تفسير رؤية القيامة في المنام عند ابن سيرين والنابلسي

ما معنى رؤية القيامة في المنام؟ دلالات ابن سيرين والنابلسي تشمل بسط العدل، التحذير من المعصية، السفر، وقرب الأجل إن قامت على الرائي وحده، مع رموز أشراط الساعة.

فريق مفاتيح المنام
10 دقيقة
تفسير الأحلامتفسير حلم القيامةرؤية القيامةابن سيرينالنابلسي
تفسير رؤية القيامة في المنام عند ابن سيرين والنابلسي

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، إذا رأى الشخص كأن القيامة قد قامت في مكان معين، فإن ذلك يدل على بسط العدل في ذلك المكان لأهله، حيث ينتقم من الظالمين وينصر المظلومين، لأن يوم القيامة هو يوم الفصل والعدل .

ويوضح ابن سيرين أن ظهور شرط من أشراط الساعة، مثل طلوع الشمس من مغربها، أو خروج الدابة، أو الدجال، أو يأجوج ومأجوج، في مكان ما، تُعتبر بشارة للرائي إن كان مطيعًا لله، ونذيرًا له إن كان عاصيًا أو غافلًا عنها . كما أن هذه الآيات بحد ذاتها تدل على خوف وحادثة . ويضيف أن خروج الدابة قد يدل على فتنة يهلك فيها قوم وينجو آخرون . أما خروج الدجال فيدل على مفتون متبوع يدعو لابتداع . ونُقل عن ابن سيرين أن نزول عيسى عليه السلام يبشر بالعدل في الأرض .

ويرى محمد بن سيرين أن رؤية الشخص كأنه واقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة، تجعل الرؤيا أثبت وأقوى، وظهور العدل فيها يكون أسرع وأكثر رجاءً . وبالمثل، فإن رؤية انشقاق القبور وخروج الموتى منها تدل على بسط العدل . وإن رأى قيام القيامة وهو في حرب، فإنه يدل على النصر . أما إذا رأى نفسه في موقف القيامة، فقد تدل رؤياه على السفر . وإن رأى كأنه حُشر وحده أو مع شخص آخر، فتدل رؤياه على أنه ظالم . وإن رأى كأن القيامة قد قامت عليه وحده، فإن رؤياه تدل على موته، استنادًا إلى الخبر أن من مات قامت قيامته .

ومن ناحية أخرى، إذا رأى الشخص قيام القيامة وعاين أهوالها ثم سكنت وعادت إلى حالها، فيشير ذلك إلى تعقب الظلم للعدل من قوم لا يُتوقع منهم الظلم . ويُقال أيضًا أن هذه الرؤيا تعني أن صاحبها مشغول بارتكاب المعاصي، أو يطلب المحال، أو يسوّف توبته، أو يصر على الكذب .

ويشير ابن سيرين إلى أن من رأى كأنه يقترب من الحساب، فإن رؤياه تدل على غفلته عن الخير وإعراضه عن الحق . فإن كان الحساب يسيراً، دل ذلك على شفقة زوجته عليه، وصلحها وحسن دينها . وإن كان الحساب شديداً، دلت رؤياه على خسران سيقع له . كما أفاد أن من وُعِدَ في المنام بالقيامة وقربها، وكان مريضًا، فإنه يموت . وأخيرًا، يدل الوعد بالقيامة على حادثة عظيمة من السلطان .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية يوم القيامة في المنام تحمل عدة تفسيرات.

يوضح النابلسي أن رؤية القيامة تعد نذيراً وتحذيراً للشخص الرائي من معصية كان يهم بها، كما أنها تدل على العدل والإنصاف للمظلوم من الظالم . ويشير إلى أن ظهور القيامة في المنام قد يدل على ظهور علامات يوم القيامة مثل سفك الدماء والهرج وانتشار المنكرات، كما قد تشير إلى أمارات السوء وزيادة في الشرطة .

في حالات محددة، إذا رأى الشخص أن القيامة قامت عليه وحده، فإن ذلك يعني أنه سيموت . ومن رأى أنه واقف في ساحة القيامة، فهو مسافر . ويرى النابلسي أنه إذا رأى الشخص أن القيامة قد قامت وعاين أهوالها ثم هدأت وعادت الدنيا لطبيعتها، فهذا يدل على أن العدل سيتبعه ظلم من قوم غير متوقعين. ويكون صاحب هذه الرؤيا مشغوفاً بأمور لا تتحقق، أو يرتكب المعاصي مؤجلاً توبته، أو مصراً على الكذب .

ويفيد النابلسي أن من رأى أنه حشر وحده وزوجته معه، فهو ظالم .

ويذكر عبد الغني النابلسي أن رؤية قيام القيامة في مكان معين قد تعني خلاصاً أو فتنة في ذلك المكان . ويشير النابلسي إلى أن أرض القيامة قد تؤول بامرأة شريفة أو رجل شريف نافع .

ويضيف النابلسي أن رؤية القيامة وما يصاحبها من آيات مثل طلوع الشمس من مغربها أو فصل الثواب والعقاب، تبشر من فعل الخير بزيادة عمله الصالح، وتنذر من ارتكب المعصية أو هم بها بالتوبة . ويرى أن من رأى أن القبور تنشق والموتى يخرجون منها، فهذا يدل على بسط العدل . ويفسر النابلسي رؤية أي من أشراط الساعة كنفخ الصور، أو نشر أهل القبور، أو طلوع الشمس من المغرب، أو خروج الدابة، بأن تأويلها كتأويل يوم القيامة، مع كون خروج الدابة فتنة .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل يرجى أن تكون رؤية القيامة في المنام نذيراً رفيقاً إلى توبة وتجديد عهد مع الله إن كان في النفس تقصير أو همٌّ بمعصية، وبشارة ببسط العدل ورفع المظلمة إن كان الرائي مظلوماً. وقد تدل الرؤيا على سفر إن رأى نفسه واقفاً في موقف الحساب، ويُخشى منها قرب الأجل إن بدت القيامة وكأنها قامت عليه وحده، وتُفهم انقلاب الأحوال إذا شوهدت أهوالها ثم عادت الدنيا لسابق حالها. هذا كلّه على جهة الظنّ الحسن مع مراعاة حال الرائي وقرائنه. تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة

  • رمز “القيامة” عامة: جاء عند عبد الغني النابلسي أنها في المنام نذير وتحذير لمن همّ بمعصية، وهي عدلٌ لإنصاف المظلوم من الظالم، وقد تدل على نجاة من شرّ الأعداء، أو وقوع فتنة بحسب قرائن الرؤيا . ونقل ابن سيرين أن قيام القيامة في مكانٍ بعينه يؤول إلى بسط العدل فيه ونُصرة أهله المظلومين لأنه يوم الفصل والعدل.
  • “قيامها على الرائي وحده”: قال النابلسي: من رأى القيامة قامت عليه وحده فإنه يموت، وهو معنى يُؤخذ بالاحتراز ومن غير جزم، إذ التعبير ظنّ واجتهاد.
  • “الوقوف في ساحة القيامة”: فُسِّر عند النابلسي بأنه سفر وانتقال، وهي دلالة تُستأنس بها إذا وافقتها قرائن الحال عند الرائي.
  • “انشقاق القبور وخروج الموتى”: علامة على بسط العدل وظهور الحقّ، كما أورده النابلسي في موضعه.
  • “قرب الحساب وشدة الحساب”: الاقتراب من الحساب يدل على غفلةٍ وإعراضٍ عن الحق (إشارة إلى قوله تعالى: اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)، وإن كان الحساب شديداً دلّ على خسران يقع للرائي، وإن كان يسيراً فهو خير ورجاء، وكل ذلك من تفصيل النابلسي.
  • “أشراط الساعة” في المنام: النفخ في الصور، نشر أهل القبور، طلوع الشمس من مغربها… تأويلها كتأويل يوم القيامة في الجملة، مع دلالاتٍ خاصة؛ فخروج الدجال رجلٌ ذو بدعة وضلالة، وقد تدل بعض الآيات على فتنةٍ أو وباء حسب السياق. الربط بالمصادر الشرعية والثقافة العربية الإسلامية
  • من القرآن: يوم القيامة مَظِنَّةُ توفية الجزاء وتمام العدل، قال تعالى: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور؛ وهي آية تُشعِرُ بأن رؤية القيامة قد تأتي لتذكير القلب بحقيقة الجزاء وزوال الغرور بالدنيا.
  • من أقوال المعبّرين:
    • ابن سيرين: قيام القيامة في مكانٍ علامة على نشر العدل ونصرة المظلومين فيه، لأنه يوم الفصل والعدل.
    • النابلسي: القيامة نذيرٌ وتحذير، وعدلٌ لإنصاف المظلوم، ومن رآها ثم هدأت الدنيا عاد بعد عدلٍ ظلمٌ لا يُتوقَّع من أهله، والوقوف فيها سفر، وقيامها على إنسانٍ وحده موته، وانشقاق القبور بسطُ عدلٍ، وقرب الحساب علامة غفلةٍ وإعراضٍ إن لم يتدارك صاحبها نفسه. التفسير النفسي والحياتي الممكن
  • كثيراً ما تعكس رؤيا القيامة حالة ضميرٍ يقظ أو قلقٍ أخلاقي، وشعوراً بثقل المسؤولية والمحاسبة على عملٍ راهن أو قرارٍ مؤجل. إذا كان الرائي تحت ظلمٍ أو يرى ظلماً حوله، قد تتجلى الرؤيا على هيئة قيام الساعة في مكانه كحاجةٍ نفسية للإنصاف واستعادة التوازن، وهو ما وافقته دلالة ابن سيرين على بسط العدل في الموضع الذي تُرى فيه القيامة.
  • أمّا إذا كان الرائي مهموماً بذنبٍ أو متردداً في ترك عادةٍ سيئة، فقد تظهر الرؤيا كإنذارٍ رحيم لإعادة ترتيب الأولويات والعودة إلى الطريق المستقيم، بما يناسب ما قرّره النابلسي من كونها نذيراً لمن همّ بمعصية.
  • رؤية الوقوف في الموقف قد تُعبّر نفسياً عن انتقالٍ كبير أو سفرٍ حقيقي أو معنوي (تحوّل في نمط الحياة، تغيير وظيفة، زواج)، وهو ما جاءت به إشارة السفر عند النابلسي. نصيحة عملية
  • إن كانت الرؤيا خالية من تفاصيل محدَّدة، فالأصل حملها على التذكير والاستبصار: المبادرة بتوبةٍ صادقة، وردّ المظالم إلى أهلها، والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، وتخفيف مصادر القلق والتشويش في الحياة اليومية. وتذكّر أن الرؤى لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي ولا قرارٌ قاطع في المعاملات، وأن التعبير ظنٌّ واجتهاد، والصواب من الله. إن رغبت بتعبيرٍ أدق يناسب حالك، فاذكر تفاصيل الرؤيا: أين رأيت القيامة؟ هل كنت وحدك أم مع الناس؟ أكان حساب يسير أم شديد؟ هل رأيت أشراطاً كالنَّفخ في الصور أو انشقاق القبور؟ فبهذه القرائن يترجّح الوجه الأليق من المعاني المذكورة أعلاه.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 56. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 302. ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 984-985.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 985-986.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 986-987.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.