تفسير رؤية إدريس عليه السلام في المنام ودلالاتها المبشرة

تدل رؤية إدريس عليه السلام على الورع وحسن الخاتمة والاجتهاد في العبادة، ونيل العلم والبصيرة ورفعة المنزلة؛ وذلك بحسب تأويل ابن سيرين والنابلسي.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
تفسير الأحلامرؤية الأنبياء في المنامإدريس عليه السلامابن سيرينالنابلسي
تفسير رؤية إدريس عليه السلام في المنام ودلالاتها المبشرة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن من رأى إدريس عليه السلام، أكرم بالورع وختم له بخير .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية إدريس عليه السلام في المنام تحمل دلالات متعددة.

فقد ذكر المؤلف أن من يراه في المنام يُكرم بالورع، ويُختم له بخير، ويصبح مجتهدًا في العبادة، ويُمنح البصيرة، والحلم، والعلم . ويرى النابلسي أن من صار في منامه كإدريس عليه السلام أو اتصف بصفته، فإن علمه يكثر، أو تقرب من الأكابر ونال المنازل العالية . وأفاد بأن مصاحبة إدريس عليه السلام تعني مصاحبة إنسان على صفاته . وأخيرًا، يشير إلى أن رؤيته في حال ناقصة تعود بنقصها على الرائي .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية إدريس عليه السلام تُبشر للرائي بورعٍ وحسنِ خاتمةٍ واجتهادٍ في العبادة، مع رفعةٍ في المنزلة ونيلٍ لعلمٍ وبصيرةٍ وحلم. ومن تبدّت له هيئةُ إدريس أو صار على صفته دلّ ذلك على ازديادٍ في العلم، والتقرّب من أهل الرفعة ونيل منازل عالية بإذن الله، وهو معنى تؤيده دلالة القرآن في رفع منزلته عليه السلام، وكلام أهل التعبير كابن سيرين والنابلسي رحمهم الله.

التحليل والبيّنة:

  • الرموز والعناصر:
    • إدريس عليه السلام نبيٌّ صِدِّيقٌ رُفع مكانًا عليًّا، وهو من الصابرين الصالحين؛ قال تعالى: واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا، وذكره تعالى مع الصابرين والصالحين في سياق الثناء: وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلٌّ من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين.
  • الإحالات الثقافية العربية والإسلامية:
    • في لسان القرآن اقترن إدريس بالصدق والنبوة والرفعة، وهذا أصل عام يدل على علوِّ القدر وسموِّ المنزلة الروحية، وهي معانٍ جارية في خطاب العرب حين يُذكر “الرفع” و”العُلا” للدلالة على الشرف والتمكين.
  • عند أهل التعبير:
    • جاء عند ابن سيرين: من رأى إدريس عليه السلام أُكرِم بالورع وخُتِم له بخير.
    • وعند عبد الغني النابلسي: من رآه أُكرم بالورع وخُتِم له بخير وصار مجتهداً في العبادة بصيراً حليماً عالماً، ومن رآه على صفته أو صار مثله كثر علمه وتقرب من الأكابر ونال المنازل العالية، وتعود النقيصة على الرائي إن رآه على حال ناقصة.
  • التأويل النفسي والحياتي المحتمل:
    • قد تعكس الرؤيا توقاً داخلياً للترقّي الروحي وطلب العلم والحِلم، أو حاجةً إلى الثبات والصبر في ظرفٍ يمرّ به الرائي؛ فذكر إدريس عليه السلام في القرآن جاء مقروناً بالصبر والرفعة، وهو ما يومئ بتزكية سلوكٍ قويم أو دعوةٍ للدوام عليه حتى يتحقق للرائي علوٌّ معنويٌّ أو وجاهيٌّ محمود.
    • إن كان الرائي في مسار علميٍّ أو وظيفيٍّ، فقد تدلّ الرؤيا على تيسيرٍ لرفعةٍ أو منزلةٍ معتبرة مع التحلي بالورع وضبط النفس؛ وإن كان في تردّدٍ أو فتورٍ عباديٍّ فهي حافزٌ للجدّ والمثابرة.

تنبيهات نافعة:

  • الأصل أن الرؤيا للرائي ما لم تظهر قرائن تخص غيره. والتوقيت إلى الله، فلا نجزم بزمان وقوع الدلالة إلا بقرائن قوية. ولا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي، والتعبير ظنٌّ واجتهادٌ والصواب من الله.
  • لِتخصيص التأويل بدقة يُرجى مراعاة تفاصيل الحال: ما هيئة إدريس عليه السلام في الرؤيا؟ هل كلّمك أو أعطاك شيئاً؟ ما شعورك عند الرؤيا وبعدها؟ وحالك الديني والعملي راهناً؟ فهذه القرائن تقوّي جهة المعنى وترجّح محمله من رفعةٍ علمية أو دينية أو وجاهةٍ عند أهل الفضل.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1146.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.