تفسير الموج في المنام لابن سيرين والنابلسي ودلالاته

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الموج في المنام تحمل عدة دلالات.

يوضح ابن سيرين أن الموج يمثل شدة العذاب، مستشهداً بآيات قرآنية. كما يفيد أن أمواج البحر تدل على همومه وفتنه، وأن الماء الغالب الذي يطغى ويغمر هو في أصله هم وفتنة.

ويذهب ابن سيرين إلى أن رؤية حاكم أو سلطان نفسه يسبح في بحر مضطرب الأمواج تدل على أنه سيقاتل ملكاً آخر. ومن قوله، فإن موج البحر يمثل زفير جهنم.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية موج الماء في المنام تدل على الشدة والعذاب، مستشهداً بقوله تعالى: "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا االله مخلصين له الدين" وقوله تعالى: "وحال بينهما الموج فكان من المغرقين" .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الموج في المنام تُرجَّح على أنها دلالة شدةٍ وكربٍ يطرآن، ويقوّى معناها إذا كان الموج عالياً مضطرباً؛ فإن سكن الموج أو نجا الرائي منه دلّ ذلك على قرب انكشاف الهم وذهاب الخوف بإذن الله. كما أن هدوء البحر خيرٌ من اضطراب أمواجه، لما في الهدوء من إشعارٍ بالأمان والاستقرار بعد قلق. هذا التأويل يجري في الغالب على أحوال الرائي وهمومه وتقلبات معاشه.

التحليل:

• الرموز والعناصر:
  • الموج: في القرآن ارتبط الموج بالشدة والابتلاء؛ قال تعالى: وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا اللّه مخلصين له الدين، وقال: وحال بينهما الموج فكان من المغرقين. لذلك عبّر أهل التعبير عن الموج في المنام بأنه شدة وعذاب، وهو نص صريح لدى النابلسي في باب الموج حيث قال: رؤيته في المنام شدة وعذاب مستشهداً بالآيتين المذكورتين.
  • البحر وأمواجه عند ابن سيرين: البحر يدل على السلطان والدنيا وتقلباتها، وأمواجه همومها وفتنها. ونصّ ابن سيرين على أن الموج شدة عذاب، وأن رؤية البحر هادئاً خيرٌ من اضطراب أمواجه.
• الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
  • القرآن قدّم صورة الموج كالظلل كنايةً عن شدّة الخطر والابتلاء الذي يحمل الناس على الإخلاص في الدعاء، وهذا الإطار القرآني هو أصلُ دلالة الشدة في رمز الموج عند أهل التعبير كما عند النابلسي.
  • وعند ابن سيرين اتُّخذ البحر مثالاً للدنيا والسلطان، وأمواجه ترمز لهجمات الفتن وتتابع الهموم؛ لذا كان اضطراب الموج علامة اضطراب الأحوال، وسكونه علامة أمانٍ واستقرارٍ نسبيٍّ للرائي.
• التأويل النفسي والحياتي المحتمل:
  • الموج العالي المضطرب قد يشير إلى ضغوطٍ نفسيةٍ متراكمة، أو تغيّراتٍ متلاحقة في العمل أو الأسرة تشعر معها بأن الأحداث “تعلو وتهبط” وتتجاوز السيطرة.
  • النجاة من الموج أو خفوت اضطرابه يرمز غالباً إلى مهارة الرائي في التكيّف وإدارة القلق، وإلى حلولٍ قريبةٍ تساعده على الخروج من عنق الزجاجة.
  • رؤية البحر هادئ الموج قد تعكس مرحلة توازنٍ بعد فترة توتّر، أو قراراً عملياً نجح في تقليل مصادر الإرباك في الحياة اليومية، وهو ما يوافق تقرير ابن سيرين بأن الهدوء خيرٌ من الاضطراب. تنبيه ونصيحة:
• لأنك ذكرتَ رمزاً واحداً مجرداً (الموج) دون تفاصيل عن الحال: ارتفاعه، لونه، وقت الرؤيا، موقفك منه (غرق/نجاة/وقوف على الشاطئ)، حالتك الواقعية؛ فالتعبير هنا عامّ. إن رغبت بتعبيرٍ أدقّ، فاذكر تفاصيل المشهد وحالك.
• على الجملة: إن كان في واقعك قلق أو تقلبات، فخذ من الرؤيا إشارةً للاجتهاد في ترتيب الأولويات، وطلب العون، وتقليل مصادر التشتت حتى “يهدأ الموج”. المصادر: النابلسي في باب “الموج” مع الاستشهاد بالآيات، وبيان ابن سيرين لمعاني البحر وأمواجه وأن الموج شدة عذاب، وأن هدوء البحر خيرٌ من اضطرابه.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 622.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.