ممطر في المنام: تفسير ابن سيرين والنابلسي ومعانيه وتفاصيله
اكتشف معنى رؤيا ممطر في المنام بين المطر والمعطف الواقي: دلالات الخير والضرر عند ابن سيرين والنابلسي، ومتى يبشر بالفرج أو ينذر بالفتن، مع نصائح للتأويل.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يدل المطر على رحمة الله ودينه وفرجه وعونه، وكذلك على العلم والقرآن والحكمة، لكون الماء حياة الخلق وسبب صلاح الأرض وفساد أمر البر والبحر بفقدانه. كما يشير إلى الخصب والرخاء ورخص الأسعار والغنى. بيد أنه يبيّن أن المطر قد يدل أيضًا على الجوائح النازلة من السماء، مثل الجراد أو البرد أو الريح، لا سيما إن كان فيه نار أو كان ماؤه حارًا، مستشهدًا بالقرآن الكريم حيث عبر الله عن عذابه للمم بالمطر. وربما دل المطر على الفتن وسفك الدماء، خاصة إن كان ماؤه دمًا، أو على العلل والأسقام كالجَدري والبرسام إن كان في غير وقته أو كان فيه ضرر لبرودته أو لسوئه. ويرى ابن سيرين أن ما يضر الأرض ونباتها يضر الأجساد البشرية التي خلقت منها. فإذا نزل المطر في دار أو قرية معينة، فقد يدل على بلاء ينزل بالسلطان كالمغارم والأوامر، خاصة إن كان فيه حيات أو دلائل عذاب أخرى. وعلى النقيض، قد يدل المطر على الدواء والعِلة، أو المنع والعطلة للمسافرين والصناع ومن يعمل تحت الهواء المكشوف .
ويوضح ابن سيرين أن المطر العام في البلد قد يعني الخصب ورخص الأسعار إذا كان الناس في شدة، أو قد يكون فرجًا لهم إن كانوا في جور وعذاب وأسقام، وذلك إذا كان المطر في وقته نافعًا. أما إن كان المطر ضارًا أو فيه حجر أو نار، فتتضاعف معاناتهم بقدر قوة المطر وضعفه. ويرى أن الرش الخفيف يدل على مصائب خفيفة .
وعن رؤية الشخص نفسه في المطر أو محصورًا منه، يبين ابن سيرين أن ذلك يعني أمر ضرر يدخل عليه بالكلم أو الأذى، بقدر ما أصابه المطر، أو يصيبه ضعف إن كان مريضًا أو كان ذلك أوانه. أما المحصور تحت جدار، فقد يدل ذلك على تعطل عن عمله أو سفره، أو لمرضه، أو فقره، أو حبسه في السجن بقدر ما أصابه .
ويضيف ابن سيرين أنه إذا كان الشخص قد اغتسل بالمطر من جنابة، أو تطهر للصلاة، أو غسل به وجهه، أو غسل به نجاسة، فإن التأويل يختلف: فإن كان كافرًا أسلم، وإن كان مبتدعًا أو مذنبًا تاب، وإن كان فقيرًا أغناه الله، وإن كان يرجو حاجة عند السلطان نجحت لديه .
ويتفرد ابن سيرين بالقول إنه ليس في كتاب الله تعالى فرج في المطر إذا جاء لفظ "المطر"، بل هو غم، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأمطرنا عليهم مطرًا" و "وأمطرنا عليهم حجارة". أما إذا لم يُسمّ مطرًا، بل ذكر ماء نازل مثل قوله تعالى: "وأنزلنا من السماء ماء مباركًا"، فهو فرج للناس عامة. ويرى أن لفظ "الغيث" و "الماء النازل" وما شابههما أصلح في التأويل من لفظ "المطر" .
كما يذكر ابن سيرين أن المطر قد يعني نفعًا من حيث لا يُرجى ورزقًا من حيث لا يُحتسب، وأن المطر العام قد يكون غياثًا. وإن أمطرت السماء سيوفًا، ابتُلي الناس بجدال وخصومة. وإن أمطرت بطيخًا، مرض الناس. وقد يكون المطر بلا سحاب فرجًا غير متوقع .
ويشير كذلك إلى أن جريان الميازيب من مطر، إذا كان الناس في كرب، يدل على درّ الأرزاق وانجلاء الهموم. أما جريانها من غير مطر، فيدل على فتنة ومال حرام. ويرى أن مطر الصيف الضار قد يدل على أوامر السلطان أو جناية عليه .
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن كلمة "ممطر" في المنام تُعد اسمًا صالحًا. ويرجع النابلسي ذلك إلى أنها تشبه أوسع الثياب وأكثرها سعة، وبذلك فإن الاسم الصالح يعلو الأمور كلها. كما يبيّن أنها تدل على القوة والظهر، وهي من أصفق الثياب ووقاية لها. وبالنسبة للتاجر، فإن رؤية "ممطر" تدل على الثناء الحسن. وإذا كان هذا "الممطر" من برد، فهو دين ودنيا. وإن كان من قطن، فهو دون ذلك. أما إذا كان من ديباج، أو قز، أو أبريسم، فهو دنيا بلا دين. وإن كان من كتان، فهو أقل من القطن. ويضيف النابلسي أنه إذا لبسه الشخص وحده، فإنه يفتقر ويكون ممن يعيش بين الناس بالتجمل والثناء الحسن والذكر الجميل .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل:
- إن كنت تقصد بكلمة ممطر: المطر نفسه، فالغالب أنها بشارة برزق ورحمة وفرج إذا لم يكن فيه ضرر ولا نُكر، وقد يدل على قضاء ديْن ورفع همّ، وعلى حياةٍ للأمور التي تعثّرت، أمّا إن كان المطر مؤذيًا أو على هيئةٍ منكرة فذلك إنذارٌ بذنب أو فتن أو تعب بحسب هيئته ومقداره. وإن كان الرائي مسافرًا فقد يدل على تعطل سفره أو تأخّره. هذا كلّه على وجه الرجاء لا الجزم.
- أمّا إن كنت تقصد بالممطر: اللباس الواقي من المطر (المعطف المانع للماء)، فالغالب أنه يرمز إلى سترٍ ووقايةٍ وقوةٍ تعينك على تجاوز الأذى، ويتفرّع المعنى بحسب مادّة اللباس وهيئته ونظافته؛ فاللباس في الرؤى بابٌ للستر والصلاح إن كان حسنًا ونظيفًا، ويدلّ أحيانًا على وجاهة أو منفعة ونفعٍ دنيويّ، وكلّما كان أوسع وأليق وأطهر كان أقرب لمعاني السلامة والصلاح. تحليل الرموز والأسانيد:
- تحديد الرموز:
- المطر: في تعبير النابلسي هو خير ورزق ورحمة إذا لم يحصل منه ضرر، ويدل على الفرج والغياث العام، وتعطّل السفر للمسافر أحيانًا، وقد ينقلب إنذارًا إذا كان مؤذيًا (كدَمٍ أو حجارة) أو في غير أوانه . وعند ابن سيرين: المطر رحمة ودين وفرج وعلم ورخاء إذا كان نافعًا، وقد يدل على جوائح وفتن وأسقام إذا جاء على هيئة منكرة أو في غير أوانه، ويُعتبر تعطل العمل أو السفر عند الأذى بالمطر من دلائله أيضًا.
- اللباس الواقي (المعنى المحتمل لكلمة ممطر كلباس): الأصل في رمزية اللباس الستر والصلاح إذا كان حسنًا ونظيفًا؛ فقد عدّ النابلسي غسل الثياب من أمارات صلاح الدين وزوال العيب، وهذا يعضد أن الثوب الحسن رمزٌ لسلامة الحال، وأن وقوع الستر على الجسد محمود إذا خلا من عيبٍ أو نجاسة . كما أن رمزية بعض الملبوسات الواقية مثل الخف تدل على الوقاية والمنفعة والرزق والسفر، وهي قرينةٌ على أن ما يُلبس للوقاية غالبًا ما يحمل معنى الحفظ والدفع عن صاحبه بحسب حاله وهيئته . ويشهد باب الخُلعة لما في اللباس عمومًا من دلالة على حال الولاية والعزّ أو العزل، مع الاستئناس بقول الله تعالى الذي استشهد به المعبرون: هن لباس لكم وأنتم لباس لهن، للدلالة العامة على معنى الستر والضمّ والمصاحبة، وهو ما يُستأنس به في رمزية الثياب والكسوة في المنام.
- الربط بالثقافة العربية والإسلامية:
- أمطار الرحمة والغيث من المبشرات المعروفة، وقد نوّه المعبرون بأن التعبير يحمد ما دام المطر نافعًا غير مؤذٍ، ويُكره إذا تضمن دلائل عذاب أو جاء في غير حينه، وهي معانٍ دارجة في تراث التعبير عند النابلسي وابن سيرين كما سلف.
- الأبعاد النفسية والحياتية:
- إذا كان المقصود المطر: قد تعكس الرؤيا حاجة نفسية للغسل من همّ قديم أو طلب فرج ومعونة، أو خوفًا من طارئ إن جاءت صورة المطر على هيئة مزعجة.
- إذا كان المقصود المعطف المانع للماء: قد تشير الرؤيا إلى رغبةٍ في الحماية والحدود الصحية، أو اتخاذ احتياطات عملية في بيئتك (عمل/علاقات)، وكون الثوب نظيفًا وملائمًا يبشّر بحسن تدبيرك لأسباب الوقاية، بخلاف كونه ممزقًا أو متسخًا فيحمل إشارة إلى قصورٍ في الوسائل أو الحاجة لمراجعة خطط الحماية الذاتية.
طلب إتمام التفاصيل والنصيحة:
- لأن كلمة واحدة لا تكفي للجزم، أرجو بيان: هل رأيت مطرًا يهطل أم لبست معطفًا ممطرًا؟ ما لون اللباس أو شِدّة المطر؟ هل كان في أوانٍ محمود؟ وما حالك الواقعي (سفر، ديون، همّ)؟ هذه القرائن ترجّح المعنى وتدفع الاشتباه. وإن راودك قلق، فالأنفع أن تستكثر من الدعاء والاستغفار وتتحرّى الأسباب الواقية في واقعك، مع حسن الظن بالله، فالتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 167. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1232-1233.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
