تفسير رؤية الإسلام في المنام: أقوال ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن لرؤيا اعتناق الإسلام (السلام) أو ما يرتبط به دلالات متعددة.

يوضح ابن سيرين أن المشرك إذا رأى في منامه أنه في الجنة أو يرتدي أساور من فضة، فهذا يعني أنه سيعتنق الإسلام. ويشير المصنِّف إلى أن رؤية المشرك لنفسه وهو يسلم، أو يصلي نحو القبلة، أو يشكر الله، تدل على أنه سيهتدي للإسلام. كما يفيد أن المشرك إذا رأى أنه كان ميتاً ثم عاد حياً، فإنه يسلم. ويذهب إلى أن المشرك إذا رأى في منامه سعة في صدره، فهذه علامة على إسلامه. وينبه إلى أن المشرك إذا رأى نفسه في سفينة في البحر، فإنه يسلم. ويورد تفسيراً آخر، حيث أن رؤية الدخول إلى حصن هي أمان من عذاب الله، وقد استدل بها على معنى مرتبط بالأمان الذي يجلبه الإسلام.

أما المسلم، فيبين المصنِّف أنه إذا رأى في منامه أنه يقول "أسلمت"، فإن ذلك يدل على استقامة أموره وتقوية إخلاصه. ثم يستدرك، موضحاً أن المسلم إذا رأى كأنه يسلم مرة أخرى، فإنه ينجو من فتنة أو مشكلة.

وحول "دار السلم"، يذكر أن الكافر إذا رأى نفسه ينتقل إليها وهو في دار الشرك، فإن ذلك ينبئ بموته الوشيك، لأنها دار الحق.

ويفرق بين الليل والنهار في التعبير، حيث يصف النهار بأنه "مسلم" لأنه يبدد الظلمة، بينما يصف الليل بأنه "كافر".

وفيما يتعلق بالصلاة، يوضح محمد بن سيرين أن رؤية الصلاة نحو القبلة تدل على استقامة دين الرائي. ويضيف أن من رأى ظهره للقبلة في الصلاة، فإن ذلك يعني نبذه للإسلام وراء ظهره بارتكاب بعض الكبائر. كما ينبه إلى أن من لا يهتدي إلى القبلة في منامه، فإنه يكون متحيرًا في أمره.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية النبي إبراهيم عليه السلام تدل على الوالد الشفيق لأنه أبو الإسلام والذي سمى الناس مسلمين .

ويشير النابلسي إلى أن من رأى في منامه أنه يصلي ظهر الكعبة، فقد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب كبيرة من المعاصي، أو يمين كاذبة، أو قذف محصنة .

كما يوضح المؤلف أن رؤية السمن والقوة في بدن الرائي تعبر عن قوة دينه وإسلامه ودنياه .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: لفظ “الإسلام” وحده لا يكفي لبناء تأويل محدد، لكن الغالب في رموز الإسلام في المنام أنها بشارة بالهداية والاستقامة أو النجاة من كرب، ويختلف وجهها بحسب حال الرائي وتفاصيل المشهد. فاعتناق الإسلام في المنام للكافر دليل هدى قريب، وللمسلم تجديدٌ للعهد ونجاة من فتنة أو ضيق بإذن الله. تحليل الرموز والمنطلقات:

• تحديد الرموز المحتملة:
  • التصريح بالإسلام أو النطق بالشهادتين: جاء عند أهل التعبير أن “إسلام الإنسان في المنام استقامة في الدين”، فإن رأى مشرك أنه قد أسلم، أو أنه يصلي للقبلة، أو يشكر الله، فذلك هدى للإسلام عاجلاً، وإن رأى المسلم كأنه أسلم ثانيةً سلِم من الآفات والفتن.
  • الانتقال من “دار الشرك” إلى “دار الإسلام”: علامة على الهداية أو قُرب الموت للكافر على قولٍ مذكور، ويُحمل على البِشارة بالحق والأمان لمن قام به سبب الهداية.
  • صورٌ تؤكّد معنى الإسلام والهداية:
    • الدخول في حصن أو القلعة: يُفسَّر بالإسلام أو التوبة والتحصّن من الذنوب والأعداء.
    • الخروج من الظلمة إلى النور: للكافر رزقٌ للإسلام والإيمان، وللعاصي توبة بعد عصيان، وهو رمز للهداية والصلاح عامةً.
    • السواك: يدل على الطهارة من الذنوب، وقد يدل على الإسلام بعد الكفر والعمل المقرب إلى الله.
    • السور أو السور المجهول: يُحمل على الإسلام والعلم والقرآن، وكل ما يُتحصَّن به من الشرور.
• ربطها بالموروث العربي والإسلامي:
  • جعل النور قرين الهداية، والحصن قرين الأمان، والسواك من السنن، معانيٌ تجري في لسان العرب والشرع، وقد اعتمد أهل التعبير هذه الأصول في حمل الرمز على دلالة الإسلام والاستقامة، كما في النصوص المنقولة عن النابلسي في تعبير “الإسلام” و”الحصن” و”النور” و”السواك” و”السور”.
• الأبعاد النفسية والحياتية:
  • لمن كان بعيدًا عن الطاعة أو يعيش حيرةً: رؤية رموز الإسلام قد تكون دعوة داخلية للالتزام، وطلب معنى الأمان الروحي والتحصّن من الاضطراب.
  • لمن هو تحت ضغطٍ أو ضيق: تتقوّى دلالة “النجاة والسلامة” إذا اقترنت الرؤيا برموز التحصّن والنور والانعتاق من الظلمة، لأن أهل التعبير جعلوا هذه العلامات أمارة فرج وتوبة وهداية.
  • تنبيهٌ مهم: إن كان النطق بالشهادتين في المنام على جهة الإكراه، فقد يُحمل عندهم على وقوعٍ في محذور أو ابتلاء، بخلاف ما لو كان عن اختيار، فهو اهتداء وصِدقٌ وعودةٌ إلى الحق. نصيحة وإتمام البيان:
• إن كانت رؤياك تتضمن اعتناق الإسلام أو رموزه اختيارًا وطمأنينةً، فابشر بالاستقامة أو القرب من الفرج، وأحسن الظن بالله، وأتبِع الرؤيا عملًا صالحًا يشهد لها بالخير.
• إن كنت غير مسلم ورأيت أنك أسلمت أو صليت للقبلة أو خرجت من الظلمة إلى النور، فهي بشارة هدى وقربٌ من الحق على ما قرّره أهل التعبير.
• وإن كانت الرؤيا اشتملت على إكراهٍ على الشهادتين أو قلقٍ شديد، فخذها تنبيهًا لتتحرّى مواضع الزلل وتتوقّى أسباب المحذور. ولأن كلمة واحدة لا تُغني عن تفصيل المنام، فأعتذر عن الجزم، وأقترح أن تذكر:
• حال الرائي الديني والنفسي.
• ماذا رأى تحديدًا: نطق بالشهادتين؟ صلاة للقبلة؟ دخول حصن؟ نور بعد ظلمة؟ استعمال سواك؟ انتقال من دار إلى دار؟
• المشاعر المرافقة ووقت الرؤيا. بهذه القرائن يتضح وجه التعبير أكثر وفق القواعد المتقدّمة.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 15.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1359-1360.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 15.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.