تفسير رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام: دلالات وبشارة

معاني رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: بشائر خير ونصر بعد ابتلاء، دلالات الحج والذرية والولاية، وتنبيهات عند العبوس أو الوعيد.

فريق مفاتيح المنام
5 دقيقة
تفسير الأحلامرؤية إبراهيم عليه السلامابن سيرينالنابلسيرؤية الأنبياء في المنام
تفسير رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام: دلالات وبشارة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام قد تحمل عدة دلالات. يذكر ابن سيرين أن من رأى إبراهيم عليه السلام رزق الحج بإذن الله تعالى. كما يفيد أن من يرى النبي إبراهيم قد يصيبه أذى شديد من سلطان ظالم، ثم ينصره الله تعالى عليه وعلى أعدائه، ويكثر الله له النعمة ويرزقه زوجة صالحة. ويشير محمد بن سيرين إلى قول آخر مفاده أن رؤية إبراهيم عليه السلام قد تدل على عقوق الوالدين.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه "تعطير الأنام في تفسير الأحلام" (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن رؤية إبراهيم عليه السلام في المنام تشير إلى الخير والبركة والعبادة والشيخوخة والرزق والإيثار، بالإضافة إلى الاهتمام بالأبنية الشريفة والذرية الصالحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلم والهدى، وكذلك هجران الأهل والأقارب في طاعة الله تعالى. ويفيد النابلسي أن رؤيته تدل على الوالد المشفق، كونه أبو الإسلام ومن سماهم مسلمين.

ويبيّن عبد الغني النابلسي أن رؤية النبي إبراهيم قد تدل على الوقوع في الشدائد مع السلامة منها. ويذهب المؤلف إلى أن هذه الرؤيا ربما تشير إلى النكد بغرض إصلاح ذات البين، أو لما يرجوه الرائي من الخير. وإن كان الرائي عالماً بالنجوم أو علم الرؤيا، فإن رؤية إبراهيم عليه السلام قد تعني وجود غلط أو خلل في علمه، حسب تفسير النابلسي.

ويوضح النابلسي أن الرؤيا قد تدل على التشريع والمحافظة على الخير وهجران إخوان السوء. كما يشير إلى أن رؤية من لمسه تعني محبة الله تعالى. وإذا لمس عضواً من أعضاء الرائي وكان يشكو منه، فعافاه الله تعالى وأزال شكواه. وتدل رؤيته أيضاً على الحج.

ويذكر المؤلف أنه إذا رأت المرأة إبراهيم عليه السلام في منامها، فقد تنكد من زوجها بسبب أحد أولادها، أو قد يتعرض بعض أولادها لشدة وتسلم منها. وربما دلت رؤيته، إن كان للرائي أولاد، على أن أحد أبنائه يطلق زوجته بسببه.

ويفيد النابلسي أن من رأى إبراهيم عليه السلام في منامه، وكان معه صاحبه، دل ذلك على البلاء من الأعداء مع وعد بالنصر. وربما دلت الرؤيا على تولي ولاية أو إمامة مع العدل فيها، أو على مصاحبة إنسان كذلك، أو الرزق بعد اليأس. كما تفيد هذه الرؤيا بقدوم رسل الأكابر بالبشارة.

ويفصّل عبد الغني النابلسي أن من رأى إبراهيم عليه السلام، فإنه ينتصر على أعدائه وينال زوجة مؤمنة، وقد تصيبه شدة وضيق من ملك ثم ينجو منه. وإن رآه يدعوه إليه وأجابه بالتلبية وأسرع إليه، رفعت منزلته. أما إذا ناداه فلم يجبه، أو رآه يتهدده ويتوعده، أو رآه عبوساً، فقد يعني ذلك تخلف الرائي عن الحج مع قدرته عليه، أو تركه للصلاة، أو طعنه على الإمام، أو نفاقه.

ويستدرك المؤلف بأن رؤيته لمن كان كافراً تعني إسلامه، ولمن كان مذنباً تعني توبته، ولمن كان تاركاً للصلاة تعني عودته إليها. ومن تحول في صورة إبراهيم عليه السلام أو لبس ثوبه، أصابته بلوى. وتدل الرؤيا أيضاً، كما يرى عبد الغني النابلسي، على ذهاب الغم والهم، وإصابة الخير، وإدراك الدنيا الواسعة، والهداية. ويرى النابلسي في قول آخر أن رؤية إبراهيم عليه السلام قد تعني عقوق الأب.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية إبراهيم عليه السلام – على الجملة – بشارة بالخير والبركة وعلو المنزلة، مع نجاةٍ من شدّةٍ تسبقها ابتلاءات، وقد تدل على الحج أو النصر على الظالمين أو رزقٍ بعد يأس، ويُفصَّل معناها بحسب هيئة الخليل في المنام وحال الرائي واستجابته له. وإن كانت الرؤيا بعبوسٍ أو تهديدٍ فربما دلّت على تقصيرٍ في عبادةٍ كالصلاة أو تفويتٍ للحج مع القدرة، والعياذ بالله. هذا تأويلٌ إجمالي يحتاج لتفاصيل الحلم لتخصيص الحكم.

تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:

  • شخص إبراهيم عليه السلام: عند أهل التعبير تدل رؤيته على الخير والبركة والعبادة والهدى والرزق، والاهتمام بالذرية الصالحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهجران الأهل في طاعة الله، كما يُشبَّه بالوالد المشفق. وتدل أيضاً على السلامة بعد الشدائد، بل وقد تدل على الحج ونيل ولاية أو إمامة بعدلٍ لمن كان من أهلها، أو النصر على الأعداء ورزق زوجة مؤمنة. وإن دعاه إبراهيم فأجابه الرائي ولبّى، ارتفعت منزلته.
  • صور التحذير: إن رُئي تهديدٌ أو عبوس من إبراهيم أو ناداه فلم يُجِبْه، فقد يُؤوَّل بتخلّفٍ عن الحج مع القدرة، أو تركٍ للصلاة، أو طعنٍ على إمام، أو نفاق. وقيل أيضاً: قد تُؤوَّل الرؤيا بعقوق الأب.
  • اللمس والمخالطة: لمْسُ إبراهيم للرائي علامة محبة الله وشفاء من شكوى في موضع اللمس، ودلالته أيضاً الحج.
  • خصوص المرأة: إذا رأت المرأة إبراهيم، فقد يقع تنغُّص من الزوج بسبب أحد الأولاد، أو تقع شدة ببعض أولادها ثم يُسلّمهم الله منها.
  • ثبات الصورة وصدق الرؤيا: قرر أهل العلم أن الشيطان لا يتمثّل بالأنبياء عليهم السلام، وهذا من أمارات صدق رؤياهم إذا طابقت سمتهم.

الربط بالمصادر العربية والإسلامية:

  • نقل النابلسي في تعطير الأنام معاني الخير والبركة والنصر والحج، وذكر صور التحذير إن ظهر تهديد أو إعراض.
  • وذكر ابن سيرين أن من رأى إبراهيم عليه السلام قد يُرزق الحج، وقد يُصاب بأذى من سلطان ظالم ثم ينصره الله ويُرزق النعمة والزوجة الصالحة، وقيل: قد تدل رؤياه على عقوق الأب.
  • وثبت عند أهل العلم أن الشيطان لا يتمثّل بالأنبياء، فتزداد الرؤيا قوة إذا أتت على سمت الوقار والهدى.

التفسير النفسي والحياتي الممكن:

  • الرؤيا قد تعكس حاجة الرائي إلى قدوة راسخة وقت الابتلاء، فإبراهيم عليه السلام رمز الإيمان تحت الضغط والهجرة من مواطن الفتنة، وبناء البيت، والصبر على البلاء في الولد والمال؛ فمن كان في ضيقٍ أو خصومةٍ أو حيرةٍ دينية فقد تبشّره الرؤيا بالثبات والفرج إن هو استجاب للهدى وترك أسباب الفتنة. وهذه المعاني تؤيدها إشارات النصر بعد الشدة والحج وعلو المنزلة في نقل النابلسي وابن سيرين.

تنبيه مهم وطلب تفاصيل: أعتذر عن عدم الجزم بتعبيرٍ خاص دون تفاصيل. لطفاً صفْ: هيئة إبراهيم عليه السلام في رؤياك (بِشْر/عُبوس)، هل دعاك أو لمسك؟ ماذا قلت أو فعلت؟ المكان والزمان، وحالك الديني والابتلاءات التي تمرّ بها. بها نرجّح بين دلالات البشارة العامة ودلالات التحذير. ومع أي رؤيا حسنة: احمدِ الله، وأَسِرَّ بها لمن تُحب، واستكثر من الذكر والاستغفار، وإن كان فيها إنذار فليكن باعثاً على توبةٍ ومراجعةٍ دون فزع.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.