تفسير رؤية الأنف في المنام عند ابن سيرين والنابلسي

دلالة الأنف في المنام بين الرفعة والذل والمال والأهل؛ تعرف على تأويل شم الروائح، قطع الأنف، الرعاف، وتعدد الأنوف عند ابن سيرين والنابلسي بإيجاز.

فريق مفاتيح المنام
11 دقيقة
تفسير الأحلامالأنف في المنامابن سيرينالنابلسيرموز المنام
تفسير رؤية الأنف في المنام عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الأنف في المنام تحمل دلالات متعددة.

فأفاد أن الأنف يدل على عزل صاحبه عن منصبه أو ذلّه، كما يدل على كل من يتباهى ويتكبر، لأن الكبر يُنسب إليه فيقال "شمخ بأنفه"، وفي الذل يقال "رغم أنفه" .

ويضيف ابن سيرين أن الأنف قد يدل على الولد أو الوالد . كما قد يشير إلى ذكرٍ يمثله الرأس أو فرجه، لارتباطه بالامتداد بالمخاط من الناس، وهو ما يشبه النطفة .

وبخصوص رؤية قطع الأنف، فقد بيّن أن تأويلها يختلف حسب حال الرائي؛ فإن كان مريضًا، دل ذلك على موته. وإن لم يكن مريضًا، نزلت به نازلة أو مصيبة يكون فيها مثل الفضيحة، كفقر، أو تعب، أو هجر، أو حلق لحية، أو سقوط .

وأشار محمد بن سيرين إلى أن التاجر إذا رأى كأن أنفه قد جُدع، فإنه يخسر في تجارته .

وذكر أن الوجه إذا أُبين منه الأنف في المنام، فإن ذلك يدل على القبح .

كما أوضح ابن سيرين أن ما يدخل في الأنف يجري مجراه مجرى الدواء، وما دخل فيه من مكروه فهو غيظ مكظوم .

وذهب المؤلف إلى أن رؤية كأن للرائي خرطومًا (بمعنى مرتبط بالأنف) تدل على أن له حسبًا قويًا .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يُعد الأنف حاسة الشم ومحل الراحة لما يصل إلى البدن من هواء ورائحة طيبة. ويرى النابلسي أن حسنه وسرعة إدراكه للروائح تدل على الراحة.

ويشير المؤلف إلى أن الأنف دال على ما يتحمله الإنسان من مال، أو والد، أو ولد، أو أخ، أو زوج، أو شريك، أو عامل. فكلما كان أنفه حسنًا دل ذلك على حسن حال من يدل عليه. وذهب النابلسي إلى أن الأنف قد يمثل الأبوين، أو قرابة الرجل، فمن رأى أنه لا أنف له فقد لا يكون له رحم.

ويبيّن ابن النابلسي أن الأنف الأسود أو الأكبر من المعتاد يدل على الإرغام والقهر، بينما يدل الأنف ذو المقدار الطبيعي أو استنشاق الرائحة الطيبة على علو الشأن وطيب الخاطر. وإذا رأى الشخص أن أنفه قد صار من ذهب أو فضة، دل ذلك على حظوته ومعرفته وكثرة أرباحه، خاصة إذا كان تاجرًا. أما تقلص الأنف تكبرًا أو اعوجاجه، فيشير إلى الحماقة والذل.

وفي سياق متصل، أفاد النابلسي أن الأنف إذا كان مجذومًا أو الأرنبة مجذومة، فهو موته أو نزول نازلة تكون فيها فضيحة، وإن كانت امرأة حبلى فهو موتها أو موت ولدها. وإذا قُطع الأنف، فإن كان المريض مات، وإن كان صحيحًا دل ذلك على تغير حاله وذهاب ماله. أما رعاف الأنف الذي يصيب الثوب بالدم، فيدل على مال حرام، والدم الغليظ منه يدل على ولد. ويفرق النابلسي بين خزم الأنف، الذي قيل إنه موت صاحبه، وبين وجود أنفين في المنام، والذي يدل على رزق بولدين، أو تنفذ شهادته شهادة رجلين، أو يقع بينه وبين أهله خلاف.

ويربط المؤلف بين الأنف والجريمة، فمن رأى أنفه صار من ذهب، قد يدل على نزول آفة تلحقه بسبب جريمة يفعلها، لأن أرباب الجرائم تقطع أنوفهم. وينبه إلى أن الأنف قد يدل على ما يصل إلى الإنسان من أخبار على لسان رسول، أو على جاسوس آتٍ بالأخبار. ويشير إلى أن الأنف قد يدل على الكير أو المنفاخ الذي يقوم منه العيش، فإذا خرب المنفاخ، ربما نزلت بالرائي نازلة بأنفه، وتعطلت صنعته إن حدث به حادث شر. وإذا كان الشخص قارئًا أو مطربًا أو مؤذنًا ورأى أنفه عدم أو انسد، دل ذلك على تعذر راحته من صنعته، وربما مرض بضيق النفس.

وفيما يتعلق بما يخرج من الأنف، يوضح النابلسي أن المخاط وما يخرج منه كالماء قد يكون إنذارًا بمرض أو نزلة. وإذا كان مخاطًا، دل على المال، وإن أكله احتاج إلى الدين أو الشبهات. ويربط النابلسي ما ينزل من الأنف بما ينزل من المخاط أو العذرة، ويرى أن فساد الدماغ قد يحول المخاط إلى ماء كالذي يخرج من الذكر، مشيرًا إلى أنه ربما دل على باب شر. وأما صنان الأنف، فيدل على صداع في الرأس، ونزلات في الأنف، وأخبار رديئة، وإفشاء أسرار، وزوال الغل والحقد، وراحة بعد تعب، وقضاء دين. وقد يدل على أرماد أو مباطنة رديئة، وللطفل ذي الصنان الرديء قد يدل على بلوغه مبلغ من يفوق له الصنان، أو موته بقروح أو عاهة.

كما يذكر النابلسي أن الأنف قد يدل على الفرج للمريض. ومن معانيه أيضًا الحمق والكبر والثناء الرديء، فمن تقلص أنفه تكبرًا أو اعوج، دل على الحمق والذل. ويشير إلى أن الأنف والأذن قد يدلان على التلال والجروف ذات العشب والطين. وتعدد الأنوف في المنام، سواء في الوجه أو في أي موضع من البدن، يدل على تجديد الراحات والأولاد والأتباع. وإذا شم الإنسان رائحة طيبة، دل ذلك على فرح يصيبه، وإن كانت امرأته حبلى، فإنها تلد ولدًا.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل المختصر: رؤية الأنف في المنام تدل غالبًا على ما يقوم به الإنسان ويستند إليه من مالٍ واعتبارٍ وأهلٍ ومعينين (كالوالد والولد والأخ والشريك والزوج والعامل). حُسن الأنف وطيب الرائحة يشيران إلى رفعة الشأن وطيب العيش، بينما سواده أو كِبره أو عيبه يدل على إرغامٍ أو ذلٍ أو عارضٍ في الحال. وتختلف الدلالات بتفاصيل الرؤيا: كقطع الأنف، أو كثرته، أو الرعاف، أو عدم وجوده، أو شمّ طيبٍ أو خبيث.

تحليل الرموز والمعاني:

  • الرمز المركزي: الأنف
    • في الموروث العربي والإسلامي: الأنف موضع الشمّ ومجرى النفس، ويرتبط فيه معنى العزة والأنفة، ويُقال: “شمخ بأنفه” للكِبر، و“رغم أنفه” للذل؛ وهذه الاستعمالات اللغوية تسند وجوه التأويل بين الرفعة والمهانة بحسب حال الأنف في المنام.
    • عند المعبّرين:
      • يدل الأنف على ما يتحمّل به الإنسان أموره: المال، والوالد، والولد، والأخ، والزوج، والشريك، والعامل؛ فحُسن الأنف حُسنٌ فيمن يدلّ عليهم وسلامةُ الحال، وسواده أو كِبره دالان على إرغامٍ وقهرٍ وعسرٍ يعرض للرائي أو لمن يَرمز إليه الأنف من قرابته ومعاونيه. كما أن شمّ الرائحة الطيبة دليل علو الشأن وطيب الخاطر. وكثرة الأنوف في الوجه تُفهم على زيادة الراحات والأولاد والأتباع.
      • إن صار الأنف من ذهبٍ أو فضة دلّ على منزلةٍ ووجاهة وربحٍ خاصّة للتاجر، وقد يدلّ صيرورته من حديدٍ أو ذهبٍ على آفةٍ بسبب جناية لأن أهل الجرائم تُقطع أنوفُهم؛ يجمع ذلك بين البِشارة والتحذير وفق القرائن.
      • قد يدلّ الأنف على الأخبار ورسولها، أو على جاسوسٍ يأتي بها، وعلى الكير والمنفاخ الذي يقوم به عيش الناس؛ فإن خرب “المنفاخ” أصاب الأنف أو الصنعة عارضٌ. كما قد يدل للمريض على الفرج لما ينزل منه من الأقذار.
      • نوازل محددة:
        • قطع الأنف: إن كان الرائي مريضًا خيف على حياته، وإن كان صحيحًا دلّ على تغيّر حالٍ وذهاب مالٍ أو إفلاس ووقوع فضيحة.
        • وجود أنفين: يُفهم على رزقٍ بولدين، أو قوة شهادة كأنها شهادة رجلين، وقد يقع بينه وبين أهله خلاف.
        • لا أنف له: دلّ على انقطاع رحمٍ أو ضعف صلة القرابة.
        • شمّ رائحةٍ طيبة: فرحٌ يصيب الرائي، وإن كانت زوجته حبلى وُلد لها ولد.
        • الرعاف: له وجوه؛ قيل هو مالٌ حرام إن أصاب الدمُ الثوب، وقيل إصابة كنزٍ أو خيرٍ من رئيسٍ أو راحةٌ بعد همّ بحسب الموضع والقرينة وقوّة الدم.

الربط الثقافي والشرعي:

  • التأويل يجري على سنن اللسان والعرف: الأنف في كلام العرب موضع الأنفة والشمم، فوافق ذلك دلالة الرفعة والكبر والذل بحسب أوصافه في الرؤيا.
  • لا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي، والرؤيا تبشيرٌ أو تحذير، ويُقدَّم وجه الخير ما أمكن، وتُعتبر حالُ الرائي وقرائنُ زمانه ومكانه.

التفسير النفسي والحياتي:

  • الأنف كوظيفةٍ حسية يرمز إلى الحدس و“شمّ الفرص” أو “استشعار” المخاطر؛ فحُسن الأنف وطيب الرائحة قد يعكسان صفاء البصيرة وراحة النفس، بينما انسداد الأنف أو سوؤه قد يدل على انقباضٍ وقلقٍ أو شعورٍ بالمهانة أو ضعفٍ في الموارد أو العلاقات الداعمة.
  • الرعاف قد يوازي في النفس ضغطًا أو إرهاقًا أو خسارةً محسوسة؛ فإن تلوّث الثوب في المنام دلّ على خوفٍ من سمعةٍ أو موردٍ غير مريح، بينما شمّ الطيب يعكس غالبًا بشارةً وراحةً أو خبرًا سارًا.

إرشاد عملي:

  • إن رأيت الأنف حسنًا وتشمّ روائح طيبة فابشر بفرجٍ ورفعةٍ وتحسّنٍ في علاقاتك ومعيشتك، واثبت على الشكر وحسن التدبير.
  • إن رأيته معيبًا أو مقطوعًا أو يسيل منه دمٌ يلوث الثياب، فخذها تنبيهًا لمراجعة مواردك وعلاقاتك وسمعتك، وتدارك أسباب الضغط والذنب، واطلب الإصلاح قبل أن تتفاقم النتائج.

إن كانت لك رؤيا محددة تتعلق بالأنف (شكله، لونه، رائحته، رعاف، قطع، تعدد...) ووقتُها وحالك معها، فاذكر تفاصيلها لأقدّم لك تعبيرًا أدقّ يراعي قرائنك وشؤونك.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 297. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 87-88. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 67. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 21.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 21.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 21.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 21.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 21.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.