القلم في المنام: معانيه عند ابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

ما دلالة القلم في الأحلام؟ يشرح ابن سيرين والنابلسي رموزه بين العلم والولاية والذكر والكفالة، ومعاني القلم مع الدواة والكتابة والضرر، ونصائح لفهم رؤياك بدقة.

فريق مفاتيح المنام
9 دقيقة
تفسير الأحلامالقلمابن سيرينالنابلسيرموز الرؤى
القلم في المنام: معانيه عند ابن سيرين والنابلسي بالتفصيل

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يؤول القلم بعدة تأويلات.

ويبيّن ابن سيرين أن القلم قد يدل على العلم؛ فمن رأى أنه أصاب قلماً، فإنه يصيب علماً يناسب ما كان يكتبه به في منامه . كما يشير إلى أن القلم يؤول إلى ما يذكر الإنسان به، وبسببه تنفذ الأحكام، فقد يدل على السلطان، أو العالم، أو الحاكم، أو اللسان، أو السيف، أو الولد الذكر . ويفيد النابلسي أن القلم يدل على المر والنهي والولاية على كل حرفة، وأن القلم هو قيمة كل شيء . ويرى ابن سيرين أن القلم قد يدل على الدخول في كفالة وضمان، مستشهداً بقوله تعالى: ﴾وما كنت لديهم إذ يلقون أقلمهم أيهم يكفل مريم﴿.

ومن قوله، القلم يدل على الذكر، والمداد (الحبر) هو نطفته، وما يُكتب فيه هو زوجته (منكوحه)، وربما دل على السكة (دار سك العملة) والإصبع كأزواج، ومداده بذره . ويشير محمد بن سيرين كذلك إلى أن القلم قد يؤول إلى الولد الذكر . وإذا كانت الرائية امرأة، فإن مداد القلم قد يدل على مالها أو نفعها أو همها وبلائها، خاصة إن سود وجهها أو ثوبها . وقيل إن القلم هو ولد كاتب .

وللكاتب، يوضح ابن سيرين أن رؤية القلم في يده تدل على الأمان من الفقر بحرفته، وإذا استفاد أدوات الكتابة كلها، فيصيب رياساً جامعة يفوق بها أقرانه . وينبه إلى أن القلم قد يدل على الحراث، فيكون حينها بمثابة السكة (المحراث)، والمداد بالبدر . ويشبه ابن سيرين القلم في بعض الأحوال بالشفاء (المشرط) أو الإبرة، والمداد بما يُخرم به، كما في حالة الحجام الذي قلمه مشرطته ومداده دمه .

وأما من رأى أنه أصاب قلماً في منامه، فقد يصيب علماً يناسب ما كان يكتبه . وقد يؤول ذلك إلى دخول في كفالة وضمان . وحكي أن رجلاً رأى كأنه نال قلماً، فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علماً حسناً .

والسكين الذي يقطع به القلم، يدل على ابن رجل غني محسود . وقد يدل القلم على الحديد .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، يرمز القلم في المنام إلى العلم، والأمر، والنهي، والولد. ويرى النابلسي أن القلم قد يدل على الولاية.

ويشير المؤلف إلى أن من رأى بيده قلماً وكان والياً وأخذه من سلطان، فإنه ينال رفعة وأمراً نافذاً. وإن كان معزولاً، تولى ملكاً يحكم فيه. أما القلم مع الدواة، فيدل على ولد ذكر لمن لها حامل.

ويوضح النابلسي أن القلم قد يدل على اليمين التي يقسم بها الرائي بيده، مستشهداً بقوله تعالى: "ن والقلم". وإذا رأى الكاتب أن حادثاً أصاب قلمه، فتأويل ذلك يتعلق بمعيشته وحرفته. أما إذا رأى أنه يمد قلمه في دواة، فإنه يأتي الفاحشة.

ويفيد المؤلف بأن القلم يرمز إلى ما يُذكر الإنسان به، وإلى الأحكام التي تنفذ بسببه، كالسلطان والعالم والحاكم، ويشبهه باللسان والسيف. وقد يدل القلم على الذكر، ويكون المداد بمثابة نطفته وما يكتبه منكوحه.

كما يذهب النابلسي إلى أن القلم قد يدل على السكة (وسيلة الحرث) والأصابع، ويكون مداده بمنزلة البذر. ويرى أن القلم يدل على السخاء والكرم، وقد يشير إلى الإنسان وصاحب سر. وقد يدل أيضاً على الظفر بالأعداء.

وفي رؤيا قلم القدرة، يوضح النابلسي أنه يدل على يمين يحلفها الرائي لغيره؛ فإن رآه في صفة كاملة كانت يمينه بارة، وإن رآه ناقصاً دل على أن اليمين فاجرة. وربما دلت رؤيته على العلم والحفظ والصناعة الجليلة، أو على العمر الطويل والرزق.

ويضيف ابن النابلسي أن القلم قد يدل على رجل يدخل في كفالة. فإن لم يدخل في كفالة، فهو يتزوج امرأة حسنة الدين حرة كريمة. وقيل إن القلم ولد كاتب. ومن رأى أنه أصاب قلماً، فقد أصاب علماً، وإن كتب به، كان القلم في معنى العلوم المكتوبة.

وقد ربط النابلسي القلم بأدوات حرفة أخرى، حيث شبهه بالمثقب والإبرة، والمداد بما يُخيط به، وللحجام مشراطه ومداده دمه، وللحراث القلم بالسكة والمداد بالبذر.

وبيّن المؤلف أن رؤية الأقلام بصيغة الجمع تدل على الكفالة لمن رآها. ورؤية بيده قلماً وإلى جانبه قلم، تدل على أخ يجتمع به، أو أن الأم الحامل ستضع ابناً.

ومن جهة أخرى، أوضح النابلسي أن الكتابة بأقلام غريبة كالعبراني والسرياني والهندي تدل على دنانير غريبة، أو أزواج وجوارٍ وعبيد، أو ألفة مع الغرباء. والكتابة بقلم حديد تدل على القوة والرزق والثبات. وأما القلم الفضي، فإن كان معتاداً أو ملتوياً دل على توسط الأحوال، وإن كان مستقيماً حسناً دل على منصب جليل أو علم وعمل.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر، لا أستطيع إعطاء تعبيرٍ محدّد من كلمة واحدة فقط. لكن على وجه العموم: يدلّ القلم في الرؤى على العلم والجاه والولاية، وقد يُشار به إلى اللسان والحُجّة أو إلى ولدٍ ذكر، ويتقوّى معنى البشارة إذا اقترن بالكتابة الحسنة أو أُخذ من ذي سلطان، بينما قد يحمل التحذير إذا اقترن بفعلٍ منكر أو عطبٍ في القلم. إن أردتَ تعبيرًا دقيقًا، فاذكر تفاصيل رؤياك: حالك، ماذا فعلت بالقلم، لونه، ومع من كنت.

تحليل الرموز والمعاني المحتملة:

  • القلم: من أشهر دلائل العلم والأمر والنهي والولاية، وقيِّمُ كل شيء. وقد يُنسب إلى اللسان أو السيف لقوة أثره، وإلى الولد الذكر خاصةً للكاتب. كما أن اجتماع الأقلام يدل على الكفالة، وأخذ القلم من سلطان يدل على رفعةٍ وأمرٍ نافذ. ومن رأى أنه أصاب قلمًا فقد يُصيب علمًا، والكتابة به تُجري الدلالة على نوع ذلك العلم. هذا كله ورد منصوصًا عند ابن سيرين والنابلسي؛ فقد قال ابن سيرين: القلم يدل على ما يُذكر به الإنسان وتنفذ الأحكام بسببه، كالسلطان والعالم والحاكم، وربما دلّ على الذكر والمداد نطفته، والسِّكّين التي يُقطع بها القلم ابنٌ كَيِّس محسود، وأن إصابة القلم إصابةُ علم، ويُذكر فيه قوله تعالى: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، فحُملت الأقلام على معنى الكفالة أيضًا. وقال النابلسي: القلم هو العلم والأمر والنهي والوالي، والقلم ولاية، ومن رأى بيده قلمًا وأخذه من سلطان نال رفعة وأمرًا نافذًا، ومع المحبرة يدل على ولدٍ ذكر، والأقلام كفالة لمن رآها، والقلم قد يدل على يمينٍ يُقسِمها الرائي لقوله تعالى: ن والقلم وما يسطرون.
  • المداد/الحبر: عند ابن سيرين المداد نُطفة القلم، وقد يُفهم منه المال أو النفع أو الهمّ للرائية إذا سوّد وجهها أو ثوبها، والمداد سؤدد ورفعة ومديدُ أثرٍ، والكتابة قوة، كما قرر النابلسي أن المداد كرامة في مدد ورفعة. الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
  • القرآن: أقسم الله بالقلم تعظيمًا لشأنه في باب العلم والتدوين: ن والقلم وما يسطرون، فيُستأنس به على أن القلم رمز العلم والحُجّة والبيان. وذُكرت الأقلام في قصة كفالة مريم: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم، فحملت الأقلام على معنى الكفالة والاختيار والقدر الجاري بالقضاء.
  • السنة وقواعد التعبير: الرؤيا الصالحة بشارة أو إنذار ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، ويمتاز الصحيح منها بوضوح المعنى، وهذا أصل عامّ قرّره أهل العلم في مقدمات كتب التعبير، ومنها ما نقله ابن سيرين في التنبيه على أن الرؤيا حقّ وأن المكروه منها يُستحب كتمانه ولا يضر صاحبه إذا استعاذ وتفل عن يساره. تفسير نفسي وحياتي ممكن:
  • القلم قد يظهر رمزًا لحاجة الرائي إلى التعبير عن ذاته أو تثبيت موقفٍ بالحُجّة والبيان، أو توقيعه لالتزامٍ جديد (كعملٍ أو دراسةٍ أو عقدٍ).
  • إن كان الرائي طالب علم أو صاحب مهنة كتابية، فتقوية دلالة القلم على التحصيل والترقّي المهني واضحة؛ القلم في يد الكاتب أمانٌ من الفقر بحرفته، واستكمال أدوات الكتابة رياسةٌ يتفوّق بها على أقرانه، كما ورد عند ابن سيرين.
  • اقتران القلم بالمحبرة قد يشير أسريًا إلى ولدٍ ذكر أو إلى مشروعٍ خصبٍ يحتاج إلى تغذيةٍ مستمرة (مداد)، بينما تعطل القلم أو كسره قد يعكس تعثّرًا في التواصل أو توقفًا في مشروع معرفي أو وظيفي يستدعي المراجعة، وقد نبّه النابلسي إلى أن ما يعرض لقلم الكاتب يؤوَّل على معيشته وحرفته. نصيحتي:
  • إن كانت لك رؤيا محدّدة بالقلم، فاذكر: ماذا فعلت بالقلم؟ أأخذته من شخص ذي سلطة؟ أكان معه دواة؟ أكتبت به وعلى ماذا؟ ما لونه وحاله؟ فبمثل هذه القرائن يُحرَّر التعبير على وجهٍ أدق، مع تقديم وجه الخير ما أمكن كما هي أصول هذا الفن.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 234. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 233-234. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 234. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 235-236. ISBN: 9789953724072.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.