تفسير رؤية قرية في المنام لابن سيرين والنابلسي ومعانيها

اكتشف دلالات رؤية قرية في المنام بين الخير والابتلاء: عمرانها وخرابها، دخولها والخروج منها، والانتقال بينها والمدينة، مع أقوال ابن سيرين والنابلسي.

فريق مفاتيح المنام
6 دقيقة
تفسير الأحلامالقرية في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير رؤية قرية في المنام لابن سيرين والنابلسي ومعانيها

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن القرية تدل على معانٍ متعددة.

يذكر ابن سيرين أن القرية المعروفة تدل على نفسها وعلى أهلها وما يأتي منها، إذ المكان يدل على أهله، مستشهدًا بقوله تعالى: "واسأل القرية" أي أهلها. كما يذكر أنها قد تدل على بيت النمل، لأن العرب تسميه قرية.

ويشير محمد بن سيرين إلى أن القرية قد تدل على دار الظلم والبدع والفساد والخروج عن الجماعة والشذوذ عن جماعة أهل المدينة، مستدلًا بأن الله تعالى وصف دور الظالمين في كتابه بالقرى.

ويرى ابن سيرين أن رؤية هدم قرية أو إفسادها، أو رؤيتها خربة، أو ذهابها بسيل، أو احتراقها بالنار، إن كانت معروفة، تعني أن سلطانًا سيجني عليها، وقد يدل ذلك على الجراد والبرد والجوائح والأوبئة.

ويفيد أن من ردّم بيت نمل أو أفسده، فإنه بذلك يعتدي على أهل القرية بالظلم والعدوان، أو على كنيسة أو دار مشهورة بالفسوق.

وينبه ابن سيرين إلى أن دخول قرية حصينة يعني القتل أو القتال، لقوله تعالى: "لا يقاتلونكم جميعًا إلا في قرى محصنة".

كما يوضح أن اجتياز بلد إلى قرية يدل على اختيار أمر وضيع على أمر رفيع، أو عمل محمود ظن أنه غير محمود، أو خير ظن أنه شر فرجع عنه.

ويذهب ابن سيرين إلى أن دخول القرية يدل على البلاء بسلطان، بينما الخروج منها يدل على النجاة من شدة والراحة، استنادًا إلى قوله تعالى: "أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها".

ويفرق ابن سيرين بين القرية العامرة التي تخرب وتتعطل مزارعها، فتدل على ضلالة أو مصيبة لأهلها، وبين رؤيتها عامرة، فتدل على صلح دين أربابها.

ويشرح محمد بن سيرين أن القرية قد تدل على الدنيا، في حين أن المدينة تدل على الآخرة. وفي تفسير آخر، قد ترمز القرية إلى المقبرة لانعزالها وغفلة أهلها.

ويضيف أن القرية السوداء المكروهة تشير إلى النار، والمدينة الجميلة المجهولة تدل على الجنة.

ويستدرك أن الانتقال في المنام من قرية مجهولة إلى مدينة مماثلة يؤول إلى تغير في حال الرائي؛ فالكافر يسلم، والمذنب يتوب، والصالح الفقير يستغني ويعز، والخائف يأمن، وصاحب السرية يتزوج، والمريض يموت وينتقل إلى دار أفضل.

ويذكر أن الانتقال من مدينة إلى قريتين مجهولتين يكون على عكس ذلك، وأن القرى والمدن المعروفة يُعتبر في تفسيرها أسماؤها وجواهرها.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية القرية في المنام تحمل دلالات متعددة.

ويشير النابلسي إلى أن القرية قد تدل على الظلم والهلاك، مستشهداً بالآية الكريمة: "إن أهلها كانوا ظالمين". وترتبط القرية المعروفة بنفسها وبأهلها وما يصدر عنها. وربما دلت القرية على دار الظلم والبدع والفساد، أو الخروج عن الجماعة. كما قد تشير إلى بيت النمل، وبالمثل، فإن رؤية بيت النمل تدل على القرية.

ويرى المؤلف أن رؤيتها عامرة تعني صلاح الدين، وأن رؤيا العمران العتيقة تدل على صلاح الدين والتوبة. وعلى النقيض، فإن رؤية قرية عامرة قد خربت والمزارع تعطلت، فذلك يعني الضلالة أو المصيبة لأهلها.

وإذا رأى النائم أنه يهدم قرية أو يفسدها أو يراها قد خربت وهلك أهلها، أو جرفها السيل، أو احترقت، وكانت قرية معروفة، فإن السلطان سيظلم أهلها. وقد يدل ذلك على وقوع الجراد والبرد والجوائح والوباء، وبالمثل، فإن ردم كوة النمل في سقف البيت يعتبر تفسيراً مماثلاً.

ويبين النابلسي أن دخول قرية حصينة يعني مقاتلة أو قتل. ومن رأى أنه دخل قرية، فإنه يلي سلطاناً أو يدخل في عمل بر، وإن خرج منها، فإنه ينجو.

وينتقل المؤلف في التفسير إلى حالات التنقل؛ فذكر أن الانتقال من قرية إلى مدينة يدل على الانتقال من تعب إلى راحة ومن خوف إلى أمن. وأوضح أن العكس صحيح، حيث أن الانتقال من مدينة إلى قرية يشير إلى الانتقال من راحة إلى تعب ومن أمن إلى خوف. كما نبه إلى أن المرور من بلد إلى قرية قد يعني اجتياز أمر وضيع إلى أمر رفيع، أو عملاً محموداً ظن الرائي أنه غير محمود.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: لفظ “القرية” في المنام – ما لم تُذكر تفاصيله – رمزٌ مُحتمل لدلالات متباينة؛ يغلب فيها معنى الضيق والابتلاء إذا اقترن بقرائن الظلم والخراب، ويقوى فيها معنى الصلاح والبر إن ظهرت عامرة طيبة، كما يدل دخولها أو الخروج منها أو الانتقال بينها وبين المدينة على تحولات في حال الرائي بين شدةٍ وراحة، وخوفٍ وأمن. ونظراً لعدم كفاية التفاصيل فالتأويل هنا إجماليٌّ إرشادي لا جزم فيه.

تحليل الرؤيا وفق المنهج:

  • الرموز والعناصر الرئيسة:
    • القرية: ورد في تعبير ابن سيرين أنها قد تدل على نفسها وأهلها، وعلى دار الظلم أو بيت النمل في لسان العرب، وأن حالها عمراناً أو خراباً ينعكس على دلالتها للرائي وأهلها. وذكر النابلسي أنها قد تكون ظلماً وهلاكاً، وأن دخول القرية أو الخروج منها أو الانتقال منها وإليها يحمل معاني السلطان والبر والنجاة من الشدة، وتبدل الحال بين تعب وراحة وخوف وأمن.
  • الربط بالمصادر العربية والإسلامية:
    • القرآن استخدم لفظ القرية في سياقات الظلم والهلاك كقوله تعالى: “إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين”، وجاء فيها أيضاً: “لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة”، ومن استعمال العرب: “واسأل القرية” أي أهلها، وهي شواهد يُكثر المعبرون من الاستئناس بها لمعاني الخوف/الحصار أو الظلم/الهلاك أو نسبة المكان لأهله، وقد استند إليها ابن سيرين والنابلسي في مواضعهم.
  • التفصيلات المحتملة بحسب الصورة:
    • رؤية القرية عامرة: أمارة على صلاح دين أهلها أو وقوع الصلح والخير للرائي إذا تعلقت به الدلالة.
    • رؤيتها خربة أو يهدمها سيل أو نار: نذير بمصيبة أو جائحة أو ظلمٍ يقع على أهلها، وقد يُحمل على الجوائح كالجراد والبرد والوباء إذا كانت معروفة.
    • دخول القرية: يُؤوَّل أحياناً بوليّ سلطان أو الدخول في عمل بر، وقد يأتي بمعنى الابتلاء بسلطان بحسب القرائن.
    • الخروج من القرية: نجاة من شدة وراحة للرائي.
    • الدخول إلى قرية حصينة: دالٌّ على قتال أو قتل، استئناساً بذكر “القرى المحصنة”.
    • الانتقال من قرية إلى مدينة: انتقال من تعب إلى راحة ومن خوف إلى أمن، والعكس بالعكس إذا كان من مدينة إلى قرية.
    • احتمال دلالة القرية على “بيت النمل” لساناً، لتسمية العرب له قرية، فينعكس الحكم بينهما في بعض الصور المجازية عند المعبرين.
  • البعد النفسي والحياتي:
    • قد ترمز القرية إلى دائرة العائلة والجذور والبساطة والعُرف الاجتماعي، فإن بدت للرائي ضيقة أو خربة دلّت على شعور بالقيود أو توتر في المحيط الأسري أو المجتمعي، وإن ظهرت وادعةً عامرة فقد تعكس حاجةً إلى السكينة والانتماء أو تَحسُّن محيطه الاجتماعي. والانتقال بينها وبين المدينة قد يعبّر عن رغبة في تغيير نمط العيش أو التوازن بين متطلبات الواقع والطمأنينة.

تنبيه وطلب إيضاح: أعتذر عن عدم الجزم لقلّة التفاصيل. إن رغبت بتعبير أدق، فاذكر: هل القرية معروفة أم مجهولة؟ عامرة أم خربة؟ هل دخلتها أم خرجتَ منها؟ هل كانت حصينة؟ ما شعورك أثناء الرؤيا وبعدها؟ وما حالك الراهن دينياً ونفسياً واجتماعياً؟ بهذه القرائن نرجّح بين معاني الخير والتحذير وفق الأصول المذكورة أعلاه من أقوال ابن سيرين والنابلسي.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.