تفسير المارستان في المنام: دلالاته عند النابلسي وابن سيرين

ما معنى رؤية المارستان في المنام؟ جمعنا أقوال النابلسي والتنبيه على نسبة ابن سيرين، ودلالات الحمام والسجن والمكتب واللهو، وبشارة الفقير، وتحذير رؤية الميت.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
المارستانتفسير الأحلامعبد الغني النابلسيابن سيرينرؤية المارستان في المنام
تفسير المارستان في المنام: دلالاته عند النابلسي وابن سيرين

تفسير محمد بن سيرين

بعد البحث في النصوص المقدمة من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين، لم نجد تفسيراً مباشراً أو إشارة واضحة للكلمة "مارستان". تتناول النصوص تفاسير لأماكن أخرى مثل السجن، والحمام، والفندق، والبيوت، لكن المصطلح المحدد "مارستان" لم يرد ضمن سياقات التأويل المتاحة.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "مارستان" في المنام تدل على الحمام، لكونه محلاً للجن والشياطين وكشف العورات والظهور بصفات منكرة .

ويوضح النابلسي أن المارستان قد يدل أيضًا على المكتب، لما فيه من تأديب وتلطف بالبيان وإجبار على ما ينفع من العلم والقرآن .

كما يشير النابلسي إلى أنه قد يدل على مواضع اللهو واللعب، واللغط والهذر في الكلام، والصنائع، وسلب المال، وفراق العيال .

ومن تفسيراته، فإن رؤية ميت في المارستان تدل على أنه في النار، لأن المارستان محل السلاسل والأغلال .

وإذا رأى الشخص نفسه في المارستان مع المرضى، فيبين النابلسي أن ذلك قد يدل على السجن من جهة الشرع .

وإن كان مع المجانين، فقد أورد النابلسي أن ذلك يدل على السجن مع أرباب الجرائم .

ويضيف عبد الغني النابلسي أنه إن كان الرائي صحيحًا ولكنه مرض، أو كان مريضًا، فربما طال مرضه، أو يموت غريبًا أو شهيدًا .

وأخيرًا، يذكر النابلسي أن ذلك قد يدل للفقير على غناه عن الناس بما يناله من الخير والرفاهية والمساعدة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية المارستان في المنام تجيء على وجوه؛ أغلبها يدل على موضع ابتلاء وامتحان أو كشف ستر، وقد يحمل معنى السجن أو الشدّة، وقد يحمل للفقير بشارة بسعة ومعونة. فإن رأيت نفسك في المارستان مع المرضى فهو إنذار بقيدٍ ونظامٍ صارم أو محاسبة من جهة الشرع، وإن كان مع المجانين دلّ على حبس مع أهل الجرائم. ورؤية ميتٍ في المارستان تُخشى على حاله لسِمَة السلاسل والأغلال. وقد يدلّ المارستان أيضًا على أماكن اللهو واللغو، أو على “المكتب” تأديبًا وتعلّمًا. والله أعلم. تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:

  • المارستان: عند أهل التعبير هو منازل معانٍ متعدّدة؛ يشبَّه بالحمّام لما فيه من كشف وابتلاء، وقد يدل على المكتب للتأديب والبيان، وقد يدل على مواضع اللهو واللغط وسلب المال وفراق العيال. ومن رأى نفسه فيه مع المرضى دلّ على سجن من جهة الشرع، ومع المجانين سجن مع أرباب الجرائم. ورؤية ميتٍ في المارستان نذير سوء لما فيه من سلاسل وأغلال. وللفقير قد يكون غنى ورفاهية بما يناله من المساعدة. الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
  • في المعهود العربي والإسلامي كان “المارستان” مستشفى ومحبسًا للمرضى وذوي العلل، وفيه نظام وانضباط؛ لذا شبّهه أهل التعبير بالحمّام من جهة كشف العورات، وبالمكتب من جهة التأديب، وبالسجن من جهة التقييد. هذا الجمع بين “الكشف” و“التأديب” و“التقييد” هو أصل المعاني المتقدّمة عند النابلسي.
  • التنبيه المنهجي: الرؤيا حقّ، لكنها لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، ويُرجّح وجه الخير ما أمكن، وتُستبعد الأوجه المتناقضة. وإذا اختلطت الدلالات أو شابها اضطراب حُمِلَت على الأضغاث أو حديث النفس، كما نَبَّه أهل التعبير على ضرورة الترجيح وترك الحشو والالتزام بالأصول. التفسير النفسي والحياتي الممكن:
  • إن رأيت المارستان وأنت مهموم أو مرهق، فربما يعكس الحلم حاجةً إلى “مداواة” نفسية أو جسدية، أو شعورًا بأنك داخل منظومة ضبط ومحاسبة (سجن بالمعنى الرمزي: قيود، التزامات صارمة). وإن جاء المشهد أقرب إلى “مكتب”، فقد يدل على رغبةٍ في تهذيب النفس وتحصيل العلم والانضباط. أما إذا بدا المكان موضع لهو ولغط، فقد يكون الحلم دعوةً لاجتناب البيئات التي تُضعف الدِّين والخلق وتُضيّع المال والأهل.
  • للفقير قد يحمل الحلم بشارة بمعونة ورزق يكفيه، وللمعافى الذي يدخل المارستان ثم يمرض في الرؤيا فليحذر من طول عارضٍ أو غربةٍ أو ابتلاء، ويأخذ بالأسباب في صحته ونفسيته. ومن رأى ميتًا في المارستان فليكثر له من الدعاء والصدقة رجاء اللطف والرحمة، مع تذكّر أن العلم بالغيب إلى الله وحده.
  • إن كان الحلم مضطرب التفاصيل أو وليد انشغالٍ بالمرض والطبابة، فقد يكون من “حديث النفس” لا من باب الرؤيا المحكمة، كما قرر أهل التعبير في منهجهم. نصيحة:
  • خذ من الحلم موجب التزكية: استر نفسك، واجتنب مواطن اللغو، واضبط عاداتك الصحية والنفسية. وإن كانت عندك تفاصيل أدق (حالك الاجتماعي، مع من كنت، وما الذي جرى داخل المارستان)، أمكن ترجيح معنى بعينه. والتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1179-1180.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.