العتبة في المنام: تفسير ابن سيرين والنابلسي والدلالات

تفسير محمد بن سيرين

«وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن للعتبة في تأويل الأحلام دلالات متعددة.

يُفيد ابن سيرين أن العتبة قد تدل على المرأة، مستشهداً بقصة إبراهيم الخليل عليه السلام الذي أوصى بتغيير عتبة باب زوجة ابنه إسماعيل، مما أدى إلى طلاقها. كما يذهب إلى أن العتبة قد ترمز إلى الدولة والمكانة.

ويوضح ابن سيرين أن السكفة، وهي جزء من العتبة، هي المرأة، بينما تمثل العضادة (الدعامة الجانبية للباب) رئيس الدار وقيمها.

ويذكر أن قلع العتبة قد يشير إلى ذل لقيم الدار بعد عزه، وأن اختفاء العتبة عن الأنظار يعني موت القيم. ويشير إلى أن قلع السكفة يدل على طلاق المرأة.

وفي سياق متصل، حُكي أن امرأة رأت في المنام سقوط أسكفة بابها العليا على السفلى، وسقوط المصراعين، أحدهما خارج البيت والآخر داخله. ففسر لها ابن سيرين أن سقوط السكفة العليا يبشّر بقدوم زوجها سريعًا، وأن سقوط المصراع خارج البيت يعني زواج ابنها. »

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن "العتبة" في المنام قد تدل على عدة معانٍ.

يوضح النابلسي أن العتبة هي في المنام امرأة الرجل . وقد تشير أيضًا إلى الدولة أو السُلطة . وإذا رأى الشخص أنه قلع عتبة داره، فإن ذلك يدل على ذهاب دولته أو زوال مُلكه . أما إذا قلع أسكفة باب بيته، فيُفسر ذلك بأنه يطلق امرأته . وإذا غُيبت العتبة عن عين الرائي، فإنها تدل على موت المرأة (زوجته) .

ويضيف المؤلف أن ركوب عتبة الباب يدل على نكاح امرأة . كما يشير إلى أن العتبة قد تُمثل قيم الدار (المدبر أو المسؤول عنها) . فمن رآها من بابه، فإن كان والياً فقد يُعزل . وإن رأى العتبة قُلعت وغابت عن عينه، فإنه يموت صاحب الدار . أما إذا قُلعت ولم تغب، فقد يدل ذلك على مرض يصاب به الرائي ثم يُشفى منه . ومن بنى عتبة في منامه، فإنه يتزوج . ويُنبه النابلسي إلى أنه مهما حدث في العتبة، فيجب نسبه إلى المرأة .

وذكر النابلسي أن "الأسكفة" هي المرأة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: العتبة في المنام تُحمل غالبًا على المرأة والبيت: فهي علامة على الزوجة أو قيم الدار، وحالها في الرؤيا يدل على حالهما. فبناءُ عتبة أو تثبيتها قد يُبشّر بزواجٍ للأعزب أو استقرارٍ في البيت، وقلعُ العتبة رجاءُ أن يُفهم على طلاقٍ أو ذهابٍ لمنزلةِ القَيّم بعد عزٍّ، وتغيُّبُها عن البصر علامة على موتِ القَيّم. كما أن الأسكفة (جزء من العتبة) تُنسب إلى المرأة، وقلعُها يدل على تطليقها، وسقوطُ الأسكفة العُليا قد يُنذر أو يُبشّر بحدثٍ يخصّ الغائبين بحسب السياق. هذه دلالات عامّة تتقوّى بقرائن حال الرائي وتفاصيل رؤياه.

تحليل الرموز والعناصر:

• الرمز الرئيس: العتبة/الأسكفة/العضادة.
  • في لسان المعبّرين: جاءت العتبة وما يتصل بالباب على معاني المرأة والقيّم والمكانة في البيت. نصّ معبّرو التراث على أن الأسكفة هي المرأة، والعضادة قيم الدار، وقلع العتبة ذلٌّ للقَيّم بعد عزٍّ، وتغيُّبُها عن البصر موتُه، وأن قلع الأسكفة طلاقُ المرأة. رُوي أيضًا أن سقوط الأسكفة العُليا بُشّر به بقدوم الزوج الغائب، وسقوط أحد المصراعين خارج البيت فُسِّر بزواج الابن من غريبة، وقد وقع ذلك كما عُبّر. هذه القواعد مذكورة في أبواب “مرافق الدار والباب” لدى ابن سيرين.

الربط بالموروث العربي والإسلامي:

• عُرف المعبرون على تشبيه العتبة بالمرأة استلهامًا من قصة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في خبر “تغيير العتبة” الذي جرى على ألسنة أهل التعبير مثالًا مجازيًا يُراد به المرأة وشأن البيت، وقد استحضره ابن سيرين في باب العتبة وما يتصل بها. فتُحمل تغيّرات العتبة على تغيّرات حال الزوجة أو قيّم البيت.

التفسير النفسي والحياتي:

• العتبة حدٌّ فاصل بين داخل البيت وخارجه، فهي في لغة النفس ترمز إلى “الحدود” و”الانتقال” و”الاستقرار الأسري”.
  • رؤيتها ثابتةً قوية قد تشير إلى شعورٍ بالأمان والنظام في البيت.
  • قلعها أو سقوط أجزائها قد يعكس توترًا أسريًا، أو رغبةً في إنهاء علاقةٍ أو نمطٍ منزليٍّ مرهق.
  • بناء عتبة أو إصلاحها قد يدل على بداية مرحلة أسرية جديدة أو رغبةٍ في ترميم العلاقة.
• تُراعى حال الرائي: للأعزب تُبشّر بتيسير زواج إن رآها تُبنى أو تُزيَّن، وللمتزوج قد تدل أحوالها على متانة العلاقة أو اضطرابها، وللغائب عن أهله قد تأتي دلالات الأسكفة على أخبار القدوم والصلات كما مرّ في الأثر المنقول عن ابن سيرين.

تنبيهات مهمة:

• تُقدَّم وجوه الخير ما أمكن، ويُجتنب القطع؛ فالتعبير ظنٌّ واجتهاد، والصواب من الله.
• إن كانت لديك تفاصيل لحلم محدد بالعتبة (كيف رأيتها؟ أَقُلِعَت؟ بُنيت؟ سقطت الأسكفة؟ وما حالك الاجتماعي؟)، فاذكرها لتخصيص التأويل؛ فالدلالة تتغيّر باختلاف القرائن.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 183. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 864-866.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.