تفسير رؤية اللؤلؤ في المنام لابن سيرين والنابلسي ومعانيه
دليل شامل لتفسير رؤية اللؤلؤ في المنام وفق ابن سيرين والنابلسي: رموزه للقرآن والعلم والرزق والسرور، ودلالات التحذير كبلعه ومضغه ورميه في غير موضعه.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن اللؤلؤ المنظوم يدل في التأويل على القرآن والعلم، وكذلك على كلام البر والعلم والقرآن. ويوضح أن اللؤلؤ المنثور يرمز إلى الولد، سواء كان غلاماً أو أنثى، أو وصيفاً أو وصيفة، وقد يدل أيضاً على مستحسن الكلام. ويرى أن اللؤلؤ بشكل عام قد يمثل امرأة يتزوجها الرجل، أو خادماً، أو ولداً.
ويفيد ابن سيرين أن استخراج اللؤلؤ الكثير من قعر البحر أو النهر يعني الحصول على مال حلال من جهة الملوك. كما أن اللؤلؤ الكثير يعد ميراثاً، وهو للعالم علم، وللوالي ولاية، وللتاجر ربح. ويذهب إلى أن اللؤلؤ يمثل كمال كل شيء وجماله.
ويشير إلى أنه عندما يتجاوز اللؤلؤ قدراً معيناً ويكال أو يحمل بالوقار، فإنه يدل على كنوز وأموال كثيرة. كما يذكر أن اللؤلؤ بالنسبة للمرأة أو الجارية، إذا كان قدره لا يستقبح، قد يدل على جميلة.
أما عن الأفعال المتعلقة باللؤلؤ، فيبين ابن سيرين أن من رأى كأنه يثقب لؤلؤاً مستوياً، فإنه يفسر القرآن صواباً. ولكن إذا ثقبه بخشبة، فقد ينكح ذات محرم. ويضيف أن بلع اللؤلؤ يعني نسيان القرآن، أو كتمان شهادة عند الرائي. ومن يمضغ اللؤلؤ، فإنه يغتاب الناس. وإذا تقيأه ومضغه وبلعه، فإنه يكابد الناس ويغتابهم.
وينبه ابن سيرين إلى أن من رأى كأنه يبيع اللؤلؤ، فقد ينسى القرآن، أو يرزق علماً يفشيه في الناس. ومن نثر اللؤلؤ من فمه والناس يأخذونه ولا يأخذ هو، فإنه واعظ نافع. ويرى أنه من رمى لؤلؤاً في نهر أو بئر، فإنه يصنع معروفاً إلى الناس. ومن يعد اللؤلؤ، فقد تصيبه مشقة.
وفي سياق آخر، يشير إلى أن اللؤلؤ في الأذنين كقرط، لمن يراه من الرجال، يدل على نيل زينة الدنيا وجمالها، ورزق بالقرآن والدين وحسن الصوت وكمال الأمور. ويذكر أن القرط المرصع باللؤلؤ قد يعني عدم الغناء بالقرآن.
ويذهب في تفسير آخر إلى أن العقد المنظوم من اللؤلؤ والمرجان يدل على ورع ورهبة مع حفظ القرآن. وأما اللؤلؤ بدون ضوء، فينبه إلى الحذر من الشدة أو فقدان العقل.
وذكر في بعض الحكايات أن رجلاً رأى كأنه يبتلع اللؤلؤ ثم يرمي به، ففسره بأنه رجل كلما حفظ القرآن نسيه وضيعته. وحكاية أخرى عن رجل رأى كأنه يمشي على لؤلؤ، فبين له أن ذلك القرآن وينبغي أن يجعله تحت قدميه. ورجل رأى فمه ملئ لؤلؤ وهو يمسكه، فقيل له: أنت رجل تحسن القرآن ولا تقرؤه. ومن يميز بين اللؤلؤ وقشره ويأخذ القشر، فقد يكون نباشاً.
تفسير عبد الغني النابلسي
وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، فإن لرؤية اللؤلؤ في المنام دلالات متعددة.
ويفيد النابلسي أن اللؤلؤ قد يؤول بالسرور، والمال، والجوار، والكلام الحسن ، ويمثل كمال الشيء وجماله . كما يشير إلى أن رؤية اللؤلؤ الكثير قد تعني الخدم والميراث الوفير لمن ينتظره .
ويرى النابلسي أن اللؤلؤ المنظوم قد يعني القرآن الكريم، أو العلم، أو الغلمان . ويضيف أن اللؤلؤ عمومًا يمثل العلم ، والحكمة والعلوم التي يحفظها الرائي . كما يشير إلى أن اللؤلؤ المنظوم في التأويل قد يعني كلام الله تعالى، وأن يكون الرائي من حملة القرآن، تصحبه الأمانة والبر والنسك بحسب جماله وضيائه . وبحسب قوله، فهو يمثل السنن، وحكم الكلام البر والفقه . وقد يدل كبير اللؤلؤ على السور الطوال من القرآن .
وحول بلع اللؤلؤ، يبين النابلسي أن من ابتلع لؤلؤاً يكتم شهادة عنده . وإن ابتلعه وضم فمه عليه، فإنه يحفظ القرآن ولا يعلمه لأحد . أما من ابتلع لؤلؤاً ثم رماه، فيشير النابلسي إلى أنه ينسى القرآن لما يحفظه . ويذهب النابلسي إلى أن من أدخل في فمه لؤلؤاً كان حسن الدين .
ويوضح النابلسي أن ثقب اللؤلؤ قد يدل على تفسير القرآن صواباً . لكنه يفرق، فيبيّن أن ثقبه بخشب يدل على نكاح ذات محرم .
ويذكر النابلسي أن رمي اللؤلؤ في نهر أو بئر يدل على اصطناع المعروف للناس . وإن كان رميه في مزبلة أو طريق، فإنه يضع العلم في غير أهله ويستخف به . كما يفيد أن من نثر اللآلئ من فمه والناس يأخذونها، فهو قاضٍ يعظ الناس وينتفعون به .
ويشير إلى أن بيع اللؤلؤ قد يعني رزق علم كثير والارتقاء في الناس ، وقد يدل على نسيان القرآن .
وعد اللؤلؤ، كما يذكر، يسبب للرائي مشقة وتعباً .
ويفيد أن من أُعطي لؤلؤاً أصاب رياسة ، وأن إعطاء درة قد يدل على إنجاب بنت .
وينبه النابلسي إلى أن من استخرج لؤلؤاً كثيراً من البحر أو النهر، فإنه يصيب مالاً حلالاً عظيماً . وأما استعارة اللؤلؤ، فيقول إنها قد تدل على ولد لا يبقى .
ويلفت الانتباه إلى أن استخدام اللؤلؤ كوقود يحمل شخصاً على أمر يهيجه من كلام البر بما لا يحتمل له .
وينبه عبد الغني النابلسي إلى أن اللؤلؤ غير المثقوب يدل على الجواري الأبكار ، بينما المثقوب قد يدل على رزق عاجل لا تعب فيه . وربما دلت رؤيته على الدموع الجارية . كما يذكر أن أحمال اللؤلؤ قد تدل على الحزن .
ويذكر النابلسي أن العقد من اللؤلؤ قد يؤول بعقد النكاح، أو عقد مال، أو ختمة قرآن . ويوضح أن من رأى أن عليه عقد لؤلؤ أو عقدين، فإنه من حملة القرآن وتصحبه الأمانة والبر ، أو يدل على عهد وميثاق في عنقه . وإن كانت العقود كثيرة وضعف عن حملها، فيبين النابلسي أنه يضعف عن العمل بعلمه . وإذا رأت امرأة أن عليها عقداً، فتأويله في زوجها أو قيمها أو أمانتها .
ويستثني النابلسي أن من قشر اللؤلؤ وأخذ القشر، فإنه نباش قبور . كما يشير إلى أن من فتح خزانة وأخرج منها لآلئ، فإنه يسأل عالماً عن مسألة . وإذا رأى الرائي أنه يرمي اللؤلؤ في الحمام، فإنه يقرأ القرآن على قوارع الطريق .
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: اللؤلؤ في الرؤيا يُرجّح أن يكون بشارة بالعلم والقرآن والسرور والرزق، وهو كمال الشيء وحسنه؛ ويُحمل أحياناً على الأولاد أو الخدم بحسب السياق، ويقوى الخير فيه بضيائه وحُسنه وكثرته. ومن دلالاته التحذيرية: بلعُه يرمز إلى نسيان القرآن أو كتمان الشهادة، ومضغُه يدل على الغيبة، ويختلف المعنى باختلاف فعل الرائي ومقامه. تحليل الرموز والعناصر:
- الرمز الرئيس: اللؤلؤ.
- في لسان المعبّرين:
- اللؤلؤ المنظوم يدل على القرآن والعلم، وقد يدل على الولد والخدم، وعلى جمال الأمور وكمالها؛ وكبيره أفضل من صغيره.
- استخراج اللؤلؤ الكثير من البحر أو النهر: مالٌ حلال، وربح للتاجر، وعلم للعالِم، وولاية للوالي، وقد يكون ميراثاً.
- نثر اللؤلؤ من الفم والناس يأخذونه: وعظٌ نافع وقضاء ينتفع به الناس.
- بلع اللؤلؤ أو بيعه: نسيان القرآن، وقد يُرزق علماً فيشيعه بين الناس إذا كان بيعه على وجه التعليم.
- ثقب اللؤلؤ المستوي: إصابة صواب في تفسير القرآن؛ وثقبه بخشب: نكاح ذات محرم (تحذير).
- عَدّ اللؤلؤ: مشقة وتعب في الطلب.
- رمي اللؤلؤ في النهر أو البئر: اصطناع معروف للناس؛ ورميه في المزبلة: وضع العلم في غير أهله.
- اللؤلؤ غير المثقوب: الجواري الأبكار؛ والمثقوب: رزق عاجل لا تعب فيه؛ وقد تُشبّه الدموع باللؤلؤ فتدل رؤيته أحياناً على الدموع الجارية بحسب المقام.
- العِقد المنظوم من اللؤلؤ: عقدُ نكاح أو مال، وقد يدل على ختمة قرآن وحملِ القرآن مع ورع ورهبة على قدر حُسن اللؤلؤ وكثرته.
- الإسناد الشرعي واللساني:
- شبّه القرآن الكريم الحِسان والغلمان باللؤلؤ والمرجان، ومنه قوله تعالى في وصف ولدان أهل الجنة: إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً، فحُمِل اللؤلؤ في كلام المعبّرين على الولد والخدم والزينة والكلام الحسن، وهو وجهٌ عربي مألوف في التشبيه والحُسن، وقد استشهد ابن سيرين بهذا المعنى في مواضع من تعبيره.
- في لسان المعبّرين:
- ربطٌ بالحال والنفس:
- من جهةٍ نفسية، اللؤلؤ جوهرٌ يُستخرج بالصبر، فيرمز غالباً لثمرةِ كفاحٍ علمي أو مهني، أو لمعنى النقاء الداخلي والقيمة المصونة. إن كان مشرقاً منسقاً دلّ على وضوح الأهداف وتناغم القيم؛ وإن كان مكسوراً أو مُلقى في موضع مهين فقد يشير إلى تبخيس الذات أو وضع العلم في غير موضعه. وكونه يُشبَّه بالدموع قد يدل أحياناً على حِسّ مرهف أو أثر مواقف مؤثرة تظهر في صورة لآلئ دامعة، ويُرجَّح هذا إذا غلب في الحلم معنى الحزن أو الفراق. نصائح وتخصيص التأويل:
- لبيان المراد بدقة، يلزم: سياق الرؤيا وفعل الرائي مع اللؤلؤ، عدده وحجمه ولمعانه، هل هو منظومٌ في عقد أو منثور، ومكانه وزمانه، وحال الرائي الدينية والاجتماعية.
- إن رأيت اللؤلؤ بحُسنٍ وضياء ومن غير تفريط، فهو وجه خير يُستبشر به بالعلم والرزق والذكر الحسن. وإن تخلل الرمز ما يُحذَّر منه كبلعه أو مضغه أو رميه في موضع قذر، فالأنسب مراجعة الحفظ والأمانة واللسان وصحبة العلم، والتوبة من الغيبة وكتمان الحق. إن رغبت بتعبيرٍ أدقّ، صفْ لي: ماذا فعلتَ باللؤلؤ؟ أكان عِقداً أو لآلئ متفرقة؟ ما لونه ولمعانه؟ أين كان؟ وما حالك هذه الأيام؟
المراجع
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1110-1112.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 466-468.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 382.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 1111-1113.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 872-873.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
