غيم في المنام: تفسير ابن سيرين والنابلسي ودلالاته ومعانيه
اكتشف تفسير رؤيا غيم في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: بين رحمةٍ وخيرٍ وسفرٍ ورفعة، أو همٍّ وإنذار، بحسب اللون والهيئة والسياق وشعور الرائي.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، إذا رأى شخص كأنها تغزل سحابًا، فإن ذلك يدل على سعيها إلى مجالس الحكمة .
تفسير عبد الغني النابلسي
«وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن "غيم" في المنام يدل على السفر في البحر، وذلك لسيره وحمله الماء فيما بين السماء والأرض .»
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: رؤية الغيم في المنام – إن كان هادئاً في وقته وفيه مطر أو بشرى – يُرجى أن تدل على رحمةٍ وخيرٍ وعلمٍ ونفع، وربما على سفرٍ ميسّر ورفعة شأن. أما إن كان الغيم مظلماً أو أحمر أو بلا مطر، فقد يشير إلى همٍّ أو كربٍ أو إنذار، وتزداد الدلالة بسياق الرؤيا وشعور الرائي. وفي العربية تُلمح الغيمة إلى الغمّ لاشتقاقها منه، لذا تُحمل على ما يغشى النفس من همّ إن ظهرت بصفات مكروهة. هذا تعبيرٌ عام، وتفاصيل اللون والوقت ونزول المطر أو عدمه تحدد المعنى بدقة.
التحليل والاستدلال:
-
الرموز والعناصر:
- الغيم/السحاب: في التفاسير المعتبرة يدل على الرحمة لحمله الماء، وعلى الإسلام والعلم والحكمة؛ وقد يُشبَّه بالعساكر أو السفن أو الحامل، ويُحمل أحياناً على المطر نفسه لأنه سببه. من رأى السحاب في بيته نال علماً أو نعمة، أو حملت زوجته إن كان راغباً، ومن ركب السحاب علا شأنه أو حجّ أو تزوّج على قدر حاله. كما أن أخذ شيء من السحاب يُعبّر عن نيلٍ من الحكمة، وبناء دار على السحاب دنيا شريفة مع حكمة. هذه المعاني ورد تفصيلها عند ابن سيرين والنابلسي، واستشهد النابلسي بقول الله تعالى: ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه، وبالآية: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام، لما في السحاب من آيات الرحمة والهيبة معاً.
- لون الغيم وهيئته:
- السحاب المظلم أو الأسود: يدل على غمّ، وقد يدل الأسود على برد شديد أو حزن.
- السحاب الأحمر في غير أوانه: كرب أو فتنة أو مرض.
- السحاب في وقته مع مطر: خير وبركة وسعة رزق، ورفع قحطٍ إن وُجد.
- الأفعال المرتبطة بالغيم/السحاب:
- ركوب السحاب أو السير عليه: إدراك الحكمة والرفعة، وربما سفر أو حجّ.
- أخذ شيءٍ من السحاب: إصابة نصيب من الحكمة.
- سحابٌ متوالٍ واضح ينتظره الناس: قدوم خيرٍ منتظر أو عساكر أو قوافل أو غيثٍ عام.
- نزول السحاب على البيوت والزرع: يكون سيولاً وأمطاراً أو آفات بحسب ما فيه من دلائل الرحمة أو المكروه.
-
الإسناد الثقافي والشرعي:
- القرآن: السحاب والغمام من آيات الله الدالة على الرحمة والتدبير والعاقبة، كما في: ألم تر أن الله يزجي سحاباً ثم يؤلف بينه، وفي: هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظللٍ من الغمام. وقد استأنس المعبّرون بهذه الآيات لإظهار أن السحاب قد يكون بشارة أو إنذار بحسب حاله.
- أقوال المعبّرين: ابن سيرين عدّ السحاب سبب رحمةٍ وحكمةٍ وربما عساكر وسفناً وحملاً، والنابلسي قرّب المعاني نفسها وزاد تفصيل ألوان السحاب وآثاره.
-
البعد النفسي والحياتي:
- الغيم رمزٌ لاشعوري لحالة “غموض” و”تعليق”؛ ما قبل النزول. فهو يعكس انتظار انفراج أو رزق أو علم، فإن كان الغيم خفيفاً مطمئناً دلّ على أمل قريب وتهيّؤٍ لنفع، وإن كان قاتماً ثقيلاً فقد يعكس هموماً وضغطاً أو قرارات مؤجّلة تحتاج إلى وضوح. نزول المطر بعد الغيم في الرؤيا يعزّز دلالة التفريج، بينما الغيم بلا مطر قد يصوّر وعوداً مؤجلة أو حاجةً إلى بذل سببٍ أشدّ لتحقيق الغايات.
تنبيه ونصيحة:
- لأن الرؤيا وردت بكلمة واحدة دون تفاصيل، فالتعبير هنا عامّ. لو أمكنك بيان: لون الغيم، هل كان في وقته، هل نزل منه مطر أو برق ورعد، موقعه (في البيت/السماء)، وما شعورك في الحلم، لأضبط لك المعنى.
- على كل حال، إن راودك منها ثِقلٌ أو كراهة، فاستعذ بالله، وانفث عن يسارك ثلاثاً، ولا تحدّث بها من لا ينصح. وإن وجدت فيها بشرى، فاحمد الله وازدد شكراً. التعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله، ولا يُبنى على المنام حكمٌ شرعي.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
