تفسير إرعاد في المنام: دلالاته عند ابن سيرين والنابلسي
اكتشف معاني إرعاد في المنام بحسب ابن سيرين والنابلسي: وعيد السلطان أو بشارة مع المطر، خوف للمسافر وطمع للمقيم، وقد يدل على قضاء دين وشفاء وإطلاق سراح.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن الرعد في المنام قد يحمل دلالات متعددة.
ويشير ابن سيرين إلى أن الرعد ربما دل على وعيد السلطان وتهدده، ومنه يقال "هو يرعد ويبرق". كما يفيد أن الرعد قد يدل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزلة، وذلك لأنه أوامر ملك السحاب بالنهوض والجود. ويضيف أن الرعود قد تعني طبول الزحف والبعث.
وفي سياق آخر، يذكر محمد بن سيرين أن الرعد قد يدل على السيف والفتنة إذا اقترن بوجود صوت وألسنة ودخان.
ويوضح ابن سيرين أن الرعد في السماء قد يشير إلى أوامر تشيع من السلطان. وإذا رأى ذلك من صلحه بالمطر وكان الناس في حاجة إليه، دل ذلك على المطر أو على مواعيد السلطان الحسنة، وقد يدل على الأمرين معًا ويبشر بالخيرين.
وإذا كان صاحب الرؤيا ممن يضره المطر (كالمسافر والقصار والغسال والبناء والحصاد ومن يجري مجراهم)، فإن ذلك قد يعني مطرًا يضر به وبفعله ويفسد ما عمل، أو يعني أوامر من السلطان فيها مضرة وجناية عليه.
وإذا رأى مع البروق رعودًا، فتأكدت دلالة الرعد فيما يدل عليه. أما إذا كانت الشمس بارزة عند ذلك ولم يكن هناك مطر، فإن الرؤيا تدل على طبول وبنود تخرج من عند السلطان لفتح أتى إليه، أو بشارة قدمت عليه، أو لمارة عقدها لبعض ولاته، أو لبعث يخرجه أو يتلقاه من بعض قواده.
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الرعد في المنام قد يدل على عدة أمور.
ويبيّن النابلسي أن الرعد بلا مطر يرمز إلى الخوف، كما أنه يعد وعيدًا وتهديدًا من السلطان . وقد يشير إلى المواعيد الحسنة والأوامر الجزيلة، وربما دل على أصوات الطبول . ويفيد المؤلف أن رؤية الرعد قد تعني قضاء الدين، أو الشفاء للمريض، أو إطلاق سراح المحبوس . ويذكر أن اجتماع الرعد والبرق والمطر قد يدل على الخوف للمسافر وطمع للمقيم، وأن الرعد نفسه قد يشير إلى صاحب شرطة ملك عظيم .
وعندما يكون صوت الرعد قاصفًا في بلد ما أو كان صوتًا عاليًا، فإن النابلسي يربطه بموت مفاجئ للناس ووقوع فتنة وقتل . ويوضح أن صوت الرعد قد يدل على الخصومة والجدال، وعلى نقصان في الدين وخسران في المال . لكن، إن سمع الرعد مصحوبًا بالمطر دون أن يكون صوته هائلاً، فإنه يدل على الخصب الذي يناله أهل تلك المحلة .
ويذهب النابلسي إلى أن الرعد من غير برق يدل على الاغتيال والمكر والسعاية بالكذب . ومن سمع الرعد، فقد يسمع من السلطان ما يكره، ويُشير إلى أنه لا خير في سماعه إذا كان مصحوبًا بظلمة وبرق، فهذا قد يدل على الردة عن الدين، خاصة إن كان مع ذلك زلزلة أو حدث في غير وقته .
ويورد أن سماع الرعد في أوانه يبشر بالخير والبركة . أما في غير أوانه، فقد يدل على حركة جيش لغزو أو فتنة . كما يستدرك بأنه ربما دل سماعه على التسبيح والتهليل لله تعالى .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: إن كان مرادك بـ“إرعاد” سماعَ صوت الرعد أو رؤية السماء تُرعِد في المنام، فالغالب أنه إنذارٌ أو وعيدٌ وقوةُ سلطانٍ أو جهةٍ مؤثرة، وقد يحمل بشارةً إذا اقترن بمطرٍ نافع، وخوفًا إن خلا من المطر. للمسافر يدلّ اجتماع الرعد والبرق والمطر على خوف، وللمقيم على طمعٍ في منفعة، وربما دلّ سماع الرعد على قضاء دينٍ أو شفاء مريضٍ أو إطلاق سجين، أما الرعد بلا برق فمكرٌ واغتيالٌ وسعاية، وبلا مطرٍ فهو وعيدٌ وخوف. وتتقوّى الدلالة وتشتد إذا كان الصوت قاصفًا شديدًا. هذا كله يُحمَل على حال الرائي وقرائنه.
تحليل الرموز والعناصر:
- الرمز الرئيس: “إرعاد/الرعد” وهو في لسان أهل التعبير وعيدُ السلطان وتهدُّده وإرعاده، وقد شبّهوا الرعود بطبول الزحف والبعوث، فإن شوهد مع سحابٍ وبنودٍ دلّ على أمرٍ من ذي سلطان، وإن صلح بالمطر وكان الناس في حاجةٍ إليه كان بشارةً بمطرٍ ومواعيد حسنة، وإن كان المطر يضرّ بالصنعة أو السفر دلّ على ضررٍ بقدر الحاجة والزمان. جاء ذلك عند ابن سيرين بعبارته: “الرعد ربما دل على وعيد السلطان وتهدده وإرعاده… وتدل الرعود أيضًا على طبول الزحف والبعث… فمن رأى رعدًا في السماء فإنها أوامر تشيع من السلطان… وإن كان مع البروق رعودًا تأكدت دلالة الرعد فيما يدل عليه” ، وقد نقل أيضًا خوفَ المسافر وطمعَ المقيم عند اجتماع الرعد والبرق والمطر، وكون الرعد بلا برق دالًا على اغتيالٍ ومكر، وصوت الرعد على الخصومة والجدال.
- عند النابلسي: “الرعد وعيد وتهديد من السلطان… وقد يدل على المواعيد الحسنة والأوامر الجزيلة… والرعد بلا مطر خوف… والرعد والبرق والمطر خوف للمسافر وطمع للمقيم… ومن سمع الرعد فإنه يقضي دينًا، وإن كان مريضًا شُفي، وإن كان سجينًا أطلق… والرعد من غير برق يدل على اغتيال ومكر وسعاية بالكذب، وسماع الرعد في أوانه بشارة وخير وبركة”.
- الإسناد الثقافي الشرعي: يرد في كلام أهل التعبير الاستشهاد بمعنى الخوف والطمع في أحوال الظواهر، وقد نُقل عند ابن سيرين تفسير البرق بما يوافق قوله تعالى “يريكم البرق خوفًا وطمعًا”، فجعلوا الخوف للمسافر والطمع للمقيم لما يرجى من المطر، ومن ثَمّ شدّدوا معنى الرعد إذا اقترن بالبرق والمطر أو تجرد عنهما بحسب الحال. القرائن النفسية والحياتية:
- الرعد كرمز نفسي قد يعكس إحساسًا بسلطةٍ ضاغطة أو تهديدٍ قريب (مدير، جهة نافذة، موقف قانوني)، أو شعورًا باقتراب تغييرٍ قويّ (أوامر، قرارات، أخبار كبيرة).
- سماعه بلا مطر يميل لمعنى القلق والتهديد دون مكاسب واضحة، ومع المطر يقترب من معنى الانفراج بعد توتر.
- إن كان الصوت قاصفًا شديدًا فقد يرمز لنزاعٍ محتدم أو خلافٍ عائلي/وظيفي، أو ضغطٍ داخليّ يتطلب تهدئة و”تنفيسًا” منضبطًا، بينما اجتماع البرق والرعد والمطر للمسافر يُنذر بالحذر في السفر وترتيب الأولويات.
تنبيه وطلب تفاصيل: لفظك مقتضب جدًا، فإن رغبتَ بتعبيرٍ أدق فاذكر:
- هل كان الرعد مصحوبًا بمطر أو برق؟ وهل كان الصوت شديدًا قاصفًا؟
- زمان الرؤيا وحالك: مسافر/مقيم، صحيح/مريض، عليك دَين أو في ضائقة؟
- شعورك أثناء المنام وبعده، وتكرار الرؤيا من عدمه. بهذه القرائن يُرجَّح الوجه الأنسب ويُقدَّم الخير ما أمكن كما قرره أهل التعبير.
نصيحة: إن كانت الرؤيا مزعجة فاستعذ بالله من شرها، وتحوّل عن جنبك، ولا تُحدّث بها إلا لبيبًا محبًا، وأكثر من الذكر والدعاء والصدقة، فذلك مما يقلب المعاني إلى ما فيه بركة وخير، والتعبير ظنّ واجتهاد والله أعلم.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 168. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 213. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 508-509.
عن المصادر
الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.
