تفسير الأبواب في المنام لابن سيرين والنابلسي ودلالاتها
معاني الأبواب في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: فتح الأبواب رزق وتيسير، وإغلاقها عسر، وباب الدار يدل على القيم والنساء، والستور هم بحسب موضعها.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن الأبواب في المنام تحمل دلالات متعددة تتعلق بالنساء، والمسؤولين، والأحوال الشخصية والدنيوية.
ويوضح ابن سيرين أن باب الدار يمثل الزوجة أو المرأة ، وقد يشير إلى فرجها أو وجهها . كما يبيّن أن الباب يمثل أيضاً قيم الدار ومدبرها أو مسؤولها، فما يحدث للباب يعود إلى حال القيم .
ويفصّل محمد بن سيرين في تأويلات مختلفة تتعلق بحال الباب أو ما يحدث له. فمن رأى أنه يهدم باب دار جديدة (مما يدل على هدم الدار) أصابه هم وشر . وعلى النقيض، فإن من يبني داراً أو يشتري بابها ينال خيراً كثيراً . ورؤية حبس الشخص في بيت موثق مقفل الباب تدل على نيله خيراً وعافية . ويرى ابن سيرين أن رؤية باب صغير في وسط الدار أمر مكروه، لأنه يدل على دخول أهل العورات، وسيدخل الدار خيانة في الزوجة . وإذا سقط باب الدار أو قُلع أو احترق أو كُسر، فهو مصيبة في حال قيم الدار ، وإن عظم الباب واتسع وقوي، دل ذلك على حسن حال القيم . ومن رأى أنه يبحث عن باب داره ولا يجده، فهو حائر في أمر دنياه .
ويضيف أن الدخول من باب في خصومة يدل على الغلبة . وعندما تُفتح أبواب من مواضع معروفة أو مجهولة، فهذا يعني أن أبواب الدنيا تُفتح للشخص ما لم يتجاوز قدرها، فإن تجاوز قدرها كان ذلك تعطيلًا للدار وخراباً لها . وإن كان الباب مفتوحاً إلى الطريق، فإن ما يناله من دنياه سيذهب إلى الغرباء والعامة، وإن كان مفتوحاً إلى بيت في الدار، فإن ما يناله يكون لأهل بيته .
ثم يوضح أن اتساع باب الدار فوق قدره قد يدل على دخول قوم على صاحبها بغير إذن في مصيبة . كما يرى أن زوال باب الدار عن موضعه قد يعني زوال صاحب الدار عن خلقه وتغيره لأهل داره . والخروج من باب ضيق إلى سعة يدل على الخروج من ضيق إلى فرج ومن هم إلى سرور . وإن كانت للدَّار بابان، فذلك دليل على فساد الزوجة . ورؤية حلقتين على الباب تدل على دين لشخصين . أما نزع حلقة الباب، فيدل على الدخول في بدعة . وسداد باب الدار يعد مصيبة عظيمة لأهل الدار .
ويشير محمد بن سيرين إلى أن العتبة تدل على المرأة أو على الدولة، والسكفة هي المرأة، والعضادة رئيس الدار وقيمها . وقلع العضادة ذل لقيم الدار بعد عز، وغيابها عن البصر موت للقيم . كما أن قلع السكفة يدل على تطليق المرأة . وقد حُكي أن امرأة رأت سقوط سكفة عليا على سفلى وسقوط المصراعين، فقال ابن سيرين إن سقوط السكفة العليا قدوم سريع للزوج، وسقوط المصراع خارجاً يعني زواج الابن .
وحول الستور (الحجب) ورؤيتها على الأبواب، يذكر محمد بن سيرين أنها تدل عموماً على الهم والحزن . فإذا كان الستر على باب البيت، فهو هم من جهة النساء . وإن كان على باب الحانوت، فهو هم من جهة المعاش . وإن كان على باب المسجد، فهو هم من جهة الدين . وإن كان على باب دار، فهو هم من جهة الدنيا . وأحوال الستور تختلف؛ فالستر الجديد يدل على طول الهم، والممزق طولاً يدل على فرج عاجل، والممزق عرضاً يدل على تمزق عرض صاحبه . أما الستور السود، فتدل على هم من قبل السلطان، والبيض والخضر محمودة العاقبة . وتختص هذه التأويلات بالستر المجهول أو في مكان مجهول، أما إذا كان معروفاً فتؤول على حاله . وبعضهم يرى أن الستور كلها تدل على البواب، وتدل على الهم والخوف مع الأمان . وإذا رأى الشخص المطلوب أو الخائف أو الهارب ستراً عليه، فهو ستر وأمن له، وكلما كان الستر أكبر كان همه أشد .
ويورد ابن سيرين أن البواب في المنام يفتح أبواب الرزق .
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن تفسير رؤية الأبواب يتنوع تبعًا لسياقها:
فقد يشير "الباب" في المنام إلى قيم الدار، فما يحدث فيه من تغيير يعود على قيم تلك الدار . أما "أبواب الحوانيت" إذا رُؤيت مغلقة، فإنها تدل على كساد في الأمتعة وانغلاق في التجارة، وإذا كانت مسدودة فربما دل ذلك على موت أصحابها وذهاب ذكرهم، وإن كانت مفتحة فهي تبشر بفتح أبواب التجارة .
كما يوضح النابلسي أن "الأبواب المفتحة" تعبر عن أبواب الرزق . وتشير "أبواب البيوت" إلى النساء، فإذا كانت جديدة فهي تدل على أبكار، وإن كانت خالية من الإغلاق فتدل على الثيبات . ومن رأى أنه أغلق باب البيت من حديد، فقد يتزوج من بكر، ويتوقف ذلك على إحكام البيت وهيئة الباب ومنافعه لأهله .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: لعمومية السؤال وعدم وجود تفاصيل رؤيا محددة، فالغالب في رمز الأبواب أنه يعبّر عن أحوال المعيشة والعلاقات والفرص والتغيّر. فتح الباب يبشّر بتيسير وفتح أبواب رزق وغلبةٍ في الخصومة، وإغلاقه يدل على عُسرٍ أو تعطّل أمر، وباب الدار خاصّةً يدل على قيّم البيت وحال الزوجة والأسرة. ويبقى التعيين القطعي لمعنى الباب متوقفًا على سياق رؤياك وتفاصيلها الدقيقة، فاعذرني عن الجزم بمعنى واحد دون قرائن.
تحليل الرموز والمعاني المحتملة:
- الباب عامةً:
- يرمز إلى القيّم والمسؤول عن البيت، وما يقع للباب يقع غالبًا في حاله؛ كما يقع معنى أبواب البيوت على النساء: الجديد منهن أبكار، والخالي من الغلق ثيّبات، وانكسار الباب أو احتراقه مصيبة في القيّم أو في شأن الزوجة والأسرة.
- أبواب الرزق: ذُكِر أن البواب يفتح أبواب الرزق، وأن فتح الأبواب من مواضع معروفة أو مجهولة يدل على أبواب الدنيا تُفتح للرائي ما لم يجاوز قدرها.
- فتح الباب وإغلاقه:
- فتح الباب يدل على تيسير الأمور، والدخول من باب في الخصومة يدل على الظفر والغلبة، وقد استأنس أهل التعبير بقوله تعالى: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون كما ورد في موضع تفسير الرمز.
- إغلاق الباب علامة نكدٍ وضيق عيش وتعطيل، وعدم القدرة على إغلاقه قد يشير إلى أمرٍ يعسرُ على الرائي من جهة أهله أو زوجته.
- باب الدار تفصيلاً:
- اتساع الباب فوق قدره: دخول قومٍ على صاحب الدار بغير إذن أو تغيّر أحواله مع أهل بيته.
- سقوط الباب أو قلعه أو احتراقه: مصيبة في القيّم وحال البيت، وزواله عن موضعه تغيّرٌ في أخلاق صاحب الدار لأهل بيته.
- وجود باب صغير في وسط الدار: مكروه، ويدل على دخولٍ على أهل العورات أو خيانةٍ تمسّ جانب الزوجة.
- الخروج من باب ضيق إلى سعة: انتقال من همٍّ إلى فرج ومن خوفٍ إلى أمن.
- الحلقات على الباب: دَينٌ لشخصين، وقلع الحلقة الدخول في بدعة، وانسداد الباب مصيبة لأهل الدار.
- أبواب أخرى ومعانٍ مكمّلة:
- أبواب المدينة علامة على ملكها ونظامها، وباب البيت على من يقوم بأمر الدين والدنيا فيه، والدخول من أبواب مجهولة قد يدل على علومٍ وأرزاقٍ وأسفار، والخروج عكس ذلك؛ وقد يدل الباب على الموت بحسب ما يلقاه الخارج بعده من ظلمة أو رائحة أو خضرة.
- فتح أبواب السماء دليل إجابة الدعاء أو نزول الغيث أو التحذير من المحذور بحسب القرائن في الرؤيا.
- الستور على الأبواب: همٌّ وحزن بحسب الموضع؛ فالستر على باب البيت همّ من قِبل النساء، وعلى باب الحانوت همّ في المعاش، ولون الستر وحاله يغيّر المعنى؛ فالأسود أشدّ، والممزّق طولًا فرجٌ عاجل. الاعتضاد بالموروث والنص:
- من جهة الوحي: غلبة الداخل من الباب استُدلّ لها بآية: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون كما جاء ضمن سياق التعبير عن هذا الرمز عند المعبّرين.
- من أقوال المعبّرين:
- ابن سيرين: جعل باب الدار قيمها، وأحال أحواله على حال القيّم والنساء، وفصّل في الاتساع والسقوط والانسداد وحلقات الباب والدخول والخروج.
- النابلسي: قرّر أن فتح الباب تيسير وإغلاقه نكد، وذكر أبواب السماء، وباب السر في الدار، ومعاني الأبواب المجهولة وأبواب المدينة وباب البيت والأسرة. التفسير النفسي والحياتي:
- الباب حدٌّ بين داخلٍ وخارج، فيمثل حدودك الشخصية وخصوصيتك وقرارك من السماح أو المنع؛ فتح الباب فرصة واستعداد للتغيير أو استقبال ضيفٍ/وظيفةٍ/علاقة، وإغلاقه حماية وحدّ للمشتتات.
- باب البيت يميل إلى تمثيل الأسرة والزواج والأمان الداخلي؛ سلامة الباب ونظافته وقوته قد تعكس استقرارًا وثباتًا، واهتزازه أو احتراقه قد يعكس قلقًا على البيت أو العلاقة.
- تكرار رؤية الأبواب المفتوحة وقت انشغالٍ بفرص عمل أو زواج قد يكون بشارة بفتح مسارات جديدة، بينما تكرار الإغلاق وقت البحث عن حلول قد يعكس حاجتك لإعادة التخطيط أو طلب العون.
نصيحتي وما أحتاجه لتعبيرٍ أدق:
- حتى نُعيّن المعنى الأقرب لحالك، صف لي: نوع الباب ومكانه (بيت/مسجد/محل/مدينة)، حاله (مفتوح/مغلق/مكسور/محترق)، ماذا فعلت به (دخلت/خرجت/بحثت عنه)، توقيت الرؤيا ومشاعرك فيها، وحالك الشخصي (أعزب/متزوج، عملك، همّك الحالي). بهذه القرائن يُرجّح الوجه الأنسب وفق ضوابط الاعتبار والترجيح.
- آداب التعامل مع الرؤى: الرؤيا الصالحة تُحمد لله، وتُحدَّث بها من تُحب، والمكروهة يُتفل عن اليسار ثلاثًا ويستعاذ بالله ولا تُقصّ، ولا يُبنى عليها حكم شرعي ولا قرارٌ مالي محض؛ والتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 179. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 183. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 183. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 240-241. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 94-95.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 94-95.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
