الموج في المنام: تفسير ابن سيرين والنابلسي ودلالاته

تعرّف إلى تفسير الموج في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: يرمز للشدة والفتنة بقدر علوه، وتكون بشارة بالنجاة إذا سكن البحر أو تجنبته.

فريق مفاتيح المنام
3 دقيقة
الموجالموج في المنامتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسي
الموج في المنام: تفسير ابن سيرين والنابلسي ودلالاته

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الموج تحمل دلالات متعددة.

ويبيّن ابن سيرين أن أمواج البحر في المنام قد تدل على الشدائد المتتابعة والهموم المتلاحقة. ويضيف أن أعماق هذه الأمواج قد تشير إلى أهل المعاصي الذين يلتهم بعضهم بعضاً.

ويشير محمد بن سيرين إلى أن الموج نفسه يمثل شدة العذاب، ويربط ذلك بآيات قرآنية.

كما يذكر ابن سيرين أن موج البحر قد يرمز أيضاً إلى الرجال، أو إلى السلطة والهيمنة، أو إلى الحجج والمجادلات، أو الأوامر.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية موج الماء في المنام تدل على الشدة والعذاب. ويستدل النابلسي على ذلك بما ورد في القرآن الكريم، كقوله تعالى: "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا االله مخلصين له الدين"، وقوله تعالى: "وحال بينهما الموج فكان من المغرقين".

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: الموج في المنام يميل إلى الدلالة على شدّةٍ وفتنةٍ واضطرابٍ في الحال بقدر علوّه واضطرامه؛ فالموج العالي المتتابع نذير بضغوط ومحن متوالية، أمّا إذا رأيتَ أنّك تجنّبت الموج أو سكن البحر بعد هيجانه فهي بشارةٌ بالنجاة وذهاب همّ أو تفريجٍ قريب، ويُرجَّح الخير ما أمكن إن لم تُر قرائن الغرق أو الفزع.

تحليل الرموز والأسانيد:

  • الرمز الرئيس: الموج. في لسان الوحي ذُكر الموج قرين الشدة والضيق: وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين، وقوله تعالى: وحال بينهما الموج فكان من المغرقين؛ لذا عدّه أهل التعبير علامة شدة وعذاب في الرؤيا، كما نصّ النابلسي: الموج رؤيته في المنام شدة وعذاب، واستشهد بالآيتين السابقتين.
  • من جهة معاني البحر وموجه عند المعبّرين: يقرر ابن سيرين أن البحر يرمز للسلطان والدنيا، وأن موجه يُحمل على صولة السلطان وحجته، كما جعله صورةً لهموم الدنيا وفتنها؛ قال: وموجه همومها وفتنها، مما يجعل الموج تحديداً أمارة اضطراب وفتنة تتردد على الرائي بقدر قوته وتتابعه . ويزيد النابلسي في باب البحر أنّ دخول شدةٍ وخوفٍ يقع إذا غمر البحر أو عكر ماؤه، وهو معنى يعضد كون الموج الهائج نذير كربٍ ما لم تقترن به نجاةٌ في المنام.
  • نسبة الدلالة: الأصل أنها للرائي ما لم تظهر قرائن تخص غيره. ويُعتبَر علوّ الموج وتعدده وتوقيته قرائن على مقدار الشدة وزمنها، وفق قواعد مؤشرات الزمن والترجيح المعتمدة في التعبير.

التفسير النفسي والحياتي:

  • نفسياً يعبّر الموج عن تقلبٍ عاطفي وتدفّق انفعالات وضغوط متراكمة؛ الموج العالي المتلاحق قد يعكس تراكم التزامات أو مخاوف، والموج الهادئ أو النجاة من الغرق يدل على استعادة السيطرة بعد فترة اضطراب.
  • عملياً: إن كان في واقعك همٌّ أو مشروع كبير، فالموج العالي ينصح بالتروّي وترتيب الأولويات وطلب العون، أمّا سكون الموج بعد هيجان فمؤشر إلى قرب انكشاف الغمّ بإذن الله.

لتمام التأويل بدقة:

  • يلزمنا تفاصيل المشهد: هل كان الموج عالياً أم لطيفاً؟ صافي اللون أم عكِراً؟ هل وقع غرقٌ أو نجاة؟ في ليل أم نهار؟ وحدك أم مع آخرين؟ فهذه القرائن تغيّر الحكم وتوقيته.

تنبيهات ونصح:

  • إن غلب على المنام الفزع والتشويش بلا انتظام فربما كان من الأضغاث أو حديث النفس، والرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، وإنما هي بشارة أو نذارة وظنّ واجتهاد.
  • الزم الأذكار قبل النوم، واستكثر من الدعاء بحسن العاقبة ودفع البلاء، وإن رأيت هولاً في منامك فتفل عن يسارك ثلاثاً واستعذ بالله، واستفتح يومك بما يتيسر من القرآن.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.