تفسير رؤية السحر في المنام: دلالات النابلسي وابن سيرين

تعرّف على تفسير رؤية السحر في المنام ومعاني رموزه عند النابلسي وابن سيرين، ودلالات الفتنة والكيد والتفريق، وإشارات وقت السَحَر، مع نصائح للتحصين.

فريق مفاتيح المنام
7 دقيقة
تفسير رؤية السحر في المنامتفسير الأحلامالسحر في المنامتفسير النابلسيابن سيرين
تفسير رؤية السحر في المنام: دلالات النابلسي وابن سيرين

تفسير محمد بن سيرين

وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤيا سحرة الجن في المنام تدل على الغيلن .

وبالرجوع إلى المصادر المتوفرة، فإن محمد بن سيرين لم يقدم تفسيراً مباشراً لمفهوم "السحر" بشكل مستقل.

تفسير عبد الغني النابلسي

وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية السحر في المنام تدل على الفتنة والغرور . فمن رأى أنه يسحر أو تم سحره، فإن ذلك يشير إلى التفريق بين الرجل وزوجته بالباطل، وقد يدل السحر في المنام على الكفر أو فراق الزوجة .

ويضيف النابلسي أن من رأى نفسه مسحورًا أو أنه يسحر، فإن الساحر يمثل فتنة وكيدًا. وإذا كان الساحر من الجن، فهو أشد مكرًا وحيلة . أما رؤية "سحر الليل" في المنام، فقد تدل على احتمالية أن يسحر الشخص أو يتعرض للسحر، وربما يقع في ذنب يستوجب الاستغفار، استنادًا إلى قوله تعالى: "وبالأسحار هم يستغفرون" .

وعن رؤية "الساحر" بحد ذاته، يوضح النابلسي أنه رجل فتان. فإذا رأى النائم أنه سحر بتفاحة، فهذا يعني أنه يفتن ابنه، وإن سحر بفراشة، فإنه يفتن امرأته .

تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)

التأويل: رؤية السحر في المنام تُحمل على التحذير من فتنةٍ وخداعٍ وتلبيس، وتدعو الرائي إلى اليقظة في دينه ودنياه، واجتناب أسباب الشبهات، والإكثار من الاستغفار والذكر والتحصين. ومن رأى أنه يسحر أو سُحر فقد يُبتلى بتفريقٍ أو خصومةٍ أو كيدٍ في محيطه، ويُخشى عليه من اتباع الباطل، أما رؤية وقت السَحَر فتبشّر بالقرب من باب الاستغفار والرجوع إلى الله.

التحليل المفصل:

  1. الرموز والعناصر الرئيسة ومعانيها المحتملة:
  • السِحر: عند أهل التعبير هو فتنة وغرور؛ فمن رأى أنه يسحر أو سُحر فقد يقع تفريقٌ بالباطل بين المرء وزوجه، وقد يدل على الكفر وفراق الزوجة إن اقترن بقرائن تدل على ذلك، وكل ذلك على جهة التحذير لا الجزم . وإن كان السحر من الجن فهو أقوى كيداً وأشد حيلة، فيدل على صعوبة الكيد وشدته.
  • السَحَر (وقت آخر الليل): من رآه في المنام فقد يقع في ذنبٍ يوجب الاستغفار، إشارةً إلى قول الله: وبالأسحار هم يستغفرون، فهي علامة على رجاء التوبة والقرب من باب المغفرة.
  • النفث في العُقَد والخرز والربط: يشي برموز السحر وإيقاع الأذى؛ وقد نُصّ على أن النفث يدل في المنام على السحر، لقوله تعالى: ومن شر النفاثات في العقد.
  • الحبل المعقود على عصا أو ما يدل على الإبرام الفاسد: دليل على عملٍ فاسد من سحر ونحوه، وهو رمز للكيد المنظّم أو المؤامرة المبيتة في اليقظة.
  • الشيطان: عدوّ مكّار خدّاع، ورؤيته مما يذكّر بالحرص على الاستعاذة والتحصين، وقد تدل مخالطته على الإغواء والباطل، ومن قيد الشياطين في رؤياه نال نصراً وقوّة بإذن الله.
  1. الربط بالمصادر الثقافية العربية والإسلامية:
  • النص القرآني استُحضر صراحةً في موضعين عند أهل التعبير: وبالأسحار هم يستغفرون تنبيهٌ إلى أن زمان السَحَر موضع استغفار وتوبة، فيُقرأ في المنام بعين البشارة لمن رجع واستغفر . وومن شر النفاثات في العقد إشارة صريحة إلى السحر وعقده ونفخه، فصار رمز النفث والعقد في المنام دالاً على معنى السحر والكيد.
  • عند النابلسي: السحر فتنة وغرور، وقد يُفَرّق به بين الرجل وزوجه بالباطل، ويُحمل على التحذير من الكفر والباطل، ويشتدّ الكيد إن كان من الجن، وهي قواعد عامة يعتمدها أهل التعبير في الباب.
  1. التفسير النفسي والحياتي المحتمل:
  • من زاويةٍ نفسية: السحر في المنام قد يعكس شعور الرائي بأنه واقع تحت تأثير خداعٍ اجتماعي أو نفسي، أو أنه يتعرض لتلاعبٍ أو ضغوطٍ خفية في عمله أو علاقاته. رؤية “السحر” تمثّل “قوّة التأثير غير المرئي” في الواقع: إشاعات، حيلة، تضليل، أو إعجاب مفرط يزيف الحكم.
  • السَحَر (وقت آخر الليل) يرمز لاشعورياً إلى لحظة صفاء تُستدرَك فيها الأخطاء وتُستجمع فيها القوّة الروحية، فيُستحَبّ أن يُترجَم ذلك عملياً بذكرٍ واستغفار وتحسينٍ للعادات.
  • ظهور رموز النفث والعُقَد والحبال المعقودة قد يعبّر عن أفكارٍ مُقَيِّدة أو ارتباطات غير صحية أو وعود مُضلّلة يجب حلّها وفكّها عملياً (مراجعة العلاقات، وضع حدود، مصارحة النفس).

تفصيلات بحسب المشاهد:

  • من رأى أنه يسحر الناس: يُخشى عليه من فتنةٍ يُوقعها بالناس أو الترويج لباطل، فليتب ويتحرّ اللّه فيما يقول ويصنع، إذ السحر في الأصل فتنة وغرور عند أهل التعبير.
  • من رأى نفسه مسحوراً: يتعرّض لكيدٍ أو تأثيرٍ مضلّل؛ يُطلب منه تحصين نفسه بالأذكار والابتعاد عن مواطن الشبهة، ومعالجة أسباب القابلية للخداع (الخوف، التردد، الطمع).
  • إن كان السحر من الجن: شدّةُ الكيد، فالتوصية بمزيد من الرقية والالتجاء إلى الله، مع الحذر العملي من أصحاب النفوس الملتوية في الواقع.
  • رؤية النفث في العقد أو عقد الحبال: دلالة على ارتباطاتٍ فاسدة أو مؤامرةٍ مُحكَمة؛ والحلّ في “فكّ العقد” سلوكياً وروحياً معاً، وقد نصّ أهل التعبير على صلة النفث بالسحر في هذا الباب.
  • رؤية وقت السَحَر: باب استغفار وتوبة وتجديد نية، وقد يُفهم أنه تنبيه لطيف إلى معالجة ذنبٍ أو تقصيرٍ مع رجاء المغفرة. إرشادات نافعـة:
  • قدّم وجه الخير ما أمكن: إن كانت الرؤيا تُذكّرك بالاستغفار والتحصين فهذه بشارة تدارُك قبل البلاء.
  • لزوم الأذكار: قراءة المعوذتين وآية الكرسي قبل النوم، والتحصين صباحاً ومساءً.
  • الرقية الشرعية والذكر عند انقباض النفس: مع مراجعة أسباب الخداع في الواقع، ووضع حدودٍ واضحة في العلاقات.
  • التثبت وعدم الجزْم: المنام لا يَثبت به حكمٌ على أحدٍ ولا يُنشأ به خصام، والتعبير ظنّ، والصواب من الله.

المصدر:

  • نص النابلسي في باب “السِحر/السَحَر”: السحر فتنة وغرور، والتفريق بين الرجل وزوجه، والكفر، وأن سحر الجن أشدّ كيداً؛ والسَحَر وقت الاستغفار: وبالأسحار هم يستغفرون.
  • باب “النفث”: يدل على السحر، لقوله تعالى: ومن شر النفاثات في العقد.
  • باب “الحبل”: إذا كان على عصا وما شابه دلّ على عملٍ فاسد من سحر ونحوه.
  • باب “الشيطان”: عدوّ مكار؛ ومَن قيّد الشياطين نال نصراً وقوّة، وهو من دلائل التحصّن والظفر على الكيد. تنبيه:
  • إن كانت رؤياك موجِبةً للخوف أو وسواساً متكرراً، فاحملها على الأضغاث أو حديث النفس، وأكثِر من الذكر، واسأل أهل العلم والرُّقية الموثوقين بلطفٍ وحكمة.

المراجع

محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016). ISBN: 9789953724072.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 640-641.

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017).

عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 598-599.


بيان منهجي

ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.