تفسير العس في المنام: دلالات اللبن والعسل والعسس لابن سيرين

ما معنى العس في المنام؟ دلالات الوعاء وما يحويه من لبن أو عسل على الرزق والفطرة والشفاء، وتنبيه العسس لترك العشاء، مع أبرز أقوال ابن سيرين.

فريق مفاتيح المنام
5 دقيقة
العستفسير الأحلامالعسل في المناماللبن في المنامابن سيرين
تفسير العس في المنام: دلالات اللبن والعسل والعسس لابن سيرين

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية "عس" وهو وعاء يشبه الإبريق أو الجرة، تحمل تفسيرات تتعلق بما بداخله. يوضح ابن سيرين أن اللبن الذي يملأ هذا الوعاء في المنام يمثل الفطرة . ويذهب إلى أن ما صُبّ في "العس" وكان يسعه، يدل على ما دخل في هذه الفطرة . كما يبين أن أكل رغوة اللبن يرتبط بتفسير قوله تعالى: ﴾فأما الزبد فيذهب جفاء﴿ . ويشير محمد بن سيرين إلى جانب آخر من الرؤية مرتبط بالتحول، حيث يرمز تحول الرأس إلى رأس جمل في المنام إلى رجل عربي، وأن تناول لحمه يعني اغتيابه، بينما يمثل العسل في سياق الرؤية تزين الناس لكلامهم .

تفسير عبد الغني النابلسي

«وفقًا لـ عبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، لم يتم العثور على تفسير مباشر لمصطلح "العس" ضمن السياق المقدم. لقد تم إجراء البحث في النصوص المتاحة ولم يرد ذكر أو تأويل لهذا المصطلح تحديدًا.»

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل:

  • إن كان المقصود بالعَسّ الوعاء الذي يُجمع فيه اللبن أو العسل: فدلالته من جنس ما بداخله؛ فإن كان فيه لبن دلّ على رزقٍ طيب ونفعٍ ورفعة، وإن كان فيه عسل دلّ على رزق حلال وعلمٍ وحلاوة دين وشفاء، ويُنظر إلى مادة الوعاء وحاله لزيادة البيان؛ فالوعاء إذا كان من خزف ومعه لبن فذلك رزق وخير، أمّا إن كان من صفر ففيه نقصٌ أو خسران، والعسل في الرؤيا رزق وشفاء وحلاوة دين وقد يدل على علمٍ خالص من الشبهة ونفعٍ بعد كَدّ، وتذوّقه دالٌ على الأُلفة والمودّة.
  • أمّا إن كان المقصود بالعسّ العَسَس (حرس الليل): فظهورهم في المنام نذيرٌ من ترك صلاة العشاء، والنجاة منهم تُؤذن بتوبةٍ ورجوع.
  • وإن كان المقصود العَسِل/العَسَل نفسه: فحلاوةٌ في الدين والدنيا ورزق وقد يكون شفاءً من عِلّة.

التحليل وأسس الاستدلال:

  • تحديد الرموز:
    • العَسّ كوعاء: يدرج ضمن رمزية الأوعية في التعبير، إذ يدل الوعاء وما فيه على المعاني المتصلة بالرزق والعلم والولاية والبيت والقلب بحسب السياق. ورد عند النابلسي: إذا رأى الإنسان في منامه وعاء اللبن أو العسل دلّ على رجلٍ عالم أو صاحب مال كثير، وإن كان الوعاء من الفخار وفيه لبن فهو رزق وخير، وإن كان من الصفر دلّ على نقص وخسران.
    • العسل: النابلسي عدّه مالاً حلالاً، وربما كان غنيمة أو رزقاً مع شيء من التعب، وهو لأهل الدين حلاوةُ الدين وتلاوة القرآن، وقد يدل على الشفاء، وعلى علمٍ خالص من البدعة بعد تصفيته، وتذوّقه دالّ على أُلفةٍ ومودّة كما جاء في الحديث في تذوّق العسيلة بين الزوجين.
    • الأوعية عند ابن سيرين: يكثر تمثيلها بما يدل على الخادم أو المرأة أو الولد بحسب نوع الآنية واستعمالها؛ كالقنينة والبريق والكأس، وهي قرائن على أن الوعاء يحمل معنى “الحافظ والمحتوي” لما يُجعل فيه، وتُستنبط الدلالة من نوعه وما يحويه وحال الرائي.
    • العَسَس: ورد عند النابلسي أن مَن رأى أنه يهرب من العسس فأدركوه ثم نجا كان ذلك نذيراً بترك صلاة العتمة ثم يتوب، فالعسس نذير وتنبيه على التقصير في الليل والعبادة.
  • الربط بالموروث الشرعي:
    • ذِكر العسل في القرآن جاء مقروناً بالشفاء، وقد أشار النابلسي إلى كونه شفاء ونفعاً وحلاوة دين، وهو من باب الاستنباط الموافق لمعنى قوله تعالى في سورة النحل بشأن الشفاء بالعسل، فتقوى دلالته على الخير والشفاء والمنافع الدينية والدنيوية.
    • اللبن في الوعاء خُصّ بالرزق والخير على ما نقله النابلسي في باب الوعاء، فتظهر قرينة الطيب والفطرة بطريق المعنى العام للَّبن عند المعبّرين، مع مراعاة مادة الوعاء وحاله كما تقدم.
  • اعتبارات نفسية وحياتية:
    • الوعاء الممتلئ يدل على امتلاء القلب أو البيت أو اليد بالرزق أو العلم؛ وصفاؤه وطيب ما فيه يعكس صفاء المعاش والنية، وفساده أو كدورته يعكس تعباً ونقصاً.
    • العسل رمز للحلاوة والانسجام؛ ظهورُه قد يرتبط بحالةٍ من التعافي والرضا، وقد يدل على علاقةٍ زوجية طيبة أو سعيٍ لتحصيل علمٍ نافع إذا كان مُصفّى ونقياً.
    • رؤية العسس تنبيهٌ ضميريّ إلى neglected duty واجبٍ مهملٍ في الليل (كالعشاء)، ومع النجاة منهم إشارة إلى باب توبة مفتوح. تنبيه وطلب تفصيل: لضبط التأويل بدقة نحتاج تفاصيل الرؤيا: كيف كان شكل العَسّ؟ ممَّ كان مصنوعاً؟ ماذا كان فيه (لبن، عسل، ماء)؟ ما حال الرائي الديني والنفسي؟ ومتى رأى ذلك؟ هذه القرائن تُرجّح المعاني وفق القواعد المذكورة، مع تقديم وجه الخير ما أمكن، مع التذكير بأن المنام ليس حكماً شرعياً وإنما بشارة أو إنذار، والتعبير ظنّ واجتهاد.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 79. ISBN: 9789953724072.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.