تفسير رؤية الميت في المنام لابن سيرين والنابلسي بدقة

دليل شامل لتفسير رؤية الميت في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: دلالات العطاء والأخذ، الكلام والمعانقة، شكوى الأعضاء، ورموز المسجد والدفن والسفر مع نصائح عملية.

فريق مفاتيح المنام
19 دقيقة
تفسير الأحلامرؤية الميتابن سيرينالنابلسيالمنام
تفسير رؤية الميت في المنام لابن سيرين والنابلسي بدقة

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الميت تحمل دلالات متعددة تعتمد على سياق الحلم وتفاصيله.

ويبيّن ابن سيرين أن رؤية الميت في مسجد تدل على الأمن من العذاب . ويشير محمد بن سيرين إلى أنه إذا رأى كأن ميتاً ناداه من حيث لا يراه فأجابه وخرج معه حيث لا يقدر على الامتناع، فإنه يموت في مثل مرض ذلك الميت أو سببه . ومن رأى كأنه تابع ميتاً ودخل معه داراً مجهولة ثم لم يخرج منها، فإنه يموت . وإن رأى كأن الميت يقول له: أنت تموت وقت كذا، فقوله حق .

ثم يستدرك ابن سيرين أن من رأى كأنه اتبع ميتاً ولم يدخل معه داراً، أو دخل ثم انصرف، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو . ويرى ابن سيرين أن من رأى كأنه يسافر مع ميت، فإن أمره يلتبس عليه . ويذكر ابن سيرين أن من رأى كأنه يكلم الميت، عاش طويلاً، وتدل هذه الرؤيا على أنه يصالح قوماً بعد المنازعة . ويفيد ابن سيرين أن معانقة الميت معانقة مودة تدل على طول عمر الرائي . وإن كانت معانقة ملزمة أو منازعة، فهي رؤيا لا تحمد .

ويضيف أنه إذا رأى كأنه خالط الميت أو عانقه، كان ذلك طول حياة الحي . ويؤكد أن النوم مع الميت يعني الراحة للحي . وقد روى ابن سيرين أن رؤية الميت دون هيئة الموت تدل على انهدام داره أو جزء منها . وروي عنه أيضاً أن أخذ الميت من الحي يدل على موت أمر ما لدى الحي .

وينبه ابن سيرين إلى أن الميت إذا كان يشتكي رأسه فهو مسؤول عن تقصيره في أمر والديه أو رئيسه . وإن كان يشتكي عنقه فهو مسؤول عن تضييع ماله أو منعه صداق امرأته . وإن كان يشتكي يده فهو مسؤول عن أخيه وأخته أو شريكه أو يمين حلف بها كاذباً . وإن كان يشتكي جنبه فهو مسؤول عن حق المرأة . وإن كان يشتكي بطنه فهو مسؤول عن الوالد والقرباء وعن ماله . وإن رأى أنه يشتكي رجله فهو مسؤول عن إنفاقه ماله في غير رضا الله . وإن يشتكي فخذه فهو مسؤول عن عشيرته وقطع رحمه . وإن رآه يشتكي ساقيه فهو مسؤول عن إفنائه حياته في الباطل .

ويبيّن ابن سيرين أن رؤية الميت يعطي الرائي شيئاً محبوباً من الدنيا، خير يناله من حيث لا يرجو . وإن أعطاه قميصاً جديداً أو نظيفاً، نال معيشة مثل معيشته أيام حياته . وإن أعطاه طيلساناً، أصاب جاهاً مثل جاهه . وإن أعطاه ثوباً خلقاً، افتقر . وإن أعطاه ثوباً وسخاً، ارتكب الفواحش . وإن أعطاه طعاماً، أصاب رزقاً شريفاً من حيث لا يحتسب . وأضاف أن إعطاء الميت عسلاً يدل على غنيمة .

وذكر ابن سيرين أن من رأى الميت أعطاه شيئاً يقع في يده، نال مالاً من وجه مأيوس منه . ويرى أن من وهب الميت ثوباً، فإن لبسه الميت وذهابه به وخروجه من ملك الحي يدل على موت الحي . أما إذا لم يخرج الثوب من ملك الحي، بل كان عارية أو وديعة أو صُنع، فإنه مرض أو هم أو حزن لا يموت منه .

ويذهب ابن سيرين إلى أن قبلة الميت المجهول في المنام تدل على نيل مال من حيث لا يحتسب . وإن قبل ميتاً معروفاً، انتفع من الميت بعلمه أو ماله . ومن قبله ميت معروف، نال خيراً من عقبه . ويشير إلى أن قبلة الميت المجهول للرائي تدل على قبوله الخير من موضع لا يرجوه .

ويفصل ابن سيرين رؤية الميت يشتري طعاماً، فإن ذلك يدل على غلاء هذا الطعام وعزته . وإن رأى الأموات يبيعون طعاماً أو متاعاً، كسد ذلك الطعام والمتاع . ويضيف أن وجود إنسان ميت أو فارة ميتة أو دابة ميتة بين الطعام يدل على فساده .

ومن قوله، فإن رؤية نكاح ميت مجهول في قبر تدل على الزنا . وإن نكحه فأمنى، خالط رجلاً شريراً منافقاً وغرم مالاً . وإذا نكح ميتاً معروفاً، رجلاً كان أو امرأة، فإنه يظفر بحاجة قد أيس منها .

ويذكر ابن سيرين أن من نكح صديقاً ميتاً، أصاب عقبه خيراً من الفاعل . وإن كان المنكوح عدواً، فالفاعل يظفر بعقب ذلك الميت . وإن نكح ذا حرمة من الموتى، فهو يصل المنكوح بصدقة أو دعاء، أو يصل عقبه منه خير، وقيل إنه يقدم على حرام .

ويوضح ابن سيرين أن الميت المعروف إذا نكحه، أصابه نفع من علمه أو ماله . ويرى أن من نكح امرأة ميتة عادت للحياة وأنالته ماءها، فإنه يظفر بحاجته وينفق فيها مالاً بطيب نفس وينال ولاية مستأنفة وتجارة رابحة . ثم يبين أن من تزوج بامرأة ميتة ورآها حية وحولها إلى منزله، عمل يندم عليه، وإن وطئها وتلطخ من مائها، فهو ندم من عمل في خسران وهم .

ويفيد ابن سيرين أن رؤية الميت محمولاً على النعش مؤيدة لما دل عليه الموت، وقد تدل على تولي ولاية يقهر فيها الرقاب . وتدل رؤيا الدفن على تحقيق ما دل عليه الموت، وقد تكون يأساً لمن فسد دينه، أو تدل على طول إقامة المسافر، أو على النكاح، أو السجن لمن يتوقعه .

ويضيف أنه إذا رأى الحي أنه يحفر لنفسه قبراً، بنى داراً في ذلك البلد أو المحلة . وإن دفن في قبر وهو حي، حبس وضيق عليه .

وقد حكى ابن سيرين عن قصة عوف بن مالك أن محلماً رأى بعد موته أنه وفي أجر هرة ضلت لأهله قبل وفاته بليلة . كما ورد في سياق رؤى القبور أن امرأتين اشتكتا من مجاورة امرأة ماتت بلا وصية .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الميت تحمل دلالات متعددة.

إذا رأى الحي ميتًا أعطاه شيئًا من المأكولات أو المشروبات، فإن ذلك يدل على ضرر يصيب مال الحي. أما إذا أعطاه الميت كسوة، فيشير النابلسي إلى وقوع شدة في مال الحي أو مرض يصيبه في نفسه، ولكنه سيسلم. وإن أعطى الميت الحي الكسوة التي كان يرتديها، فذلك يعني موت الحي ولحاقه بالميت. أما إذا أعطى الميت الحي الكسوة على سبيل العارية ليحفظها أو ليغسل بها شيئًا دون أن تخرج عن ملك الحي، فلا يصيبه ضرر في نفسه أو ماله .

وأوضح النابلسي أنه إذا رأى شخص ميتًا يعطيه ثوبًا، أو قميصًا، أو طيلسانًا، فإنه سينال ما كان فيه الميت أيام حياته؛ فالقميص يدل على معيشة مثل معيشته، والطيلسان يدل على جاه وقدر مثل جاه الميت وقدره . وعندما يعطي الميت الحي طعامًا، فإن ذلك يعني إصابة رزق شريف من موضع لم يكن يرجوه. وإن أعطاه عسلًا، نال غنيمة لم يكن يرجوها. ويؤكد المؤلف أن كل ما يعطيه الميت للحي من محبوب فهو خير من حيث لا يتوقعه .

ويضيف عبد الغني النابلسي أن رؤية الميت يأخذ بيد الحي تدل على وقوع مال بيده من جهة ميئوس منها، والتحدث مع الأموات يدل على طول عمر الحي. وأخذ شيء من الميت في المنام يعني رزقًا للحي .

وإذا رأى النائم أنه يكلم ميتًا، فقد يدل ذلك على وقوع جحود بينه وبين الناس، ثم يعودون إلى الصلح . أما تقبيل الميت، فإن كان معروفًا، دل على انتفاع الحي بعلم تركه الميت أو بماله. وإن كان الميت مجهولًا، أصاب الحي مالًا من حيث لا يرجوه . ويفيد النابلسي أن رؤية ميت يقبل الحي تعني نيل خير من الميت أو من عقبه . وإن قبله ميت مجهول، فهو قبول للخير من سبب لا يرجوه .

يشير ابن النابلسي إلى أن رؤية الميت يضرب الحي أو يعرض عنه كالمغضب، دليل على أن الحي قد أحدث فسادًا في دينه، لأن الميت في دار الحق ولا يرضى إلا بما يرضي الله . وفي المقابل، إذا رأى الحي أنه يضرب ميتًا والميت خاضع له وراضٍ بما يصيبه، فإن ذلك يدل على قوة الحي في دينه وقدرته على إيصال صدقة أو دعاء أو تنفيذ وصية للميت . ويرى النابلسي أن رؤية الميت يضرب الحي تعني نيل خير من سفر وعودة شيء قد خرج منه، ويُعد هذا الضرب اقتضاء دين .

وبين المؤلف أن رؤية ميت يقوم ببيع طعام أو متاع تدل على كساد ذلك الشيء، أما إذا اشترى الميت طعامًا أو متاعًا، فإن ذلك يغلو وينفق . وإن وُجد في الطعام ميت أو فأرة ميتة، فذلك يدل على فساد الطعام أو المتاع وفقدان أصله . أما إذا رأى الحي ميتًا يقوم بعمل محمود، فهو يأمر بفعل ذلك الشيء، وإن كان مكروهًا، فهو يأمر بالشركة فيه .

وذكر المؤلف أن رؤية ميت مريض تعني أنه مسؤول عن أمر دينه فيما بينه وبين الله تعالى . وإذا خرج أهل القبور من قبورهم وأكلوا طعام الناس ولم يتركوا لهم شيئًا، دل ذلك على غلاء سعر الطعام . وإن شرب الموتى المياه العذبة من الآبار، فقد يحدث بعدها وباء عظيم .

وعن أحوال الموتى، يوضح النابلسي أن رؤية الميت نائمًا تدل على راحته وحسن حاله في الآخرة، وكذلك لو رآه عريانًا . وإن رأى حيًا ينام مع ميت في فراش، فذلك يطيل عمر الحي .

ويذهب عبد الغني النابلسي إلى أن رؤية الميت ميتًا مرة أخرى، تدل على موت إنسان مسمى باسم ذلك الميت . وإذا أخبر ميت حيًا بأنه لا يموت أبدًا، فإن ذلك يعني أنه في مقام الشهداء ومنعم في الآخرة . أما إذا أخبر ميت حيًا أنه سيلحق به إلى وقت معلوم، فقد يكون اليوم شهرًا، والشهر عامًا، والعام عشرة أيام .

كما أن رؤية شخص يموت وحمل على أعناق الرجال ولم يدفن، فإنه يقهر أعداءه، وإن كان أهلًا للولاية نالها . ومن رأى أنه عاش بعد موته، فقد يستغني بعد فقره أو يتوب من ذنبه، وإن كان مسافرًا رجع سالمًا إلى وطنه .

وتحدث النابلسي عن موت الأم، حيث أن رؤيتها تموت تعني ذهاب دنيا الحي وفساد حاله. وإن كان من طلاب الآخرة، تعطل عن عمله وتلهى عن فرضه . ورؤية الأخ يموت، إن كان مريضًا، فذلك موته. وإلا، فهو موت أحد ممن يؤاخيه أو يستعين به. وإن لم يكن له أخ ورأى موت أخ له شقيق، فإنه يموت أو يذهب ماله، وإن كان فقيرًا أصيب بإحدى عينيه أو يديه .

ويفيد أن رؤية الأب والأم يحييان، تدل على أمن لمن كان خائفًا وانفراج همه وزواله، وخصوصًا في حال حيا الأم .

كما يفسر النابلسي رؤية شخص وهو بين الموتى، بأنها تدل على سفره سفرًا بعيدًا أو فساد دينه. وإن رأى أنه مع الموتى وهو حي، فإنه يخالط قومًا في دينهم فساد . ورؤية حي يتبع الميت ويقفو أثره في دخوله وخروجه، تعني أن الحي يقتدي بالميت في دينه ودنياه وما كان عليه من طريقته .

ويذكر عبد الغني النابلسي أن زواج الحي من امرأة ميتة ورؤيتها حية والدخول بها دون أن يمسها، ثم يتحول إلى دارها ويستوطنها، معناه أن الحي يموت. وإن رأت المرأة أنها تزوجت رجلًا ميتًا ودخل بها وتحولت إلى داره، فإنها تموت. وإن رأى رجل ميتًا تزوج بامرأة حية بمهر جديد وحولها إلى داره، فهو موتها. والرجل الحي إذا رأى أنه تبع ميتًا ودخل دارًا مجهولة ثم لم يخرج منها، فإن ذلك يدل على موته. وإن تبع ميتًا ولم يدخل معه الدار وانصرف عنه، فإنه يشرف على الموت ثم ينجو .

وعن إحياء الموتى، يوضح النابلسي أن من رأى أنه أحيا ميتًا، فسيسلم على يديه يهودي أو نصراني أو صاحب بدعة. وإن رأى أنه يحيي الموتى، فإنه يهدي قومًا ضالين أو مبتدعين، أو يتوب على يديه من هو مصر على الذنوب .

وورد في الكتاب أن موت المرأة المجهولة يدل على إمساك القطر عن الأرض، فإن عاشت أحيا الله الأرض بالغيث. وإذا وقع الموت في النساء فهو في الصبيان وبالعكس، لتشابههما في نقص الدين وقلة العقل .

وإذا رأى شخص أن أباه يشكو من رأسه، فهو مسؤول عن تقصيره في أمر دينه بسبب والده أو والدته . وإن اشتكى الميت عنقه، فهو مسؤول عن صداق امرأته أو وصيته أو أمانة ضيعها . وإن اشتكى يده اليسرى، فهو مسؤول عن حق أخيه أو أخته أو ولده أو شريكه، أو عن يمين حلفها كاذبًا . وإن اشتكى جنبه، فهو مسؤول عن قطع رحمه وعشيرته وأهل بيته . وإن اشتكى ساقيه، فهو مسؤول عن ذهاب عيشه وعمره في الباطل . وإن اشتكى رجليه، فهو مسؤول عن مال أفناه في الباطل وفي غير ما أمره الله تعالى به. وينطبق ذلك على حال المرأة مثل حال الرجل .

وإذا رأى الميت أنه في مقام الشهداء منعم في الآخرة، فإن أخبر ميتٌ حيًا أنه لم يمت أبدًا، فهذا هو تأويله .

ومن رأى ميتًا مشركًا مات، فإنه يضرب أمثال الحكمة ويتكلم بكلام بر وصدق، سواء كان معروفًا أو مجهولًا، وقد لا يكون ذلك رؤيا بل تمثل شيطان . وإن رأى الميت من الكفار وعليه ثياب خلق، فهو سوء حاله في الآخرة. وإن رأى يهودي أو نصراني أو مجوسي أن ميتًا من أمواتهم على سرير وعليه ثياب خضر وعلى رأسه تاج، فذلك يدل على ارتفاع وعز لعقبه في دنياهم خيرًا وسرورًا وعزًا .

وأخيرًا، ذكر النابلسي أن حمل الحي لميت يعني أنه يحمل مؤنة رجل لا دين له. ومن حمل ميتًا على غير صفة حمل الأموات، فإنه ينال مالًا حرامًا. ومن حمل ميتًا على صفة الأموات، فإنه يخدم السلطان .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: أعتذر عن عدم كفاية التفاصيل للتعبير الدقيق؛ كلمة “الميت” وحدها لا تكفي للحكم على معنى الرؤيا. إن تكرمت بوصف ما رأيت: من هو الميت؟ ماذا فعل/قال؟ هل أعطاك أو أخذ منك شيئًا؟ كيف كانت هيئته ووجهه؟ وأين جرى اللقاء؟ بهذه القرائن يتضح المعنى ويرجّح وجه الخير. وإلى أن تذكر التفاصيل، إليك معاني عامة ثابتة ومجرّبة لرموز رؤية الميت، للاستئناس لا للجزم.

تحليل الرموز والمعاني المحتملة

  • رؤية الميت حيًّا: تُبشّر بحسن حاله عند الله إذا بدا مستبشرًا حسن الهيئة، وقد أشار المعبّرون إلى الاستدلال بقوله تعالى: بل أحياء عند ربهم يرزقون، واعتبر ابن سيرين ضحك الميت وبِشْره علامة مغفرة ونعيم، أما عبوسه أو إعراضه فينبه إلى تقصير الرائي أو فسادٍ في حاله.
  • هيئة الميت وثيابه: الثياب الخضر أو الجيدة علامة خير ورفعة للميت ولعقبه، أما الثياب الوسخة أو سواد الوجه فمما يُحذِّر منه ابن سيرين مستدلًا بقوله تعالى: وأما الذين اسودّت وجوههم…، كما أن عريّ الميت قد يدل على راحته أو خروجه من الدنيا بلا زاد من عمل صالح بحسب السياق.
  • عطاء الميت وأَخْذُه: عند ابن سيرين إذا أعطى الميتُ للرائي شيئًا محبوبًا كطعام أو عسل فذاك رزق وغنيمة من حيث لا يُحتسب، وإن أعطاه قميصًا جديدًا فمعيشة حسنة، أما إن أخذ الميتُ من الرائي شيئًا يخرج من مُلْكه ككسوةٍ يلبسها، فذلك مما لا يُحمَد وقد يبلغ حدَّ المرض أو الموت إن خرج الشيء من ملكه، بينما العارية أو الخدمة لا ضرر فيها. وعند النابلسي: الأخذ من الميت رزق، وأخذ الميت بيد الحي مالٌ يأتيه من جهة ميؤوس منها.
  • كلام الميت ومعانقته: كلام الميت قد يدل على طول عمر الرائي، ويشير ابن سيرين إلى أنه قد يعقب صلحًا بعد منازعة، ومعانقة المودة تطيل العمر، بخلاف المعانقة الملزِمة أو المنازعة فهي لا تُحمد.
  • نوم الميت: راحته وحسن حاله في الآخرة، ومن نام الحيّ مع ميت طال عمره، وهو معنى قرّره ابن سيرين والنابلسي معًا.
  • شكوى عضوٍ من الميت: لكل عضو معنى؛ فشكوى الرأس تُشير لتقصيرٍ تجاه الوالدين أو الرئيس، واليد لأمر الأخ/الأخت أو شراكة أو يمين، والجنب لحقوق الزوجة، والبطن للوالدين والقرابة والمال، والساقان لإضاعة العمر فيما لا ينفع، وهذه من أدق قرائن ابن سيرين.
  • اتباع الميت أو النداء: إن دعاك ميتٌ فخرجت معه حيث لا تمتنع، أو دخلت معه دارًا مجهولة ولم تخرج، فهذه دلالة على قرب الأجل على نحو ما مات هو، أما إن تبعته ولم تدخل أو دخلت ثم انصرفت فتنال شدةً ثم تُنجى بإذن الله.
  • صلاة الميت أو رؤيته في مسجد: رؤية الميت في المسجد تُؤوَّل بالأمن من العذاب لأن المسجد موضع أمن، وإن صلّى الميت في موضع عبادته أيام حياته فقد يصل إليه ثواب وقفٍ أو عملٍ صدقةٍ جارية، وعلى ذلك كلام ابن سيرين.
  • مخالطة الأموات جماعة: قد تدل على مصاحبة منافقين أو سفر بعيد؛ ومن أكل مع الميت طال عمره عند ابن سيرين.
  • ضحك الميت وبكاؤه: ضحك الميت هيئةُ نعيم، أما أن يضحك ثم يبكي فمما لا يُحمد عند ابن سيرين، وفي تعبير النابلسي: إذا رأيت الميت ضاحكًا فهو منعم في الآخرة. الربط بالمصادر الثقافية والشرعية
  • الأصل في الباب أن الرؤيا حق وبشارة أو إنذار، ولا يُبنى عليها حكم شرعي، وهذا هو المعهود عند أهل العلم. وقد استند المعبّرون إلى إشارات من القرآن في تعبير أحوال الشهداء والأبرار، كقوله تعالى: بل أحياء عند ربهم يرزقون، وإلى أمارات حال الميت في الحلم موافقةً لمعاني اللسان والعرف الديني الذي يجلّ المسجد والعبادة والطهارة ويستنكر ضدها، كما رأيت في تقريرات ابن سيرين والنابلسي في أبواب رؤية الأموات. التفسير النفسي والحياتي الممكن
  • كثير من رؤى الأموات تكون حديثَ نفسٍ نابعًا من الشوق والحنين أو من شعورٍ بالذنب تجاه حقوقٍ لم تُؤدَّ لهم؛ لذا تظهر رموز “العضو المشتكى” أو “الإعراض” كتذكيرٍ بإصلاح علاقة أو قضاء دينٍ أو كثرة دعاء وصدقة.
  • رؤية الميت في هيئةٍ حسنة قد تكون بسطًا للطمأنينة في قلب الرائي ورفعًا لقلقه الوجودي بشأن الفقد. أما رؤى الأخذ والعطاء فتترجم قلقًا حول الرزق والواجبات العائلية، فيأتي الرمز موافقًا لما قرره المعبّرون من قديم.

نصيحة عملية

  • إن كانت لك رؤيا محددة عن “الميت”، فاذكر: هوية الميت، هيئته، كلامه، ماذا أعطى/أخذ، موضع الرؤيا، وما شعرت به فيها. بهذه القرائن نُرجّح الدلالة على ضوء الأصول السابقة.
  • وعلى كل حال، فالذكر للميت والصدقة والدعاء نافعة له ولك، وهي مما أشار إليه المعبّرون عند ظهور رموز الحاجة إلى الدعاء أو قضاء الدَّين.
  • واذكر أن الرؤيا تُحمل على الخير ما أمكن، وأن التعبير ظنٌّ واجتهاد، والصواب من الله.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 54-55. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 55. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 191. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 292. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 306-307. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1281.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1282-1283.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1283-1285.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1274.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1279-1281.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1284-1285.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.