تفسير رؤية الأعمدة في المنام لابن سيرين والنابلسي بدقة

الأعمدة في المنام رمز للسند والثبات، وتتبدل دلالتها بحسب المكان والحال. دليل موجز يجمع أقوال ابن سيرين والنابلسي: عمود الجامع والكنيسة والميزان وسقوط العمود.

فريق مفاتيح المنام
7 دقيقة
الأعمدةتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيرؤية العمود في المنام
تفسير رؤية الأعمدة في المنام لابن سيرين والنابلسي بدقة

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن العمود يدل على كل من يُعتمد عليه، وعلى ما هو بمثابة العمدة والعماد والدعامة. ويشمل ذلك السلم، والقرآن الكريم، والسنة النبوية، والفقه الديني، بالإضافة إلى السلطان، والفقيه، والحاكم، والأب، والسيد، والزوج، والوصي، والشاهد، والزوجة، والمال .

ويبيّن ابن سيرين أن مكان العمود وزيادته في المنام وصفات النائم تُستخدم للاستدلال على تأويل الرؤيا وحقيقتها .

ويشير محمد بن سيرين إلى أنه إذا رأى الشخص عمودًا قد مال عن مكانه وكاد أن يسقط من تحت بنائه، فإن كان ذلك في جامع عظيم، دل على وجود رجل من رجال السلطان يخادعه أو يهم بالخروج عن طاعته أو مذهبه. وقد يعني أيضًا رجلًا من العلماء أو الصلحاء يبتعد عن علمه ويتجه إلى غير الصواب بسبب فتنة أو مصيبة نزلت به .

وإذا كان العمود في مسجد من مساجد القبائل، فيشير إلى إمامه أو مؤذنه أو من يعمره ويخدمه .

وإذا كان العمود في دار الشخص ومسكنه، فإن كان صاحب الرؤيا عبدًا، فالعمود يمثل سيده الذي قد يتغير عليه ويظهر له ما يكرهه ويخافه، خاصة إذا خاف في المنام من سقوطه عليه .

وإذا كانت الرائية امرأة، فالعمود يمثل زوجها .

وإن كان الرائي رجلًا، فالعمود يمثل والده .

ووفقًا لابن سيرين، فإن سقوط العمود يدل على مرض الشخص المنسوب إليه أو هلاكه إن كان مريضًا. وينطبق هذا أيضًا إذا ارتفع العمود إلى السماء واختفى، أو سقط في بئر أو حفرة ولم يُرَ .

ويضيف ابن سيرين أنه إذا كان العمود من أعمدة الكنائس، فالشخص المرتبط به يكون كافرًا ومبتدعًا، مثل الرهبان والشمامسة ورؤساء البدع .

كما يوضح ابن سيرين أنه إذا كان الرائي قاضيًا، فالعمود يمثل جسمه، ولسانه يمثل كلامه، وكتفاه تمثل أذنيه، وأوزانه تمثل أحكامه وعدله. أما الدراهم فتمثل كلام الناس وخصوماتهم، وخيوطه تمثل أعوانه ووكلائه .»

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن تفسير رؤية الأعمدة في المنام يتنوع حسب سياقها.

ويوضح النابلسي أن عمود الميزان في الحلم يمثل القاضي نفسه .

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن الأعمدة (العمد) قد تدل على أكابر دولة الحاكم، مثل أمرائه، وذخائره، وأمواله التي يتجمل بها وينفقها . كما يذهب إلى أنها تمثل كبار رجال دولته، أو قاضيه، وأمرائه، والعلماء الذين تحت قيادته .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر عن عدم إمكان تأويل رؤياك بدقة لأن كلمة “الأعمدة” وحدها لا تكفي للحكم على المعنى؛ دلالة الأعمدة تتغيّر جذريًا بحسب مكانها وهيئتها ومادتها وحركة الرائي ومشاعره. إن رغبت بتعبير أدقّ، صف لي: أين كانت الأعمدة (بيت، مسجد، عمل، طريق…)، مما صُنعت (خشب، حجر، رخام…)، حالها (قائمة، مائلة، ساقطة)، عددها، وما شعورك أثناء الرؤيا وبعدها.

تحليل الرموز والمعاني المحتملة:

  • تحديد الرموز:

    • الأعمدة عمومًا: رمز للسند والاعتماد والثبات، وقد تُنسب لمن يُعتمد عليه من أشخاص أو مبادئ.
    • موضع العمود: مسجد/كنيسة/بيت/سوق… يغيّر المعنى.
    • حال العمود: قائم/مائل/ساقط/يصعد… يترجح به الخير أو التحذير.
    • مادة العمود: رخام/حجر/خشب… لكل منها ملمح.
    • عمود الميزان: يختص بالقضاء والحكم.
  • الربط بالمصادر الشرعية والثقافية:

    • في القرآن جاء وصف “إرم ذات العماد” بما يحيل إلى القوة والرسوخ العمراني؛ وهو استعمال عربي يُشعِر بأن العماد/الأعمدة علامة على شدة البنيان وعزّ القوم، لكنه لا يمدح بذاته إن اقترن بالطغيان، كما في سياق عذاب عاد وفرعون ذي الأوتاد.
  • أقوال المعبّرين:

    • عند ابن سيرين: العمود يدل على كل ما يُعتمد عليه: من الدين (القرآن والسنّة والفقه) والسلطان والعالم والقاضي والوالد والزوج والمال. ويتغيّر المعنى بحسب مكانه:
      • عمود في الجامع إذا مالَ: يدل على رجل من رجال السلطان يميل عن الطاعة أو عالم يميل عن استقامته لفتنة.
      • عمود في دار الرائي: إن كان عبدًا فالعمود سيّده وقد يكرهه، وإن كانت امرأة فالعمود زوجها، وإن كان رجلًا فالعمود والده. وسقوط العمود مرض المنسوب إليه أو هلاكه إن كان مريضًا.
      • إن ارتفع العمود إلى السماء فغاب، أو سقط في بئر ولم يُرَ: علامة ذهاب المنسوب إليه أو هلاكه إن كان مريضًا.
      • إن كان عمود كنيسة: دلّ على مبتدع أو كافر كرهبان وشمامسة.
      • ومن رأى أنه ملك أعمدة وكان أهلًا لذلك ملك، وإن كان عالمًا اجتمع عليه أرباب المهمّات. ومن رأى نفسه صار عمودًا مات. وعمود الرخام مال أو رجل/امرأة شريفة، وإن كان من خشب دلّ على نفاق وسرعة تغيّر.
    • عند النابلسي: عمود الجامع إذا مالَ: خروجُ رجلٍ من رجال السلطان عن طاعته، وعمود الكنيسة: هلاك كافر أو مبتدع. وعمود الميزان نفسُ القاضي؛ أي أن صلاحه واعتداله علامة عدل القاضي، وخلله دليل عجزه أو ميله.
  • التأويل النفسي والحياتي:

    • الأعمدة في علم النفس الرمزي تشير إلى “الدعائم” التي يقوم عليها بيتك الداخلي: مبادئك، أشخاص سندك، التزاماتك، نظامك اليومي. رؤية أعمدة قوية مستقيمة قد تعكس شعورًا بالاستقرار والالتزام بقيم واضحة. ميلُ الأعمدة أو تصدّعها قد يلمّح إلى اضطراب في مصدر دعم (علاقة مع أب/زوج/مدير أو مرجعية دينية/قانونية) أو ضغط يهدد توازن حياتك. مادة العمود تضيف لونًا: الرخام شرف ورفعة وثبات مالي واجتماعي، والخشب قد يرمز لتقلب أو نفاق في السند إن وُجد ذلك السياق. إرشادات لتكميل الرؤيا إن رغبت بتأويل أدق:
  • حدّد لي: المكان، عدد الأعمدة، مادتها، هل كانت مائلة أو ساقطة، هل مستك أو سقطت عليك، من كان معك، شعورك في الحلم وبعده، وتوقيت الرؤيا.

  • إن كانت الرؤيا حسنة فاحمد الله واذكرها لمن يحبك، وإن كان فيها ما يكدّر فاستعذ بالله ولا تحدّث بها واعمَل بالأسباب الصالحة؛ فالرؤيا حق لكنها بشارة أو إنذار ولا يُبنى عليها حكم شرعي أو قرار مصيري.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 192-193. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 250-251. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1229-1230.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 244.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.