تفسير سمك في المنام: الرزق والغنيمة والهم عند المفسرين

تفسير رؤى سمك في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: الطري الكبير رزق وغنيمة، والصغير هموم، وصيد الماء الصافي بشارة، والمالح تعب وقد يدل على سفر.

فريق مفاتيح المنام
14 دقيقة
سمكتفسير الأحلامابن سيرينالنابلسيرؤية السمك في المنام
تفسير سمك في المنام: الرزق والغنيمة والهم عند المفسرين

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية السمك تحمل عدة تأويلات.

ويوضح ابن سيرين أن السمك إذا كان طريًا وكبير الحجم وكثير العدد، فهو دلالة على الأموال والغنائم لمن أصابه. أما صغار السمك، فيشير إلى أحزان تصيب الرائي، وهي بمنزلة الأطفال. ووفقًا للمؤلف، فإنها قد تدل على عداوة بينه وبين أهل بيته أو رجاء في شيء لا يناله. ويرى ابن سيرين أن السمك عمومًا محمود، خاصة المشوي منه.

ويذكر أن أكل السمك الحي يمنح الرائي ملكًا. وأكل السمك الطري يعد غنيمة وخيرًا، نظرًا لأنه من الصيد. ويضيف أن السمك المشوي قد يعني قضاء حاجة، أو إجابة دعوة، أو رزقًا واسعًا إذا كان الرائي تقيًا، وإلا كانت عقوبة تنزل عليه. وأفاد أن السمك المشوي الطري تحديدًا هو غنيمة وخير لقصة مائدة عيسى عليه السلام.

ويفصل في تأويل السمك المالح؛ فمن أصاب سمكًا مالحًا، سواء أكله أو امتلكه، فسيصيبه هم من جهة مملوك أو خادم، ويكون النعيم بقدر ما نال منه. وينبه إلى أن صغار السمك المالح وكباره لا خير فيها غالبًا. ومع ذلك، نبه المؤلف إلى أنه ربما يخالف طبيعته في بعض الأحيان، فيصيب الرائي مالًا وخيرًا إذا كان السمك المالح كبيرًا. أما السمك المالح المشوي، فيفيد أنه سفر في طلب علم أو حكمة، أو صحبة رئيس، مستشهدًا بقوله تعالى: "نسيا حوتهما".

ومن التفاصيل الأخرى، يشير محمد بن سيرين إلى أنه إذا رأى الرائي أنه أصاب في بطن السمكة لؤلؤة أو اثنتين، فإنه يرزق ولدًا أو ولدين. وأورد ابن سيرين أن وجود شحم في بطن السمكة يدل على حصوله على مال وخير، وكذلك لحم السمكة. ويذكر أن كثرة السمك تدل على كثرة الأموال.

ويوضح أن خروج سمكة من إحليل الرائي يؤول بولادة جارية. وإذا خرجت السمكة من فمه، فقد يتكلم بكلام يحار في أمره. وذكر أن ذلك قد يعني أيضًا كلمات تقال في حق امرأة. ويرى أن السمكة الحية الطرية قد ترمز إلى بكر.

وفيما يتعلق بصيد السمك، فقد أشار ابن سيرين إلى أن صيده في البر يعني ارتكاب فاحشة، ولكنه قيل إنه قد يعني خبرًا سارًا. وصيد السمك في الماء العكر يدل على هم شديد، بينما صيده في الماء الصافي يدل على رزق أو ولادة ابن سعيد.

كما أورد ابن سيرين أن رؤية صغار السمك ممزوجة بالدقيق ومقلية في الدهن، تعني إصلاح مال ينتفع به الرائي، وينفق عليه من مال شريف، ويتعب فيه حتى يصبح لذيذًا وشريفًا. وقد يفسر ذلك أيضًا بإنفاق المال في شيء لا قيمة له حتى يصير كذلك.

وقد روى محمد بن سيرين أن رجلًا أتاه فقال: "رأيت كأن على مائدتي سمكة آكل أنا وخادمي منها من ظهرها وبطنها"، فقال له ابن سيرين: "فتش خادمك، فإنه يصيب من أهلك"، ففتش خادمه فوجده رجلًا. وأفاد المؤلف أن هذه الرؤيا قد تشير إلى أن ما يتعلق بالسمك على المائدة قد يتعلق بأمور الأسرة.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية السمك في المنام تحمل تفسيرات متعددة.

يذكر النابلسي أن السمك، إذا عُرف عدده، فهو نساء، وإن كان عدده غير معلوم وكثيرًا، فهو مال مغتنم . ويرى المؤلف أن السمك قد يدل على الهم والنكد والمرض والأخبار السيئة والموت في المكان الذي يُرى فيه، وذلك لرائحته وطبيعته . كما يشير إلى أن السمك يمثل الآدميين، مما يدل على المعاش من الماء كالسقائين والملاحين والغطاسين .

ويوضح أن من رأى في قعر البحر أو النهر سمكًا طريًا كبيرًا مجتمعًا، واستخرج أو أكل أو قسم منه، فإنه يصيب غنائم كثيرة من المال بقدر ما استخرج أو تصرف فيه . ويفيد أن السمك الحي والطري يؤول إلى إصابة جارية بكر . ويذهب إلى أن اصطياد السمك من الماء الصافي يرزق صاحبه رزقًا، وإن رزق بولد كان سعيدًا . أما اصطياده في الماء بشكل عام، فيعني سماع كلام يفرح به الرائي . وعلى النقيض، فإن اصطياده في وعاء كدر لا خير فيه ، واصطياده من ماء كدر يعني وقوع هم شديد .

ويفرق النابلسي بين أنواع السمك؛ فالسمك الكبير يدل على المنفعة والخير ، ويمثل الأموال والغنائم . أما السمك الصغير، فيدل على ذهاب اللذة والمنفعة ، ويعتبر همومًا لأن شوكه أكثر من لحمه ويشق على آكله . ويرى أن السمك الذي فيه الكبار والصغار لا بأس به ويدل على الرزق . وينبه إلى أن السمك اللين القشر دليل خير لمن يريد الخديعة ليختفي أمره ويأخذ أموال الناس بمكر، بينما يدل لغيره على تعقد الأمور وإبطائها . والسمك الذي لا قشر له، وكل ما كان من هذا الجنس طويلًا، يدل على أعمال باطلة وتعب ورجاء فيما لا يتم . والسمك الموجود في العيون دليل خير يسير . ويشير إلى أن السمك الميت في داخل البحر دليل رديء، ويدل على رجاء لا يتم .

ويورد المؤلف أن السمك الخارج من الذكر يدل على ولادة جارية، وخروجه من الفم يدل على كلام باطل في امرأة . ومن وجد في بطن السمكة شحمًا، أصاب امرأة ونال منها مالًا وخيرًا . ويوضح أن صيد السمك في البر يعتبر ارتكاب فاحشة، وقيل إنه خير لسير المسافر . أما صيد السمك في البحر، فإن كان السمك حيًا، فالمنفعة حاصلة .

ويشير عبد الغني النابلسي إلى أن السمك الذي له سلاح يدل على الانتصار على الأعداء، وربما صادق أهل الشر . والسمك الذي لا يقدر، فهو بضاعة لأرباب البضائع . والسمك الذي ينتقل من البحر الحلو إلى المالح والعكس يدل على النفاق في الجيش أو اختلاف العامة وحدوث مظلمة أو بدعة . والسمك الطافي على وجه الماء يدل على تسهل الأمور، وقرب البعيد، وإظهار الأسرار، وإخراج المخبات أو مال له أصل من ميراث . والسمك الذي يشبه خلق الآدمي أو الطير يدل على التعرف بالتجار والمترددين أو المترجمين العارفين بالألسنة .

ويضيف النابلسي أن السمك المشوي النازل من السماء بشارة باستجابة الدعاء والانتصار على الأعداء وارتفاع القدر . ويرى أن السمك الذي يشبه الجزيرة يدل على مغنم من سبب الجهاد مع أمير صالح، خصوصًا إن أخذ من عينها دهنًا أو تناول من لحمها . ومن أكل لحم السمك دون إصلاح، تكلم في أعراض الناس واحتال عليهم وأخذ أموالهم بالباطل، وربما دل ذلك على الزنا والأمراض الشديدة .

ويستدرك المؤلف بأن رؤية سمكة في الفراش دليل رديء لمن يسير في البحر، حيث تصيبه شدة، وللمريض يشتد وجعه بالرطوبات . ويفيد أن أكل السمك المالح يصيب صاحبه تعبًا وشدة . ويرى أن السمك المالح يدل على خير ومال باقٍ لأن الملح يحفظ السمك، وقيل إنه هم من قبل المماليك . وأن السمك المقلي يدل على إجابة الدعوة .

ويلفت الانتباه إلى أن من أخذ من السمك شيئًا نال شيئًا من جند الملك . وأن السمكة العظيمة إذا أمسكت، فإن الباغي والثائر يهلك . ويذكر أن رؤية الحوت أو السمك المنفلت منه تعني أن غريمه يريد أن يجحد ماله ولا يقدر عليه إلا بخصومة شديدة . وأن رؤية الحوت في حوض أو بركة فاتح فاه تدل على السجن . ويختتم النابلسي بالإشارة إلى أن السمك قد يدل على الهم والنكد والمرض والأخبار النكدة والموت، وذلك لرائحته وطبيعته .

ومن جانب آخر، يذكر المؤلف أن السمك قد يدل على المعاش من الماء، كالسقائين والملاحين . وإذا عاد السمك إلى البحر، صاحب الأولياء واطلع منهم على ما لم يطلع عليه أحد . ومن نوى السفر ووجد سمكًا، وجد رفقة يرتفق منهم ويرجع سالمًا .

ويشير إلى أن من وجد في بطن السمكة لؤلؤة أو أكثر، فإنه يصيب من امرأة مالًا أو ينال ولدًا غلامًا أو أكثر على قدر اللؤلؤ . وإن وجد في بطنها خاتمًا، فإنه دولة وعز لصاحب الرؤيا . ومن أكل سمكة منتنة وترك طعامًا طيبًا، أتى نكاحًا حرامًا وترك الحلال .

ويذكر الكتاب أيضًا تفسيرًا للسماك (بائع السمك)، فيدل على الشر والخصومات والهم والغم والفرج بعد الشدة، وبائعه طريًا يدل على دلال الجواري والمماليك، وعلى بائع الجواهر، والأرزاق والمال الحلال والعلم والكد والاحتيال . ومن اشترى من السماك سمكة، فإنه يشتري جارية أو يتزوج امرأة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية السمك – على إجمالها – تُبشّر في الغالب برزق وغنيمة إن كان طريًا وكبيرًا وكثير العدد، وتدلّ على النساء إن عُرف عدده وكان قليلاً، وقد تشير صغاره إلى هموم عابرة. أكل السمك الحي يُفهم منه نيل مُلك أو سلطة، والمشوي منه قضاء حاجة ورزق، وقد يدل المشوي أيضًا على سفر لطلب علم. أمّا السمك المالح فعلامة تعبٍ وهمّ، وصيده من ماءٍ صافٍ رزقٌ وتيسير، ومن ماءٍ كدرٍ همٌّ وعوائق. ويتقوّى وجهُ الخير بصفاء الماء وكِبَر حجم السمكة وطيب طعمها. هذا تأويلٌ عامّ، ويتحدد المعنى الأدقّ بتفاصيل الرؤيا.

تحليل الرموز والعناصر المحتملة:

  • السمك الطري الكبير الكثير: أموال وغنيمة لمن أصابه أو أكله؛ هذا هو المشهور عند المعبّرين كابن سيرين، حيث نصّ أن السمك إذا كان طريًا كبارًا كثير العدد فهو أموال وغنيمة، وأكل الطري غنيمة لكونه من الصيد.
  • معرفة العدد أو جهالته: عند النابلسي إذا عُرف عدد السمك دلّ على النساء، وإذا كثر ولم يُعرف عدده دلّ على المال والغنائم.
  • الصغير من السمك: يدل على همّ لكون شوكه أكثر من لحمه ومشقّته على الآكل؛ قرّره ابن سيرين والنابلسي معًا.
  • أكل السمك الحي: يُفَسَّر بنيل مُلك أو سلطان عند ابن سيرين.
  • السمك المشوي: ابن سيرين ذكر أنه قضاء حاجة أو إجابة دعوة ورزق واسع للتقيّ، وإلا فقد يكون عقوبة، كما ربط السمك المشوي الطري بقصة مائدة عيسى عليه السلام في كونه غنيمة وخيرًا، والمالح المشوي سفرٌ في طلب علم مستأنسًا بقوله تعالى: نسيا حوتهما. والنابلسي نصّ على أن نزول السمك المشوي من السماء بشارة باستجابة الدعاء والانتصار ورفعة القدر.
  • السمك المالح: عند ابن سيرين همٌّ وتعب بسبب ملوحته، وإن كان كبارًا فقد يخالف الطبع أحيانًا فيدل على مالٍ وخير، لكنه في الأغلب يُتعب صاحبه.
  • الصيد وماء الرؤيا: صيده من ماءٍ كدر همٌّ شديد، ومن ماءٍ صافٍ رزق أو ولدٌ سعيد، وعند النابلسي اصطياد الكبير منفعة وخير، والماء الكدر لا خير فيه.
  • العلامات الخاصة:
    • خروج سمكة من الفم: كلام باطل في حق امرأة أو قولٌ يُحار فيه.
    • خروج السمكة من الذكر: ولادةُ جارية.
    • وجود لؤلؤة في بطن السمكة: يُرزق ولدًا أو أكثر بعدد اللآلئ، وإن وُجد شحم فمالٌ وخيرٌ من امرأة.
    • السمكة في الفراش: علامة رديئة للمسافر في البحر أو دلالة على اشتداد وجع المريض بالرطوبات عند النابلسي. الربط بالمصادر الثقافية والدينية:
  • القرآن الكريم: استُأنس في التأويل بقوله تعالى في قصة موسى عليه السلام: نسيا حوتهما، فجُعل السمك المشوي المالح رمزًا للسفر في طلب علم أو صحبة صاحب شأن. وكذلك ذُكرت مائدة عيسى عليه السلام عند ابن سيرين في معنى الغنيمة والخير للمشوي الطري.
  • أقوال المعبرين: اعتمدنا صريح نصوص ابن سيرين في مواضع متعددة من تفسير السمك ومعانيه التفصيلية ، ونصوص عبد الغني النابلسي في تعطير الأنام حول كون العدد نساء أو أموالًا، وحول دلالات الصيد وصفاء الماء ونزول السمك المشوي من السماء.
  • لسان العرب والعرف: السمك في العرف العربي قوتٌ وصيدٌ ومعاش، فيجري حمله على الرزق والاغتنام، ويتقيّد المعنى بحال الرائي وبيئته.

تفسير نفسي-حياتي محتمل:

  • السمك رمز للفرص والمكاسب “الكامنة” تحت السطح؛ صفاء الماء يرمز لصفاء الرؤية والقرار، وكدره لضغوط وهموم. كِبَر السمكة وجودتها قد يعكسان فرصة مهنية/مالية كبيرة، وصغارها شواغل صغيرة مُتعِبة. أكل السمك الطيب قد يشير لتغذية صحية للمشاريع والأفكار، بينما المالح رمز لجهدٍ وضغطٍ للحصول على المكاسب. الصيد من ماءٍ صافٍ صورةٌ للسعي المنظّم المثمر، ومن ماءٍ كدرٍ سعيٌ وسط تعقيدات.

تنبيه وطلب تفاصيل:

  • لفظ “سمك” وحده لا يكفي للتأويل الدقيق. إن رغبت بتعبيرٍ أخصّ، صفْ: حالتك الاجتماعية، هيئة السمك (حي/طري/مالح/مشوي/مقلي)، العدد والحجم، الماء (صافٍ/كدر)، هل صِدتَه أم أكلتَه؟ طعمه ومشاعرك زمن الرؤيا، وأي تفاصيل لافتة. بهذه المعطيات يُرجَّح وجه الخير أولًا وفق القواعد، ويُستبعد الاحتمال الأضعف.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 625-626.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 628-630.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 628.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 625-626.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 626-627.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 628.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 628.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 628.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 627-628.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 595-596.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.