تفسير الذاهب إلى الحج في المنام عند ابن سيرين والنابلسي

اكتشف تفسير حلم الذاهب إلى الحج عند ابن سيرين والنابلسي: بشارات بالصلاح والرزق والشفاء وقضاء الدين، وقد يدل على إنذار بالفوات أو الموت بحسب حال الرائي.

فريق مفاتيح المنام
11 دقيقة
تفسير الأحلامالذاهب إلى الحجحلم الحجابن سيرينالنابلسي
تفسير الذاهب إلى الحج في المنام عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الذهاب إلى الحج تحمل دلالات متعددة تبعاً لحال الرائي وظروفه.»

فمن رأى كأنه خارج إلى الحج في وقته، فإن حاله تتحدد بتفاصيل الرؤيا؛ إذ يبيّن ابن سيرين أن الصرورة (من يحج لأول مرة) ينال أرزاق الحج، والمريض يعافى، والمديون يقضى دينه، والخائف يأمن، والمعسر ييسر، والمسافر يسلم، والتاجر يربح، والمعزول تعود إليه الولية، والضال يهتدى، والمغموم يفرج عنه .

ويضيف أن الرائي إذا كان مريضاً ورأى نفسه متجهاً إلى الحج، فقد تدل الرؤيا على موته واستجابته لدعاء الله، حيث يُحمل في نعشه بدلاً من محمله، أو أن رؤية نفسه محمولة إلى الكعبة بصمت وتجرّد من الثياب تشير إلى خروجه من الدنيا وفوزه بالجنان .

وورد عن ابن سيرين أن من رأى أنه مدين، فإنه يبدأ في قضاء دينه، وإن كان تاركاً للصلاة عاد إلى القبلة، وإن كان قد تزوج ولم يدخل بامرأته، فإنه يتوجه إليها ويدخل بها .

وبين المؤلف أن من رأى أنه حج أو اعتمر، طال عمره واستقام أمره .

ويذهب ابن سيرين إلى أن رؤية التوجه نحو الكعبة تدل على صلاح الدين .

كما يفيد المؤلف أن من رأى أنه خارج إلى الحج وفاته ذلك، فإنه إن كان والياً عُزل، وإن كان تاجراً خسر، وإن كان مسافراً قُطع عليه الطريق، وإن كان صحيحاً مرض .

ويلفت المؤلف إلى أن من رأى أن الحج واجب عليه ولم يحج، فإن ذلك يدل على خيانته في أمانته وعدم شكره لنعم الله .

وإذا كان الرائي ممن يلزمه الحج وقد غفل عنه، فإن الرؤيا تذكره به .

ويشير محمد بن سيرين إلى أن من رأى أنه خارج إلى الحج، فقد يتوجه في اليقظة إلى السلطان أو رئيس العلم لحاجة .

ونقل عن ابن سيرين أن من رأى خروجه إلى الحج وكان مأذوناً له فيه، تم له حجه. وإن لم يؤمل شيئاً من ذلك ورأى ذلك في أشهر الحج، نال سلطاناً ورفعة .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يفسر رؤية الذهاب إلى الحج بعدة دلالات.

ويرى النابلسي أن من رأى أنه حج أو اعتمر، فإنه يعيش عيشًا طويلًا وتُقبل أموره . وبيّن أن الحج في المنام يدل على صلاح الدين والاستقامة على المنهاج، ويرزق ثوابًا وأمنًا، ويقضي دينًا ويؤدي أمانات . وأفاد أن رؤية الحج قد تدل على الرزق والغنيمة، والقدوم من السفر، والفرج بعد الشدة، والصحة من المرض، والرجوع إلى ما كان عليه الإنسان .

ويذكر النابلسي أن من رأى أنه خارج إلى الحج في وقته، فقد يدل ذلك على أنه إن كان معزولًا ولي، وإن كان مسافرًا سلم، وإن كان تاجرًا ربح، وإن كان مريضًا شُفي، وإن كان عليه دين قُضي عنه، وإن كان ضالًا هداه الله تعالى . على النقيض، يشير النابلسي إلى أن رؤية الخروج إلى الحج قد تعني أن الوالي سيعزل، وأن التاجر سيخسر، وأن المسافر سيُقطع عليه الطريق، وأن الصحيح سيُصاب بالمرض . ويوضح المؤلف أن من رأى أنه خرج إلى مكة ليحج، فإنه يرزق الحج إن شاء الله تعالى، أما إن كان مريضًا، فقد يطول مرضه وربما مات منه ودخل الجنة . كما يفيد أن من رأى أنه على طريق مكة، فإنه سيحج . وينبه إلى أن من رأى أنه يخرج إلى الحج وحده، والناس يودعون ويرجعون عنه، فإن ذلك يدل على موته .

وأشار النابلسي إلى تفاصيل تتعلق بكيفية السفر للحج؛ فقد ورد أن من سافر راجلًا (على قدميه)، وقع في يمين يجب عليه الكفارة فيها . بينما إن ركب فيلاً، فقد يحج صحبة ملك . وأفاد المؤلف كذلك أن من سافر إلى الحج راكبًا، رزق عونًا على ما ذكر، على يد من دل المركوب عليه .

ويذهب النابلسي إلى أن الحج في المنام قد يدل على التردد في القصد، وقضاء الدين، وفعل الخيرات، والسعي فيما يبر به الوالدين أو الأستاذ، أو الهجرة، أو زيارة عالم أو عابد . ويشير إلى أنه ربما دل الحج على زواج الأعزب . وذكر أن الحج للملك يعني تحصن الأعداء، وخذلان أهل البغي، وفتح بلد عظيم من بلاد الكفر . وللمريض، ذكر أن الحج قد يعني الموت . وللعاصي، يعني التوبة . وللكافر، يعني اعتناق الإسلام . ويرى المؤلف أن من رأى أنه حج ولم يعمل شيئًا من أعماله، فإنه يقصد السلطان في حاجة . وينبه النابلسي إلى أن حمل الزاد في الحلم يدل على التقوى، وربما دل على غنى الفقير وقضاء دين المديون . وأخيرًا، ذكر النابلسي أن لمس الحجر الأسود في المنام قد يدل على أن الرائي سيحج .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الذاهب إلى الحج في المنام تبشّر في الغالب بصلاح الدين والأمن من المخاوف، وتيسير الأمور كقضاء الدين والشفاء وعودة الحقوق، خاصةً إن كان الذهاب في وقته ومع القيام بالمناسك؛ وقد تدل للعازب على الزواج، وللطالب على نيل العلم، وللفقير على الغنى. أمّا إن بدا في الرؤيا أنه خرج للحج وفاته أو تعذّر عليه، فقد تشير إلى تعثّرٍ أو خسارةٍ أو عارضِ مرضٍ بحسب حال الرائي. وتتبدّل الدلالة بالسياق: فالخروج وحيداً والناس يودّعونه قد يُنذر بوفاة، وللمريض قد تحمل الرؤيا احتمال انتهاء الأجل، بينما من أتمّ الحج أو العمرة دلّ ذلك على طول عمرٍ واستقامة أمرٍ بإذن الله. هذه الدلالات تُحمل على الرجاء لا الجزم، ويُقدَّم فيها وجه الخير ما أمكن.

تحليل الرموز والعناصر:

  • رمز الخروج إلى الحج: من أوضح رموز الصلاح والاستقامة، وفيه أمنٌ وثوابٌ وقضاءُ دَينٍ وأداءُ أمانات، ويقوى إذا كان في أشهر الحج ومع أداء المناسك. النابلسي ينصّ على أن الحج دليل صلاح الدين وثوابٍ يُرزق، وأمنٍ مما يُخاف، وقضاءِ دينٍ وأداءِ أمانات، وللمعزول ولاية، وللمسافر سلامة، وللتاجر ربح، وللمريض شفاء، وللمدين قضاءُ دينه، وللضالّ هدى من الله تعالى. كما أن الحج قد يدلّ على الزواج للعازب، وعلى الغزو أو الظفر، والغنى للفقير.
  • زمن الحج ووقته: عند ابن سيرين، من رأى كأنه خارجٌ إلى الحج في وقته نال البِشرى وفق حاله: الصرورة يُرزق الحج، المريض يُعافى، المديون يُقضى دينه، الخائف يأمن، المعسر يُيسَّر، المسافر يَسلَم، التاجر يربح، والمعزول تُردّ إليه الولاية، والضالّ يُهدى، والمغموم يُفرَّج عنه. وإن فاته الحج بعد خروجه فلكلّ حالٍ ما يناسبه من عزلٍ أو خسارةٍ أو قَطع طريقٍ أو مرض.
  • إتمام الحج والعمرة: كلاهما عند ابن سيرين والنابلسي علامة طول عمر واستقامة أمر.
  • الخروج وحده ووداع الناس له: عند النابلسي دلالةٌ على الموت. وللمريض قد تدل رؤيا الحج على الموت ودخول الجنة، على حسب القرائن.
  • دلالات مضافة: الحج قد يرمز أحياناً لزيارة عالم أو برّ والدين أو الهجرة أو قضاء حاجاتٍ عند ذي سلطان، ومن حجّ ولم يعمل شيئاً من أعماله قصد السلطان في حاجة. وحمل الزاد يدل على التقوى وغنى الفقير وقضاء دين المديون.

الربط بالمصادر العربية والإسلامية:

  • الأصل في حجّ البيت أنه من شعائر الإسلام العظام وموسم مغفرة وأمن ولقاءٍ على الخير، لذا جاء حمله في الرؤى على معاني الهداية والأمن والرزق والفرج. وقد درج المعبرون المعتبرون كابن سيرين والنابلسي على هذا الأصل: صلاحُ الدين، وأمنٌ بعد خوفٍ، وفرجٌ بعد شدة، وطولُ عمرٍ باستكمال المناسك.
  • كما أن رموز المناسك الأخرى تؤكّد المعاني: فالهلال مواقيت للناس والحج، والجمار من معانيها دفع الشيطان، فتأتي الرؤى بها على دلالات الأمن والهدى وكفّ الشر.

التفسير النفسي والحياتي المحتمل:

  • قد تكون الرؤيا انعكاساً لرغبةٍ صادقة في الحج، أو حاجةٍ إلى الأمان والطمأنينة والعودة إلى الجادة. إن كان عند الرائي دينٌ أو همٌّ أو خوفٌ، فالرؤيا تحمل رجاء الفرج وقضاء الدين والأمن. وإن كان مريضاً فالرؤيا تبشّره بالشفاء في الأغلب، لكن إن اقترنت بصورٍ كالسفر وحيداً مع وداع الناس أو بعلامات ختامٍ قويّة، فقد تميل إلى إنذارٍ بقرب الأجل. هنا تُعتبر القرائن وحالُ الرائي.
  • عملياً: من المناسب أن يتقوّى العبد بالتوبة وبرّ الوالدين وصلة الرحم، وأن يأخذ بأسباب قضاء الدَّين وتنظيم أموره، فإن توافق التأويلات ما قرّره الأئمّة من أن الحج في المنام يدل على قضاء الديون وأداء الأمانات والفرج بعد الشدّة.

تنبيهات وضوابط:

  • نُقدّم وجه الخير ما أمكن، ولا نجزم بزمن وقوع شيء. والتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.
  • إن كانت لديك تفاصيل إضافية عن حالك ووقت الرؤيا وما إن تمّ إتمام المناسك أو فُوّتت، أمكن ترجيح وجهٍ محدّد. وإلا فاحملها على البِشرى، واستكثر من الاستغفار والعمل الصالح، وخذ بأسباب الحج في اليقظة متى تيسّر.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 47-48. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 303. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 194. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 182. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 271-273.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 271-273.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 273-274.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1195-1196.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 274-275.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.