تفسير رؤية المرحم في المنام: رموز الشفاء وستر العيوب

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، لم يتم العثور على تفسير مباشر للمصطلح "المرحم" ضمن النصوص المقدمة.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن المؤلف لا يقدم تفسيرًا مباشرًا للكلمة "المرحم". بعد البحث في النصوص المتوفرة من الكتاب، لم يتم العثور على ذكر لهذا المصطلح كمدخل تفسيري منفصل.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: المرهم في المنام يُبشِّر في الغالب بالشفاء وإصلاح الحال وستر الخلل؛ فهو علامة على زوال همٍّ أو التئام شأنٍ كان موجِعًا، وعلى نصيحةٍ رفيقة تداوي القلوب. دهنُ الجرح بالمرهم يدل على انقضاء الخصومة أو ترميم علاقة، ودهنُ العين مرهمًا يدل على صلاح البصيرة والهداية، أمّا إن كان المرهم فاسدًا أو ذا لونٍ أصفرَ نفّاذٍ فذلك مرضٌ يسير يعقبه برء بإذن الله، وإن وُضع ولم ينفع دلّ على تقصيرٍ في طلب الإصلاح أو سلوكِ سبيلٍ لا يجدي.

تحليل الرمز والخطوات التي قادت للتأويل:

• الرموز والعناصر:

  • المرهم دواءٌ موضعيّ يُستر به موضع الألم وتُسكن به الجراح؛ فالدواء في باب الرموز يدل على صلاحٍ في الدين وانتفاعٍ بالعلم، وأنواع الأدوية تختلف دلالتها بحسب كيفية استعمالها وطعمها ولونها؛ فالدواء في الجملة صلاحٌ وهداية، والشراب الأصفر مرض، وما كان سهلاً طيِّبًا فهو شفاء للمريض واجتناب للضرر للصحيح، ودواء العين إصلاحٌ للبصيرة والدين . والمرهم خاصةً يُستعمل للجرح موضعيًا، فيناسبه معنى الترميم والستر.
  • جاء عند ابن سيرين تشبيهُ الوعظ النافع بأنه “مرهمٌ وترياقٌ”؛ أي دواء يداوي ويُصلح، وفيه تقريرٌ لمعنى أن ما يُشبه المرهم في المنام قد يرمز لنصيحةٍ أو علاجٍ معنويّ يبرئ القلوب كما يبرئ المرهم الجسد.

• الإحالات الثقافية العربية والإسلامية:

  • الأصل أن الرؤى تُردّ إلى الوحي ولسان العرب؛ فجذر الشفاء حاضرٌ في نصوص الشرع: “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين” و“فيه شفاءٌ للناس”؛ وهذا يقوّي جعلَ الأدوية وما في معناها أماراتِ صلاحٍ وبرءٍ وبشارةِ خير.
  • حديث “تداوَوا عبادَ الله فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له دواء” يدل على أن إشارة الدواء في المنام تميل إلى معنى الأخذ بأسباب الشفاء والاهتداء إلى الصواب.

• التفصيل العملي على حالات المرهم:

  • مرهم على جرح ظاهر: بشارة بانطفاء وجعٍ قديم، صلحٌ بعد خلاف، أو سدادُ خللٍ في العمل/المال مع شيءٍ من الستر.
  • مرهم للعين: صلاح بصيرةٍ وراجعَةٌ إلى الهدى أو العلم النافع؛ وقد نصّ النابلسي أن مداواة العين في المنام إصلاحٌ للدين.
  • مرهم طيِّب سهل الاستعمال: شفاءٌ وتيسير، ورفقٌ في معالجة مشكلة.
  • مرهم أصفر/ذو رائحة كريهة: عرضُ مرضٍ يسيرٍ يعقبه عافية، لأن ما كان أصفر في الأشربة أمارةُ مرضٍ عند النابلسي، ويُقاس عليه لونُ الدواء إذا دلّ على علّةٍ قبل البرء.
  • استعمال المرهم وعدم ظهور أثره: تنبيه إلى طلب علاجٍ أدق أو الاستعانة بناصحٍ أمين؛ إذ شِبهُ المرهم في تعبير ابن سيرين بالوعظ النافع يشير إلى جدوى الاسترشاد بالناصح الذي “وعظه مرهم وترياق”.

• البعد النفسي والحياتي:

  • قد يعكس المرهم حاجةَ الرائي للعناية الذاتية، ورغبته في ستر العيب ومعالجته بهدوء بعيدًا عن الضوضاء. كما قد يشير إلى الاقتراب من حلٍّ عمليّ تدريجيّ لا يحتاج إلى جراحةٍ كبرى، بل إلى مواظبةٍ وصبر.
  • إن كان للرائي همٌّ بدنيّ أو نفسيّ، فالرؤيا تبشّره بأسباب الشفاء وتحثّه على أخذها، مع رجحان أن تكون النصيحة اللينة والتواصل الهادئ مفاتيح الحل.

تنبيه لغوي: يبدو أن المقصود “المرهم” بالهاء لا “المرحم” بالحاء. إن كان قصدك شيئًا آخر فبيّنْه لنضبط التأويل على المعنى المراد.

نصيحة: إن تكررت رؤيا الدواء/المرهم معك، فاقرن بين الدعاء والعمل بالأسباب، واطلب النصيحة ممن “وعظه مرهم وترياق” كما جاء في تشبيه ابن سيرين، فإن الرمز يتقوّى بتكراره، ومعناه يغلب فيه الخير ما أمكن.

بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.