تفسير حلم وداع في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الوداع لها دلالات متعددة في التأويل.

ويوضح ابن سيرين أن الوداع في المنام دال للمريض على موته، وللزوج على الطلاق، ويشير كذلك إلى السفر. كما يعبر عن الانتقال من حال إلى حال، سواء كان ذلك من خير إلى شر أو العكس، ومن غنى إلى فقر أو العكس. وتعتمد هذه الدلالات على المكان الذي جرى فيه الوداع، ونيّة الرائي في السير، وما يراه في حياته اليقظة .

ويبيّن ابن سيرين كذلك أن من رأى كأنه يودع امرأته، فإن ذلك يعني أنه سيطلقها .

ويُفيد تفسير آخر، ذُكر في الكتاب، بأن التوديع يدل على مفارقة المودَع بموت أو بأسباب أخرى للفراق، ويشير إلى افتراق الشركاء، وعزل الوالي، وخسران التاجر .

ومن جهة أخرى، أفاد بعض المفسرين، حسبما ورد في الكتاب، بأن التوديع قد يكون محبوبًا في التأويل. فهو يدل على مراجعة المطلقة لزوجها، أو مصالحة بين الشريكين، أو ربح للتاجر، أو عودة الوالي إلى منصبه، أو شفاء المريض. ويستند هذا التأويل إلى أن لفظ "الوداع" يتضمن معنى الدعة والراحة، وأن قلب لفظ "الوداع" يصبح "عادوا"، مما يعني العودة .

وفي هذا السياق، ورد في الكتاب بيت شعر لدعم هذا المعنى: "إذا رأيت الوداع فافرح * ول يهمك البعاد وانتظر العود عن قريب * فإن قلب الوداع عادوا"، مما يدل على الفرح وانتظار العودة عند رؤية الوداع .»

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن رؤية الوداع في المنام تحمل دلالات متعددة. فهو يدل على زوال المنصب، أو طلاق الزوجة، أو موت المريض، أو الانتقال من وطن إلى آخر، أو التحول من صنعة إلى أخرى، سواء كان الرائي هو من يودع أو يودع غيره . ويشير النابلسي إلى أن التوديع يعبر عن مفارقة المودع بموت أو بغيره من أسباب الفراق ، وعن انصراف الشريكين، وعزل الوالي، وخسران التاجر .

ومن وجهة نظر أخرى، يذكر المؤلف أن التوديع قد يكون محمودًا في التأويل . فهو دال على مراجعة المطلقة، ومصالحة الشريك، وربح التاجر، وعودة الولاية إلى الوالي المعزول، وبرء المريض . ويذهب ابن النابلسي إلى أن هذا التفسير يعود إلى أن لفظ "الوداع" يتضمن معنى الدعة والراحة، وإذا قُلِب صار "عادا" . كما يوضح النابلسي أن الوداع يدل على رجوع المطلقة، وربح التاجر، وولاية المعزول، وقدومه من السفر .

غير أن النابلسي ينبه إلى أن السلام الذي يحمل صفة الوداع يعتبر رديئًا لمن سمعه ولمن قاله، لأن الناس لا يودعون بعضهم إلا عند المفارقة أو البطالة . ويرى النابلسي أن رؤية الوداع بالنسبة للمريض قد تدل على موته، أو طلاق الزوجة، أو السفر، أو النقلة من حال إلى حال، وذلك بحسب المكان الذي تم فيه الوداع . ولا يُحمد هذا الوداع للمرتد، إذ قد يدل على موته . وقد يشير أيضًا إلى معانقة ومودة، أو إلى بكاء وفراق . أما إذا رأى الشخص أنه يودع زوجته، فإنه يطلقها . وإذا أراد أحدهم الزواج، فرؤية الوداع قد تدل على بطلان عرسه ، وعلى مفارقة الشركاء وموت المرضى .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: لأن الحلم ورد بكلمة واحدة فقط (وداع)، فالتأويل هنا عامّ واحتمالي: رمز الوداع في الرؤى يدلّ كثيرًا على انتقال من حالٍ إلى حال، وقد يعبّر عن سفرٍ أو فراقٍ مؤقّت، وللمريض قد ينذر بدنو أجله، وللمتزوّج قد يومئ إلى خلافٍ شديد أو طلاق، كما يحمل عند بعض المعبّرين معنى الرجوع بعد الفراق وعودة الوصل. يترجّح الوجه المناسب بحسب حال الرائي وتفاصيل المشهد في المنام.

تحليل الرموز والعناصر:

• الرمز الرئيس: الوداع/التوديع.
• معانيه المحتملة في التراث:
  • عند ابن سيرين: الوداع يدلّ للمريض على موته، وللزوج على الطلاق، وعلى السفر والنقلة من حال إلى حال على قدر المكان والنيّة والقرائن في اليقظة.
  • عند النابلسي:
    • التوديع: زوال منصب، طلاق الزوجة، موت المريض، خروج من وطن أو صنعة، وافتراق الشركاء… مع احتمال الوجه المحمود: مراجعة المطلّقة، مصالحة الشريك، ربح التاجر، عودة الولاية، وبرء المريض، معلّلًا بأن لفظ الوداع يتضمن الدعة والراحة.
    • الوداع: يدلّ للمريض على موته، وعلى طلاق الزوجة، والسفر، وربما على المعانقة والمودّة أو البكاء والفراق، وقد يدل على رجوع المطلّقة وربح التاجر وقدوم الغائب وشفاء المريض، وفيه أيضًا إشارة غير محمودة لموت المرتد.
  • نقلٌ آخر لابن سيرين يذكر أن التوديع قد يُحمد ويفسَّر بعودة الأمور إلى ما كانت عليه، واستشهد بعضهم بأن قلب اللفظ يصير “عادوا” مع بيت مشهور: إذا رأيت الوداع فافرح… وانتظر العود عن قريب، وهو وجه ترجيحي إذا عضدته قرائن الفرح والطمأنينة في الرؤيا. المرجع الثقافي والشرعي:
• هذا التأويل مبني على أقوال المعبّرين المعتبرين كابن سيرين والنابلسي في مدوّناتهم التي صارت معتمدًا في اللسان العربي وثقافة التأويل الإسلامية، كما سبق بيانه في المصادر المذكورة أعلاه.
• والقاعدة أن الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي ولا يُقطع بمآلها، وإنما تُفهم بوصفها بشارة أو تنبيهًا واحتمالًا.

التفسير النفسي والحياتي المحتمل:

• رمز الوداع قد يعكس في النفس قلقًا من الفقد أو تبدّل العلاقات، أو شعورًا بانتهاء مرحلة والاستعداد لأخرى. إن صاحبه بكاءٌ شديد في المنام فقد يكون تفريغًا لانفعالٍ مكبوت، بينما إن كان بطمأنينةٍ وعناق فربما دلّ على تصالحٍ أو إغلاق ملفّ قديم وبدء جديد.
• يرتبط المعنى الواقعي بهوية من ودّعته/من ودّعك، والمكان، والهيئة: وداع الزوج/الزوجة يقوّي معنى الخلاف أو الطلاق ثم رجحان الرجوع إن رافقته أمارات الصلح؛ ووداع المريض يقوّي الإنذار؛ ووداع المسافر يدلّ على سفرٍ أو قدومه قريبًا إن ظهرت قرائن العودة.

لإتمام التعبير بدقّة:

• أحتاج تفاصيل مثل: من الذي ودّعته أو ودّعك؟ أين وقع الوداع؟ هل كان مع بكاء أم سكينة؟ ما حالتك الزوجية والصحية والعملية؟ هل كان في الرؤيا سفَرٌ أو عودة؟ وما شعورك بعد الاستيقاظ؟

نصيحة:

• إن كان المنام أقلقك، فاعمل بالسنّة: الاستعاذة بالله من شرّها، والنفث يسارًا ثلاثًا، وكتمانها عمّن لا يحسن ظنّك به، وصَدَقةٌ بنية دفع البلاء. وإن وجدْتَ فيه بشائر صلحٍ وعودةٍ فاستمسك بأسباب الإصلاح والتواصل الحسن.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 285. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 273-274. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1287.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1384-1386.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.