تفسير التثاؤب في المنام: دلالاته بين الغفلة والمرض

تعرف على تفسير التثاؤب في المنام: عند ابن سيرين يدل على المرض، وعند النابلسي يرمز للغفلة والفسق وكشف الحال، وقد يشير لمرض عارض يُرجى شفاؤه.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
التثاؤبتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيالصلاة في المنام
تفسير التثاؤب في المنام: دلالاته بين الغفلة والمرض

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن التثاؤب في المنام يدل على المرض.

تفسير عبد الغني النابلسي

لم يذكر المؤلف عبد الغني النابلسي تفسيراً مباشراً لمصطلح "التثاؤب" في كتاب "تعطير الأنام في تفسير الأحلام" ضمن النصوص المقدمة.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: التثاؤب في المنام يُرجَّح أن يدل على غفلةٍ وتكاسلٍ عن الطاعة، وهو من الأعمال التي يرضاها الشيطان، وقد يحمل دلالة مرضٍ عارضٍ يُرجى برؤه، أو كشفِ حالٍ للرائي وافتضاح أسراره. وتختلف القوة في هذه الدلالات باختلاف حال الرائي وموضع التثاؤب في الحلم؛ فإن وقع أثناء الصلاة كان التحذير أشد لمعنى الغفلة ووجوب كظم التثاؤب فيها.

التحليل والدلالة خطوةً خطوة:

  • الرموز والعناصر الرئيسة:

    • التثاؤب: نصّ أهل التعبير على أنه فسق وعمل يرضى به الشيطان، ويومئ إلى التكاسل عن الصلاة، وقد يدل على كشف حال الإنسان ومرضٍ يُشفى منه صاحبُه بإذن الله. وهذا منصوص عند عبد الغني النابلسي في باب “التثاؤب” حيث قال: هو في المنام فسق، وعمل يرضى به الشيطان، مثل النواح والتكاسل عن الصلاة… وربما دلّ على كشف حال الإنسان، وقد يكون مرضاً يشفى منه صاحبه، وذكر أن الإنسان مأمور بالكظم إذا كان في الصلاة احترازاً من الشيطان.
    • الغفلة والنوم الثقيل: تقوّي معنى الغفلة دلالة “غطيط النائم” في التأويل، إذ فيه إشارة إلى الغفلة واستغراقٍ يعرّض صاحبه لِما يكره، وهو قريب المعنى من حال التثاؤب وثقله على المرء.
  • الربط بالمصادر الشرعية والثقافية:

    • ما قرّره النابلسي متسقٌ مع ما ورد في السنة من كراهة التثاؤب ونسبته إلى الشيطان، لذا شدّد على كظمه خصوصاً في الصلاة، وهو توجيه أدبي شرعي له أثره في باب التعبير.
    • لا نصّ قرآني خاص بالتثاؤب، فيُكتفى هنا بقاعدة اعتبار السنة ولسان العرب وعرف المعبّرين، كما هو مسلك أهل التعبير.
  • التأويل النفسي والحياتي الممكن:

    • من جهة النفس والجسد: قد يعكس التثاؤب في الرؤيا إرهاقاً بدنياً، نقص نوم، توتراً، أو آثار أدوية مهدئة؛ فتكون الرؤيا من حديث النفس، خاصةً إن تزامنت مع كثرة التثاؤب في اليقظة.
    • من جهة السلوك والدين: يدل على تفريط أو فتور في العبادة، خصوصاً إن اقترن بترك الصلاة أو وقوعه أثناء الصلاة في المنام، وفيه تحذير من الغفلة وطلب مزيد من الاستعانة بالله على النشاط والطاعة.
    • من جهة العلاقات والستر: “كشف الحال” قد يعبّر عن إفشاء سر، أو انكشاف أمرٍ كان الرائي يحب ستره، فيستحب التحفّظ وعدم بثّ الشكوى لكل أحد حتى تنجلي أموره.
    • من جهة العارض الصحي: إذا كان الرائي مريضاً فقد يحمل بشارةَ زوالِ العارض وشفائه، إذ نصّ nabulsi على احتمال المرض الذي يُرجى شفاؤه.
  • تفصيلات تُرجّح المعنى بحسب الحال:

    • التثاؤب أثناء الصلاة: تحذير من غفلة في العبادة، ومعناه أقوى في التنبيه إلى لزوم الخشوع والكظم والذكر.
    • رؤية جماعة يتثاءبون: تغلب رمز الغفلة العامة، وقد تحمل معنى صحبةٍ تُورث كَسَلاً في الطاعة.
    • ستر الفم في الحلم عند التثاؤب: يدل على مقاومة الغفلة وحفظ الستر، وهو أولى بالاعتبار.
    • تكرار الرؤيا: يشتدّ التحذير بتكراره وفق قاعدة أن التكرار يقوّي الدلالة.
  • نصائح عملية:

    • إن كان في اليقظة فتور أو سهر، فاضبط مواعيد النوم واحرص على تجديد نشاطك.
    • إن كان في الدين فتور، فجدد النية، وأكثِر من الأذكار، واحرص على الصلاة في أوقاتها وخشوعها.
    • اكظم التثاؤب واستتر به إذا وقع، وأحسن الظن بالله، وخذ بالرؤيا تنبيهاً لا تيئيساً، فالتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع المعتمدة:

  • تعطير الأنام في تفسير الأحلام لعبد الغني النابلسي: باب “التثاؤب” وما فيه من بيان فسقه ورضا الشيطان به، والتنبيه إلى كظمه خاصة في الصلاة، واحتمال كشف الحال والمرض الذي يُرجى شفاؤه.
  • موضع “غطيط النائم” للدلالة على الغفلة وما يقاربه من المعاني، على سبيل التقوية للمعنى العام.

عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.