستر أو ذهابه يُرجِّح انفراجًا وزوالًا للهمّ بإذن الله. وإن كان الرائي خائفًا أو مطلوبًا ثم رأى على نفسه سترًا، فهي أمارةُ أمنٍ ووقايةٍ له. نرجو لك الخير وتمام الستر والعافية.

تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:

  • أصل الرمز: “الستر/السترة/الستارة”
    • يدل على ستر الأمور، وكتمان الأسرار، وقد يرمز لرفيقٍ كاتمٍ للسر أو للزوج/الزوجة التي تصون وتستر أحوال الرائي. وهذه دلالة عامة أجمع عليها المعبرون كالنابلسي.
  • موضع الستر:
    • على باب الدار: همّ من قِبَل الدنيا. على باب الحانوت: همٌّ في المعاش والرزق. على باب المسجد: همّ من قِبَل الدين. أما الستر المعروف في موضعه المعروف فلا يضر ولا ينفع، بينما الستور في غير مواضعها تدل على همٍّ وحزن.
  • حال الستر:
    • الستر المجهول همّ لمن رآه. الستر البالي (القديم) همّ سريع الزوال، والجديد همٌّ طويل. وإذا قُطع أو ذهب، زال الهم والحزن. وتمزقه طولًا يُبشِّر بفرحٍ عاجل، وتمزقه عرضًا قد يُشير إلى تعرّض العرض للأذى، فليُستعذ بالله ويُستكثر من الستر.
  • اللون:
    • الأسود: همّ من قِبَل سلطان أو ذي شوكة. الأبيض أو الأخضر: محمود العاقبة وبِشارةُ خير.
  • العدد والكثرة:
    • كثرةُ الستور علامة على تعذّر الأحوال وتعقّدها، وكلما عَظُم الستر كان الهَمُّ أعظم، وما رقَّ كان أهون.
  • خصوصيّات نافعة:
    • إن رأى المطلوب أو الخائف أو المختفي سِترًا على سريرٍ أو على نفسه، كان ذلك سترًا عليه وأمنًا له.
    • ورؤية “الستارة” للرجل الأعزب قد تُؤوَّل بزواجٍ من امرأةٍ تستره عن المعاصي والفقر والحاجة، وكذلك المرأة غير المتزوجة.

الربط بالموروث العربي والإسلامي:

  • الستر قيمة راسخة في ثقافتنا، ومعناه في التعبير يتماشى مع مقصد صيانة السر والعِرض وحفظ الحال، وهو ما يظهر جليًا في تفاريع النابلسي وابن سيرين في أبواب “الستر” و”الستور” التي تكثر فيها إشارات الكتمان والوقاية ودوائر الهمّ بحسب الموضع واللون والحال.

التفسير النفسي والحياتي الممكن:

  • قد يعكس ظهور “السترة/الستارة” حاجةً نفسيةً إلى الخصوصية، أو رغبةً في إخفاء أمرٍ شخصي، أو شعورًا بضغطٍ خارجي (سلطة/وظيفة) إذا كان اللون قاتمًا كالسواد. ووضع الستر على منافذ البيت أو العمل قد يرمز إلى وضع حدودٍ أو حواجز دفاعية أمام الآخرين. تمزّق الستر أو إزالته قد يعبّر عن تنفيسٍ أو تحرّر من قلقٍ كان يثقل كاهلك، بينما كثرة الستور قد تشير إلى تشعّب همومٍ أو تعقّد إجراءات في حياتك ومحيطك. ولمن كان خائفًا، ظهور الستر على جسده أو سريره يُطمئن بدلالة الأمن والوقاية. هذه القراءة تتّسق مع الدلالات المنقولة عن النابلسي وابن سيرين في مواضعها المشار إليها.

تنبيه ونصيحة:

  • عبارتك مختصرة جدًّا ولم تبيّن حال الرؤيا: الموضع، اللون، حالة الستر، ما شعرتَ به، وحالك الاجتماعي. إن رغبتَ بتعبيرٍ أدقّ فاذكر هذه القرائن. وإلى ذلك الحين، فالعمل بفقه الستر محمود دائمًا: لزوم الكتمان فيما ينبغي، الإكثار من الاستغفار، واختيار الصحبة الصالحة التي “تستر” حالك وتعينك على الخير، مع الاطمئنان أن التأويل ظنٌّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 241. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 240-241. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 653-654.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 655-656.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 654-655.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.