تفسير رؤية العورة في المنام لابن سيرين والنابلسي | عورة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن العورة هي ما بين السرة والركبة، وظهورها يدل على هتك الستر وشماتة الأعداء .

ويوضح ابن سيرين أن رؤية انكشاف العورة أو ظهورها عن الثياب تشير إلى ظهور أمر يتعلق بالرائي بقدر ما انكشف منها . وإذا كان الرائي يرتدي القليل من الثياب التي بالكاد تسترها، فيشير محمد بن سيرين إلى أنه قد يتجرد في أمر يتعمق فيه؛ فإن كان هذا الأمر دينيًا دل على بلوغه مبلغًا في الدين والصلح، وإن كان في معصية بلغ فيها مبلغه . وفي حال رؤية العورة مكشوفة في مكان عام كالسوق، وكان الرائي مستحيًا منها، فإن ابن سيرين يرى أن ذلك يدل على هتك ستره ولا خير فيه .

ويضيف أن الأمر يختلف إذا لم تكن العورة ظاهرة، أو لم يكن الرائي مستحيًا منها، أو لم يكن عليه من الثياب شيء . ففي هذه الحالات، يؤكد المؤلف أن تحول الحال إلى السلامة يكون هو التأويل، ولا يشمت به عدو . فإن كان مريضًا شُفي، وإن كان مديونًا قُضي دينه، وإن كان خائفًا أُمِن . وإن لم يكن عليه من الثياب شيء، فربما يدل ذلك على سقوط رجاء، أو عزل من سلطان، أو انتقاد لأمر يتمسك به .

ويرى ابن سيرين أن التجرد مع الانشغال بعمل دليل على التمكن فيه والظفر بالمراد . فمن رأى نفسه عريانًا ومتجردًا من ثوبه، يفسر ذلك بأن له أعداء في الموضع الذي رأى فيه ذلك، وهو يغلبهم . وإن لم تكن عورته مكشوفة، فإنه لا يغلبهم . وينبه إلى أنه إذا غطى عورته بشيء أو بيده، فإنه ينقاد لهم ويهرب منهم . وإذا رأى على وسطه مئزرًا فقط، فإنه مجتهد في العبادة . ويذكر أن رؤية التجرد في طلب شيء تدل على نيل ذلك الشيء بقدر التجرد .

ومن جانب آخر، يتناول ابن سيرين مفاهيم مرتبطة، فالعانة، وهي الشعر الذي يغطي منطقة العورة، إذا كان قليلًا دل على صلاح السنة، وزيادتها تدل على مال وسلطان من جهة رجل أعمى . فمن رأى أنه نظر إلى عانته ولم ير عليها شعرًا، دل ذلك على خسران أو حجر في المال . وإن كان الشعر طويلاً ينسحب على الأرض، فإنه ينال مالاً كثيرًا مع فساد في الدين والمروءة . كما يذهب محمد بن سيرين إلى أن العجز، وهو ربما يشير إلى ما حول الدبر، يمثل مال المرأة؛ فإذا كان كبيرًا دل على مال كثير لامرأته، وأن صاحبه يسود بمالها . وإذا رأى أحدهم رجلاً يكشف له عن عجزه، فذلك يرمز إلى إطعامه دسمًا ومنفعة، ثم يترقب إدبارًا . ويرى ابن سيرين أن رؤية الدبر نفسه تنذر بالإدبار، إما بنفسه إن كان شابًا، أو يوقعه هو بعينه إن كان شيخًا معروفًا، أو تأتيه من حيث لا يشعر إن كان مجهولًا . وإذا كشف رجل عن عجز رجل آخر ليظهره، فإنه يفضحه في أهله . ويلحق بذلك، إذا رأت امرأة انكشاف عجزها وظهور دبرها، فإن الأمر المنسوب إليها يشرف على الدبار ويلحقها دين . ومن نكح امرأة في دبرها، فإنه يطلب أمرًا من غير وجهه ولا ينتفع به . وإذا رأى أنه يسحب على عجزه أو دبره، فإنه يضطر .

وفي سياق متصل، يربط ابن سيرين بين العورة وحرمة الرجل، فمن رأى أنه يستخدم النورة (مزيل الشعر) ولم تصل إلى عورته، فذلك يدل على أنه سيُقتل ولن يصلوا إلى حرمته . ويوضح أن ذهاب شعر العانة بالنورة دليل على الفرج، وعدم ذهابه يدل على ركوب الدين وزيادة الحزن .

ويذكر ابن سيرين أن كشف العورة قد يشير إلى فتنة يهلك فيها من يلم بها، أو فتنة عامة تكون حصنًا وغنائم في تلك السنة .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية انكشاف الثياب عن العورة وظهورها في المنام تدل على انتهاك ستر الرائي .

ويوضح النابلسي أنه إذا رأى الشخص عورته مكشوفة وكان يشعر بالحياء من ذلك، فهذا يؤول إلى الوقوع في خطيئة، وشماتة العدو به .

أما إذا كانت عورته ظاهرة ولم يكن يشعر بالخجل منها ولم يلتفت إليها أحد، فيشير النابلسي إلى أن ذلك دليل على السلامة من كرب أو مرض، وقضاء الدين لمن كان مديونًا، والأمان لمن كان خائفًا .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر عن عدم قدرتي على تأويل كلمة واحدة مجردة. رمز العورة في المنام يتغيّر معناه باختلاف التفاصيل: هل كانت مكشوفة أم مستورة؟ هل شعرتَ/شعرتِ بالحياء أو الارتباك؟ وأين جرى ذلك: في موضع عام أم خاص؟ هذه القرائن تغيّر الحكم جذريًا. إن رغبت بتعبير أدق، صف/ي حالك الاجتماعية والنفسية، وملابسات المشهد: مقدار الانكشاف، وجود مستورين أو ناظرين، ودرجة الحياء أو الطمأنينة.

تحليل الرمز وخلاصة الدلالات المحتملة:

• الرموز والعناصر:
  • العورة: في التراث الإسلامي دالّة على الحرمة والستر، والحديث عنها في المنام يجري على معنى حفظ السر أو هتكه.
  • انكشاف العورة مع الحياء: يميل إلى دلالة هتك الستر والوقوع في خطأ، مع شماتة عدو.
  • انكشاف بلا حياء ولا التفات من الناس: يميل إلى السلامة من كرب أو مرض، وقضاء دين وخروج من خوف.
  • التجرد من الثياب: يُنظر فيه إلى الموضع والحال؛ في السوق وبين الناس مع ظهور العورة والحياء غالبًا لا يُحمد، أما التجرد بلا ظهورٍ للعورة أو بلا حياء فقد يدل على عافية وخلاص.
• الإسناد الثقافي المعتبر:
  • جاء عند عبد الغني النابلسي: من رأى ثيابه انكشفت عن عورته هُتك ستره، فإن كان مستحييًا شُمت به عدوّه ووقع في خطيئة، وإن لم يستحِ وسلم من انتباه الناس نجا من كرب أو مرض، ويُقضى دين المدين ويأمن الخائف.
  • وفي باب التجرد عند النابلسي: إن كانت العورة غير بارزة ولم يصرّ على الاستحياء منها ولم يكن عليه شيء من الثياب، ففيه سلامة من مكروه وشفاء للمريض وقضاء دين للمدين وأمنٌ للخائف، أمّا التجرد مع ظهور العورة والحياء بين الناس في السوق فالأغلب أنه هتك ستر، وقد يدل التجرد أيضًا على ظلم أو ابتلاء بحسب السياق.
  • وينصح ابن سيرين المعبرَ بكتمان ما يتصل بعورات الناس وأسرارهم في الرؤى، وعدم إفشاء ما يكره الرائي ذِكره، وهذا أصل في أدب التعبير وحفظ الستر.
• التفسير النفسي والحياتي الممكن:
  • العورة تمثل حدود الخصوصية والحياء. رؤيتها مكشوفة قد تعكس قلقًا من انكشاف أمرٍ خاص، أو خوفًا من التقييم الاجتماعي والحرج.
  • الشعور بالحياء والارتباك داخل الحلم قرينة على حساسية الرائي تجاه صورته أمام الآخرين، بينما انعدام الحياء مع عدم التفات الناس قد يعكس تعافيًا من همٍّ داخلي أو تجاوزًا لعقدة خجلٍ سابقة، أو شعورًا بأن ما كان يُظن فضيحة ليس ذا شأن عند الآخرين.
  • ستر العورة داخل الحلم أو البحث عن ساتر يدل غالبًا على رغبة الرائي في صيانة خصوصيته أو معالجة تقصيرٍ أخلاقي/اجتماعي بصورة عملية.

نصيحة ومنهج:

• إن كان ما رأيتَه مكروهًا لك، فاستر رؤياك ولا تحدّث بها إلا ناصحًا أمينًا، وأكثر من الذكر والدعاء. ومن آداب دفع أذى الرؤيا المكروهة ما ذكرته كتب التعبير من قراءة آية الكرسي عند الاستيقاظ وترك قصِّها على من لا ينفعك، صيانةً للستر ودرءًا للوسواس.
• لتعبير أدق، أجب/ي عن الآتي:
  • من الرائي؟ وما حاله الدينية والاجتماعية والهمّ الغالب عليه؟
  • هل كانت العورة مستورة أم مكشوفة؟ وما مقدار الانكشاف؟
  • هل شعرتَ/شعرتِ بالحياء أو الخجل؟ وهل كان المكان سوقًا/بين الناس؟
  • هل أنت في دينٍ أو مرضٍ أو خوفٍ راهن؟ لأن الرمز قد يبشّر بزواله كما مرّ عند النابلسي. تذكير:
• الرؤيا الصالحة بشارة أو إنذار، ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعي. والتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 73-74. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 75-76. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 273-274. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 904-906.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.