الريق في المنام: معناه ودلالاته عند ابن سيرين والنابلسي
تعرّف على تفسير الريق في المنام: دلالاته على المال والقوة والكلام، ومعاني الجفاف وكثرة اللعاب واختلاف المواضع، وفق أقوال ابن سيرين والنابلسي.
تفسير محمد بن سيرين
لم نجد تفسيراً مباشراً لمفردة "الريق" ضمن السياق المقدم من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين.
تفسير عبد الغني النابلسي
لم يرد ذكر لكلمة "الريق" بتفسير محدد في المصادر المقدمة من كتاب "تعطير الأنام في تفسير الأحلام" لعبد الغني النابلسي.
ومع ذلك، فقد ورد تفسير لكلمات مشابهة مثل "ري" و"ريان":
- فـ الري في المنام، بعد العطش، يدل على اليسر بعد العسر، وقضاء الحاجة، والغنى بعد الفقر، أو التوبة، وشفاء العليل، وإدراك ما فاته من علم، وهو صلاح في الدين .
- وأما من رأى أنه ريان من الماء، فإنه يدل على صحة دينه واستقامته .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: الريق واللعاب في المنام يُؤوَّلان غالباً على المال والقوة والقدرة على التصرف والكلام؛ فجفاف الريق يُومئ إلى فقرٍ أو عجزٍ عن بلوغ المقصود، وكثرة اللعاب أو تغيُّره قد تدل على همٍّ أو سوء مزاج، أمّا خروج الماء الكثير من الفم فيبشّر بسعةٍ في العيش أو علمٍ ينشره الرائي بين الناس. وأفعال البصاق تختلف باختلاف محلّه: فالبصاق على حائط نفقةٌ في جهادٍ أو تجارة، وعلى الأرض شراءُ أرضٍ أو ضيعة، وعلى شجرة نكثُ عهد، وعلى وجه إنسان قولٌ لا يحلّ، والحرّ منه طولُ عمرٍ، والبارد نذيرُ موت. هذه دلالات عامة تتقوّى وتضعف بحسب حال الرائي وتفاصيل رؤياه. التحليل وخطوات الاستدلال:
- الرموز والعناصر:
- الريق/اللعاب: نصّ ابن سيرين على أن البصاق مالُ الرجل وقدرته، وأن جريان اللعاب مالٌ يناله ثم يذهب، وخروج الماء الكثير من الفم سعةٌ في العيش، وجفاف الريق فقرٌ، وإن سال اللعاب أمام شاب انكشف سرّ الرائي له؛ كما أن البصاق على إنسانٍ قذفٌ وكلامٌ محرّم، وعلى الحائط نفقةٌ في جهادٍ أو تجارة، وعلى الأرض شراءُ أرضٍ، وعلى الشجرة نكثُ عهد، والحارُّ منه طولُ عمرٍ والباردُ دليلُ موت.
- عند النابلسي: البصاق يدل على قوة الرجل، وجفاف الريق عجزٌ وقلّة كلامٍ وفقر، والبصاق قد يدل على العلم أو الكلام أو المال والصحة أو السقم، وتغيّره يدل على سوء مزاج، وكثرته همٌّ ونكدٌ، وخروج الزبد والرغوة كلامٌ باطل، وتفصيل المحلّ كحال ابن سيرين (حائط/أرض/شجرة/وجه) ثابت عنده أيضاً.
- الإسناد الثقافي والشرعي:
- لم يرد نصّ قرآني أو حديثٌ صحيحٌ مخصوصٌ برمز الريق في الرؤى، لذا نعتمد أقوال المعبّرين المعتبرين كابن سيرين والنابلسي في باب الرموز كما تقدّم.
- البعد النفسي والحياتي:
- الريق رمزٌ للموارد الداخلية: القوة، الطاقة، والقدرة على التعبير. الجفاف في المنام قد يعكس ضغطاً نفسياً أو قلقاً أو شعوراً بنضوب الموارد، بينما السيلان الغزير قد يشير إلى اندفاعٍ في الكلام أو العطاء، فإن صحبه دمٌ أو زبدٌ دلّ على شائبةٍ في القول أو نيّةٍ غير مستقيمة (كذبٌ أو بهتان) كما نصّ المعبرون. تنبيهات عملية لتمام التأويل:
- تتبدّل الدلالة بحسب التفاصيل:
- اللون أو وجود دم/زبد.
- حرارة البصاق (حار/بارد).
- الجهة/المحل: على حائط، أرض، شجرة، شخص.
- الكثرة والقِلّة، وهل أصاب شيئاً من الجسد أو الناس.
- حال الرائي: دينه، ضيقه أو سعته، شغله بالكلام/العلم/التجارة.
- فإن عادت رؤاك إلى البصاق على أشخاص أو كان فيه دمٌ أو زبد، فهي نصيحةٌ بكفّ اللسان ومراجعة القول؛ وإن كان خروج ماءٍ صافٍ كثير من الفم بلا أذى فهو أمارة سعةٍ أو علمٍ ينتشر بإذن الله.
- الأصل تقديم وجه الخير واجتناب القطع؛ والرؤيا حقّ لكنها لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، والتوقيت إلى الله، وتصحّح بقرائن تكرارها وحال الرائي.
إن رغبت بتعبيرٍ أدقّ، فالرجاء ذكر: حالك الاجتماعي والمهني، ومكان البصاق أو الريق وهيئته، وهل كان معه دم/زبد، وهل شعرت بالراحة أو النفور، وزمان الرؤيا. بهذه القرائن يترجّح الوجه الأنسب في تأويل رؤياك بإذن الله.
المراجع
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 472-474.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
