التخنث في المنام: تفسير ودلالات ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، لم يرد تفسير مباشر لمصطلح "التخنث" بحد ذاته. ومع ذلك، فقد أورد تفسيرات لرؤى قد تتضمن دلالات مرتبطة بخلط الصفات الجنسية أو تبادل الأدوار بين الجنسين، وذلك على النحو التالي:

يفيد ابن سيرين أن الرجل إذا رأى في ثدييه لبناً، فإن كان أعزباً دلت رؤياه على زواجه وإنجابه. وإن كان فقيراً، فهي بشارة بيساره وغناه. وإن كان شاباً، فهي دلالة على طول عمره .

ويذهب محمد بن سيرين إلى أن لحية المرأة في المنام قد تدل على أنها لا تُهدى أبداً، أو قد تشير إلى مرضها. وقيل إن تأويلها هو زيادة في مال زوجها وابنها وشرف ولدها. وإن كانت المرأة متزوجة، دلت على غيبة زوجها. وإن كانت حبلى ورأت ذلك، فإنها تلد ابناً ويتم أمره .

ويوضح ابن سيرين أن الرجل إذا رأى له سوأة (عورة) كسوأة المرأة، فإن ذلك يصيبه ذل وخضوع .

ويشير محمد بن سيرين إلى أنه إن استحال فرج المرأة ذكراً، دل ذلك على بذاءة لسانها وتسلطها على زوجها بالكلم .

كما يذكر ابن سيرين أن من رأى أنه آدر (ضعيف الذكورة)، فإنه يصيب مالاً لا يأمن عليه أعداءه .

وفي سياق تفسير الرموز، يذكر محمد بن سيرين أن "المخنقة للرجال خناق" .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "خنثى مشكل" في المنام تدل على ذي الوجهين، أو على الراحة بمشاركته بعلمه أو كرهًا، أو إتيانه الشبهات . وإن رأى الرجل أن له فرجًا مع ذكره، فذلك على ما ذُكر . أما إذا رأى الشخص الخنثى أن له ذكراً بغير فرج، فإن ذلك يدل على توبته عما هو مرتكب، وإقلاعه وتوجهه إلى حالة واحدة، وإن كان مزوجًا فقد يفارق زوجته أو بعض أسبابه أو والدته .

وأفاد النابلسي أن الرجل إذا رأى أن له فرجًا كفرج المرأة، أصابه ذل وخضوع وبلاء، إلا أن يرى أنه عاد إلى حاله. وإن كان في خصام، فعليه أن يصالح خصمه فإن الحجة عليه، وإن صالح ظفر بحاجته .

وفي تفسير للمرأة التي ترى فيها صفات الذكورة، يوضح المؤلف أنه إذا رأت المرأة أن لها ذكراً أو لحية، فإن كان لها ولد غائب اتصلت به، وإن كانت حاملاً أتت بغلام . وإن لم تكن حاملاً، فإنها لا تلد ولداً أبداً، أو أن الولد يموت قبل بلوغه . وقد ينصرف التأويل إلى قيمتها أو مالكها، ويكون له ذكر وشرف في الناس بقدر عظم الذكر . وتشير رؤية الذكر للمرأة أيضًا إلى أنها مساحقة تعلو بالرجال، وإن كانت بلا زوج تزوجت، وإن كانت ذات زوج طلقت . كما يمكن أن يدل الذكر للمرأة أو لحيتها على زيادة وقوة لمن يقوم بأمرها . وإذا رأت المرأة أنها رجل تجامع النساء، فإن تأويل ذلك لقيمتها وأنها ستصيب في الناس شرفاً وذكرًا .

وبين النابلسي أن المرأة إذا لبست لباس الرجال، فإنها تكون سليطة على زوجها إذا كلمها، وتقول له ما يقول . ورؤية مس الذكر في المنام تدل على الفرح والسرور .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية التخنث في المنام تُعدّ في الجملة نذيراً بالانزعاج والقلق؛ فمن رأى نفسه قد أصبح مخنثاً أصابه هول وخوف وحزن، وقد تدل رؤية الخنثى على شخصٍ ذو وجهين أو الوقوع في الشبهات، وربما أشارت لبعض المفارقات في العلاقات إذا كان الرائي متزوّجاً. كما أن تحوّل أعضاء الذكورة والأنوثة في الرؤيا يحمل دلالات على الذلّ أو العجز بعد قوة، وكل ذلك يُحمَل على التحذير والتنبّه في الواقع، مع تقديم وجوه الخير ما أمكن. تحليل الرموز والعناصر:

• الرمز الرئيس: التخنث/الخنثى.
  • عند أهل التعبير: نصّ عبد الغني النابلسي أن “من رأى في منامه أنه أصبح مخنثاً، فيصيبه هول وخوف وحزن”؛ كما ذكر أن رؤية “الخنثى” تدل على ذي الوجهين، وقد تُفهم على التباس الحال والدخول في الشبهات، وإن كان متزوّجاً فقد يفارق زوجته أو بعض أسبابه بحسب السياق.
  • التحوّل الجسدي بين صفات الذكورة والأنوثة:
    • من رأى للرجل سوأة كفرج المرأة أصابه ذل وخضوع، ومن رأى أن ذكره استحال فرجاً عجز بعد قوة؛ وهذه دلالات ابن سيرين في موضع تبدّل الأعضاء الجنسية في المنام.
  • رموز ثانوية قد ترد في السياق: جاء عند ابن سيرين أن الرصاص يُعبَّر عنه بولدٍ مخنّث؛ فيُستأنس بهذا إن اجتمع مع قرائن تقوّيه في الرؤيا. الربط بالموروث العربي والإسلامي:
• تُقدَّم وجوه الخير ما أمكن، وتُعتبر القرائن الغالبة ويُحترز من القطع بغير بيّنة. والمنام لا يُبنى عليه حكم شرعي، وإنما هو بشارة أو نذارة، ويُرجَّح التأويل الأقرب لحال الرائي وبيئته كما تقرّر عند أهل التعبير.

التفسير النفسي والحياتي المحتمل:

• قد يرمز التخنث في المنام إلى:
  • اضطراب في الأدوار أو الهوية الاجتماعية لدى الرائي، أو شعوره بالتهديد لمكانته أو سلطته (عجز بعد قوة) وهو ما توافقه دلالة انقلاب الذكر إلى فرج عند ابن سيرين على العجز والذلة.
  • ازدواجية في الموقف أو مسايرة لطرفين متعارضين (ذو وجهين) كما أشار النابلسي في معنى الخنثى، بما ينذر بوقوعٍ في الشبهات أو مواقف ملتبسة تستدعي الحذر والوضوح.
  • قلق داخلي وخشية من نظرة المجتمع أو الأسرة، وهو ما يناسب ما ذكره النابلسي من الهول والخوف والحزن عند رؤية التخنث. نصيحة عملية:
• إن صحّ أن رؤياك كانت على صورة التخنث أو رؤية خنثى بلا قرائن أخرى، فهي أقرب إلى إنذارٍ بالتنزّه عن الشبهات، وترتيب الأولويات، وطلب السداد من الله. أحسنْ الظنّ بربك، واستكثر من الدعاء والعمل الصالح، وتجنّب مواضع الالتباس الاجتماعي والمهني.
• لتحرير تأويلٍ أدق: أحتاج تفاصيل كجنس الرائي، حالته الاجتماعية، وصف ما رأى بدقة (هل تبدّلت الأعضاء؟ هل كان الرائي شاهداً أم فاعلاً؟ ما الشعور المصاحب؟ هل تكرّرت الرؤيا؟ وزمانها). فهذه القرائن تغيّر وجه التأويل كثيراً.

تنبيه:

• إن كانت التفاصيل غير واضحة أو كانت الرؤيا مما يكدّر خاطر الرائي بلا قرائن، فالأولى عدم البناء عليها، والاشتغال بما ينفع، فالتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 72. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 69. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 75. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 389-390.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 142-144.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 454-455.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 454-455.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.