تفسير حلم المغني عند ابن سيرين والنابلسي بدلالات دقيقة

دليل شامل لتفسير رؤية المغني في المنام: حسن الصوت بشارة برزق وتجارة نافعة، والرديء نزاع وخسارة. الغناء في السوق مذموم، وقد يدل المغني على واعظ أو سفر.

فريق مفاتيح المنام
5 دقيقة
تفسير الأحلامالمغنيالغناء في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير حلم المغني عند ابن سيرين والنابلسي بدلالات دقيقة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية المغني والغناء تحمل دلالات متعددة.

ويوضح ابن سيرين أن الغناء إذا كان طيباً دل على تجارة رابحة، بينما إذا لم يكن طيباً دل على تجارة خاسرة . وأفاد أن بعضهم قد قال إن المغني قد يكون عالماً أو حكيماً أو مذكّراً .

ويشير إلى أن الغناء في السوق يكون للغنياء فضائح وأمور قبيحة يقعون فيها، بينما يدل للفقير ذهاب عقله . وأما من رأى أن موضعاً يغنى فيه، فإن ذلك يعني وقوع الكذب فيه .

ويرى أن الغناء بشكل عام قد يدل على صخب ومنازعة، وذلك بسبب تبدل الحركات في الرقص .

ويذكر محمد بن سيرين أن من رأى كأنه يغني قصائد بلحن حسن وصوت عالٍ، فإن ذلك خير لأصحاب الغناء والألحان . أما إذا رأى كأنه يغني غناءً رديئاً، فإن ذلك يدل على البطالة والمسكنة .

كما يفيد أن من رأى كأنه يمشي في الطين ويغني، فإن ذلك خير، خاصة لمن يبيع العيدان . والغناء في الحمام، فقد فسره بأنه كلام مبهم .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام، فإن رؤية "المغني" في المنام تدل على الأفراح. ويشير النابلسي كذلك إلى أن رؤيته قد تدل على الأسفار أو التنقل من مكان إلى آخر، وربما تدل على الواعظ. بالإضافة إلى ذلك، يوضح المؤلف أن المغني قد يكون حكيمًا، أو عالمًا، أو مذكرًا، أو خطيبًا.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية المغني في المنام تُبشّر في الجملة بخبرٍ مفرِح أو انتقالٍ وتبدّل حال، وقد تدل على لقاء صاحب علمٍ وكلمةٍ ووعظ. ويتأكّد وجه التأويل بالنظر إلى موضع الغناء وجودة الصوت وحال الرائي: فحُسن الصوت يُشير إلى نفعٍ ورزقٍ وتجارةٍ نافعة أو كلامٍ طيّب، ورداءة الصوت تُنذر بخصامٍ أو خسارةٍ أو بطالة. وأشدّ ما يُكره الغناء في الأسواق، إذ يدل للأغنياء على فضائح، وللفقراء على ذَهابِ عقولِهم، كما أنّ قيام الغناء في موضعٍ ما يدلّ على كذبٍ يقع فيه وفتنة. فإذا كان المغنّي في المنام ذا سمتٍ حكيمٍ أو مُذكِّرٍ دلّ على عالمٍ أو واعظٍ، فيكون الخير أقرب بإذن الله. تحليل الرموز والعناصر:

  • رمز المغنّي: عند أهل التعبير قد يَرِد على معانٍ: الأفراح، الأسفار والتنقّل، أو الواعظ والناصح، وربما دلّ على الحكيم أو العالم أو الخطيب، بحسب هيئة الرمز في المنام ووقعه في نفس الرائي.
  • رمز الغناء وجودة الصوت:
    • الصوت الجميل: تجارة نافعة ونفع وكلام طيب، وهو حسنٌ لأهل الصنعة وأرباب الألحان إن جاء على قصائد بلحنٍ جيّد.
    • الصوت الرديء: بطالة ومسكنة ومصيبة، ويدل على شرّ ونزاع لما فيه من صخبٍ وتبدّل الحركات كالرقص.
  • موضع الغناء:
    • في السوق: فضائح وأمور قبيحة للأغنياء، وللفقراء ذهاب عقلهم، وربما حضور فتنة تقع في ذلك السوق.
    • قيام الغناء في مكانٍ ما: علامة على كذب يقع فيه وتفريق بين الأحبّة بكيد حاسد كاذب، وقد نُقل أيضاً أن أوّل من ناح وغنّى إبليس، فيُستأنس به في باب التحذير من الفتن واللغط.
    • الغناء في الحمّام: كلامٌ غير واضح ومُبهم.
    • المشي في الطريق مع الغناء: خيرٌ يقع للرائي على قدر حاله. المرجع الثقافي العربي والإسلامي:
  • عند ابن سيرين: الغناء إن كان طيباً فهو تجارة رابحة، وإن كان غير طيب فهو تجارة خاسرة، والمغنّي قد يكون عالماً أو حكيمًا أو مذكِّراً، والغناء في السوق مذموم لما فيه من فضائح وذهاب عقل الفقير، وقيام الغناء في موضعٍ ما علامة كذبٍ وفتنة، كما أن الغناء يدل على صخب ومنازعة لتبدّل الحركات كالرقص.
  • عند النابلسي: رؤية المغنّي تدل على الأفراح، أو الأسفار والتنقّل، أو الواعظ، والغناء بصوتٍ جميل تجارة نافعة، وبصوتٍ قبيح خسارة وبِلى، ومواضع الغناء ميزانٌ للفتنة والصدق والكذب كما تقدّم. التفسير النفسي والحياتي:
  • قد يرمز المغنّي إلى الحاجة للتعبير عن الذات وإخراج المشاعر المكبوتة، أو الرغبة في لفت الانتباه ونيل التقدير العام. فإن وافق المنام هدوءًا وحسنَ صوتٍ وانتظامًا، دلّ ذلك على اتّساق داخلي وبصمةٍ إيجابية في البيئة. وإن جاء بصخبٍ ونشازٍ أو في سوقٍ وموضع لغط، فقد يعبّر عن تشتّتٍ وضغوطٍ اجتماعية وحواراتٍ غير نافعة أو أصدقاء سُوء، فيُستحب كفّ اللسان عن الجدل والبعد عن أماكن الفتنة.
  • كما أن ظهور المغنّي بصفة واعظ أو حكيم يلمّح إلى رسالةٍ تُناديك لمراجعة القول والسلوك، والتماس كلمة نُصح تُصلح حال القلب والعمل.

تنبيه ونصيحة:

  • لما كان المعنى يختلف باختلاف تفاصيل المنام وحال الرائي، فالتخصيص يتوقف على: من هو المغنّي؟ أين كان الغناء؟ كيف كان الصوت؟ وما وقع في قلبك حين رأيتَ ذلك؟ على الجملة، إن غلب على المنام حُسنُ الصوت والمكان الهادئ فهو مبشّر بالنفع والفرج، وإن غلب عليه الصخب أو كان في سوقٍ أو مجلسِ لغطٍ فهو تحذير من فتنةٍ وكلامٍ لا ينفع. واللّه أعلم بما يكون، والتعبير ظنٌّ واجتهادٌ، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 100-101. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.