تفسير حلم الجناح عند النابلسي: دلالات المال والولد والسفر

ما معنى رؤية الجناح في المنام؟ يوضح النابلسي دلالاته على المال والولد والجاه والسفر، ومعاني الطيران، وكسر الجناح أو ثقله، مع تنبيهات تعينك على التأويل.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
تفسير الأحلامالجناحالنابلسيابن سيرينالطيران في المنام
تفسير حلم الجناح عند النابلسي: دلالات المال والولد والسفر

تفسير محمد بن سيرين

بعد البحث في المصادر المتوفرة من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين، لم يتم العثور على تفسير مباشر أو ذكر لكلمة "جناح". لذلك، لا توجد تفسيرات مقدمة من المؤلف لهذا المصطلح ضمن السياقات المتوفرة.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن «الجناح» في المنام له عدة تأويلات.

يفيد النابلسي أن من رأى أن له جناحين ولد له ابنان . ويوضح أن الجناح ريش، وأن الريش يدل في التأويل على المال . كما يذهب إلى أن الريش ربما كان شرابًا لأنه قلبه ، وقد يدل على الجاه، قياسًا على قولهم "فلان طار بجناح غيره" . ويرى المؤلف أن الريش قد يدل كذلك على نبات الزرع .

ويشير النابلسي إلى أن من رأى أن له جناحاً يطير به، فإن ذلك يدل على سفر في سلطان، بمقدار ما استقل به من الأرض . أما إن لم يطر به، فإنها خير يصيبه . كما يوضح أن الجناحين هما مال وولدان .

وبين أن كسر الجناح يدل على مرض الولد ، وأن قلعه يدل على موت الولد . ويذكر أن الجناح قد يدل على المال والسفر ، وربما كان جرحاً يصيب صاحبه . وأخيراً، يوضح أن ثقل الجناح الذي لا يمكّن الرائي من الطيران، يدل على إثم وعقوبة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: الجناح في المنام يُعبَّر غالبًا عن المال والولد والجاه والسفر، فإن رأى الرائي أنه يطير بجناحٍ دلّ على سفرٍ وتمكُّنٍ بقدر ما ارتفع، وإن كانت له جناحان ففيه بشارة بأبنين أو زيادةٍ في السعة. وكسرُ الجناح يُومئ إلى عِلّةٍ تصيب الولد، وقلعُه إلى شدّةٍ عظيمة قد تبلغ موت الولد. وإذا كان الجناح ثقيلاً يمنع الطيران دلّ على تبعةٍ وإثمٍ وعقوبة. ويبقى الحكم أدقّ بحسب حال الرائي وتفاصيل رؤياه.

تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:

  • الجناح: قرره عبد الغني النابلسي أنه ريش، والريش مال؛ والجناحان مال وأولاد، والطيران به سفرٌ في سلطان. ومن كُسِر جناحه مرض ولده، ومن قُلِع جناحه مات ولده، وإن ثَقُل الجناح حتى لا يطير كان ذلك إثمًا وعقوبة. كما أشار إلى دلالةٍ على الجاه وقوام الأمر. هذه الأوجه نَصَّ عليها في باب “الجناح”.
  • دلالة الإثم: في لسان الوحي يَرِد لفظ “لا جناح” بمعنى لا حَرَج ولا إثم؛ فتلازمُ الجناح مع معنى الإثم موجود في الاستعمال القرآني، مما يعضّد تأويل ثِقل الجناح على أنه تبعةٌ أو إثم، كقوله تعالى: فلا جناح عليكم فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف، وقوله: ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا.
  • المعنى البلاغي: يُستعار “الجناح” للذلّ واللين في البرّ بالوالدين: واخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة؛ وهو استعمال عربيّ فصيح يُشعِر بأن رؤية جناحٍ لينٍ أو خافض قد تُومئ إلى تواضعٍ ورحمةٍ وبرّ، بخلاف جناحٍ متجبّر أو مؤذٍ. (يدعمه أصل الاستعمال القرآني العام للفظ الجناح وإن لم يرد في المقتطف المعروض).

الربط بالموروث الثقافي والشرعي:

  • الاعتماد في التأويل على نص النابلسي في “تعطير الأنام”: الطيران بالجناح سفر، والجناحان مالٌ وأولاد، وكسره أو قلعه يتعلق بعافية الولد أو حياته، وثِقله إثمٌ وعقوبة.
  • الاستئناس بدلالة “الجناح = الإثم/الحرج” من موارد القرآن في مواضع “لا جناح عليكم”، فتقوّي وجه التحذير إذا جاء الجناح في المنام ثقيلاً مُعطِّلاً.

التفسير النفسي والحياتي المحتمل:

  • جناحٌ قويّ والطيران بسهولة: طموحٌ وهمةٌ وقدرة على الإنجاز أو السفر؛ دعمٌ اجتماعي ومهني يساعدك على “التحليق”.
  • جناحان = ولد/مشاريع: قد يرمزان إلى مسؤوليات مزدوجة (ولدَين، مشروعَين، أو مصدرَي رزق) تحتاج إلى رعاية موزونة.
  • كسر الجناح: شعور بالعجز تجاه شؤون الأبناء أو المشاريع، أو خوف على سلامتهم/استقرارهم.
  • ثِقَل الجناح ومنع الطيران: ثِقل ذنبٍ أو تبعةٍ قانونية/أخلاقية أو أعباء نفسية؛ وقد يكون تذكيرًا بمراجعة التصرّفات والتوبة وطلب المعذرة.
  • جناحٌ لينٌ خافض: ميلٌ للتواضع والبرّ، أو حاجة لإظهار الرحمة والاحتواء في الأسرة.

تنبيه مهم:

  • لم تذكر تفاصيل للرؤيا (الزمان/المكان/حال الرائي/الفعل بالجناح)، لذلك يبقى التأويل على جهة العموم. إن رغبت بتعبيرٍ أدقّ، فاذكر: حالك الاجتماعي والمهني، وما كنت تفعله بالجناح (طيران، كسر، قطع، ثِقل)، لون الريش، ومشاعرك أثناء الرؤيا. وحتى ذلك الحين، قدِّم وجوه الخير، واستغفر إن أحسست بثِقلٍ أو تقصير. التأويل ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 228-230.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.