تفسير رؤية الطفل في المنام لابن سيرين والنابلسي ودلالاته

تعرف على دلالات رؤية الطفل في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: هم يسير ومسؤوليات وكسب وزيادة، والطفلة بشائر خصب ويسر، وحمل الصبي هم، والصبي المراهق بشارة.

فريق مفاتيح المنام
11 دقيقة
تفسير الأحلامالطفل في المنامابن سيرينالنابلسيرموز الرؤى
تفسير رؤية الطفل في المنام لابن سيرين والنابلسي ودلالاته

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن الطفل في المنام يدل على ما دل عليه التراب من الموال والعوائد، لأنه من الأرض، وهو دليل على الكسب والبقاء. فمن رأى أنه أفاد طفلاً أو اشتراه أو حفر عليه، أفاد مالاً . أما أكل الطفل في المنام، فيدل على أكل مال حرام، ويرتبط أيضاً بشهوات الحامل .

ويبيّن ابن سيرين أن رؤية صبياً يصيح في حجر الرائي تحذير له بأن يتقي الله ولا يضرب بالعود . كما يفيد أن رؤية الغلام الصغير في المنام تصيب الرائي بالهم ، وأن الصبيان الصغار بشكل عام تدل على هموم يسيرة . ويشير محمد بن سيرين إلى أن الصبي في التأويل هو عدو ضعيف يظهر الصداقة ثم العداوة .

ويوضح أن رؤية الصبي مذبوحاً ومشويّاً تدل على بلوغه مبلغ الرجال، وأن أهله إن أكلوا من لحمه نالوا من خيره وفضله . وإذا رأى أحدهم أنه قتل صبياً وشوهه، فإن ذلك يعني أنه يظلم هذا الصبي بدعوته لأمر محظور، وسيعطيه الصبي شيئاً .

ويرى ابن سيرين أن رؤية الرجل كأنه أصبح صبياً تدل على ذهاب مروءته، ولكنها قد تدل أيضاً على الفرج من هم فيه . وإذا رأى كأنه يحمل صبياً، فإنه يدبر ملكاً .

وعن الفتيات، يذكر أن الصبية في المنام تدل على الخصب والفرج واليسر بعد العسر، وأنها تنمو وتزيد . أما الوصيفة، فهي خير محدث فيه ثناء حسن وخير مرجو . ومن اشترى جارية، أصاب خيراً .

كما يذهب محمد بن سيرين إلى أن وجود ولد صغير لا يخالط جسد الرائي يدل على زيادة سينالها أو مغنم . ويرى أن رؤية المرء لولد كثير تدل على الهم، لأن تربية الأطفال تتطلب مشقة .

ويضيف ابن سيرين أن رؤية المرء لولد بالغ تجلب له عزاً وقوة، وأن الأم تكون أولى بتأويل رؤية ولدها من أبيه . وقيل إن رؤية ابن صغير قد صار رجلاً تدل على موت الابن .

وفي سياق آخر، يشير إلى أن واحدة من ثمرة الترج تدل على ولد، وكثيرها يدل على الثناء الطيب .

ومن الأمور المتعلقة بالإنجاب، يوضح أن من امتخط على امرأته فإنها تحبل وتلد ابناً، أو أن زوجته إن امتخطت عليه فإنها تلد ابناً أو تفطم ولداً صغيراً . وأن رؤية مخاط في الأنف تدل على حبل المرأة . ويعتبر أكل الإنسان لمخاط نفسه أكلاً لمال ولده، وأكل مخاط غيره أكلاً لمال ولد غيره .

وقد أورد ابن سيرين قصة رجل رأى كأن في حجره صبياً يصيح، فقال له: "اتق الله ولا تضرب بالعود" .

وأخيراً، يذكر أن رؤية رجل يرتدي ملابس مختلفة (أبيض، أسود، أرجواني) قد تدل على زواجه أو زواج ابنه أو موته، وذلك بحسب حال الرائي .

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الطفل في المنام قد تحمل دلالات متعددة.

يُشير النابلسي إلى أن رؤية "الطفل" تدل على الهموم والأنكاد والتعب في مداراة الجهال وأرباب اللهو واللعب. كما أن "الصغار" في المنام قد تدل رؤيتهم على الإجرام، مستشهداً بالآية الكريمة: "سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد". وربما دلت رؤية الصغار على الأفراح والزينة. وقد تشير هذه الرؤيا إلى إطراح الكلف، أو القناعة بأدنى العيش، أو العجز عن الأسباب. وفي سياق آخر، يذكر أن رؤية الصغار إذا كانوا أولاد الرائي تدل على الفتنة بالمال.

ويوضح ابن النابلسي أن حمل الصبي الصغير هم، وأن الصبي قد يكون عدواً ضعيفاً يظهر صداقته ثم عداوته. ويفيد بأن الصبي الذي يُحمل في المنام هو هم وغم، أما الصبي المراهق فيعتبره بشارة. ويرى أن الصبي البالغ يدل على العزة والقوة. وقد ذهب إلى أن من رأى نفسه صبياً وله محاكمة، فإنه يُقهر. كما يشير إلى أن رؤية أن له أولاداً قد ولدوا له تدل على الهم والغم، وأن الذكر تكون عاقبته محمودة والأنثى مذمومة، مع احتمال اختلاف الطبائع في التأويل. ويدل رؤية أن له ولداً صغيراً (لا يخالطه جسده) على زيادة في الدنيا ونعيم، بينما الصبيان الصغار تدلّون على هموم صغيرة يسيرة. وينبه إلى أن وجود صبي في حجر الرائي يعني أنه سيضرب بالعود.

ويذهب النابلسي إلى أن قتل الصبي قد يدل على العلم الوافر، مستشهداً بقصة الخضر عليه السلام. ويذكر أن البنين في المنام تدل رؤيتهم على المال والأزواج وكثرة الخير المترادف.

أما عن الطفلة الصغيرة، فيوضح النابلسي أنها إذا التقطها الرائي أو حملها أو ولدت له، فإنها تبشّر بالفرج وزوال الهم إن كان الرائي محبوساً أو مسحوراً أو متعباً في خصومة أو مديوناً أو فقيراً. أما إذا لم يكن شيء من ذلك، فالطفلة تدل على الهم والغم والحزن. وإن ولدت الطفلة مريضة أو لمريض، فإنها بشارة بالفرج عنهما، إلا أن تلد من الفم، فتلك دلالة على الموت. ويرى المؤلف أن الصبية الصغيرة تدل على الخصب والعز واليسر بعد العسر. ويذكر أن الرضيعة خير محدث، تحمل ثناءً حسناً وخيراً من جو. وتفيد أن رؤية الطفلة أو الصبية إنما هي دنيا مقبلة أو حرفة لمن رآها.

وإذا رأت المرأة أنها طفلة، دل ذلك على دنيا مقبلة، وأنها لن تلد أبداً. وإذا رأت المرأة الحامل أنها طفلة، فإن حملها يكون جارية تشبهها.

ويشير إلى أن شراء الغلام يسبب هماً، بينما شراء الجارية يدل على خير. كما يرى أن من رأى أنه يجامع ابنه الصغير، دل ذلك على مرض الصبي ومضرة صاحب الرؤيا. وإذا رأى أنه يجامع من تبناه وهو صغير، فإن كان فقيراً دل على إرساله لمعلم، وإن كان غنياً دل على هبات كثيرة له وكتابة وصية له.

وبخصوص رؤية الإنسان نفسه صبياً، فإذا كان فقيراً ورأى أنه قد ولدته أمه، يرى ذلك دلالة على نيل الرزق والغنى. أما إذا كان فتى ورأى نفسه صبياً، فلا يحمد ذلك، وقد لا يتم غناه. وإذا رأى المريض نفسه صبياً، فذلك يدل على موته.

كما ذكر عبد الغني النابلسي أن الصغير إذا كان غلاماً، فقد يدل على القنية أو أنه معدّ لقضاء الحاجة. ويرى أن تحول الكبير إلى رضيع يدل على جهل ذهبت به مروءته، إلا إذا كان في هم وضيق، فحينئذٍ يكون دالاً على الفرج والصحة والخروج من الذنوب.

ويذكر أن رؤية صبي حسن الصورة يدخل بلداً محصوراً، تعتبر بشارة ودنو فرج لأهل ذلك الموضع.

وبخصوص البيض، يذكر أن الصغار منه تدل على البنات، والكبار على البنين.

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: بوجه عام، يرمز الطفل في الرؤى إلى همٍّ يسير أو مسؤوليةٍ جديدة، بينما ترمز الطفلة غالباً إلى يسرٍ بعد عسرٍ وبشائر فرج، ويختلف المعنى بحسب حال الرائي وهيئة الطفل: فحمل الصبي همّ مؤقت، والصبي الحَسَن الصورة أو المراهق بشارة، وكثرة الأطفال زيادة شواغل، وبكاء الطفل نذير بانشغال أو فتنة يسيرة، والله أعلم. تحليل الرموز والعناصر ومعانيها المحتملة:

  • الطفل/الصبي: جاء في تعطير الأنام أن رؤية الطفل تدل على الهموم والأنكاد والتعب في مداراة الجهّال، وأن الصغير همٌّ، وأن الصبي عدوٌّ ضعيف قد يُظهر المودة ثم العداوة، لكن إن كان صبياً حَسَن الصورة دخل بلداً محصوراً فهي بشارة بدنو الفرج لأهل ذلك الموضع، والصبي البالغ يدل على العزّة والقوة، والصبي المراهق بشارة.
  • الطفلة/الصبية: الصبية الصغيرة خصبٌ وعِزّ ويسرٌ بعد عسر، ومن التقط طفلة أو حملها أو وُلدت له وكان سجيناً أو مديوناً أو متعباً فرّج الله عنه، وهي دنيا مقبلة لمن رآها، أمّا إن لم توجد قرائن الشدّة فقد تدل على همٍّ وغمٍّ وحزنٍ بحسب الحال.
  • حمل الطفل: حمل الصبي الصغير همٌّ وغم، بينما حمل الصبية خيرٌ ورجاء، وفي حجر الرائي صبيٌّ يصيح: يُخشى أن يلهو بلهوٍ مذموم ويُضرب بالعود على ما يذكره المعبرون.
  • الطفل الجميل أو المراهق: يُستبشر به، إذ المراهق بشارة، والحَسَن الصورة إذا دخل مدينة محصورة كان آية قرب الفرج.
  • كثرة الأولاد: تدل على زيادة الشغل والهمّ لكلفة تربيتهم عند المعبرين، وذُكر في أبواب الصبيان والصبية أن تعدّدهم قد يرمز لِفِتَن المال أو الانشغال به.
  • مرض الطفل: مرض الطفل همٌّ ونكدٌ لوالديه، وشفاء الطفل المريض قد يؤول بالموت في بعض وجوه التعبير، فيُنظر للسياق والقرائن بحذر. الربط بالمأثور والثقافة:
  • المعاني أعلاه مستندة إلى أقوال المعبرين المعتبرين كعبد الغني النابلسي في بابي الطفل والصبي والصبية من تعطير الأنام، حيث قرر أن الطفل همٌّ غالباً، وأن الصبية بشائر خصبٍ ويسر، وأن حمل الصبي هم، والصبي المراهق بشارة، والصبي الحسن الصورة بشارة عامة بالفرج إذا كانت البلدة في شدة.
  • نُذكّرك بأصول التعبير: أنه ظنٌّ واجتهاد، ويُقدَّم وجه الخير ما أمكن، ولا يُبنى عليه حكمٌ شرعي، كما قرّره أهل العلم ومنهج المعبرين الأوائل كابن سيرين في قواعده العامة للتعبير. تفسير نفسي وحياتي ممكن:
  • قد يُجسّد الطفل مشروعاً جديداً أو التزاماً طارئاً يحتاج إلى رعاية وصبر، لذا يجيء رمز “الهمّ اليسير” متوافقاً مع ضغط المسؤولية.
  • الطفلة كرمز لليُسر والخصب قد تعكس بدايات موفقة أو بوادر انفراج في الأسرة أو العمل.
  • بكاء الطفل أو ضيقه قد يعكس احتياجاً عاطفياً عند الرائي أو شعوراً بالتقصير تجاه أمرٍ يتطلب اهتماماً ورعاية.

إن كانت تفاصيل رؤياك غير واضحة: أعتذر عن عدم الجزم؛ فالمعنى يتغير كثيراً بالجنس (صبي/صبية)، الهيئة (جميل/مريض/يبكي)، الفعل (حمل/إرضاع/شراء/فقد)، النسبة (هل هو ابنك أم مجهول)، وحال الرائي وهمّه وقت المنام. إن رغبت بتأويل أدق، صف لي:

  • جنس الطفل وهيئته وتصرفه.
  • ما فعلته معه وما فعل معك.
  • حالك الاجتماعية والنفسية والدينية عند الرؤيا.
  • زمن الرؤيا ومشاعرك أثناءها وبعدها.

توجيه عام:

  • إن سرّتك الرؤيا فاحمد الله واستبشر بخيرها، وإن أقلقتك فاستعذ بالله من شرّها ولا تحدّث بها من لا ينصح، واعمل بالأسباب النافعة، فالتعبير ظنٌّ، والمرجع في صلاح الحال إلى عملك ودعائك.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 286. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 62. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 61-62. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 118. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 221-222. ISBN: 9789953724072.

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 79-80. ISBN: 9789953724072.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.