تفسير حلم المطر: أبرز المعاني لابن سيرين والنابلسي

المطر في المنام يدل على رحمة ورزق وعلم وفرج إذا نفع، وقد ينذر ببلاء وفتن إذا كان مؤذياً أو في غير أوانه. قراءة شاملة لآراء ابن سيرين والنابلسي وتفاصيل الحالات.

فريق مفاتيح المنام
14 دقيقة
المطرتفسير الأحلامرؤية المطر في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير حلم المطر: أبرز المعاني لابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)…»

المعنى العام: يُشير محمد بن سيرين إلى أن المطر يدل على رحمة الله تعالى ودينه وفرجه وعونه، وعلى العلم والقرآن والحكمة، نظرًا لأن الماء هو مصدر حياة الخلق وصلاح الأرض . ويرى أن المطر العام هو غياث . كما أفاد أن لفظي "الغيث" و"الماء النازل" أصلح في التأويل من لفظ "المطر" .

التفسيرات الإيجابية: عندما يكون المطر محمودًا، فإنه يدل على الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى . كما يدل على الرزق، كالحبوب أو الزيت أو التمر أو الزبيب أو التراب الخالي من الغبار . وإذا كان ماؤه لبنًا أو عسلًا أو سمنًا، كان ذلك أشد في الخير . ويوضح ابن سيرين أن المطر يدل على الرحمة والخصب إذا نفع الأرض ونباتها . ويفيد أن المطر العام إذا كان الناس في شدة، يجلب لهم الخصب ورخص السعر . وإذا كانوا في جور وعذاب وأسقام، فإن المطر النافع لهم يجلب لهم الفرج . ويذهب ابن سيرين إلى أن المطر الذي ينزل من غير سحاب يعتبر فرجًا من حيث لا يرجى ورزقًا من حيث لا يحتسب .

التفسيرات السلبية: ينبه ابن سيرين إلى أنه إذا جاء اسم "المطر" في الكتاب العزيز، فقد يدل على الغم، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأمطرنا عليهم مطرًا" و"وأمطرنا عليهم حجارة" . ويذهب إلى أن المطر قد يدل على الجوائح النازلة من السماء كالجراد أو البرد أو الريح، خاصة إن كان فيه نار أو ماؤه حارًا . كما قد يدل على الفتن وسفك الدماء، لا سيما إن كان ماؤه دمًا . وإذا كان المطر في غير وقته أو ضارًا بالأرض ونباتها، فإنه يشير إلى العلل والأسقام والجدري والحمى . ويؤكد المؤلف أن ما يضر الأرض ونباتها يضر الأجسام البشرية أيضًا، لأنها خلقت منها ونبتت فيها . وقد يدل المطر على ما ينزل بالسلطان من البلاء والعذاب، كالمغارم والأوامر، لا سيما إن كان مصحوبًا بالحيات أو غيرها من دلائل العذاب . وربما دل على الدواء والعلة، أو المنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل تحت الهواء المكشوف . وإذا كان المطر عامًا في بلد وكان ضارًا (كأن فيه حجرًا أو نارًا)، فإنه يضاعف ما يعانيه الناس من الشدة على قدر قوته وضعفه . وأما الرش، فيدل على أمر خفيف . ويتفق أن المطر المقترن بالظلمة والصواعق يدل على الجوائح، أو الوباء والموت، أو الفتنة والحرب . وللمسافر، قد يدل المطر (خاصة مع الرعد والبرق) على الخوف . وإذا كان المطر ضارًا بالحالم (كالمسافر، القصار، البناء، الحصاد)، فإنه يشير إلى ضرر به وبفعله، أو أوامر مضرة من السلطان .

السياقات والشروط الخاصة: في سياق رؤية الشخص نفسه في المطر أو محصورًا منه تحت سقف أو جدار، يُوضح ابن سيرين أن ذلك يدل على ضرر وشيك يدخل عليه بالكلام، أو قد يلحق به ضرر بقدر ما أصابه، أو يصيبه نافض إن كان مريضًا أو كان ذلك أوانه أو مكانه . ويشير إلى أن الممنوع تحت الجدار يدل على عطلة عن عمل أو سفر، أو مرض، أو فقر، أو سجن بقدر حاله . ولكنه يفرق في ذلك، فمن اغتسل بالمطر من جنابة، أو تطهر به للصلاة، أو غسل به وجهه ليصح بصره، أو غسل به نجاسة من جسده أو ثوبه، فإن ذلك يدل على إسلام الكافر، وتوبة المبتدع أو المذنب، وإغناء الفقير، وإنجاح حاجة من يرجوها عند السلطان . ويؤكد المؤلف أن كل مطر يستحب نوعه فهو محمود، وكل مطر يكره نوعه فهو مكروه .

التمييز بين تسمية "المطر" و"ماء السماء": ذكر ابن سيرين أن كلمة "المطر" في القرآن الكريم قد تدل على الغم، كما في قوله تعالى: "وأمطرنا عليهم مطرًا" و"وأمطرنا عليهم حجارة" . وفي المقابل، إذا أنزل الله ماءً من السماء ولم يسمه مطرًا (كما في قوله تعالى: "وأنزلنا من السماء ماءً مباركًا")، فإنه يدل على فرج عام للناس .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، يورد تفسيرات متعددة لرؤية المطر في المنام.

ويرى النابلسي أن المطر في المنام قد يدل على رحمة الله ودينه، وعلى الفرَج والعون، والخير والرزق والبركة وسعة السرور، وكذلك على إنجاز ما يوعد به الإنسان . كما يشير إلى أن المطر قد يعني العلم والحكمة والقرآن، مبينًا أن الماء هو حياة الخلق، وفقدانه هلاك . ويفيد المؤلف أن المطر قد يعني إحياء أمر ميت، وإغاثة الملهوف، والصلح مع الأعداء، وفرجًا لمن كان مغمومًا أو مديونًا . ويضيف النابلسي أن المطر قد يعني حصول سعة وسرور للناس، وتفجر العيون . كما يذهب إلى أن المطر يدل على رزق حسن واسع بلا ضيق، ويكون فرجًا وغياثًا في تلك السنة .

ويوضح عبد الغني النابلسي أن رؤية المطر في دار الرائي خاصة دون الناس تعني نيل منفعة وخير وكرامة . ويرى المؤلف أن الفلاح إذا رأى المطر في منامه فهي بشارة وخصب يناله . ومن قوله، فإن المطر إذا كان عسلًا أو مما يستحب نوعه من الثمار، أو كان سمنًا أو لبنًا أو زيتًا، فهو دليل خير لجميع الناس . ويرى أن شرب ماء المطر الصافي دليل على إصابة خير . كما يشير إلى أن الماء الصافي الغزير في المنام يدل على رخص السعر وبسط العدل . وبين أن من اغتسل بماء المطر من جنابة أو تطهر به للصلاة، أو غسل به وجهه أو نجاسة كانت في جسمه أو ثوبه، فإن كان كافرًا أسلم، وإن كان مبتدعًا أو مذنبًا تاب، وإن كان فقيرًا أغناه الله، وإن كانت له حاجة عند السلطان قضيت له .

وعلى النقيض، يوضح النابلسي أن المطر الذي يسيح من كل جانب ويقطع الأشجار يدل على فتنة وهلاك في ذلك الموضع من قبل السلطان . وينبه المؤلف إلى أن المطر إذا وقع في دار خاصة فقد يدل على أمراض وأوجاع وبلايا وجدري يقع فيها . ويفسر النابلسي مطر الدم أو مطر الحجارة بالعذاب . وبيّن أن المطر إذا كان دمًا غالبًا أو ترابًا، فإنه ظلم من السلطان . ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن المطر إذا كان في غير وقته وكان ضرره ظاهرًا، فإنه يدل على العلل والأسقام . كما يذكر أن المطر العام المؤذي، مثل مطر الدم أو الحجارة، يدل على الذنوب والمعاصي . ويرى أن المطر المتلف في مكان مخصوص قد يدل على البخس في الكيل والميزان أو التشبه بقوم لوط .

وذكر النابلسي أن السماء إذا أمطرت سيوفًا، ابتُلي الناس بجدال وخصومة . ويفيد أن السماء إن أمطرت بطيخًا، فإنهم يمرضون . ويذهب المؤلف إلى أن شرب ماء المطر الكدر يصيب الرائي بمرض بقدر ما شرب منه . ويلفت النظر إلى أن مضغ الماء في المنام يدل على شدة الكد في المعيشة . ويشير المؤلف إلى أن المطر في أوانه قد يدل على تعطيل الرائي عن سفره أو عمله، أو بسبب مريضه أو فقره، أو حبسه في السجن . كما يوضح أن من رأى نفسه في المطر تحت سقف أو جدار، فإما ضرر يدخل عليه بالكلام والأذى، وإما أن يضرب على قدر ما أصابه من المطر . وأوضح أن المطر إذا كان في جميع البلد وقع التأويل على جميع أهل تلك البلدة والمحلة والموضع والقرية . وقد شبّه النابلسي المطر بقافلة الإبل، والعكس صحيح . وأشار إلى أنه إن نزل من السماء ما يدل على الخصب والرزق والمال كالعسل والزيت، فإن الناس يمطرون أمطارًا نافعة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية المطر في المنام – ما لم يكن فيه أذى أو يقع في غير أوانه – تُبشِّر برحمةٍ ورزقٍ وتيسيرٍ ورفعِ كرب، وقد تدلّ على علمٍ وحكمةٍ وتجددٍ في الحياة. أمّا إذا كان المطر مؤذيًا (كالدم أو الحجارة أو ماءٍ حار)، أو خصَّ مكانًا بعينه بضرر، أو جاء في غير وقته بما يفسد، فالغالب أنه إنذار ببلاءٍ أو همٍّ أو تعطّل أمر. ويتقوّى المعنى بحسب حال الرائي وملابسات الرؤيا. التحليل والبيان:

  • الرموز والعناصر الرئيسة:
    • المطر النافع العام: عند أهل التعبير يدل على رحمة الله ودينه وفرجه وعونه، وعلى العلم والقرآن والحكمة، لأن الماء حياة الخلق وصلاح الأرض. وهو سبب الخصب ورخص الأسعار وسعة العيش، لا سيما إن بدا صافياً نافعاً . وذكر ابن سيرين أن اللفظ الأحمد في التأويل هو “الغيث” و“ماء السماء”، وأن عموم المطر غياثٌ للناس.
    • المطر المؤذي أو في غير أوانه: إن كان دماً أو حجارةً أو مصحوباً بنارٍ أو شديد الضرر، دلّ على الذنوب والفتن والعلل والجدري ونحوها، وعلى الجوائح النازلة من السماء، ويشتدّ معناه بقدر قوته وضرره . والنابلسي يصرّح أن المطر المؤذي علامة معاصٍ وبلاء، وأن تخصيص دارٍ به قد يدل على أمراضٍ وبلايا في أهلها.
    • تمييز اللفظ في القرآن: نقل ابن سيرين أن اسم “المطر” إذا ورد في القرآن جاء في سياق العذاب، كما في “وأمطرنا عليهم مطراً”، بخلاف ما إذا عُبِّر عنه بـ“ماءٍ” من السماء فذلك فرجٌ للناس، كقوله “وأنزلنا من السماء ماءً مباركاً” . وهذا فارقٌ معتبرٌ عند أهل التأويل.
    • خصوص الموضع والحال:
      • المطر في دار الرائي خاصة: منفعة وخير وكرامة إن لم يظهر ضرره، وقد يكون إذا ظهر الأذى علامة همٍّ وأوجاعٍ لأهلها عند النابلسي.
      • الاغتسال بمطرٍ طهور: يدل على توبةٍ وتطهّرٍ وقضاءِ حاجة، وإسلامِ كافرٍ وإغناءِ فقيرٍ بقدر الحال.
      • الرعد والبرق مع المطر: للمسافر خوف، وللمقيم طمع ورجاء إذا خلا من دلالات العذاب، أما إذا اقترن بظلمةٍ وصواعق فجوائح أو وباء أو فتنة بحسب القرائن.
      • تعطيل الأعمال: قد يدل المطر على المنع والعطلة للمسافرين والصناع وكل من يعمل تحت الهواء المكشوف، لقوله تعالى “أو كان بكم أذىً من مطر” كما ساقه ابن سيرين في باب التأويل.
      • صورٌ نادرة: إن أمطرت السماء سيوفاً فابتلاء الناس بالجدال والخصومات، وإن أمطرت بطيخاً مرضوا، وهذه من غرائب الرموز لكنها مذكورة في المصادر المعتبرة.
  • ربطٌ بالموروث العربي والإسلامي:
    • الأصل القرآن وما دلّ على أن الماء حياةٌ ورحمة، مع تنبيه ابن سيرين إلى دقّة اللفظ بين “غيث/ماء” و“مطر” في السياق القرآني، فالغالب في “المطر” سياق العذاب، وفي “ماء السماء” سياق الرحمة والبركة، وهذا ميزانٌ يرجّح به أهل التأويل عند التعارض.
    • أقوال المعبرين:
      • ابن سيرين: فصّل في أن المطر سبب الخصب والفرج، وقد يكون دالاً على الجوائح أو العلل إذا أضرّ أو جاء في غير وقته، وأن عمومه غياث، وأن الاغتسال به توبةٌ ونقاءٌ وقضاء حوائج.
      • النابلسي: جعله رحمةً ورزقاً وإنجازَ موعودٍ وإغاثةَ ملهوفٍ وصلحاً مع الأعداء إن نفع، وحذّر من دلالته على الذنوب والبلاء إذا أفسد، وعلى همٍّ خاص إذا وقع الأذى في دارٍ بعينها.
  • البعد النفسي والحياتي:
    • المطر رمزٌ للتطهير وتجدد المشاعر وإرواء الحاجات النفسية؛ رؤيته الصافية الهادئة تميل إلى معاني السلام الداخلي، وفكّ الضيق، واستئناف البدايات. أما المطر المؤذي أو المقلق أو المصحوب بفوضى وظلمة فيحاكي ضغطاً نفسياً أو مخاوف من أحداثٍ عامة، وقد يكون حديث نفس إذا طابَق انشغالات الرائي وظروفه الراهنة.
    • يُنظر إلى حال الرائي: المحتاج أو المهموم تُحمل رؤياه على البِشرى بالفرج إذا جاء المطر نافعاً، وصاحب المهنة الميدانية قد تدل رؤياه على تعطلٍ مؤقتٍ في العمل إن انصبت الصورة على المنع والأذى. نصيحة:
  • إن كانت رؤياك مجرّد لفظ “المطر” بلا تفاصيل، فالتعبير يظلّ على الإجمال المتقدّم. ولتحرير المعنى بدقّة نحتاج: وقت الرؤيا وفصلها، صفة المطر (خفيف/غزير/صاف/مؤذٍ)، هل عمّ أم خصّ مكاناً، شعورك أثناءه، وهل اغتسلت أو ابتُلِلت أو احتميت منه، وهل كان معه رعد أو برق. إن لم تتبيّن لك التفاصيل، فاجعل الرجاء في الخير، وأكثر من الدعاء والاستغفار، وأحسن الظن بربك؛ فالأصل تقديم وجه الخير ما أمكن. وإذا رأيت ما يريب فاستعذ بالله، ولا تحدّث بها من لا يحسن تأويلها.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 166. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 167. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 166-167. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 168. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1163-1165.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1163-1165.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1165-1166.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 606.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.