تفسير حلم المجلد في المنام ودلالاته عند النابلسي بتفصيل

تفسير محمد بن سيرين

بعد البحث في السياق المقدم من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين، لم يتم العثور على تفسير مباشر لمصطلح "المجلد". تم إجراء البحث في النصوص المتاحة ولم يظهر هذا اللفظ ضمن التعبيرات التي تناولها المؤلف.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الجلد في المنام يحمل معاني متعددة. فهو عبارة عن الوقاية للآدمي وغيره، ويمكن أن يدل على الوالدين، والسلطان، والمال، والدار، والثوب، والزوجة، والأرض، والعافية، والسقم، والعبادة، والإيمان، بل والشرك. كما قد يدل على العدو أو الصديق النمام الذي يشهد على صاحبه يوم القيامة. ويشير النابلسي إلى أن الجلد قد يعبر عن الصبر والتجلد في الأمور.

ويرى النابلسي أن الجلد هو سترة الإنسان وتركته من ماله في موته وحياته . كما يدل جسد الإنسان في المنام على ما يواريه ويتجسد به كاللباس والزوجة والمسكن والمحبوب والولد، وعلى ما يحتمي به من الأذى كالسلطان والسيد وولي الأمر. فبقوته وحسنه وسمنه دلالة على حسن حال من دل عليه، وضعفه وتغيير لونه ونتنه دليل على سوء حالهم .

وفيما يتعلق بمظاهر الجلد وألوانه، يذكر المؤلف أن حسن الجلد في المنام يدل على الخير والراحة والبرء من الأسقام . وإن كان ميتاً ورؤي جلده حسناً دل ذلك على أنه في نعيم . أما إذا كان الجلد غليظاً أو أسود، فإنه يدل على العذاب . ويذهب النابلسي إلى أن سواد البشرة في المنام قد يدل على سؤدد يتحقق بترك الدين . وتدل حمرة اللون في التأويل على الوجاهة والفرج . وإذا اقترن البياض بالحمرة، نال صاحبه عزاً . أما اصفرار اللون فيدل على المرض . ومن كان أسود ورأى في المنام أنه أبيض، يصيبه ضعف وذل ومحنة . وإذا رأى أن جسده ووجهه قد احمر، يكون طويل الهم بعد الفوز .

ويضيف النابلسي أن جسد الإنسان إذا كان من حديد أو حجارة، فإنه يدل على موته . وإن رأى زيادة في جسده من غير مضرة، فهو زيادة في النعمة .

وفي سياق مختلف، تفيد جلود سائر الحيوانات بأنها ميراث . وقيل إن الجلود تكون بيوتاً إن ملكها الرائي . وإذا سلخ الملك جلود الناس، فإنه يظلمهم ويأخذ منهم الأموال . أما سلخ جلد العالم، فيدل على تركه العلم ونسيانه . وإن سلخ جلد شاعر، فربما سُرق منه شعره . وقد يدل السلخ في بعض الحالات على نزع القميص للدخول إلى الحمام أو سرقة شيء ملبوس . وإذا رأت امرأة سوداء سلخ جلدها، فإن ذلك طلوع للشمس بعد ظلام الليل .

ومن رأى في المنام كأنه يسلخ جلده من بدنه كما تسلخ الشاة، فإن ذلك يدل على موته إن كان مريضاً، وإن كان صحيحاً افتقر وافتضح .

وفي سياق آخر، يربط المؤلف بين الجلد ومعاني العقوبة أو الجلد. فمن رأى أنه ضُرب مائة جلدة، فقد زنى أو هم بذلك . وإن جلد أربعين جلدة، فهو لمن يشرب الخمر . وإذا جلد ثمانين جلدة، فهو قذف للمحصنات . وقيل إن الضرب والجلد يفسران على أن الضارب يعلم المضروب الأدب، وإن لم ير الدم جارياً فسر بحقن الدم والأمان من الضارب للمضروب . ويرى النابلسي أن الضرب بالسير، وهو مصنوع من جلد، دليل رديء .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية المجلِّد (الذي يُجلِّد الكتب) أو مجلّد الكتب في المنام تدل غالباً على الستر وكتمان الأسرار وحفظ المودّة، وقد تُشير إلى شخصٍ ساترٍ للناس كـمغسِّل الأموات أو الخيّاط. أما رؤية المجلَّدات من العلوم: فإن كانت مجلّدات الفقه فهي علامة خير واستقامة، وإن كانت من كتب التفسير دلّت على استقامة الأمر وصلاحه، ومجلّدات المنطق تؤول بالانشغال بأمور عجيبة دقيقة، ومجلّدات الأخبار تدل على قُربٍ ومنزلةٍ عند أهل السلطة والملوك. التحليل:

• الرموز والعناصر:

  • المجلّد/تجليد الكتب: رمز للستر والصيانة والحفظ؛ وإشارة إلى صاحب صنعةٍ تستر الناس أو تحفظ شؤونهم كالخياط أو مغسِّل الأموات، مع دلالة على كتمان السر وحفظ المودّة.
  • المجلَّدات وأنواعها:
    • الفقه: خيرٌ واستقامةٌ في الدين والعمل.
    • التفسير: استقامة الأمر ووضوح السبيل بعد التباس.
    • المنطق: اشتغالٌ بأمورٍ عجيبةٍ ودقائق فكرية قد تُلهي أو تُتعِب.
    • الأخبار: قُربٌ من أهل الشأن ونَيْلُ منزلةٍ لديهم.

• الربط بالموروث:

  • عند أهل التعبير: النابلسي نصّ على هذه الدلالات صراحة في باب المجلِّد والمجلّدات، فأسند معنى الستر والكتمان للمجلِّد، وربط كل نوع من المجلَّدات بثمرةٍ حياتيةٍ ومعنويةٍ مخصوصةٍ كما مرّ.
  • الستر وكتمان السر من المعاني المحمودة في ثقافتنا، ولذلك يُقدَّم وجه الخير متى أمكن في التعبير.

• التفسير النفسي والحياتي:

  • إن رأيت المجلِّد أو فعلَ التجليد: فربما يعكس حاجتك هذه الأيام إلى ترتيب شؤونك ولمّ شعث أمرك، أو رغبتك في حفظ أسرارك وعلاقاتك من التسرُّب والاضطراب. وقد يدل على شخصٍ في حياتك يقوم بدور “الساتر” والداعم الذي يُصلح ويُرمّم.
  • إن رأيت مجلّدات علم:
    • الفقه: نزعةٌ إلى الانضباط واتّباع القواعد، وبشارة باستقامة مسارك.
    • التفسير: بحثٌ عن المعنى والوضوح، وتيسيرٌ قريب في أمرٍ مُلتبس.
    • المنطق: انشغالٌ ذهنيٌّ زائد بالتدقيق والتحليل قد يورث عجباً أو إرهاقاً، فاجعل له ميزاناً.
    • الأخبار: اهتمامٌ بالمكانة الاجتماعية وقُربٌ من مراكز القرار، أو تزايد التماسّ مع الشأن العام.

تنبيه ونصيحة:

• لأنّك ذكرتَ رمز “المجلّد” مجرداً بلا تفاصيل عن الحالة والمشهد والشعور، فالتأويل هنا عامّ. إن أردتَ ترجيح معنى بعينه، فاذكر: هل رأيت شخصاً يجلّد؟ أم رأيت مجلَّدات؟ وما نوعها؟ وكيف كانت حالها (قديمة/جديدة/ممزّقة)؟ وما شعورك أثناء الرؤيا؟ فهذه القرائن تُقوّي الدلالة وتُعين على ضبط التعبير كما يقرّره أهل التعبير.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 224-225.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 676.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 226-227.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 790-792.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.