الضحك في المنام: تفسير ابن سيرين والنابلسي ومعانيه
تعرّف على تفسير الضحك في المنام: التبسم بشارة وصلاح، والقهقهة قد تؤوَّل إلى حزن. آراء ابن سيرين والنابلسي، وبشارة بولد، ودلالة ضحك الميت والأرض.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الضحك تحمل عدة تأويلات.
يبين ابن سيرين أن التبسم يعد أمراً محموداً وصالحاً. وفي المقابل، يوضح أن تطور الضحك إلى قهقهة يصبح بكاءً وحزناً. ويشير محمد بن سيرين إلى أن البكاء بالعين قد يؤول إلى الضحك والفرح.
وينبه ابن سيرين إلى أن الضحك قد يدل على الحزن، مستشهداً في ذلك بقوله تعالى: "فليضحكوا قليلاً". وعلى النقيض، يفيد أن الضحك قد يكون بشارة بالخير، خصوصاً بولادة غلام، استناداً إلى قوله تعالى: "فضحكت فبشرناها بإسحق".
ويرى ابن سيرين أن رؤية الميت مقبلاً على الرائي وهو يضحك له، تعني أن عمل الميت في وصيته قد شُكر، أو أن أهله قد وصلوا إليه بدعائهم، أو أنها بشارة بحسن حال الميت وطاعته لربه.
كما يذكر أن من أصبح "ضحكة" أي موضع سخرية، فإن أمره يتعسر ويُستهان به.
ثم يوضح ابن سيرين في سياق أدبي أن الشعراء شبّهوا الضحك بالبرق لسرعته وظهوره، والبكاء بالمطر.
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الضحك في المنام يدل على الفرح والسرور إذا لم يكن مصحوبًا بقهقهة أو استلقاء على القفا؛ أما إذا كان كذلك، فهو دليل على البكاء . ويذهب النابلسي إلى أن الضحك بحد ذاته يمكن أن يدل على الحزن . كما يذكر أن رؤية الشخص لنفسه وهو يضحك تبشر بغلام . ويفيد أن الضحك يدل على الخفة والرعونة، وإذا صدر من ذوي الأقدار، فإنه يشير إلى عزلهم .
ويوضح النابلسي أن الضحك الناشئ عن المزاح يدل على عدم مروءة الممازح في اليقظة . وكذلك الضحك من المحاكاة، فإنه دليل على الوقوع في المحذور . أما إذا كان الضحك تبسمًا، فإنه يدل على الصلاح والسرور، وربما يكون ما رآه الرائي مطابقًا للواقع .
ومن تفسيرات النابلسي أيضًا، إذا رأى المرء أن الأرض تضحك، فهذا يدل على الخصب في ذلك المكان . وإذا رأى ميتًا ضاحكًا، فهو دليل على أنه منعم في الآخرة .
ويلفت النابلسي الانتباه إلى أن كلمة "ضحك" في اللغة قد تعني الحيض، ويذكر ذلك في سياق قصة امرأة يئست من المحيض وبشرت بإسحاق .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: الضحك في المنام إن كان تبسمًا هادئًا فهو على الأغلب بشارةٌ بسرور وصلاح وراحة، أما إن كان قهقهةً ورفعَ صوتٍ واستلقاءً فهو يُخشى أن يدلّ على حزنٍ أو بكاءٍ، ويُرجى أحيانًا أن يكون الضحك بشارةً بغلامٍ إذا وافقته القرائن، وتوضَّح الدلالة بحال الرائي وزمان الرؤيا وسياقها.
تحليل الرموز والأصول:
- الرمز الرئيس: الضحك.
- من الوحي:
- جاء في قصة سارة عليها السلام: “وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب”، فقرن الضحك بالبشارة بالولد، وهو أصل يُستأنس به في باب البِشرى إذا ساعدته القرائن.
- وجاء أيضًا في سياق التوبيخ للمنافقين: “فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيرًا جزاءً بما كانوا يكسبون”، فاستُعمل الضحك هنا في معنى يقلُّ ثم يعقبه بكاء وحزن، وهو أصل يُستأنس به في التحذير عند ظهور القهقهة والفُجاءة في الرؤيا.
- من أقوال المعبّرين:
- ابن سيرين: قرّر أن “الضحك حزن” مستدلًا بالآية، ومع ذلك ذكر أنه “بشارةٌ بغلام” مستأنسًا ببشارة سارة، وأن “التبسم محمود”؛ فاجتماع النصّين عنده يُرجّح النظر إلى نوع الضحك وقرائنه، خافتًا كان أم قهقهةً، وما يعقبه من شعور للرائي.
- النابلسي: فصّل فقال: الضحك إن خلا من القهقهة والاستلقاء على القفا دلّ على الفرح والسرور، وإن كان بقهقهةٍ واستلقاءٍ دلّ على البكاء، ومن رأى أنه يضحك فُسّر أحيانًا ببشارة بغلام، والتبسم صلاح، ورؤية الميت ضاحكًا نعيمٌ له، و”ضحك الأرض” خصبٌ للمكان. ونبّه أن الضحك الصادر من مزاحٍ يدل على قلة مروءة، وأن الضحك بالمحاكاة دليل على الوقوع في المحذور.
- من لسان العرب والعرف:
- جاء في كلام المعبّرين أن “الضحك” قد يأتي في اللسان بمعنى الحيض، واستشهدوا بالآية في قصة سارة، وبنوا عليه أن اليائسة من الحيض إذا رأت الحيض رُجي لها ولد؛ فهذا يشرح سرّ اقتران “ضحكت” بالبشارة في الآية ووجه دلالةٍ عند بعضهم في باب الولد إذا توافق السياق. التفسير وفق الأبعاد النفسية والحياتية:
- من الوحي:
- إن كان الحلم مجرد مقطعٍ ترى فيه نفسك تبتسم بهدوء مع شعورٍ بالطمأنينة، فالأقرب أنه بشارة بفرجٍ قريب أو صلاح حال وعافية نفس، وربما انكشاف أمرٍ طيب، فالتبسم محمود عند أهل التعبير، وتدعمه دلالة السرور الخالي من الإفراط.
- إن كان الحلم قهقهةً ورفعة صوتٍ واستلقاءً، فقد يرمز لتفريغ توتّرٍ مكبوت في النفس وينقلب تأويلًا إلى حزنٍ أو بكاءٍ في الواقع، أو تحذيرٍ من تهاونٍ أو خفةٍ في موقفٍ تحتاج فيه إلى رزانة، كما قرره النابلسي في التفريق بين الضحك الهادئ والقهقهة ، وكما استُأنس بالآية التي عقبها “وليَبكوا كثيرًا”.
- إن رأيت ميتًا يضحك لك، فالغالب أنها أمارةٌ على نعيمه وحسن حاله، وفيها تسليةٌ للرائي إن كان مهمومًا بأمره.
- إن اقترن الضحك برمز الولد أو حملٍ أو بشارةٍ من كبيرٍ أو مَلَكٍ في الحلم، قويت دلالة البِشرى بولدٍ، وهي وجه معتبر عند ابن سيرين والنابلسي مع القرائن المناسبة.
- نفسيًا: الضحك في الأحلام قد يكون حديث نفس إذا سبق النوم سمرٌ وضحكٌ أو مشاهدة مقاطع مرِحة؛ حينها يغلب عليه طابع التفريغ الانفعالي لا الرؤيا الدالّة. أما إذا وقع الضحك في سياقٍ واضحٍ موجزٍ ورسخَ في القلب فتميل الدلالة إلى كونه رؤيا تُؤول على ما سبق من قواعد.
تنبيه وطلب مزيد بيان: أعتذر لعدم كفاية التفاصيل لتعبيرٍ دقيقٍ يخصك؛ إن رغبت بتعبيرٍ أخصّ، فاذكر:
- نوع الضحك: تبسم أم قهقهة ورفع صوت؟
- مع من كان الضحك؟ وحدك أم مع جماعة أم مع ميت؟
- شعورك بعد الاستيقاظ: انشراح أم غم؟
- حالتك الشخصية: أعزب/متزوج، حامل/غير حامل، وجود هموم راهنة. بهذه القرائن نقيد المعنى ونرجّح الوجه الأنسب، مع تذكيرٍ بأن الرؤيا حق وبشارة أو إنذار، ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، والتعبير اجتهادٌ وظن، والصواب من الله.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 284-285. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 79-80. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 793-794.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 297-299.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
