تفسير زلزلة في المنام لابن سيرين والنابلسي ومعانيها

دليل شامل لتفسير رؤية زلزلة في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: دلالات الخوف والبلاء والحركة، توقيت الرؤيا، وما العمل عند الرؤى المفزعة ونصائح عملية.

فريق مفاتيح المنام
8 دقيقة
تفسير الأحلامزلزلةالزلزال في المنامابن سيرينعبد الغني النابلسي
تفسير زلزلة في المنام لابن سيرين والنابلسي ومعانيها

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الزلزلة تعني أن الملك يظلم رعيته أو تقع به فتنة أو أمراض . وينقل عن بعض المفسرين قولهم بأن الخسوف والزلزال دليل رديء لجميع الناس، ويدل على هلكهم وهلاك أمتعتهم . ويرى ابن سيرين أن رؤية الأرض وكأنها متحركة تدل على حركة صاحب الرؤيا وعيشه .

ويوضح أنه إذا رأى الشخص أرضًا تتزلزل ويغور منها جزء بينما ينجو جزء آخر، فإن ذلك يدل على أن السلطان سينزل بتلك الأرض ويعذب من أهلها . ويرى بعضهم أن هذا قد يشير إلى مرض شديد . ثم يضيف أنه إذا رؤي جبل من الجبال يتزلزل أو يرتجف أو يزول ثم يستقر قراره، فإن سلطان ذلك الموضع أو عظماءه تصيبهم شدة شديدة، وتذهب عنهم بقدر ما أصابهم .

تفسير عبد الغني النابلسي

«وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن الزلزلة في المنام قد تدل على خوف من سلطان . وقيل إن الزلزلة في مكان مخصوص تشير إلى نقلة وتحويل . كما يذهب النابلسي إلى أنها قد تعني حادثاً يحدث من قبل الملك الأعظم، فإذا كانت عامة فالأمر عام، وإن خصت موضعاً أو بلدة، فالحدث خاص بتلك المنطقة .

ويوضح النابلسي أنه إذا رأى شخص جبلاً يتزلزل أو يرتجف أو يزول عن مستقره ثم يستقر، فذلك يدل على أن سلطان ذلك الموضع أو عظيمهم سيصيبه هول وشدة عظيمان . وأفاد أن رؤية الأرض تتزلزل وتخسف بطائفة منها بينما تنجو طائفة أخرى، تعني أن السلطان سينزل بتلك الأرض ويعذب أهلها، أو قد تدل على مرض شديد . وذكر أن نزول الزلزلة بأرض يعني أن الملك يظلم رعيته حتى يتحيروا وتفشو أسرارهم .

ثم يشير المؤلف إلى أنه إذا اهتزت الأرض واضطربت السماء، فإن أهل البلدة يعاقبون بالسلطان ويصابون في أنفسهم وأموالهم بالمرض . وبيّن أن حركة الأرض في المنام تدل على حركة أمور صاحب الرؤيا وعيشه .

ويرى عبد الغني النابلسي أن زلزال الأرض قد يدل على بلاء ينزل بتلك الأرض من سلطانها، أو قد يكون بسبب جراد، برد، قحط، أو خوف شديد . والزلزلة عموماً تدل على الفزع والأراجيف والأخبار المزعجة وظهور الأسرار . وإذا رأتها امرأة حامل، فهي قد تضع حملها . وربما دلت على اضطراب الناس بسبب أمراض شديدة، مع سلامتهم من الموت . أما إذا انهدمت الجدران، فالناس يموتون حقيقة . وقد تدل الزلزلة على موت الرائي نفسه .

ومن تفسيرات أخرى، أفاد النابلسي أن اهتزاز الأرض المجدبة دليل على تزكيتها ونموها بالزرع . وقد تدل على إحياء الموات . وتدل الزلزلة على السفر في البحر والميل فيه . كما تشير إلى الرقص والطرب، وتعطيل السفر في البحر . وربما تدل على النكد من الأزواج . وإن هدمت الزلزلة الدور، فقد تدل على أرباح لصناع العمارة لاحتياج الناس إليهم .

ويضيف النابلسي تفصيلات تتعلق بتوقيت الزلزلة، فإذا كانت في بستان دلت على كثرة النبات وكثرة ثمار الصيف، وتشير إلى فتن أهل القرى . ورؤيتها في شهر أيار تدل على قتال وفتن متصلة . وفي شهر حزيران، تدل على هلاك الأشرار، وإن كانت نهاراً دلت على تجديد المناصب للعلماء . ورؤيتها في تموز تدل على موت رجل عظيم الشأن . وفي آب، تدل على عدو يقدم إلى تلك الأرض . وأما في أيلول، فتدل على قدوم رجل غريب يحصل بسببه أوجاع يعقبها فناء . وفي تشرين الأول، تدل على المرض وسلامة الحوامل ورخص الحب . وفي تشرين الثاني، تشعر بسقوط الحوامل . وفي كانون الأول، تدل على حدوث مرض شديد وموت مع الأمن من العدو . وفي كانون الثاني، تدل على موت الشباب . وأما في شباط، فتدل على الجوع وسقوط الحوامل . وأخيراً، في آذار، تدل على الرخاء .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الزلزلة في المنام تُؤوَّل على حدوث اضطراب قوي وتغيّر في الأحوال، وقد تُنذر بخوفٍ أو بلاءٍ عام إذا عمت، أو خاص إذا وقعت في موضع بعينه. وتُحمل على شدّةٍ من سلطان أو فتنةٍ أو مرض إذا صاحبها تهدّم أو خسف، بينما اهتزاز الأرض دون خرابات قد يدل على حركةٍ في معيشة الرائي وأموره. وتختلف الدلالة بتفاصيل المشهد وتوقيته وحال الرائي، فالأصل ترجيح وجه الخير والدعاء والاستعاذة والصدقة.

تفصيل التحليل:

  • الرموز والعناصر الرئيسة ومعانيها المحتملة:
    • الزلزلة/اهتزاز الأرض: جاء في تعطير الأنام للنابلسي أنها في المنام خوف من سلطان، وحادث يقع من قِبل الملك الأعظم؛ فإن كانت عامة فالحادث عام، وإن خصّت بلداً فالأمر خاص بأهله. كما قد تدل على بلاء ينزل بالأرض من سلطانها أو جراد أو برد أو قحط أو خوف شديد، وتفيد أيضاً بأنها علامة فزعٍ وأراجيف واضطراب أحوال الناس، وقد تُحمل على حركة المعيشة للرائي إن رُئيَت الأرض متحرّكة دون تهدّم ظاهر.
    • انهيار الجدران أو الخسف بطائفة ونجاة أخرى: يدل على نزول السلطان بتلك الأرض وتعذيب أهلها، ووقع موتٍ حقيقي إن تهدّمت الجدران، وقد يشير إلى مرض شديد إن كان الاهتزاز مع أذى ظاهر للناس.
    • تزلزل الجبل ثم استقراره: شدّة تصيب سلطان ذلك الموضع أو عظماءه ثم تنكشف بقدر ما وقعت منهم.
    • موضع الرؤيا وتوقيتها: إن كانت الزلزلة في بستان دلّت على كثرة النبات وفتنٍ بين أهل القرى. وذكر النابلسي تفصيلاً زمنياً: في أيار قتال وفتن متواصلة، في حزيران هلاك الأشرار، في تموز موت رجل عظيم، في آب قدوم عدو، وفي بقية الشهور إشارات متفاوتة إلى مرض أو جوع أو رخاء بحسب الشهر المذكور.
    • دلالات أُخر: قد تدل الزلزلة على السفر في البحر أو تعطيله، وعلى الرقص والطرب، وربما على نكد الأزواج، وعلى إحياء الموات وخصب الأرض إذا اهتزت الأرض المجدبة دون خراب.
  • الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
    • ضوابط الرؤى وأنواعها وآداب التعامل مع المكروه: قرر أهل العلم أن الرؤيا حق وبشارة أو إنذار، وأن من السنة عند رؤية ما يكره أن يتحول عن جنبه الذي نام عليه، ويتفل عن يساره ثلاثاً، ويستعيذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى، ولا يُحدّث بها إلا ناصحاً عالماً، وأن الرؤيا على ما تُعَبَّر ما لم تُحدَّث، وكل ذلك نُقل في كتب التعبير المعتبرة كـ“تفسير الأحلام الكبير” وما فيه من آثار وحديث في آداب الرؤيا.
  • التأويل وفق الأبعاد النفسية والحياتية:
    • رمز الزلزلة نفسياً يشير إلى اهتزاز الشعور بالأمان، وتوتر داخلي، وتغيّرات ضاغطة في الواقع: انتقال سكن، اضطراب في العمل، خلافات عائلية، أو قلق عام من الأحداث. فإذا لم يظهر في المنام تهدّم أو أذى، وغلب الإحساس بالخوف فقط، فقد يُحمل على قلقٍ نفسي يحتاج إلى تهدئة أسبابه والتنظيم والتوكل، خاصة وأن النابلسي نصّ على أن حركة الأرض قد تُعبّر عن حركة المعيشة وتقلباتها للرائي.
  • نصائح عملية:
    • إن كانت الرؤيا مفزعة فاتبع الهدي النبوي: تحوّل عن جنبك، وتفل عن يسارك ثلاثاً، واستعذ بالله، وقم إلى الصلاة، ولا تُحدّث بها إلا ناصحاً أميناً، مع الإكثار من الدعاء والصدقة لدفع البلاء.
    • دقة التعبير تتوقف على التفاصيل: عموم/خصوص الزلزلة، وجود تهدّم أو لا، حضور رموز كالسلطان أو الجبل، المكان (بيت، بلدة، بستان)، زمن الرؤيا، وحال الرائي. بهذه القرائن يُرجّح المعنى الأقرب.

اعتذار لطيف وتنبيه: لم تذكر تفاصيل رؤياك، لذا أوردتُ المعاني المعتبرة المحتملة على وجه الإجمال. إن رغبت بتعبير أدقّ فاذكر: موضع الزلزلة، ما إن وقع تهدّم أو خسف، من كان معك، إحساسك أثناءها وبعدها، وزمن الرؤيا إن عُرف. وعلى كلّ حال، قدّم الدعاء والاستعاذة والصدقة، فالتعبير ظنّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 171. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 544-545.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 544-545.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 545-546.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.