تفسير الخان في المنام: السفر والدنيا عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الخان في المنام تحمل دلالات متعددة.

يشير ابن سيرين إلى أن الخان، وهو فندق الرجل، يدل على ما تدل عليه داره من جسمه، واسمه، ومجده، وذكره، وحمامه، وفرنه، ومجلس قضائه؛ فما جرى عليه عاد على الرائي .

كما يوضح المؤلف أن الخان المجهول منه يدل على السفر، لأنه منزل المسافرين. وربما دل على دار الدنيا، فهي دار سفر يرحل منها قوم وينزل فيها آخرون .

ثم يضيف موضحاً أنه من رأى كأنه دخل في فندق مجهول، فإن ذلك يعني أنه سيموت إن كان مريضًا، أو سيسافر إن كان صحيحًا، أو سينتقل من مكان إلى آخر .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن لرؤية "الخان" دلالات متعددة.

يوضح النابلسي أن الخان المعد للأجرة يدل على نكاح المتعة، أو على كل ما يمكن تأجيره كبيت، دابة، مركب، أرض، أو ملبس . ويشير المؤلف إلى أن الخان المجهول قد يدل على السفر لأنه منزل المسافرين، أو قد يرمز إلى الدنيا كدار عبور . كما يفسر النابلسي الخان بشكل عام بأنه يدل على دار الرجل، جسمه، اسمه، مجده، حمامه، فرنه، أو مجلس قضائه، وما يحدث له يعود على الرائي .

أما خانات السبيل، فيبين النابلسي أنها قد تدل على الموت لمن كان مريضًا . ويذكر أن رؤيتها قد تشير إلى زوال الهم، الاستقرار بعد الوحدة بزوجة أو أمة أو دابة، أو العثور على شيء يعين على السعي . ويضيف أن رؤيتها للمتزوج قد تعني رزق ولد يعينه في صناعته وينال من راحته، وللعاصي تدل على التوبة، وللضال تدل على الاهتداء واستيفاء الإيمان .

وفي سياق متصل، يفيد النابلسي أن رؤية "خاني" تدل على نقض العهد والخيانة . وقد تشير هذه الرؤية إلى موت المريض لكونها دار الغربة، وترمز أيضاً إلى الراحة بعد التعب والأنس بعد الوحشة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الخان (الفندق/الوكالة/الخان) في المنام تغلب على دلالتها معاني السفر والتنقّل ودار الدنيا، إذ هو منزل المسافرين، وتختلف باختلاف حال الرائي وهيئة الخان: فقد تشير للمريض إذا نزل خان السبيل إلى دنو الأجل، وللعاصي إلى التوبة والاهتداء، وللمتزوّج إلى ولدٍ يعينه، وقد تدل أحياناً على زواجٍ مؤقّت أو على ما يُستأجر من بيتٍ أو مركب ونحوه. ويُنظر في ذلك كلّه إلى نظافة المكان وكونه معروفاً أو مجهولاً، وإلى شعور الرائي ورفقته فيه. التحليل والدلالة:

• الرموز والعناصر:
  • الخان أو الفندق: منزل المسافرين وموضع نزول الغرباء؛ وقد يُسمّى فندقاً، ويدل على ما تدلّ عليه دار الرجل من حاله وذكره وما يجري عليه، كما قد يرمز لدار الدنيا لأنها دار سفر وعروج ونزول.
  • خانات السبيل: النزول فيها للمريض علامة على الموت، ولغيره قد تكون زوال همّ بزوجة أو أَمَة أو دابة يركبها، وللعاصي توبة وللضالّ هداية، وللمتزوّج ولد يعينه في صنعته.
  • معنى الإجارة في الخان: قد يدل على زواج المتعة أو على كل ما يؤجَّر من بيت أو دابة أو مركب أو أرض أو ملبس.
  • الدخول من فندق إلى فندق: من خرج راكباً وهو مريض خرج محمولاً؛ ومن رأى رفاقاً ينزلون بفندق مجهول صار ذا رأي بين الناس، وفي الجملة هو انتقال وتحوّل في الحال أو الدار.
  • تنبيه لغوي: ورد عند النابلسي أيضاً “الخاني”: وهو غير “الخان”، ويفيد نقض العهد والخيانة، وقد يدلّ للمريض على الموت، كما يدلّ على الراحة بعد التعب والأنس بعد الوحشة؛ فلو سُمِع الاسم صراحة في المنام اختلف الحكم تبعاً له.
• الربط بالموروث العربي والإسلامي:
  • صورة الخان في الثقافة العربية والإسلامية مقرونة بالسفر والارتحال وحركات القوافل، لذا غلبت فيه دلالة “الدار العارضة” و”منزل العابرين”، ومن هنا جاء حمله على دار الدنيا التي يمرّ بها الناس نزولاً وارتحالاً.
  • كما أن ربط النزول بخان السبيل بحال المريض في تفسير الأوّلين يلحظ معنى “الانتقال” النهائي من دارٍ إلى دار، وهو من سنن معانيهم في التعبير عن الموت والآخرة بلطف الرمز.
• التأويل النفسي والحياتي المحتمل:
  • إذا كان الرائي في واقعٍ يتهيّأ فيه لتغيير عمل أو سكن، فرؤية الخان قد تعكس حاجته النفسية لمحطّة انتقال آمنة، وتجهيزه الذهني للتبدّل أو السفر.
  • الخان المجهول أو المظلم قد يرمز لشعور بالغربة أو قلق من مستقبلٍ غير واضح؛ أمّا الخان الواسع النظيف ففيه إشارة لفرصة راحةٍ مؤقّتة، أو سندٍ يعينه على مواصلة الطريق.
  • نزول المريض بخان السبيل في المنام يلفت الانتباه إلى ضرورة العناية بالصحة واتخاذ الأسباب، مع التذكير بأن التعبير ظنّ واجتهاد، وليس حكماً قاطعاً على الآجال.
  • ظهور معنى “الإجارة” أو “زواج المتعة” في الرمز قد يلمّح لعلاقةٍ عابرة أو منفعةٍ مؤقّتة يطلبها الرائي أو تعرض عليه، فليتحرَّ الحلال ومقاصد الشرع فيما يُقدِم عليه. نصائح لاستكمال المعنى بدقّة:
• صف هيئة الخان: معروف أم مجهول؟ نظيف أم كريه؟ واسع أم ضيّق؟
• حالك في المنام: مريض أم صحيح؟ منفرد أم مع رفقة؟ داخل أم خارج؟ أراكب أم ماشٍ؟
• شعورك أثناء الرؤية: طمأنينة أم قلق؟ أنس أم وحشة؟ هذه القرائن تغيّر وجه التأويل وتعين على الترجيح بين الدلالات المتعدّدة التي ذكرها أهل التعبير كالنابلسي في مواضع “الخان/الفندق/خانات السبيل/الخاني”.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 188-189. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 367.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.