تفسير رؤية إسماعيل عليه السلام في المنام: فصاحة ورياسة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية إسماعيل عليه السلام في المنام تدل على أن الرائي يرزق السياسة والفصاحة .

ويشير ابن سيرين إلى قول آخر مفاده أن من رأى إسماعيل عليه السلام، فإنه يتخذ مسجدًا أو يُعان عليه، مستندًا في ذلك إلى قول الله تعالى: ﴾وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل﴿ .

وأضاف المؤلف أن من رأى إسماعيل عليه السلام فقد يصيبه جهد أو مشقة من جهة أبيه، ثم يسهل الله تعالى ذلك عليه .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية إسماعيل عليه السلام في المنام تحمل دلالات متعددة.

يشير النابلسي إلى أن من رأى إسماعيل عليه السلام في منامه قد ينال الفصاحة والرياسة، وأن الله سيبني له مسجداً . كما يوضح أن رؤيته قد تدل على صدق شخص وعد الرائي بوعد .

ويفيد المؤلف أنه قيل إن من يرى إسماعيل عليه السلام يُرزق السياسة، أو يُعين على بناء مسجد .

ويستدرك النابلسي، قائلاً إنه قد تدل رؤيته على تعرض الرائي لهمّ من جهة أبيه، إلا أن الله تعالى سيسهل هذا الأمر عليه .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية إسماعيل عليه السلام في المنام تُبشِّر في الجملة بالفصاحة والرياسة وحسن السياسة، وبعونٍ على عملٍ صالحٍ ظاهر كعمارة مسجدٍ أو المشاركة فيها. وقد تدل للرائي على صدقِ مَن وعده بوعد، وعلى زوال همّ يتعلّق بجهة الأب بعد عُسرٍ يسّره الله. ويُرجى منها كذلك معنى الوفاء بالعهد وبرّ الوالدين ودوام الطاعة.

تحليل الرموز والعناصر:

• الرمز الرئيس: إسماعيل عليه السلام. عند أهل التعبير جاءت دلالته على الفصاحة والرياسة، وعلى بناء مسجدٍ أو الإعانة عليه، وعلى صدق الوعد، وقد يُصاحبها همّ عابر من جهة الأب ينجلي بعدها بفرج الله، وهذه المعاني نَصَّ عليها النابلسي بلفظه تقريباً، ووافقه ابن سيرين في الجملة.
• الصلة ببناء البيت الحرام: يعضدها قوله تعالى: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل، وهو أصلٌ قرآني يربط إسماعيل ببناء المسجد الحرام، فيؤخذ منه وجهُ الإعانة على بناء مسجدٍ أو عمارةِ بيتٍ من بيوت الله في التأويل.
• قيمة الوفاء والفداء: في الموروث الإسلامي ارتبط عيد الأضحى بفكاك إسماعيل من الذبح، ومن ثم صار رمزاً لعودة السرور والنجاة بعد الكرب؛ وقد نصّ النابلسي أن عيد الأضحى في المنام عودة سرورٍ ونجاةٍ لأن فكاك إسماعيل كان فيه. الربط بالمصادر العربية والإسلامية:
• القرآن الكريم: اقتران اسم إسماعيل ببناء القواعد من البيت، والدعاء بالمسلمين وتعلم المناسك، يعزّز معاني العبادة واللغة والقيادة في الخير: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل… ربنا واجعلنا مسلمين لك… وأرنا مناسكنا.
• أقوال أهل التعبير:
  • ابن سيرين: من رأى إسماعيل رُزق السياسة والفصاحة، وقيل يتخذ مسجداً أو يُعان عليه، وقد يصيبه جهد من جهة أبيه ثم يُسهّل الله عليه.
  • النابلسي: من رآه ينال الفصاحة والرئاسة ويبني لله مسجداً، وربما دلّت رؤيته على صدق من وعد الرائي، وقيل يُرزق السياسة، وقد يُصيبه همّ من جهة أبيه ثم يُيسّره الله تعالى. التفسير النفسي والحياتي المحتمل:
• إسماعيل رمزٌ للبرّ والطاعة وحُسن العهد؛ فظهوره قد يعكس حاجة الرائي لإتمام وعدٍ قطعه، أو لتهذيب لسانه وتنمية فصاحته وخطابه، أو لتحمّل مسؤوليةٍ قياديّة بالرفق والحكمة.
• اقتران الرمز بـ”جهة الأب” قد يلمح إلى ملفّ أسري يحتاج إصلاحاً أو تواصلاً ألين، مع توقع انفراجٍ بعد سعيٍ صحيح.
• معنى عمارة المسجد قد يُترجم عملياً إلى فعل عبادي/خيري: دعم مسجد، درس علم، مشاركة في مشروع نافع، أو تقوية الصلة بالعبادة الجماعية.

نصيحة عملية:

• إن كان لك وعدٌ لغيرك فأتمَّه واطلب العون على الوفاء، فالرؤيا تبشّر بصدق الوعد وإتمامه.
• أحسن صلتك بوالدك وأسرتك، وادفع ما يعرض من همومٍ بالحكمة والدعاء وحسن البرّ، والفرج مرجوّ بإذن الله.
• إن تيسّر لك عملٌ في عمارة مسجدٍ أو خدمة عبادةٍ جماعية فابدأ؛ فالمعنى ظاهر في أصل القصة القرآنية ومعاني أهل التعبير. تنبيه: هذا التعبير على جهة الظنّ والاجتهاد، والرؤيا الصالحة بشارة أو إنذار، ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، ويقوى معناها بتكرارها وقرائن حال الرائي.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.