التهاجر في المنام: دلالاته عند ابن سيرين والنابلسي

اكتشف معنى التهاجر في المنام بين القطيعة والوصل، مع خلاصة أقوال ابن سيرين والنابلسي، وربطه برموز السفر والخروج والدخول ونصائح عملية للإصلاح.

فريق مفاتيح المنام
6 دقيقة
التهاجرتفسير الأحلامصلة الرحمابن سيرينالنابلسي
التهاجر في المنام: دلالاته عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن البحث في سياق تفسيرات الأحلام للكلمة المفتاحية "الهجرة" لم يسفر عن تفسير مباشر للمصطلح نفسه. ومع ذلك، فإن المؤلف يقدم تفسيرات لمفاهيم وثيقة الصلة تحمل معاني الانتقال والتحول، مثل السفر، والخروج والدخول للأماكن، والانتقال من حال إلى حال.

السفر (Travel) يبيّن ابن سيرين أن السفر يدل على الانتقال من مكان إلى آخر، والانتقال من حال إلى حال. ويضيف أن رؤية الشخص كأنه يسافر هي بمثابة رؤيته يمسح أرضًا، والعكس صحيح. كما يفيد بأن الخان (الفندق) قد يشير إلى السفر، والخان المجهول يدل على السفر، فهو منزل يرحل منه الناس وينزل فيه آخرون، وربما دل على الدنيا لكونها دار سفر. ويدخل في هذا المعنى أن من رأى كأنه دخل في فندق مجهول، فإن كان مريضًا مات، وإن كان صحيحًا سافر أو انتقل من مكان إلى مكان. والخروج من فندق إلى فندق، خصوصًا مع الركوب، يدل على السفر أو الحركة؛ فإن كان مريضًا خرج محمولًا. وكذلك، يشير محمد بن سيرين إلى أن مسافري البحار ينالون مرادهم من أسفارهم وينجون من الهوال.

الخروج (Exiting/Leaving) يوضح محمد بن سيرين أن الخروج من مدينة إلى قرى مجهولة يحمل معنى معاكسًا للخروج من مكان معروف إلى مكان معروف. ويرى أن الخروج من مكان إلى مدينة مصر يعني الخلوص من الشدة وبلوغ السؤل والأمن، مستشهدًا بقوله تعالى: "ادخلوا مصراً إن شاء الله آمنين". كما يبين أن الخروج من الري إلى خراسان يدل على الانتقال من سرور إلى سوء قد حان وقته. وبالمثل، فإن الخروج من المهدية والدخول إلى سوسة يمثل الخروج من هدى وحق إلى سوء وفساد. ويذهب إلى أن الخروج من المدينة يدل على الخوف، مستدلًا بقوله تعالى: "فخرج منها خائفًا يترقب". ويضيف أن خروج الشخص من داره غضبانًا يدل على حبسه. وأن خروجه من بناء مقهورًا أو متحولًا يمثل خروجه من دنياه أو مما يملك. ويشير كذلك إلى أن الخروج من قرية يعني النجاة من شدة والراحة. وأما الفرار من الموت أو القتل، فيدل على قرب الأجل. ويرى ابن سيرين أن الفرار من العدو يدل على الأمن وبلوغ المراد.

الدخول (Entering) يذكر محمد بن سيرين أن دخول المدينة يدل على الصلح بين الناس ودعوتهم إلى الحق، استنادًا إلى قوله تعالى: "وادخلوا في السلم كافة". كما يذهب إلى أن رؤية دار جديدة كاملة المرافق تدل على الغنى للفقير، وزيادة الغنى للغني، وفرج للمهموم، وتوبة للعاصي، وذلك على قدر حسنها واتساعها. ويدل دخول دار الجار على اطلاع الرائي على سره. ويرى أن دخول قرية حصينة يعني القتال أو المقاتلة.

الانتقال من حال إلى حال (Transition between States) يؤكد ابن سيرين في سياق تفسير السفر أنه يدل على الانتقال من حال إلى حال. كما يشير إلى أن الوثوب من مكان إلى خير منه يعني التحول من حال إلى حال أرفع منه.

تفسير عبد الغني النابلسي

«وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، لم يتم العثور على تفسير مباشر لمصطلح "التهاجر" بالمعنى الذي يشير إلى القطيعة أو الهجران بين الأشخاص أو الأوطان ضمن السياقات المقدمة.

ويوضح النابلسي أن الحج في المنام قد يدل على قضاء الدين وفعل الخيرات، أو السعي على ما يجب على الرائي بره، ومن ذلك "الهجرة" .

ويذكر المؤلف أيضًا ما يتعلق بـ"المهاجر" عند وصف الاجتماع بشخص ترك بلدته .»

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رمز التهاجر في المنام يُفهم في الغالب على أنه إنذار من قطيعة وفتنة أو هزيمة معنوية وتولية إدبار، ودعوة لمراجعة النفس وإصلاح الصلات، ويُرجى صرفه إلى الخير بالمسارعة إلى الوصل وترك الهجر، لِما في الهجر من مقتٍ وسببٍ للغضب الإلهي إن اقترن بظلم أو نميمة.

تحليل الرموز والمعاني المحتملة:

  • التهاجر: نص أهل التعبير على أنه ضدّ التواصل، ويدلّ على الهزيمة وتولية الأدبار عند اللقاء، وربما دلّ على الرجوع إلى ما كان عليه، كما يدلّ على المعصية والمقت والغضب من الله تعالى. فإن كان الإدبار مع الالتجاء إلى قوم وتحريضهم على القتال دلّ على المشي بالشر والنميمة بين الناس، وهذه معانٍ صريحة عند النابلسي في باب “التهاجر”.
  • القطيعة: ورد أنها تدل على الضلالة، وتوجب الشتات والتهاجر، واستشهد النابلسي بحديث “لا تقاطعوا ولا تدابروا” تنبيهاً إلى قبح القطيعة شرعاً وعاقبتها السيئة.
  • التواصل: يقابله أنه يدل على صلة الرحم وحفظ المودة والوفاء بعهده، وهو ما يُرغَّب فيه لتبديل دلالة الهجر إلى خير بالعمل بضده. الربط بالموروث الشرعي والثقافي:
  • المعاني المنقولة توافق أصول الشرع في ذم التدابر والهجران بغير حق، وقد أورد النابلسي الإشارة إلى النهي النبوي عن التقاطع والتدابر ضمن مادة “القطيعة”، مما يقوّي حمل رمز التهاجر على التحذير والتنبيه لا سيما إذا ظهر في سياق خصومة أو نميمة أو فرارٍ من لقاءٍ واجبٍ فيه الإصلاح. التفسير النفسي والحياتي الممكن:
  • من جهة نفسية، قد يعكس رمز التهاجر توتراً مكبوتاً في العلاقات، أو تجنّب مواجهةٍ لازمة، أو شعوراً بالعجز والهزيمة في موقف اجتماعي؛ كما قد يكون انعكاساً لضغوطٍ واقعية وسوء تواصلٍ أدى إلى اتساع الفجوة بين الأطراف.
  • العمل بالأصلح: إن كان الرمز منفرداً بلا تفاصيل، فأقرب ما يُنتفع به هو المبادرة بإصلاح ذات البين، وترك أسباب النميمة وسوء الظن، وتقوية دوائر الدعم الأسري والصداقات بالاتصال والتواصل، امتثالاً لما رجّحه أهل التعبير من حمل الرؤيا إلى وجه الخير ما أمكن، وموافقةً لدلالة “التواصل” على صلة الرحم وحفظ المودة. تنبيه وأدب نصيحة:
  • لقلّة التفاصيل واختصار اللفظ على مجرد “التهاجر”، أعتذر عن الجزم بتعيين كونها رؤيا صادقة أو حديث نفس، وأوصي بمراجعة الواقع: هل هناك خصومة أو قطيعة قائمة؟ فإن وُجدت فالأولى المسارعة إلى الإصلاح وترك الهجر، والاحترام في الخطاب، وتجنب التحريض أو نقل الكلام، إذ إن التهاجر قد يرمز للمشي بالشر والنميمة كما نُقل عن النابلسي.
  • إن تكرر الرمز أو جاء مقروناً بقرائن أقوى (مكان، أشخاص بأسمائهم، زمن)، فاذكره ليُرجَّح وجه الدلالة وفق ضوابط أهل التعبير.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 51-54.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 54.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.