تفسير رؤية الريحان في المنام لابن سيرين والنابلسي بالتفصيل
اكتشف دلالات رؤية الريحان في المنام عند ابن سيرين والنابلسي: نعمة وثناء وزواج أو ولد إذا كان ثابتاً ذكي الرائحة، وهمّ أو مصيبة إن كان مقطوعاً بلا رائحة.
تفسير محمد بن سيرين
وفقًا لـمحمد بن سيرين في كتابه تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان, 2016)، فإن رؤية الريحان والرياحين لها تأويلات مختلفة.
يوضح ابن سيرين أن أكثر المعبرين يرون أن الرياحين كافة، إذا شوهدت مقطوعة، فإنها تدل على هم وحزن . أما إذا رؤيت ثابتة في موضعها، فيشير إلى أنها تدل على راحة، أو زوج، أو ولد .
ويذهب إلى أن الريحان نفسه يدل على الولد إذا كان نابتاً في البستان . كما يوضح أن رؤيته تدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة . ويضيف أن المصيبة قد تدل عليها إذا كانت مقطوعة ومطروحة في غير موضعها أو بلا رائحة .
ومن باب المثال، يورد الكتاب قصة عن علي بن عبيد، الذي سأل سفيان الثوري عن رؤيا ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت، فأوّلها سفيان بموت الأوزاعي، حيث وُجد ميتاً في تلك الليلة .
وقيل أيضاً، قد تدل الريحان على نعمة، مستشهدين بقوله تعالى: "فروح وريحان وجنة نعيم" .
تفسير عبد الغني النابلسي
«وفقًا لـعبد الغني النابلسي في كتابه تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية, 2017)، فإن رؤية الريحان أو شمه في المنام تدل على تفريج الهموم والأنكاد، وعلى العمل الصالح والوعد الصادق . وقد يؤول الريحان أيضاً إلى نعمة، ويمثل المرأة، فجماله هو حسنها، ورائحته تعبر عن حبه لها وإعجابه بها، وطراوته تشير إلى نفقته عليها . ومع ذلك، قد يدل دخول الريحان في المنام على الهموم والنكد، وربما على المرض، لكونه قد يُحمل للمريض .
ويبيّن النابلسي أن الريحان في المنام يمكن أن يدل على أشياء مختلفة حسب حاله؛ فهو إذا كان نابتًا في مكانه، دل على ذكر جميل وكلام يسر به الرائي . وعرق الريحان يدل على ولد ذكر . وإذا كان الريحان نابطًا في البستان، فهو دلالة على الولد . أما إذا كان مجموعًا في حزمة، فيدل على المرأة . وإذا رؤي الريحان مبسوطًا في بيت الرجل، فهو كناية عن الثناء عليه .
ولكن، إذا كان الريحان مقطوعًا ومطروحًا في غير موضعه وبلا رائحة، فيدل على المصيبة . والرياحين المقطوعة بشكل عام تدل على الهم والحزن، بينما رؤيتها في مواضعها الصحيحة تشير إلى راحة أو ولد أو زوج . وإذا رُفع إلى شخص ريحان لا رائحة له، فهو مصيبة .
ويشير المؤلف إلى تفسيرات أخرى؛ فالريحان للأعزب قد يؤول بزوجته، وللزوج بولده، أو بعلم يناله، أو ثناء جميل يكتسبه . وبائع الرياحين، وفقًا له، صاحب هموم لأن الريحان لا يدوم . ومن رأى على رأسه إكليلًا من الريحان، فإنه يعزل إن كان واليًا .
ويورد النابلسي أنواعًا معينة؛ فالريحان الزعتري يدل على ما يحتاجه الإنسان من مكتوب، وربما على ظهور الشعر في العذار .
وتتضمن التفسيرات المتعلقة بالتفاعل والمعاني الرمزية؛ فإذا أعطى الميت ريحانًا للحي، أو رآه معه، فذلك دليل على أن الميت في الجنة . وإذا رمى شخصٌ شخصاً آخر بريحان والتقطه، فإن ذلك يدل على حزن يدخل بينهما . ورؤية آخرين جالسين حول شخص في مسجد وحولهم الريحان، قد تشير إلى غيبته وذكرهم له بسوء .
وقد تدل جميع أنواع الرياحين، حسب ما ورد، على قرب الحين وهو الموت، وربما دلت على الوباء . كما يرى النابلسي أن رؤية ريحانة تُرفع إلى السماء من ناحية معينة تعني موت عالم من تلك الناحية .»
تفسير منصة مفاتيح المنام (الذكاء الاصطناعي)
التأويل: أعتذر عن عدم القدرة على تأويل رؤياك بدقة، فذكر الرمز وحده دون تفاصيل عن حال الريحان في المنام وسياق الرؤيا وحال الرائي لا يكفي لوضع تعبيرٍ آمن. إن رغبتَ بتعبير أدق، فاذكر كيف رأيت الريحان: ثابتاً في موضعه أم مقطوعاً؟ ذا رائحة أم بلا رائحة؟ أأُهدي إليك أم أخذته أنت؟ أفي بيتك أم بستان؟ وما حالك الاجتماعية والنفسية.
تحليل الرموز والمعاني المحتملة:
- تحديد الرمز: الريحان من “الرياحين”.
- إشارات الوحي واللسان:
- ورد التبشير بالريحان في القرآن ضمن نعيم الآخرة في قوله تعالى: فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ، فدلّ على معنى النعمة والراحة عند أهل التأويل القدامى كما نُقل في موضع تفسير الرموز.
- أقوال المعبّرين:
- ابن سيرين وما نُقل عن كبار المعبرين: “الرياحين كلّها إن رُؤيت ثابتة في مواضعها فهي دالة على راحة أو زوج أو ولد، وإن رُؤيت مقطوعة فهي همّ وحزن، ويدل الريحان على الولد إن كان نابتاً في البستان، وعلى المرأة إن كان مجموعاً في حزمة، وعلى المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه أو لا ريح له”؛ كما قيل: “الريحان نعمة” استئناساً بالآية المذكورة.
- النابلسي: يقرر أن معاني الرياحين تختلف بحسب رائحتها واستعمالها؛ فهي قد تدل على تفريج الهموم والعمل الصالح والوعد الصادق، وللأعزب زوجة، وللمتزوج ولد أو علم أو ثناء جميل، وإذا كانت نابتة في موضعها فهي ذكرٌ جميل، وعرق الريحان ولد ذكر. أما إن كانت مقطوعة ففيها همّ وحزن، وبائع الرياحين صاحب هموم. وإذا دخلت الرياحين على المريض دلّت على موته أو على قرب الأجل وربما على الوباء. كما أن رؤية ريحانة تُرفع إلى السماء من ناحية بلد قد تُؤوَّل بموت عالمٍ من تلك الجهة.
- فروع ذات صلة: ذُكر أن بَزر الريحان دليل على الشفاء من الأمراض، وهو معنى مساعد إن ورد في تفاصيل الرؤيا المتعلقة بالبذور لا بالنبت نفسه.
- ترجيح المعاني بحسب حال الرائي والسياق:
- من قواعد التعبير أن يُقدّم معنى الخير ما أمكن، ويُعتبر الغالب من الرمز، وتُرجّح القرائن. لذا يلزمنا: هل الريحان كان أخضر ناضرًا ذا رائحة طيبة وفي مكانه؟ فهذا أميل إلى نعمة أو ثناء أو زواج/ولد. أم كان مقطوعاً أو بلا رائحة أو مطروحاً في غير موضعه؟ فهذا أميل إلى همّ أو مصيبة. وهل كان في سياق مريض أو جنازة؟ فذلك أدعى لمعنى قرب الأجل عند بعض أهل التعبير. نصيحة للرائي:
- حدّد لنا تفاصيل الرؤيا وزمانها ومكانها وحالك النفسي والاجتماعي؛ فبهذه القرائن يتضح وجه الخير وتُستبعد الأوجه الضعيفة.
- إن غلب على ظنك أنها رؤيا صادقة فاستبشر بخيرها، وأكتمها إلا لمن يحب لك الخير، وأكثر من ذكر الله والدعاء وصلاة الحاجة؛ فالرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي، والتعبير ظنّ واجتهاد والصواب من الله.
- إن كانت الرؤيا في سياق مرضٍ شديد، فاللجوء إلى الطب والدعاء والصدقة بابان للرجاء، مع التماس المعنى الأحسن ما استطعت؛ فالشرط الضروري للتعبير هو اكتمال الصورة لا مجرد ذكر الرمز الواحد.
المراجع
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 231-232. ISBN: 9789953724072.
محمد بن سيرين، تفسير الاحلام الكبير (دار الارقم بن ابي الارقم - بيروت / لبنان، 2016)، ص. 231-232. ISBN: 9789953724072.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 499-500.
عبد الغني النابلسي، تعطير الأنام في تفسير الأحلام (وكالة الصحافة العربية، 2017)، ص. 514-515.
بيان منهجي
ملاحظة حول النسبة: نُشير إلى أن نسبة كتاب "تفسير الأحلام الكبير" لمحمد بن سيرين محلّ نقاش تراثي بين المحققين، وأن الكتاب المتداول هو مدونة تفسيرية منسوبة لابن سيرين رحمه الله، جُمعت ونُقلت عبر أجيال من المفسرين. نتعامل معه باعتباره مرجعًا تراثيًا في علم تعبير الرؤى، دون القطع بصحة النسبة التاريخية الكاملة.
