تفسير حلم المقثأة: دلالات الرزق والنسل عند النابلسي

رؤية المقثأة في المنام تدل على الرزق والبركة، وقد تشير لامرأة كثيرة النسل. وامتلاكها يبشّر بالملك أو الغنى أو الزواج، وتحذير إذا ظهرت الثمار على الأشجار.

فريق مفاتيح المنام
4 دقيقة
تفسير الأحلامالمقثأةتعطير الأنامعبد الغني النابلسيالرزق في المنام
تفسير حلم المقثأة: دلالات الرزق والنسل عند النابلسي

تفسير محمد بن سيرين

بعد إجراء البحث في المصادر المقدمة من كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين، لم يتم العثور على تفسير مباشر أو ذكر لمصطلح "المقثأة".

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية "المقثأة" في المنام تدل على الفوائد والأرزاق المتتابعة. كما قد تشير إلى المرأة ذات النسل .

ويوضح النابلسي أنه إذا رأى الشخص أنه يملك مقثأة أو يتحكم فيها، فإن ذلك له تفسيرات متعددة حسب حاله:

  • إن كان أهلاً للملك، فإنه سيملك ويقهر أعداءه .
  • وإن كان فقيراً، استغنى .
  • وإن كان أعزب، تزوج .
  • وإن كان طالباً للعلم، أحاط بفنون شتى منه .
  • وإن كان عاصياً، تاب إلى الله تعالى وجنى ثمرة توبته خيراً .

ويفرّق عبد الغني النابلسي في تفسيره بين رؤية ثمار المقثأة على الأشجار، مثل البطيخ والخيار، وبين حال آخر:

  • فإذا رأى ثمار المقثأة على رؤوس الأشجار، فإن ذلك يدل على البدعة في الدين، أو الظلم، أو الشح، أو ارتفاع أسعار ذلك الصنف، أو نقص ثمار الأشجار التي تحمل هذا النوع .
  • وإن صار الثمر في المقثأة ذهباً أو فضة، دل ذلك على الفائدة فيما هي فيه .
  • وربما دل كساد هذا الثمر أو حدوث عاهة فيه تفسده على أنه انتقل إلى ما لا يؤكل .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية المقثأة في المنام تُبشِّر – في الغالب – برزقٍ وفوائد متتابعة ونماءٍ في المعاش، وقد تُشير إلى امرأةٍ كثيرةِ النسل. وتختلف البشارة بقدر حال الرائي: فامتلاك المقثأة يدل على مُلكٍ وغلبةٍ على الأعداء لمن كان أهلاً لذلك، وعلى الغنى للفقير، والزواج للأعزب، والتوسع في فنون العلم لطالب العلم، والتوبة والثمرة الحسنة للعاصي. أمّا إن شوهدت ثمار المقثأة على رؤوس الأشجار على غير العادة، فهي علامة تحذير من بدعة أو ظلم أو شحّ أو غلاء في ذلك النوع. هذا خلاصة ما قرره أهل التعبير، وعلى رأسهم النابلسي. التحليل:

  • الرموز والعناصر:
    • المقثأة: موضع القثّاء والقرع والبطيخ ونحوها، وترمز في باب الرؤى للخصب وتتابع الفوائد وما فيه نماء ومعاش.
    • امتلاك المقثأة: رمز للتمكّن والتوسّع بحسب حال الرائي: مُلك وغلبة، غنى بعد فقر، زواج للعازب، تحصيل فنون العلم، أو توبة ناجحة يعود نفعها على صاحبها.
    • الثمار على رؤوس الأشجار: خروج الأشياء عن مواضعها، وهو عند أهل التعبير علامة على اختلاطٍ في القيم أو شحٍّ وبدعة أو ظلم، وقد يُفهم منه غلاء الأسعار في ذلك الصنف.
    • هذه المعاني منصوصٌ عليها عند عبد الغني النابلسي في باب “المقثأة” حيث جعلها دالة على “الفوائد والأرزاق المتتابعة” و”المرأة ذات النسل”، وفصّل حُكم امتلاكها وحُكم رؤية ثمارها على رؤوس الأشجار.
  • الربط بالمصادر العربية والإسلامية:
    • أصل الباب في الرؤى أن ما كان من جنس الزرع والثمار والحدائق يدل على الرزق والنماء والبركة؛ وهذا ما وافقه النابلسي في تقريره آنفاً في معنى المقثأة وأحوالها للرائي بحسب حاله.
  • التأويل النفسي والحياتي:
    • على المستوى النفسي، المقثأة صورة ذهنية للخصوبة والتخطيط والاهتمام بالمورد المتجدّد؛ فالرؤيا قد تعكس مرحلة مشروعٍ “يثمر” أو فرص رزق تتوالى إن أحسن الرائي رعايتها.
    • امتلاك المقثأة قد يشير إلى شعورٍ متنامٍ بالسيطرة والقدرة على التنظيم، أو رغبةٍ في تأسيس أسرة/زواج لمن هو أعزب، أو اندفاعٍ نحو تعلّم مجالات متعددة لمن هو في طور الدراسة.
    • أما ظهور الثمار في مواضعٍ غير طبيعية (على رؤوس الأشجار) فهو تنبيهٌ داخليّ لاحتمال انحراف الأولويات أو التكلّف والتشدّد، أو الخوف من الغلاء والشح؛ فيُستحسن مراجعة السلوك المالي والديني حتى تستقيم “الثمرة” قبل قطفها.

نصيحة عملية:

  • إن كانت رؤياك مقاربة لما سبق دون منكرات أو اضطراب، فاستبشر برزقٍ ونماء، واقرن ذلك بشكر النعمة وحسن التدبير. وإن كان فيها علامة التحذير (الثمار في غير موضعها)، فراجِع ما استجدّ من بدعٍ أو غلظٍ في الحكم على الناس، واضبط نفقاتك، وأصلح ما بينك وبين الله والخلق؛ فالتأويل عند أهل التعبير يميل إلى تقديم وجه الخير ما أمكن، مع اعتبار حال الرائي ولسان رموزه. ملاحظة:
  • لم أقف في المصادر المتاحة بين أيدينا هنا على نصٍّ صريح لابن سيرين في “المقثأة” باللفظ نفسه، بينما ورد النص مفصلاً عند النابلسي كما نُقل أعلاه.

المراجع

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1243-1245.


عن المصادر

الكتاب المنسوب لابن سيرين هو مدونة تفسيرية جُمعت عبر أجيال، ونسبتها لابن سيرين محل خلاف بين المحققين.