تفسير البربط في المنام: معاني اللهو والثناء عند ابن سيرين

ما معنى رؤية البربط في المنام؟ اكتشف دلالاته بين اللهو والثناء، وتأثير حال الرائي وموضع العزف، وما ذكره ابن سيرين والنابلسي مع إضاءات عملية للتأويل.

فريق مفاتيح المنام
5 دقيقة
تفسير الأحلامالبربطابن سيرينالنابلسيالمعازف في المنام
تفسير البربط في المنام: معاني اللهو والثناء عند ابن سيرين

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير، فإن البربط وما شابهه من الملاهي تمثل الدنيا وزخرفها وكلماتها المفتعلة. ويبيّن ابن سيرين أن الاستماع للبربط، بما فيه من لذة للأذن، هو مما يليق بالنساء، بينما يمثل للرجال فعلاً غير لائق. كما يرى محمد بن سيرين أن البربط قد يدل على ثناء حسن لصاحب الرؤيا إذا كان ذا دين وورع، في حين أنه قد يدل على ثناء رديء على نفسه وعلى الكذب إذا لم يكن صاحب دين.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "البربط" في المنام تدل على كلام مفتعل، وذلك لأن الأوتار تصدر أصواتاً تشبه الكلام ولكنها ليست كلاماً حقيقياً. إلا أنه إذا كان صاحب الرؤيا ذا دين وورع، فإن ذلك يُعد ثناءً حسناً .

ويوضح النابلسي أنه إذا رأى الشخص أنه يضرب البربط ولم يكن صاحب دين، فإن ذلك قد يدل على ثناء رديء على نفسه، ويكون ذلك كذباً. كما يشير النابلسي إلى أن البربط في المنام قد يدل على اللهو .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية البربط في المنام تميل إلى الدلالة على اللهو وكلامٍ لا طائل تحته، لكنها قد تكون ثناءً حسناً لمن كان صاحب دين وورع، وقد تكون ثناءً رديئاً وكذباً لمن لم يكن كذلك. وضرب البربط قد يشير أحياناً إلى نيل ولاية أو جاه لمن كان أهلاً، لكنه قد يدل أيضاً على غمّ ومصيبة إذا اجتمع معه مزمار أو طبل، أو إذا كان العزف عند باب الإمام أو داخل البيت فأصاب أهله ذلك البلاء. وهذه الدلالات تتنوع بحسب حال الرائي وموضع الرؤية وتفاصيلها. تحليل الرموز والعناصر:

  • رمز البربط: نصّ النابلسي على أن البربط “كلام مفتعل” وأنه “لهو الدنيا وباطلها”؛ فإن كان الرائي صاحب دين وورع كان ما يُنال له ثناءً حسناً، وإلا كان ثناءً رديئاً وكذباً على النفس . وفي موضع آخر تُقرَن المعازف والبربط بأعمال اللهو عموماً، وهو ما يعضّد حمله على التلهّي والانشغال بالزينة والسطحيات.
  • فعل الضرب/العزف: جاء أن نقر البربط يدل على ملك أو شريف قد أُزعج من ملكه، وأن من ضرب بربطاً أصابه نوع من الغم، فإذا اقترن العزف بمزمار أو طبل كانت مصيبة عامة في المكان، وإذا كان الضرب بشيء من الملاهي على باب الإمام فهو بلاء لمن في المنزل؛ أمّا إن ضُرب دون الزمر كالعود والطنبور والصنج فقد ينال ضربه ولاية وسلطاناً لمن كان أهلاً لها.
  • اقترانات الرمز: ورود القرط للرجال رُبط في بعض مواضع ابن سيرين بعمل السماع ولذات الأذن كالغناء وضرب البربط، مما يرسّخ دلالة الآلة على التلهّي والاشتغال بالسمع والمتع الزائلة لا سيما للرجال. الاستناد الثقافي والشرعي:
  • المعنى اللغوي والعرفي: ارتبطت المعازف في اللسان والعرف العربيين باللهو والزينة، والبربط من أدواتها القديمة، فحُمل على “الكلام المفتعل” و“لهو الدنيا” كما قرّر النابلسي في باب الرموز العامة للمعازف.
  • أقوال المعبّرين: خلاصة النابلسي في البربط هي المعتمد هنا: اللهو، والثناء بحسب صلاح الرائي أو عدمه، وتحوّل المعنى إلى ولاية أو غمّ باختلاف القرائن المذكورة في النص نفسه . كما أن ربط ابن سيرين لمتعلّقات السماع بضرب البربط يعزّز هذا الأصل في التعبير. تفسير نفسي وحياتي محتمل:
  • قد يعكس البربط ميلاً داخلياً للانشغال بالمظاهر أو السعي وراء الإعجاب والثناء، أو شعوراً بأن كلاماً يسمعه الرائي أو يقوله لا حقيقة له.
  • إن كان العزف في بيت الرائي، فقد يرمز إلى توتّر أو تشويش كلامي داخل الأسرة أو بيئة العمل. وإن كان العزف عند باب صاحب سلطة، فقد يدل على احتكاكٍ بموقع نفوذ يتبعه ضيق أو مساءلة.
  • إن كان الرائي من أهل الدين والصلاح، فقد تحمل الرؤيا بشارة بحسن الذكر بين الناس، أما إن كان مفرّطاً فربما كانت تنبيهاً لمراجعة ما يُقال ويُذاع باسمه، واجتناب ما لا ينفع من اللهو.

إضاءات عملية بحسب التفاصيل:

  • إذا رأيت أنك تعزف وحدك بلا مزمار ولا طبل، وفي نفسك أهلية وقدرة، فقد يدل ذلك على وجاهة أو ولاية تُنال إن سلكت أسبابها بجدّ وانضباط.
  • إذا كان مع العزف مزمار أو طبل، أو وقع في البيت، فانتبه من غمٍ أو حادثٍ يعمّ المكان، وخذ بالأسباب في الإصلاح والوقاية.
  • إن تكرر رمز البربط مع شعور بالفراغ أو التشتت، فربما هو دعوة لتقليل اللهو وزيادة ما ينفعك من ذكرٍ وعمل، فالرؤيا الصالحة تبشّر أو تحذّر، ولا يُبنى عليها حكم شرعي، وإنما يُجعل أثرها في إصلاح الحال.

إن أردت تعبيراً أخصّ بحالك، فاذكر لي: من رأى الرؤيا؟ وما حاله الديني والعملي؟ وأين كان البربط؟ وهل كان معه مزمار أو طبل؟ وهل كان العزف في البيت أو عند ذي سلطان؟ بهذه القرائن يتضح الوجه الأقرب من التأويل إن شاء الله.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 151-152.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.