تفسير رؤية كرم العنب في المنام لابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، يذكر أن الكرم دال على النساء . ويوضح ذلك لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه، لا سيما أن المسكر المخدر للجسم يكون منه، وهو بمثابة خدر الجماع، وما فيه من العصير دال على النكاح لأنه كالنطفة . ويفيد أن الكرم ربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب، فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال . ويذهب إلى أنه من ملك كرماً كما وصف، فإن كان أعزب تزوج امرأة، أو تمكن من رجل كريم .

ويبين ابن سيرين أن النظرة في عاقبة مالك الكرم تكون بزمام الكرم في الإقبال والدبار . فإن كان ذلك في ادبار الزمان، وكانت المرأة مريضة، هلكت من مرضها . وإن كانت حاملاً، أتت بجارية . ويشير ابن سيرين إلى أنه إن كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو امرأة، حرم ذلك وتعذر عليه . وإن كان قد عقد نكاحها، تعذر عليه وصول زوجته إليه . ويرى ابن سيرين أن الموسر يصبح فقيراً بعد يسر . وأن من كان في سوقه وصناعته يعتريها إقبال ونفاق، فإنها تتعذر وتكسد . وإذا كان ذلك في إقبال الزمان والصيف، فالأمر يكون على الضد منه، ويكون جميع ذلك صالحاً .

ويفيد ابن سيرين أن العنب الأسود في غير وقته يؤول إلى الهم والحزن، وفي وقته يكون مرضاً وخوفاً . وربما كان سياطاً لمن ملكه على قدر الحب، ولا ينتفع بسواده مع ضرر جوهره . ويشير ابن سيرين إلى أن العنب الأبيض في وقته هو عطارة الدنيا وخيرها، وفي غير وقته، يدل على مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه . كما أن الزبيب كله، أسوده وأحمَره وأبيضه، خير ومال . ويذكر أن من رأى أنه يعصر كرماً، فليأخذ بالعصير ويترك ما .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الكرم في المنام قد تدل على عز وشرف لمن قام بغرسه، كما هو الحال مع سائر الأشجار . ويوضح النابلسي أن الكرم يعبر عن امرأة موسرة، كما قد يشير إلى رجل كريم . ويفيد بأن من رأى أنه أخذ قضباناً من الكرم، فإنه ينال مالاً من امرأة شريفة . كما أن الدالية، وهي جزء من الكرم، تدل على امرأة كريمة .

ويذكر النابلسي أن رؤية الكرم بأوراقه تعني الانتفاع من جهة قوم بالدين والطاعة . ويرى عبد الغني النابلسي أن شجرة الكرم دليل خير لمن أراد الزواج، نظرًا لتشابك أغصانها والتفاف عروقها . وأضاف أن عروش الكرم تمثل امرأة حسناء موسرة ذات خدم، وكذلك فإن حديقة الكرام تدل على امرأة .

أما إذا رأى كرماً نبت فوق رأسه، فيشير ذلك إلى تعرضه لقروح في رأسه . ويشير إلى أن رؤية الكرم حاملاً في فصل الشتاء تعبر عن امرأة قد ذهب مالها وهو يظن أنها موسرة . فإن اقتطف الرائي شيئاً من هذا الكرم، فإن ماله سيذهب على تلك المرأة بقدر ما اقتطف . وإن لم يقتطف شيئاً، يخلص من أمرها بكفاف .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر عن الجزم بالتعبير لأن كلمة “كرم” وحدها محتملة: قد تعني شجر العنب وعروشه، وقد يُراد بها خُلق السخاء. إن كانت رؤياك تتعلق بكرم العنب، فالغالب أنها بشارة بنفع وزواج أو صلةٍ بامرأة موسرة أو رجل كريم ورفعةٍ لمن يغرسه. أمّا إن قصدت الكرم بمعنى السخاء، فذلك أمارة على الذكر الحسن والتوسعة. ويتحدد المعنى بدقائق المشهد: الموسم، وجود ثمر أو لا، مكان الكرم، وما فعلتَ فيه.

تحليل الرموز والعناصر المحتملة:

• الكرم بوصفه شجر العنب:
  • عند النابلسي: “الكرم يُعبّر بامرأة غنية… وهو عزّ وشرف لمن غرسه… والدالية امرأة شريفة كريمة، وعروش الكرم امرأة حسناء غنية ذات خدم” . كما أن رؤية كرْمٍ حمّال في الشتاء تؤول إلى امرأة ظُنّ بها اليسر وقد ذهب مالها، والانتفاع بطرق الكرم يدل على نفع من قوم بالدين والطاعة، ومن نبت الكرم فوق رأسه أصابه قروح في رأسه.
  • عند ابن سيرين: الكرم يدل على النساء، وربما دلّ على الرجل الكريم لكثرة منافع العنب؛ فمن ملك كرماً تزوج إن كان أعزب أو تمكّن من رجل كريم. ويُعتبر الزمان: إن كانت الرؤيا في إدبار الموسم دلّت على تعذر المنافع، وفي إقبال الزمان والصيف يكون الأمر صالحاً. والعنب الأسود في غير وقته همّ، وفي وقته مرض وخوف، والأبيض خير وشفاء، والزبيب كله مال وخير.
  • تفصيل العنب عند النابلسي: العنب رزق حسن ودائم، والأبيض خير وشفاء، والأسود منفعة قليلة وفي وقته همّ، ومن أمسك عنقوداً نال مالاً مجموعاً من امرأة. وقد يدل أكل العنب على ضرب الخمر أو على منافع بسبب النساء. وانظر أيضاً إحالة النابلسي إلى مادة “الكرم” لتمام الربط بين الشجرة وثمرها.
• صلة الرمز بالوحي واللسان:
  • جاء ذكر “أعناب” في سياق وصف الجنان: “أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب…” وهو مما قوّى عند المعبّرين حمل البساتين والكروم على الخير والنعيم، بل قد يحمل البستان المجهول على المصحف أو الجنة بحسب القرائن.
  • قواعد التمييز بين الرؤيا وغيرها وكون الرؤيا الصالحة حقّاً وردت في مقدمات أهل التعبير، وأنها بشارة أو نذارة ويُراعى فيها الزمان والقرائن. الربط الثقافي والديني:
• في الموروث العربي والإسلامي الكرم شجرٌ وثمرٌ معاً، ومنه الخمر في واقع الناس، لذا حمله المعبرون على الزواج والنساء والمنافع، وعلى الرجل الكريم النافع، وجُعلت فصول السنة قرائن على حصول النفع أو تعذّره، وهذا موافق لقواعدهم في اعتبار الزمان والمكان وأحوال الرائي. التفسير النفسي والحياتي الممكن:
• إن كانت رؤياك “كرماً” مثمراً في وقته، فقد تعكس وفرة وارتباطات اجتماعية ناجحة وفرص زواج أو شراكات رابحة. أمّا كرْمٌ في غير موسمه أو يابس، فقد يعبّر عن توقّعات غير واقعية أو تعثر مؤقت في علاقة أو رزق، ويدعوك إلى ترتيب أولوياتك ومراعاة التوقيت الملائم للأعمال. وإن كان المقصود “الكرم” خُلقاً، فربما هي دعوة لتعزيز العطاء المتوازن دون إفراط يرهقك.

نصيحة وإتمام بيان:

• فضلاً حدّد لي تفاصيل رؤياك: هل رأيت شجرة كرم، عناقيد عنب، غرساً أو حصاداً؟ في أي فصل كان المشهد؟ هل كنتَ تأكل، تقطع، تعصر، أم تمرّ بين طرق الكرم؟ وما حالك الاجتماعي؟ بهذه التفاصيل يترجّح وجه التأويل إلى بشارة زواج أو نفع مالي أو تنبيه يتعلق بالعلاقات والتوقيت. حتى يتبيّن ذلك، فاحفظ الرؤيا إن سُررت بها، واستكثر من الدعاء والعمل الصالح، ولا تُبنِ عليها حكماً عملياً قاطعاً، فالتعبير ظنّ واجتهاد والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 219-220. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1096-1097.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1096-1097.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.