تفسير فحام في المنام: دلالات النابلسي وابن سيرين والتحذيرات

تعرف على معنى رؤية فحام في المنام وفق النابلسي وابن سيرين: دلالات الظلم والفتن وسواد الوجه، ومتى تُحمل على رزق أو نفع، مع قرائن السوق وحالات الشتاء.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
تفسير الأحلامفحام في المنامابن سيرينالنابلسي
تفسير فحام في المنام: دلالات النابلسي وابن سيرين والتحذيرات

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الأحلام الكبير، لم يتم العثور على تفسير مباشر لمصطلح "فحام" في المصادر المقدمة.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "الفحام" في المنام تدل على الشرور والأنكاد والفتن وسواد الوجه والكذب .

ويذهب النابلسي إلى أن "الفحام" قد يعبر عن السلطان الجائر الذي يأخذ أموال الناس ويحرقهم غصبًا، مستدلًا بأن الشجرة تمثل رجلًا والفحم مشتق منها .

كما يورد المؤلف تفسيرًا يتعلق برؤية "الفحم"، حيث يذكر أنه إن رأى الشخص أن الفحم نافق في سوقه، فهذا يدل على أن أقوامًا من جهة السلطان قد افتقروا، وسيعيد الله لهم مالهم وجاههم .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية الفحّام في المنام تميل غالبًا إلى التحذير؛ فهي ترمز إلى هموم وفتن أو مخالطة ذي سلطان/شخصية جائرة قاسية، وقد تشير إلى كذب أو ظلم يقع أو يُخشى وقوعه. وتُحمل على الخير إن اقترنت بقرائن حسنة كسلامة الوجه أو انتفاعٍ مشروع دون أذى؛ وإلا فالأولى الاستعاذة وتحرّي الصدق والعدل، وقطع أسباب الظلم.

التحليل والتعليل:

  • الرموز والعناصر:

    • الفحّام: صاحب مهنة الفحم وما فيها من سواد ودخان ونار.
    • الفحم والسواد: السواد في اللسان العربي قرين الذم إذا اقترن بسوء العمل، والنار قرينة الشدة والابتلاء.
    • السوق والرزق: حال رواج الفحم أو كساده يعطي قرائن على حال الناس والرزق.
  • من المصادر العربية والإسلامية المعتمدة:

    • عند ابن سيرين: الفحّام سلطان جائر يُفقِر رعيته، لأن الشجر رجال والنار سلطان؛ ومن رأى الفحم نافق في سوقه فقوم قد افتقروا من جهة السلطان ثم تُرَدّ عليهم أموالهم.
    • عند النابلسي: رؤية الفحّام تدل على الضرّ والأنكاد والفتن وسواد الوجه والكذب، ويُعبَّر بالسلطان الجائر الذي يأخذ أموال الناس، وذَكرَ معاني الفحم وأنه مالٌ في الشتاء وقد يكون رزقًا من جهة سلطان أو مالًا مختلطًا بحسب القرائن.
    • إشارة شرعية مُعينة للمعنى: ذِكر سواد الوجه قرين الإساءة يوم القيامة في سياق الذم في القرآن: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه؛ فيُستأنس به لذمّ دلالة السواد حين يقترن بالمعصية، مع التنبيه أن الرؤى لا تُنشئ أحكامًا شرعية.
  • تنزيل الدلالات على الأبعاد النفسية والحياتية:

    • نفسياً: قد تعكس الرؤيا شعورًا بالضغط والاحتراق النفسي أو التعامل مع بيئة خانقة وكثرة احتكاك بـ“السواد” (معاني الكذب/الخصومة)، أو الخوف من الوقوع في ظلم أو صحبة مُضلّة.
    • اجتماعيًا/عمليًا: قد تحذّر من صاحب سلطة أو مدير جائر أو متحكّم في الرزق، أو من صفقة/رزق يختلط فيه الشُبهة، فيحتاج الرائي إلى مراجعة مصادر دخله وتجنّب الظلم والريبة.
    • تُقدَّم وجوه الخير عند وجود قرائن حسنة: كأن يرى الرائي الفحم في موضع نفعٍ شتائي وبلا أذى للناس؛ إذ نص النابلسي أن الفحم في الشتاء يُعبَّر بالمال، وأن الرزق قد يأتي من جهة سلطان مع اختلاف الحكم بحسب عدله أو ظلمه.
  • تفريعات بحسب تفاصيل قد ترافق الرؤيا:

    • إن رأيت نفسك تعمل فحّامًا: يُخشى من التعرّض لمواقف قاسية أو التماسٍ مع ظلم أو كذب؛ فليُتَحَرَّ الصدق والإنصاف ويُجتنب ظلم الخلق، ولْتُحسَّن وسائل الكسب.
    • إن رأيت فحّامًا من بعيد دون تعامل: إنذار بمخالطة صاحب بأس وجور، أو خبر عن شدائد عامة، فاحذر صحبة أهل الفتنة.
    • إن رأيت الفحم يروج في السوق: علامة على شدّةٍ تصيب أقوامًا من جهة ذي سلطان ثم تُرَدّ عليهم أموالهم، وهو رجاء بانكشاف الضر بعد وقوعه.
    • إن كان الفحم للدفء في برد الشتاء بلا أذى: يُحمل على مالٍ أو نفعٍ يُعين على الشدّة، بقدر السلامة من الظلم والشبهات. نصيحة عملية:
  • لأن تفاصيل رؤياك غير مبيّنة، فالتأويل عامٌّ على الغالب. إن كان في واقعك خصومات أو شبهة كسب، فبادِر إلى تصحيح النية والمكسب، وابتعد عن الظلم، وأكثِر من الاستعاذة والأذكار والصدقة. وإن تكررت الرؤيا أو اقترنت بقرائن حسنة/سيئة، فاذكر تفاصيلها لنُرجّح الوجه الأقرب وفق القواعد.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 960-961.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.